يصاب الكثير من الرياضيين بالحساسية أثناء ممارستهم للرياضة، خاصة مرضى الربو منهم، الأمر الذي يدفعهم إلى الاعتزال المبكر لاعتقادهم أن الربو يقف عائقاً أمام مستقبلهم الرياضي. لكن ما هو رأي الطب في ذلك؟، وما هي فوائد ممارسة الرياضة لمرضى الربو؟

تعرف في هذا المقال إلى العلاقة بين الربو والرياضة، ونصائح لممارسة الرياضة لمرضى الربو والحساسية.

العلاقة بين الربو والرياضة

يعرف الربو على أنه حالة طبية مزمنة تؤثر على الشعب الهوائية في الرئتين وتسبب التهابها وتورمها، الأمر الذي يجعل من التنفس تحدياً صعباً أمام المريض، ويتسبب بظهور العديد من الأعراض المزمنة، مثل السعال والصفير أثناء التنفس.

أما عن العلاقة بين الربو والرياضة، فتتمثل بأن بعض التمارين الرياضية تسبب إثارة وتفاقم أعراض الربو، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث أزمة تنفسية وضيق في التنفس، والذي يعرف بالأزمة الناتجة عن ممارسة الرياضة أو الربو الرياضي، والذي يتطلب علاجه استخدام الأدوية لفتح القصبات الهوائية وتسهيل التنفس.

وعليه، يعتقد الكثير بأن الرياضة وحساسية الصدر هم أمران لا يجتمعان في شخص واحد، وأن مرضى الربو والحساسية لا يمكنهم ممارسة الرياضة على الإطلاق، وذلك خوفاً من تفاقم الربو والإصابة بالنوبات التحسسية وضيق التنفس.

إلا أنه أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث أن ممارسة الرياضات المناسبة بأسلوب يتوافق مع القدرات الجسدية ونوع الحساسية تنعكس بشكل إيجابي على صحة مريض الربو أو الحساسية الصدرية، بل وأكدت أن مرضى الحساسية أو الربو ممن يمارسون الرياضة باستمرار يتمتعون بصحة أفضل من غيرهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بصحة الرئتين، فمن الإيجابيات التي تعود على مرضى الربو والرياضة مقارنة بمن لا يمارسونها ما يلي:

  • تقليل استخدام وخفض الحاجة لأدوية الحساسية.
  • تقليل خطر الإصابة بالأزمات الصدرية ونوبات التحسس.
  • تقليل حدة وخطورة النوبات التحسسية في حال حدوثها.

علاوة على ذلك، يعود الجمع بين الربو المسبب للأزير أو السعال والرياضة على المريض بتقليل خطر الإصابة بالسكري، وارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، وأمراض القلب الأخرى.

اقرأ أيضاً: طرق استخدام بخاخ الربو

فوائد الرياضة لمرضى الربو

كما ذكر سابقاً، من فوائد الجمع بين الربو والرياضة تحسين صحة الرئتين وتقويتهما، وذلك من خلال كل مما يلي:

  • زيادة قدرة الرئة على التحمل: حيث أن الجمع بين الإصابة بالربو والرياضة يزيد من قدرة المسالك الهوائية على تحمل التمارين ويزيد من سعة الرئتين، الأمر الذي ينعكس إيحاباً على النشاطات اليومية الصعبة، مثل صعود الدرج.
  • تقليل الالتهاب: وجدت الأبحاث أن الربط بين الإصابة بالربو وممارسة الرياضة يقلل من نسبة البروتينات الالتهابية، ويحسن من قدرة المجاري التنفسية على تحمل الرياضة، الأمر الذي يقلل بدوره من حدة الالتهاب.
  • تقوية العضلات: حيث أن ممارسة الرياضة باستمرار يزيد من الكتلة العضلية ويحسن من قدرة الجسم على أداء أنشطته اليومية.
  • زيادة سعة الرئة: حيث أن التمارين الرياضية تزيد من معدل استهلاك الأكسجين، وكلما زاد استهلاك الأكسجين من قبل الرئتين، كلما تحسنت قدرتها على التنفس.
  • تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية: حيث أن ممارسة الرياضة بشكل عام يحسن من تدفق الدم وإيصال الأكسجين لجميع أنسجة الجسم، وتقلل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.

الربو والرياضة المناسبة

يعتمد مرض الربو والرياضة المناسبة له على قرار مشترك بين المريض والطبيب، وعلى المكان المتاح لممارسة الرياضة والوقت الأمثل له، لذلك يجب استشارة الطبيب المختص واستشارته بشأن نوع التحسس أو الربو والرياضة المناسبة لهذا النوع، كما يمكن الاستعانة بمتخصص رياضي لتعليم المريض الطريقة الأمثل لممارسة الرياضة المتفق عليها.

إن التمارين الرياضية المناسبة لمرضى الربو هي التمارين التي لا ترهق الرئتين ولا تزيد من خطر تفاقم أعراض التحسس والربو، أي الرياضات يتم ممارستها على شكل دفعات متقطعة. كما تعتبر التمارين منخفضة الكثافة خياراً مناسباً كذلك.

ويتساءل البعض عن الربو والتمارين الرياضية المناسبة، حيث أن التمارين الأمثل في هذه الحالة ما يلي:

  • السباحة.
  • المشي.
  • ركوب الدراجة بوتير منخفضة.
  • الجري لمسافات قصيرة.
  • البيسبول.
  • الكرة الطائرة.
  • الجولف.
  • كرة القدم.

يفضل أن تتم ممارسة التمارين 3 - 5 مرات في الأسبوع، وفي كل مرة تتراوح المدة الزمنية من 20 - 30 دقيقة.

اقرأ أيضاً: النشاط الرياضي واثاره على صحة الانسان

نصائح لممارسة الرياضة بطريقة سليمة لمرضى الربو

يمكن تجنب الإصابة بالنوبات الصدرية والتحسسية الناجمة عن ممارسة الرياضة من خلال اختيار الرياضات المناسبة، ومن ثم ممارستها بطريقة بطريقة تناسب الوضع الصحي للمريض، ونوع التحسس الذي يعاني منه.

فيما يلي بعض النصائح حول ممارسة الرياضة والحساسية الصدرية:

  • استخدام جهاز الاستنشاق الخاص بمرضى الربو قبل بدء التمرين، وذلك لفتح المجاري التنفسية وتهيئتها لممارسة الرياضة.
  • البدء بتمارين التحمية والتهيئة لتنشيط الجهاز الدوري بالجسم، وكذلك إيقاف التدريب تدريجياً.
  • تفادي السباحة في المسابح التي تستخدم مادة الكلورين لتفادي تفاقم الأزمة الصدرية.
  • أخذ فترات راحة بين الحين والآخر أثناء التمرين.
  • تجنب ممارسة الرياضات الجليدية مثل التزلج والهوكي.
  • تجنب ممارسة التمارين الرياضية في الهواء والجو البارد.
  • تجنب ممارسة التمارين الرياضية في الحدائق والمتنزهات لتفادي التحسس من حبوب اللقاح.
  • التنفس من خلال قناع أو وشاح خاص من أجل تدفئة الهواء الداخل إلى الأنف.
  • التدرج في حمل الأوزان الثقيلة.
  • تجنب ممارسة الرياضة في الأيام التي يعاني فيها المريض من السعال أو الأزيز في الصدر.

اقرا ايضاً :

الكورتيزون بين الفائدة والخطر

الربو والرياضة: متى يجب مراجعة الطبيب؟

يجب التوقف عن ممارسة التمارين الرياضية في حال ظهور أي من أعراض تفاقم التحسس أو الربو، ومراجعة الطبيب في أقرب وقت.

من أعراض تفاقم الربو:

  • ألم في الصدر.
  • سعال حاد.
  • ضيق في النفس.
  • آلام في الرقبة أو الفك.
  • تسارع في ضربات القلب.
  • زيادة في إفراز المخاط.
  • آلام في العضلات أو المفاصل.
  • التقيؤ أو الإحساس بالرغبة فيه.
  • إرهاق شديد مستمر.

ترهلات في جوانب الجسم ومنطقه الصدر

اقرأ أيضاً: الحساسية الموسمية تؤثر على حياتك اليومية، فلم الانتظار؟