يمكن أن تتسبب منتجات التدخين المختلفة بما في ذلك تلك التي يتم تدخينها أو مضغها في حدوث العديد من الآثار السلبية على أجهزة الجسم، بالإضافة لزيادة خطر الإصابة بحالات صحية خطيرة تتطلب علاجات طبية خاصة، ويعود ذلك لما تحتويه من مواد ضارة وغير آمنة، والخبر السار هو أن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يحسن من الحالة الصحية للمدخن، ويقلل من تلك الآثار السلبية، فما الأضرار المحتملة للتدخين؟ [1]

ما الأضرار المحتملة للتدخين؟

فيما يلي توضيح للأضرار المحتملة والآثار الجانبية الحالية التي قد يعاني منها المدخنين:  

أضرار التدخين على معدل الأيض

يتسبب النيكوتين الذي تحتويه منتجات التدخين المختلفة في تسريع معدل الأيض أو ما يعرف التمثيل الغذائي في الجسم (بالإنجليزية: Metabolic rate)، ويزيد كذلك من كمية السعرات الحرارية التي يستخدمها الجسم أثناء الراحة بحوالي 7% - 15%، وبالتالي فإن الجسم بدون تدخين يحرق الطعام بشكل أبطأ. [2]

بالإضافة لذلك يؤدي تغير معدل الأيض في الجسم إلى حدوث زيادة في الوزن عند الإقلاع عن التدخين، ويحدث ذلك نتيجةً لـ: [2]

  • الجوع والرغبة الشديدة في تناول الطعام خاصةً الغني بالسعرات الحرارية بمعدل أعلى من المعتاد.
  • تأثير النيكوتين على الجسم؛ والذي يؤدي إلى تسريع عملية الأيض المسؤولة عن هضم الطعام.

أضرار التدخين على الفم والأسنان

يعاني المدخنون من خطر مضاعف للإصابة بأمراض اللثة، والذي يزداد بزيادة عدد السجائر، وتشمل أمراض اللثة المحتملة نتيجة التدخين ما يلي: [3] [4]

  • تغير لون الأسنان: يمكن أن يعاني المدخنون من تغير في لون أسنانهم وتحولها للون الأصفر، ويحدث ذلك نتيجة تراكم مركبات مختلفة من دخان السجائر على الأسنان.
  • رائحة الفم الكريهة: يعاني المدخنون من رائحة الفم الكريهة نتيجة رائحة دخان السجائر، وقد يحدث ذلك أيضًا كأحد أعراض أمراض اللثة المحتملة.
  • الالتهابات: يمكن أن يعاني المدخنون من أنواع مختلفة من الالتهابات في الفم، بما في ذلك التهاب الأسنان، والتهاب اللثة، والتهاب الغدد اللعابية.
  • تراكم البلاك: يؤدي التدخين إلى تراكم البلاك، الأمر الذي يتسبب في إتلاف الأسنان، إلى جانب تسوس الأسنان وفقدانها.
  • انخفاض كثافة عظم الفك: يمكن أن يتسبب التدخين في انخفاض كثافة عظام الفك، ما يؤدي إلى فقدان الأسنان.
  • أضرار أخرى: يقلل التدخين من عملية الشفاء، ما يؤثر في معدل نجاح جراحات زراعة الأسنان ويقلل من كفاءتها.

اقرأ أيضًا: ما هي أضرار التدخين على صحة الفم والأسنان؟

 

أضرار التدخين على حاستي التذوق والشم

يؤثر التدخين في حاسة التذوق؛ إذ يتسبب في تدمير وسحق براعم التذوق، ما يقلل من تكوين الأوعية الدموية الصغيرة التي تساعدها على النمو والتطور، ونتيجةً لذلك لا يمكن للمدخنين تحديد الفروقات الدقيقة في المذاق التي يمكن لغير المدخنين تحديدها، كما أن التدخين يقلل من متعة تناول الأطعمة التي يحبونها مقارنةً بغيرهم. [4]

بالإضافة لذلك يؤثر التدخين في حاسة الشم؛ إذ يواجه المدخنون صعوبة في شم الروائح الخافتة والدقيقة، كما أن الدخان يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض المسالك والجيوب الأنفية، ما يسبب التهابات يمكن أن تؤدي لضرر أعلى في حاسة الشم. [4]

أضرار التدخين على الجلد والشعر والأظافر

يمكن أن يؤثر التدخين في الجلد، والشعر، والبشرة على النحو الآتي: [1] [5]

  • الجلد

يمكن للمواد التي تحتويها منتجات التدخين المختلفة أن تغير تركيب وبنية البشرة، ما يؤدي لتلف الجلد المبكر المرتبط بالشيخوخة، وظهور التجاعيد، وتأخّر التئام الجروح، والإصابة بالتهاب الغدد العرقية القيحي؛ وهي حالة جلدية تسبب ظهور دمامل مؤلمة، وتطور الصدفية أو زيادة أعراضها سوءًا، وزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من سرطان الجلد.

  • الشعر

يرتبط التدخين بزيادة خطر حدوث مشاكل الشعر بما في ذلك الثعلبة الأندروجينية (بالإنجليزية: Androgenic Alopecia)؛ وهي حالة تسبب تساقط الشعر عند الذكور، وتشمل الأسباب المحتملة لتساقط الشعر نتيجة التدخين ما يلي:

    • تضيق الأوعية الدموية.
    • تلف الحمض النووي.
    • وجود الجذور الحرة.
    • التأثيرات الهرمونية.
  • الأظافر

يمكن أن يؤثر التدخين سلبًا في الأظافر؛ بحيث يزيد من احتمالية الإصابة بالتهابات الأظافر الفطرية، إلى جانب ظهور بقع صفراء مائلة إلى البني على الأصابع.

 

أضرار التدخين على المعدة

يذكر من المشاكل والاضطرابات المعدية التي يعاني منها المدخنون ما يلي: [4]

  • حرقة المعدة: (بالإنجليزية: Heartburn)، يحدث ذلك نتيجة ارتجاع أو ارتداد أحماض المعدة، ما يسبب آلامًا في الصدر، وتلفًا في بطانة المريء، وفي الحالات المتقدمة مشاكل صحية خطيرة.
  • ارتجاع المريء: (بالإنجليزية: Gastroesophageal Reflux Disease - GERD)، حالة متقدمة من حرقة المعدة، يمكن أن تؤدي مع مرور الوقت للقرحة والنزيف.
  • القرحة الهضمية: (بالإنجليزية: Peptic Ulcers)، حالة صحية تحدث في المعدة والاثني عشر وتسبب ألمًا شديدًا، ومن الشائع أن يزيد التدخين من خطر الإصابة بالالتهابات التي تسببها هذه الحالة، إلى جانب تباطؤ عملية الشفاء.
  • أورام القولون الحميدة: (بالإنجليزية: Colon Polyps)، نمو أو أورام حميدة غير سرطانية تحدث في القولون، وتتميز بكونها أكبر حجمًا، وأكثر عددًا، وأكثر عرضة للظهور مجددًا لدى المدخنين.

اقرأ أيضًا: أمراض يسببها التدخين

 

أضرار التدخين على التنفس

يعاني المدخنون من مشاكل تنفسية تعيق وصول الأكسجين للرئتين، ما يؤدي للإصابة بضيق التنفس، وتشمل هذه المشاكل ما يلي: [6]

  • تهيج القصبة الهوائية والحنجرة.
  • تورم وتضيق الممرات الهوائية في الرئة، وتراكم المخاط الزائد داخلها.
  • خلل في نظام التصفية في الرئتين، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم المواد السامة، وبالتالي تهيج الرئة وتلفها.
  • زيادة خطر الإصابة بالتهابات الرئة، ومن أعراضها الشائعة السعال، والصفير.
  • تلف دائم في الحويصلات الهوائية في الرئتين.

 

أضرار التدخين على الصحة النفسية

يؤدي النيكوتين الذي يدخل في تصنيع منتجات التدخين المختلفة إلى تغير كيمياء الدماغ، ما يزيد من خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية بما في ذلك اضطراب الاكتئاب الشديد (بالإنجليزية: Major Depressive Disorder)، والاضطراب ثنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar Disorder)، وغيرها. [7]

يعتقد بعض المدخنين أن التدخين يمكنه أن يقلل من التوتر والقلق، إلا أن هذا اعتقادٌ خاطئ، كما أن المدخنين أكثر عرضة من غير المدخنين للإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت. [8]

لمعرفة المزيد: التأثير السلبي للتدخين على الحالة النفسية

 

أضرار التدخين على العين

يزيد التدخين من خطر حدوث بعض مشاكل العين، منها: [1]

  • الضمور البقعي المرتبط بالعمر: (بالإنجليزية: Age-related Macular Degeneration)؛ وهي حالة تصيب العين، وتسبب ضررًا لبقعة في وسط شبكية العين، ما يؤدي لفقدان الرؤية المركزية.
  • إعتام عدسة العين: (بالإنجليزية: Cataracts)، حالة صحية تتسبب في حدوث الرؤية الضبابية أو غير الواضحة.
  • الجلوكوما: (بالإنجليزية: Glaucoma)، حالة صحية يزداد فيها الضغط داخل العين، ما يشكل ضغطًا على العصب البصري، وبمرور الوقت تلف وفقدان البصر.

نصيحة الطبي

يزيد التدخين من خطر حدوث العديد من الأضرار والآثار الجانبية، والتي قد يتفاقم بعضها ويزداد سوءًا بمرور الوقت، لذا فإن اتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين هو القرار الأمثل لتجنب حدوث أي من هذه الأضرار والمشاكل الصحية الخطيرة التي قد تتطور لاحقًا، استشر طبيبك لمعرفة طرق الإقلاع عن التدخين الأنسب لك.