تعد التهابات الجهاز التنفسي من أكثر الأمراض انتشارًا في العالم خاصة في فصل الشتاء، حيث تعد من الأسباب الشائعة للذهاب إلى الطبيب أو المراكز الصحية وخاصة لدى الأطفال.

كما يعتبر معدل الوفيات الناجمة عن التهابات الجهاز التنفسي الحادة مرتفعة نسبيًا، فما يقارب من 4 مليون فرد يموتون سنويًا من هذه الالتهابات، ومعظم هذه الحالات يكون ناجمًا عن الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي السفلي على وجه الخصوص. كل ذلك يزيد من أهمية تثقيف المجتمع حول كيفية الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي. [2][6]

لذا، يناقش هذا المقال كل ما يخص طرق الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي المعدية.

 التهابات الجهاز التنفسي

يوجد العديد من الأمراض المعدية أو الالتهابات التي تصيب الجهاز التنفسي عامة، بما فيها التهابات الجهاز التنفسي العلوي مثل نزلات البرد والزكام، والأنفلونزا، والتهاب الحلق والتي تعد بشكل عام غير خطيرة وتستمر عادة لعدة أيام ثم تزول. كذلك يصيب الجهاز التنفسي السفلي العديد من الأمراض المعدية، بما فيها التهابات الرئة والتهاب القصبات الهوائية، والتي تعد عادة أقل انتشارًا، ولكنها أكثر خطورة من عدوى الجهاز التنفسي العلوي وقد تؤدي إلى الوفاة.

يمكن أن تسبب التهابات الجهاز التنفسي العديد من المضاعفات بما فيها الالتهابات المزمنة مثل التهاب الغدد اللمفاوية الصديدي، والتهاب الأذن الوسطى، والالتهاب حول تجويف العين.

يمكن أيضًا أن تؤدي إلى حدوث مضاعفات حادة مثل حصول تقيح أو تجمع للسوائل في الغشاء البلوري المحيط بالرئة، خصوصًا عند حديثي الولادة، والمسنين، وكذلك المدخنين، أو الإصابة بالتهاب الدم، أو فشل القلب الاحتقاني، أو فشل وهبوط في الجهاز التنفسي والتوقف عن التنفس وأحيانًا قد يؤدي إلى الموت. [4][5]

كيف يمكن الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي؟

يعد تجنب العوامل المسببة للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي والابتعاد عنها أفضل طرق الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي وما يرتبط بها من مضاعفات قد تكون خطيرة ومميتة في بعض الأحيان. يوجد عدد من الممارسات الصحية التي تساعد في الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي المعدية، ومنها التالي:

ممارسة الرياضة

إن القيام بالتمارين معتدلة الشدة بشكل منتظم يحسن من وظائف الجهاز المناعي ويقلل من خطر الإصابة بالالتهابات بما فيها التهابات الجهاز التنفسي السفلي والعلوي، ولكن يجب العلم بأن القيام بالتمارين المكثفة والتي تمتد لفترات طويلة يمكن أن يكون له تأثير عكسي على جهاز المناعة، مما يمكن أن يعرض الفرد لخطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي.

لذا ومن أجل الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي يوصى بممارسة التمارين الهوائية لمدة 30-40 دقيقة في معظم أيام الأسبوع بكثافة متوسطة. [6]

سلوكيات تساهم في منع انتشار المرض

يوجد عدد من الممارسات التي تساهم في الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي من خلال منع انتقال العدوى من الشخص المصاب إلى الشخص السليم، بما فيها: [3][7]

  • قيام الشخص المصاب بالعطس والسعال في مناديل قادرة على منع الفيروسات والبكتيريا من الانتشار.
  • التخلص من المناديل التي تم العطس أو السعال بداخلها فورًا وغسل اليدين بعد ذلك.
  • في حالة عدم توفر مناديل، يجب على المصاب أن يعطس أو يسعل في ثنية الكوع.
  • الحد من الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين بالعدوى، وذلك بتجنب المصافحة، والتقبيل، والعناق.
  • تجنب الاتصال المطول مع أي شخص مصاب بأحد أمراض الجهاز التنفسي المعدية.
  • الحرص على غسل اليدين بالماء والصابون أو تعقيمها باستخدام المحاليل أو الجل الذي يحتوي على الكحول.
  • الحرص على عدم ملامسة اليدين لمنطقة الوجه خصوصًا الأنف، والفم، والعينين.
  • تنظيف وتطهير الأسطح بانتظام خصوصًا تلك التي يقوم الأشخاص الآخرين بلمسها.
  • غسل ألعاب الأطفال قبل اللعب وبعده عندما يصاب أحد في المنزل بأحد التهابات الجهاز التنفسي.
  • الحرص على فصل المرضى عن باقي الأشخاص غير المصابين وذلك حتى 24 ساعة بعد اختفاء أعراض التهاب الجهاز التنفسي.
  • تجنب التعرض لسوائل الجسم مثل اللعاب، والمخاط، والدموع التي تخرج من الأشخاص المصابين وذلك عندما يقومون بالعطس أو السعال.

اقرأ أيضًا: الالتهاب الرئوي: طرق متعددة للاصابة والوقاية

الغذاء الصحي المتوازن

تعد التغذية من أكثر العوامل أهمية في تحسين وظيفة الجهاز المناعي، حيث يمكن أن يكون للنمط الغذائي الذي يتبعه الفرد تأثير إيجابي أو سلبي على مناعته، ومن هنا تأتي أهمية الحرص على تناول الغذاء الصحي والمتوازن من أجل الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي.

فيما يلي بعضًا من أنواع الأغذية التي تساعد في تنظيم وظيفة جهاز المناعة والحد من التهابات الجهاز التنفسي: [4][6]

  • الأغذية الغنية بمضادات للأكسدة.
  • الأطعمة الغنية بالسيلينيوم، والزنك، والأحماض الدهنية.
  • الأطعمة الغنية بفيتامين E، وفيتامين A، وفيتامين D، وفيتامين C.
  • الأطعمة الغنية بالبوليفينولات وخاصة الفلافونويد، ومنها التوت داكن اللون، والشاي الأخضر، والبصل، والتفاح، والحمضيات، وفول الصويا.

كما يمكن لتناول النظام الغذائي الذي يحتوي على كميات كافية من البروتين، والكربوهيدرات، والدهون، أن يقلل من حدوث النوبات المتكررة من الالتهابات المزمنة. بالإضافة إلى أنه يجب الحفاظ على ترطيب الجسم وتناول كميات كافية من السوائل.

تناول المكملات الغذائية

يوجد عدد من المكملات الغذائية التي تساعد على زيادة مناعة الجسم والوقاية من التهابات الجهاز التنفسي، لكن يوصى أولًا باستشارة الطبيب لتحديد الجرعات ومنها الآتي: [6]

  • فيتامين C.
  • الزنك.
  • الثوم.
  • العسل.
  • الإكيناسيا.
  • الجنسينغ الأمريكي أو السايبيري.
  • القتاد.
  • البروبيوتيك.
  • الزعتر.

النوم الجيد

تبين أن هناك علاقة ما بين النوم ووظائف جهاز المناعة، حيث وجد أن الحرمان من النوم يؤدي إلى انخفاض المناعة، وبالتالي تزيد من تكرار الإصابة بالعدوى وانخفاض الاستجابة للتطعيمات مثل لقاح الأنفلونزا. وفي المقابل، إن النوم لساعات كافية يقوم بتقوية الاستجابة المناعية، كما أن معظم استجابة الخلايا المناعية للعدوى تبلغ ذروتها في الليل.

لذا ينصح بالنوم لمدة 7 - 8 ساعات أثناء الليل من أجل الوقاية من التهاب الجهاز التنفسي. [1][6]

بعد 4 أيام من دخول والدتي للمستشفى أصيبت بمكروب في الرئة pneumonie bactérienne a pseudomonas pseudoalcalidène. اود معرفة سبب اصابتها بهذا المكروب؟

الحفاظ على العلاقات الشخصية

إن جودة العلاقات الشخصية يمكن أن تؤثر على مدى قدرة جهاز المناعة في حماية الجسم من الأمراض، فقد تعمل العلاقات الشخصية السيئة والاضطرابات العاطفية على تثبيط جهاز المناعة، مما يزيد من فرصة الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي.

يظهر المرضى سرعة في التعافي من التهابات الجهاز التنفسي عندما يشعرون برعاية ممارس الرعاية الصحية أو أحد أفراد أسرتهم لهم. [6]

اقرأ أيضًا: علاج امراض الجهاز التنفسي العلوي

تلقي المطاعيم

يعد تلقي اللقاحات والمطاعيم من طرق الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي المعروفة بشكل شائع لدى الناس، ويمكن أن تشمل هذه اللقاحات والمطاعيم ما يلي:  [1][4]

المزيد من طرق الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي

يمكن أن تتضمن طرق الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي النقاط التالية: [1][5]

  • تجنب مشاركة أكواب الشرب وأواني الطعام.
  • التوقف عن التدخين.
  • تجنب المواد المهيجة مثل المواد الكيميائية، دخان المصانع، وعوادم السيارات.
  • الامتناع عن شرب الكحول.
  • تجديد هواء المنزل باستمرار وذلك من خلال تهوية المنزل عدة مرات في اليوم.
  • الابتعاد عن الأماكن المزدحمة سيئة التهوية والرطبة التي لا تتعرض إلى الشمس قدر الإمكان.
  • تجنب التيارات الهوائية الباردة.
  • ارتداء الكمامات والقفازات الطبية في الأماكن التي تنتشر فيها العدوى مثل المستشفيات والعيادات الطبية.
  • التعرف على العدوى مبكرًا والتحكم في مصدرها: من طرق الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي هي التعرف على مسبب العدوى ومصدره الرئيسي، وذلك لمنع انتشاره بين الأرجاء، فعلى سبيل المثال يعد المرضى هم المصدر الرئيسي لمسببات الأمراض في أماكن الرعاية الصحية، لذا يجب الحفاظ على بقاء مقدم الرعاية الصحية على بعد 3 -6 أقدام من المرضى المصابين والحرص على تقديم العلاج لهم بأقرب وقت ممكن. [2]
  • التقليل من التوتر والإجهاد: يساعد كل من التأمل والاسترخاء على تقوية وتعزيز مناعة الجسم، حيث يرتبط الهدوء والاسترخاء بازدياد مستويات الأجسام المضادة المتكونة في الجسم بعد التطعيم، وبالتالي تكون الاستجابة الفرد أقوى تجاه المطعوم، مما يوفر حماية أكبر تجاه الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي. [6]
 
نصيحة الطبي
 
تنتشر عدوى الجهاز التنفسي العلوي والسفلي كثيرًا بين الناس، مما يجعل الوقاية من الإصابة بالعدوى أمرًا هامًا للحد من معدلات الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي.
 
يمكن الوقاية من التقاط العدوى عن طريق الابتعاد عن الأماكن المزدحمة، ومراعاة قواعد التباعد الاجتماعي، والمداومة على غسل الأيدي باستمرار، كما يفيد تلقي المطاعيم واللقاحات السنوية والموسمية في الحد من معدلات الإصابة.