يعد الصداع العنقودي والصداع التوتري من أنواع الصداع التي يعاني الكثير من الأشخاص، ويمكن يتشابه كل منهما في بعض الأعراض والعوامل المسببة، إلا أنه هناك بعض الاختلافات الرئيسية بين كل منهما، ويجب فهم هذه الاختلافات جيدًا للتمكن من اختيار العلاج المناسب.

سنتناول الحديث في هذا المقال عن الفرق بين الصداع العنقودي والصداع التوتري، من حيث الأعراض، والأسباب، وطرق العلاج والوقاية.

ما هو الصداع العنقودي؟ 

يعد الصداع العنقودي من أنواع الصداع التي تتميز بنوبات مؤلمة من الصداع تحدث في مجموعات، وغالبًا ما يعاني الأشخاص من الصداع العنقودي أثناء التغيرات الموسمية، ويصاحب الصداع العنقودي الشعور بألم موضعي شديد في مؤخرة عين واحدة أو حولها، ويحدث عادة في دورات من أسبوع إلى شهر، ويعد الصداع العنقودي أكثر شيوعاً عند الرجال.[1][2]

ما هو الصداع التوتري؟

يعد الصداع التوتري أحد أنواع الصداع الأكثر شيوعاً، حيث يمثل ما يقرب من 90 ٪ من حالات الصداع، وقد يحدث لمعظم الأشخاص في مرحلة معينة خلال حياتهم، ويعاني الشخص الذي المصاب بالصداع التوتري من ألمًا خفيفًا، أو متوسطًا، أو شديدًا يأتي على شكل عصابة تمتد من مقدمة الرأس إلى الخلف لتشمل منطقة خلف العينين، والرأس، والرقبة، مما يجعله مختلفًا عن الصداع العنقودي الذي يسبب الألم الموضعي خلف عين واحدة فقط أو حولها.[1] [2]

يرتبط الصداع التوتري غالبًا ببعض العوامل، مثل الإرهاق، أو التوتر، أو الإفراط في تناول الكحول، وعادة ما يتم علاج هذه الحالة من خلال بعض التدابير الوقائية، مثل الحصول على الراحة أو مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية. [1]

اقرأ أيضًا: الصداع التوتري عند النساء 

الفرق بين الصداع العنقودي والصداع التوتري من حيث الأسباب 

لم يستطع العلماء التوصل إلى سبب محدد لحدوث الصداع العنقودي، أو سبب كونه أكثر شيوعًا عند الرجال، ولكن يعتقد يمكن أن يرتبط حدوث الصداع العنقودي ببعض المشكلات في منطقة تحت المهاد في الدماغ. [3]

بينما يمكن أن يحدث الصداع التوتري نتيجة بعض العوامل المرتبطة بحدوث التوتر، وتشمل:[2]

  • الحرمان من النوم.
  • الإرهاق العام.
  • إجهاد العين.
  • مشكلات المفصل الصدغي الفكي أو ما يعرف بمتلازمة المفصل الفكي الصدغي.
  • آلام الرقبة.

الفرق بين الصداع العنقودي والصداع التوتري من حيث الأعراض

يمكن معرفة الفرق بين الصداع العنقودي والصداع التوتري من خلال تحديد العلامات والأعراض الفارقة بين كل منهما، وتشمل أعراض الصداع العنقودى ما يلي:[1]

  • ألم شديد أقرب للطعن حول العين، وعادة ما يكون في جانب واحد.
  • انسداد أو سيلان الأنف.
  • ألم واحمرار العين.
  • تدلي الجفون.
  • التعرق في الجانب المصاب من الوجه.
  • ألم وتيبس الرقبة نتيجة الصداع.
  • آلام في الفك والأسنان.

كذلك يكون الألم المصاحب للصداع العنقودي غالبًا أكثر شدة من صداع التوتر، وتحدث نوبات الصداع العنقودي في نفس الوقت كل ليلة أو في الصباح، كذلك يمكن أن يحدث في نفس الوقت بعد مرور أسبوع من النوبة السابقة.

بينما تشمل أعراض الصداع التوتري ما يلي:[1]

  • يشعر المريض بفقدان الشهية، لكن بدون غثيان أو قيء.
  • يعاني المريض من رهاب الصوت والضوء.
  • يوجد ألم ينتشر من الجبهة، ومؤخرة الرأس، وجانبي الرأس.
  • يوصف الألم بأنه مثل شد عصابة رأس وضغطها حول الرأس بشدة.
  • تزداد سوء النوبة مع القلق الشديد أو التغييرات المزاجية.
  • تحدث نوبة الصداع عند أو بعد الاستيقاظ بفترة قصيرة .
  • يعاني المريض من الشد العضلي أو تصلب منطقة العنق.
  • يمكن أن يصاب المريض بالأرق وضعف التركيز.

اقرأ أيضًا: أعراض الصداع النصفي 

الفرق بين الصداع العنقودي والصداع التوتري من حيث الانتشار

تزداد احتمالية إصابة النساء بصداع التوتر بصورة أكبر من الرجال، بينما يعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بالصداع العنقودي من النساء، وغالباً ما يحدث الصداع العنقودي والصداع التوتري ما بين سن 20 إلى 50 عامًا، كما يعد كل من الصداع العنقودي والصداع التوتري أكثر شيوعًا من الصداع النصفي الحاد.[1]

الفرق بين الصداع العنقودي والصداع التوتري من حيث التشخيص

يتم تشخيص الصداع العنقودي بشكل عام اعتماداً على أعراض المريض، وخاصة شدة الألم وقربه من العين، كذلك قد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات، مثل:[1]

  • الفحص العصبي: قد يساعد الفحص العصبي على اكتشاف العلامات الجسدية للصداع العنقودي، مثل تغير اتساع بؤبؤ العين، أو تدلي الجفون.
  • اختبارات التصوير: يمكن أن يطلب الطبيب بعض الاختبارات التشخيصية الأخرى لاستبعاد الأسباب الخطيرة الأخرى للصداع، مثل الورم أو تمدد الأوعية الدموية، وتشمل هذه الاختبارات نوعين شائعين لتصوير الدماغ هما: التصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي. 

بينما يتم تشخيص الصداع التوتري من خلال الأعراض والعلامات السريرية، إذ يتميز الصداع التوتري عن غيره من أنواع الصداع الأخرى بحدوث نوبات من الصداع الخفيف في شدته مقارنة بالصداع العنقودي، لذا قد يصف الطبيب بعض الاختبارات التصويرية لاستبعاد الأسباب التي قد تكون السبب الرئيسي للصداع، مثل الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي.[2]

اقرأ أيضًا: أنواع الصداع 

الفرق بين الصداع العنقودي والصداع التوتري من حيث العلاج

يهدف علاج الصداع العنقودي إلى التخفيف من الأعراض، وتقليل نوبات الصداع الشديدة، و

تشمل أهم هذه العلاجات ما يلي:[4]

  • مسكنات الألم: يمكن استخدام بعض الأدوية المسكنة التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الأسبرين أو الأيبوبروفين، ولكنها قد تكون ذات مفعول بطئ، لتقليل الألم بشكل فعال.
  •  أدوية مسكنة بوصفة طبية: مثل سوماتريبتان، ثنائي هيدروإرغوتامين، أوكتريوتيد، وفيراباميل.
  •  قطرات الأنف المخدرة الموضعية: مثل ليدوكائين.
  • الجراحة : يتم اللجوء إلى الجراحة في حال لم تنجح العلاجات الدوائية، يمكن أن تتضمن الجراحة قطع جزء من العصب الذي يغذي المنطقة خلف العين وحولها.
  • بعض الأدوية الوقائية: ويتم استخدامها للحد من نوبات الصداع العنقودي المستقبلية، مثل حاصرات قنوات الكالسيوم، وكربونات الليثيوم، والستيرويدات القشرية.

يعتمد علاج الصداع التوتري على اتباع بعض العادات اليومية وتغيير نمط الحياة، واستخدام تقنيات الاسترخاء التي تقلل من التوتر، كذلك يمكن استخدام بعض الأدوية المسكنة للألم التي لا تتطلب وصفة طبية، مثل الأسبرين أو الأسيتامينوفين في علاج الصداع التوتري.[3]

c