السيروتونين أو هرمون السعادة | Serotonin

ما هو السيروتونين أو هرمون السعادة

يعد السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin)، أو ما يعرف بهرمون السعادة، أحد أهم النواقل العصبية الكيميائية التي تستخدمها خلايا الدماغ للتواصل فيما بينها، كما أنه مهم لصحة ووظائف أعضاء أخرى من الجسم، بما فيها الأمعاء. [1]

وفيما يلي سنذكر بعض المعلومات المهمة السيروتونين، بما في ذلك أماكن وجوده في الجسم، ووظائفه، وكيفية زيادة مستوياته في الجسم.

إضغط هنا واستشر طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفسارتكم المتعلقة بهذا الموضوع

ما هي نسبة السيروتونين الطبيعية؟

غالبًا ما تعتبر نسبة السيروتونين في الجسم طبيعية، والتي تسعى العلاجات والأدوية للحفاظ عليها، إذا كانت بين 101 - 283 نانوغرام/مل، لكن، يجب الانتباه إلى أن وحدة قياس نسبة هرمون السيروتونين في الجسم يمكن أن تختلف اعتمادًا على تحليل هرمون السيروتونين المستخدم. [2]

ومن المهم الانتباه إلى مستويات السيروتونين في الدم نظرًا لأن ارتفاع هرمون السيروتونين يسبب مرض يسمى متلازمة السيروتونين، كما أن انخفاض مستوياته يمكن أن يتسبب بالتأثير على مختلف أعضاء وأجهزة الجسم. [1،2]

أين يوجد السيروتونين في الجسم؟

يتواجد السيروتونين في أماكن مختلفة من الجسم، ويكون توزيعه في الجسم كما يلي: [3-5]

ما يقارب 90% من السيروتونين الموجود في الجسم يتم إفرازه في الجهاز الهضمي لتنظيم حركة الأمعاء.
جزء آخر يذهب عن طريق الأنسجة للدم، لتخزنه الصفائح الدموية المسؤولة عن تجلط الدم والتئام الجروح.
ما يشكل 10% من هرمون السيروتونين يتم تصنيعه كناقل عصبي في الجهاز العصبي المركزي، لتنظيم المزاج، والشهية، والنوم، إلى جانب بعض الوظائف الإدراكية التي تتضمن الذاكرة والتعليم.

ما هي وظائف السيروتونين في الجسم؟

يؤثر هرمون السيروتونين على جميع أعضاء الجسم، ويمكن أن تتضمن أهم وظائف السيروتونين في الجسم ما يلي: [1،3،6]

التحكم بحركة الأمعاء: يساعد هذا الهرمون في التحكم في حركة الأمعاء وأدائها، ولذلك فإن من أعراض نقص السيروتونين في الأمعاء معاناة الفرد من الإمساك.
التحكم بالمزاج: من أهم وظائف هرمون السيروتونين في الدماغ أنه يعمل على تنظيم القلق، والسعادة، والمزاج، وقد ارتبطت المستويات المنخفضة من السيروتونين بالمعاناة من الاكتئاب، ولأجل ذلك فإنه تتم تسميته بهرمون السعادة.
تحفيز الغثيان: يعد السيروتونين من مسببات الشعور بالغثيان، ولذلك يزداد إنتاج هذا الهرمون استجابة لتناول بعض أنواع الطعام أو الإصابة ببعض المشكلات الصحية، وذلك بهدف دفع الطعام وإخراجه إلى خارج الجسم عن طريق القيء.
تنظيم النوم والاستيقاظ: تكمن علاقة السيروتونين والنوم بكونه المسؤول عن تحفيز أجزاء الدماغ التي تتحكم في النوم والاستيقاظ، فهو يؤثر على متى ينام الفرد، ومقدار نومه، ومدى جودة نومه.
تخثر الدم: تطلق الصفائح الدموية هرمون السيروتونين للمساعدة على شفاء الجروح، وذلك من خلال عمله على تضييق الشرايين الصغيرة، مما يؤدي إلى تقليل تدفق الدم، الأمر الذي يساعد على تشكيل تجلطات الدم.
الحفاظ على صحة العظام: يلعب السيروتونين في معدلاته الطبيعية دورًا في الحفاظ على صحة العظام، لكن المستويات العالية من هرمون السيروتونين يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام.
تحسين الوظائف الجنسية: يمكن أن يؤثر هرمون السيروتونين على وتيرة وشدة المشاعر الجنسية، حيث ترتبط المستويات المنخفضة منه بزيادة الرغبة الجنسية، في حين ترتبط زيادة السيروتونين بانخفاض الرغبة الجنسية.

ما هي الأطعمة التي ترفع السيروتونين؟

تتكون مادة السيروتونين من حمض أميني يدعى التريبتوفان (بالإنجليزية: Tryptophan)، والذي يتم الحصول عليه عن طريق الطعام، إذ أنه لا يصنع في الجسم. وبالتالي يعد نقص التريبتوفان وعدم الحصول عليه بكميات كافية أحد أسباب نقص هرمون السيروتونين بالجسم. [2،3]

ولهذا، فإنه ينصح بتناول الأطعمة الغنية بهذا الحمض الأميني بهدف زيادة هرمون السيروتونين في الجسم. ومن الأمثلة على الأغذية التي تزيد السيروتونين لاحتوائها على التريبتوفان ما يلي: [2،4]

البيض.
الجبنة.
التيركي (الديك الرومي).
الدجاج.
اللحوم.
الجوز (عين جمل).
سمك السلمون.
منتجات الصويا.

أدوية تزيد هرمون السيروتونين

يوجد العديد من الأدوية التي تساعد في رفع هرمون السعادة أو السيروتونين، ولكن من الجدير بالذكر أن هذه الأدوية لا يمكن أن تعطى للمريض إلا بعد الحصول على التشخيص الصحيح ووصفها من قبل الطبيب المعالج لتجنب سوء استخدامها من قبل المرضى. [1]

ومن الأمثلة على هذه الأدوية التي تزيد هرمون السيروتونين ما يلي: [2،3]

دواء الفينلافاكسين (بالإنجليزية: Venlafaxine).
دواء الديسفينلافاكسين (بالإنجليزية: Desvenlafaxine).
دواء الملناسبران (بالإنجليزية: Milnacipran).
دواء الليفوملناسبران (بالإنجليزية: Levomilnacipran).
دواء الدولوكسيتين (بالإنجليزية: Duloxetine).
دواء السيرترالين (بالإنجليزية: Sertraline).
دواء الباروكسيتين (بالإنجليزية: Paroxetine).
دواء الفلوكسيتين (بالإنجليزية: Fluoxetine).

كما أن بعض أدوية الشقيقة يمكن أن تتسبب في رفع هرمون السيروتونين، ومن الأمثلة عليها: [5]

دواء الألموتريبتان (بالإنجليزية: Almotriptan).
دواء الناراتريبتان (بالإنجليزية: Naratriptan).
دواء السوماتريبتان (بالإنجليزية: Sumatriptan).

أيضًا، يمكن أن تساعد بعض أدوية الكحة والبرد زيادة السيروتونين، والتي لا تحتاج لوصفة طبية، ومنها الأدوية التي تحتوي على مادة الديكستروميثورفان (بالإنجليزية: Dextromethorphan).

للمزيد: طرق زيادة هرمونات السعادة

هرمون السيروتونين وبعض المشكلات الصحية

ترتبط مستويات السيروتونين في الجسم بالإصابة ببعض الأمراض والمشكلات الصحية، ومنها ما يلي:

السيروتونين والإكتئاب

لا أحد يعرف على وجه اليقين ما يسبب الإكتئاب. لكن، يمكن أن يكون لنقص السيروتونين دورًا في الإصابة بالاكتئاب إلى جانب عدد من العوامل الأخرى، منها خبرات الحياة وحدوث تغيرات أخرى داخل الدماغ. [1،2]

ومما يدعم وجود علاقة ما بين السيروتونين والإكتئاب هي أن معظم الأدوية المضادة للاكتئاب مصممة لزيادة مستويات هرمون السيروتونين في الدماغ.

السيروتونين وسرعة القذف

كما ذكرنا سابقًا، يوجد علاقة ما بين هرمون السيروتونين والجنس، حيث أن له دور في عملية القذف لدى الرجال، حيث أنه يعمل على زيادة المدة ما بين الانتصاب وحدوث القذف، أي أنه يساهم في إبطاء عملية القذف. [7]

ومما يدعم ذلك، أن تناول بعض أدوية الاكتئاب التي تقلل من أخذ السيروتونين عبر الخلايا، وبالتالي ستعمل على إبقاء الإشارات التي يسببها السيروتونين لفترة أطول، يمكن أن يتم استخدامها لعلاج سرعة القذف لدى الرجال. [7]

السيروتونين والوسواس القهري

يؤثر السيروتونين بشكل كبير على الصحة العقلية، ومن الممكن أن تتسبب مستوياته المنخفضة بالإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، أهمها اضطراب الوسواس القهري، وهذا ما يفسر إمكانية استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب التي تعزز من تأثيرات السيروتونين في الدماغ من أجل علاج اضطراب الوسواس القهري والتخفيف من أعراضه. [2،6]

اقرأ أيضًا: أنواع مضادات الاكتئاب واستخداماتها

نهاية، يعد السيروتونين أحد النواقل العصبية التي تتواجد في الخلايا العصبية والمسؤول عن عدة وظائف في الجسم، بما فيها حركة الأمعاء، والمزاج، والنوم. ويسمى السيروتونين بهرمون السعادة وذلك لدوره في تحسين المزاج لدى الفرد. ومن المهم الحفاظ على النسبة الطبيعية للسيروتونين في الجسم، فانخفاض أو ارتفاع مستوياته يمكن أن يرتبطان بالعديد من المشكلات الصحية.