انخفاض ضغط الدم الانتصابي | Orthostatic Hypotension

انخفاض ضغط الدم الانتصابي

ما هو انخفاض ضغط الدم الانتصابي

يُعرف انخفاض ضغط الدم الانتصابي (بالإنجليزية: Orthostatic Hypotension) أو ما يعرف باسم انخفاض ضغط الدم الموضعي على أنه انخفاض ضغط الدم عند القيام أو تغيير الوضعية من الجلوس أو الاستلقاء إلى الوقوف. وقد يترتب عليه الشعور بالدوخة أو الدوار، كما قد يتسبب في بعض الحالات الإغماء. [1]

على نحو عام، في حالات هبوط الضغط الانتصابي ينخفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 20 ملليمتر زئبقياً أو أكثر و ما يقارب 10 ملليمتر زئبقياً لقراءة ضغط الدم الانبساطي، وذلك خلال أول ثلاث دقائق بعد القيام من وضعية الجلوس أو الاستلقاء أو تغيير الوضعية بشكل عام. [2]

نسب انتشار انخفاض ضغط الدم الانتصابي

يعد انخفاض ضغط الدم الانتصابي من الحالات شائعة الحدوث، إذ يصاب بها ما يقارب 6% من سكان العالم، كما تزداد احتمالية الشعور بها لدى كبار السن، ويقدّر أن 10-30% منهم يعانون من هذه الحالة. [5]

اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بانخفاض ضغط الدم الانتصابي

يعد ما يقارب 40% من حالات انخفاض ضغط الدم الانتصابي مجهولة السبب، كما وقد تختلف الأسباب الكامنة وراء نقص ضغط الدم الموضعي من شخص لآخر، ومن أبرزها ما يلي: [1][2][3][4][5]

  • الجفاف: يمكن أن يسبب الجفاف نقص في كمية الدم المتدفقة إلى الأعضاء، مما يؤدي إلى نقص ضغط الدم الانتصابي.
  • أمراض القلب: تسبب بعض اضطرابات القلب نقص في كمية الدم المتدفقة من القلب، وبالتالي انخفاض الضغط عند القيام أو تغيير الوضعية.
  • الأمراض العصبية: يلاحظ في بعض الأمراض العصبية ضعف قدرة الجسم على ضبط ضغط الدم ضمن مستوياته الطبيعية.
  • أمراض الغدد الصماء: يرافق الإصابة ببعض أمراض الغدد الصماء، مثل مرض السكري انخفاض ضغط الدم الانتصابي. إذ قد يسبب مرض السكري على سبيل المثال تضرر في الأعصاب المساهمة في نقل الإشارات العصبية المسؤولة عن ضبط ضغط الدم.
  • أمراض الحبل الشوكي: يُصاحب بعض أمراض الحبل الشوكي، مثل تكهف النخاع ( بالإنجليزية: Syringomyelia) أو متلازمة شاي دريغر (بالإنجليزية: Shy Drager Syndrome) الشعور بانخفاض ضغط الدم الموضعي.
  • أسلوب الحياة المتبع: يمكن لممارسة الرياضة أو الأنشطة اليومية تحت درجات الحرارة المرتفعة، إضافة للحالات التي تتطلب لزوم الفراش لمدة طويلة زيادة خطر نقص ضغط الدم الانتصابي.
  • تناول بعض الأدوية: يسبب تناول بعض أنواع الأدوية خصوصاً تلك التي تستخدم بشكل مزمن، مثل أدوية القلب وأدوية الأعصاب والأمراض النفسية زيادة احتمالية الإصابة بانخفاض ضغط الدم الانتصابي.
  • الكحول: يسبب تناول الكحول بكميات كبيرة في انخفاض ضغط الدم الانتصابي.

للمزيد: أسباب انخفاض ضغط الدم

الفئات الأكثر عرضة للإصابة بانخفاض ضغط الدم الانتصابي

يلاحظ زيادة احتمالية الإصابة بنقص ضغط الدم الانتصابي لدى الفئات التالية: [1][2][5]

  • كبار السن: يلاحظ زيادة الشعور بانخفاض ضغط الدم الموضعي عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً لتراجع دور المستقبلات وعضلة القلب المسؤولة عن ضبط ضغط الدم مع تقدم العمر.
  • الحمل: يزداد الشعور بانخفاض ضغط الدم الانتصابي عند الحوامل خلال الثلث الأول والثاني من الحمل أي ما يقارب 24 أسبوعاً. علاوةً على ذلك، تُلزم بعض الحوامل بالمكوث في السرير لفترات طويلة خلال الحمل للحفاظ على سلامتها وسلامة الجنين مما يزيد من احتمالية شعورها بهبوط الضغط عند تغيير الوضعية.
  • مرضى الأنيميا: يسبب فقر الدم أو نقص فيتامين ب12 في زيادة الشعور بانخفاض ضغط الدم الانبساطي.
  • المراهقين: يصاب بعض المراهقين بانخفاض ضغط الدم الانتصابي خلال فترة طفرات النمو.

 يزداد احتمالية الشعور بانخفاض ضغط الدم الموضعي خلال فترة الصباح خصوصاً بعد الاستيقاظ من النوم، وذلك لأن ضغط الدم يكون أقل ما يمكن في تلك الفترة.

ويمكن أن يُصاحب انخفاض ضغط الدم الانتصابي عدداً من الأعراض، وقد تختفي هذه الأعراض دون أية تدخلات علاجية بعد عدة دقائق من ثبات وضعية الجسم. وفيما يلي أبرز الأعراض المحتملة: [1][2][5]

  • الدوخة.
  • الدوار.
  • الإعياء والتعب العام.
  • الغثيان.
  • تشوش الرؤية.
  • خفقان القلب.
  • ألم في الصدر، والرقبة، والأكتاف.
  • ضعف في التركيز.
  • ضيق التنفس.
  • التعرق والشعور بارتفاع درجة حرارة الجسم.

متى يجب مراجعة الطبيب؟

غالبًا ما يكون انخفاض ضغط الدم الانتصابي عرضي وتكون الأعراض المصاحبة له خفيفة وتختفي بشكل سريع، ولكن تكرار حدوث انخفاض ضغط الدم الموضعي أو تطور الأعراض المرافقة له خصوصاً إذا تطورت إلى فقدان الوعي يتطلب مراجعة الطبيب وإخباره بالأمور التالية: [1]

  • طبيعية الأعراض المرافقة.
  • وقت ظهور الأعراض.
  • مدى استمرار الأعراض.
  • النشاط الذي سبق ظهور الأعراض.

اقرأ أيضًا: أعراض انخفاض ضغط الدم

يلزم لتشخيص هبوط ضغط الدم الوضعي معرفة التاريخ المرضي وإجراء بعض الفحوصات للوصول للتشخيص الدقيق وبالتالي بناء خطة علاجية مناسبة.

تشمل الفحصوصات التي قد يتم إجراؤها لتشخيص هبوط الضغط الانتصابي ما يلي:

  • مراقبة ضغط الدم

يطلب الطبيب من المريض القيام والجلوس ليراقب تغيرات ضغط الدم، إذ يشير نزول ضغط الدم الانقباضي يما يعادل 20 ملليمتر زئبقياً أو نزول ضغط الدم الانبساطي بما يقارب 10 مليليتر زئبقياً خلال 2-5 دقائق من القيام إلى انخفاض ضغط الدم الانتصابي. [1]

  • مراقبة وظائف القلب

يعد القلب العضو المسؤول عن تدفق الدم إلى كافة أعضاء الجسم، لذا هو مسؤول عن ضبط ضغط الدم ضمن مستوياته الطبيعية، وهذا ما يوضح أهمية إجراء الفحوصات التالية للتمكن من تشخيص سبب انخفاض ضغط الدم الموضعي: [1][3][5]

    • تخطيط القلب الكهربي: يمكن من خلال تخطيط القلب الكهربي (بالإنجليزية: Electrocardiogram) تمييز أي تغيرات في القلب بما يشمل النظم القلبي، وبنية القلب الداخلية، إضافة لطبيعة تدفق الدم المحمل بالأوكسجين الواصل إلى عضلة القلب. كما يمكن في بعض الحالات استخدام جهاز تخطيط متنقل لمراقبة تلك الأمور بالأخص الإيقاع القلبي خلال ممارسة الأنشطة اليومية.
    • تخطيط صدى القلب: يكشف تخطيط صدى القلب (بالإنجليزية: Echocardiogram) عن وجود أي خلل في بنية القلب الداخلية من خلال دوره في مراقبة ضخ الدم عبر عضلة القلب والصمامات.
    • اختبار جهد القلب: يقوم الطبيب بمراقبة بنية القلب ووظائفه أثناء استخدام الشخص جهاز المشي الكهربائي أو تناول نوع من الأدوية لرفع قوة عمل القلب. ويستخدم في هذا الاختبار أجهزة التخطيط الكهربائي وصدى القلب لمراقبة أية تغييرات.
  • فحوصات الدم

يلجأ الأطباء إلى فحوصات الدم التي تُظهر نتائجها نسبة السكر في الدم، وعدد كريات الدم الحمراء، وهرمونات الغدة الكظرية. وذلك لأن انخفاض السكر وكريات الدم الحمراء في الجسم أو اختلال مستوى هرمونات الغدة الكظرية قد يسبب نقص ضغط الدم. [1][3]

  • مناورة فالسالفا

يعكس اختبار مناورة فالسالفا (بالإنجليزية: Valsalva Maneuver) مدى سلامة الجهاز العصبي الذاتي من خلال مراقبة ضغط الدم ومعدل نبضات القلب. [1]

  • اختبار الطاولة المائلة

يمكن ملاحظة قدرة القلب والجهاز العصبي على ضبط ضغط الدم والتغيرات الحاصلة على إيقاع القلب ومعدل نبضات القلب أثناء تغيير وضعية الجسم من خلال إجراء اختبار الطاولة المائلة (بالإنجليزية: Tilt Table Test)، وفيه يستلقي الشخص على سرير ومن بعدها يرفع السرير بزاوية 70 درجة عن المستوى الأفقي. [1][2][5]

تختلف خطة العلاج المتبعة لضبط انخفاض ضغط الدم الانتصابي أو الوقاية منه حسب السبب الرئيسي الكامن وراءه، وتشمل ما يلي:

تغير نمط الحياة المتبع

يمكن علاج أو الوقاية من الإصابة بانخفاض ضغط الدم الموضعي غير المرتبط بحالة صحية باتباع الآتي: [1][2][3][5]

  • شرب كميات وفيرة من السوائل: ينصح بشرب كميات وفيرة من السوائل وأهمها الماء لتجنب الجفاف وبالتالي الوقاية من الإصابة بانخفاض ضغط الدم الانتصابي. كما يمكن تناول كمية قليلة من الملح لإعادة ضغط الدم إلى مستوياته الطبيعية.
  • ارتداء الجوارب الضاغطة: يساعد ارتداء الجوارب الضاغطة في تحسين الدورة الدموية ومنع تجمع السوائل في القدمين مما يساعد في علاج انخفاض ضغط الدم الانتصابي.
  • رفع رأس أثناء النوم: ينصح برفع الرأس عن مستوى الجسم أثناء النوم، كما يفضل القيام من وضعية النوم أو الاستلقاء ببطئ لتجنب الإصابة بانخفاض ضغط الدم الموضعي.
  • تعديل نظام الأكل: ينصح الأطباء بتناول وجبات صغيرة على فترات منفصلة بدلاً من تناول الوجبات الرئيسية فقط.
  • شرب المشروبات المحتوية على الكافيين: ينصح بتناول المشروبات المحتوية على الكافيين خلال اليوم  لدورها في ضبط ضغط الدم مع الحفاظ على عدم الإفراط في تناولها لتجنب الإصابة بالجفاف.
  • تجنب تناول الكحول: يعد الكحول إحدى أهم مسببات انخفاض ضغط الدم الانتصابي لذا ينصح بتجنب تناوله.
  • تجنب تغيير الوضعية بسرعة: ينصح بعدم تغيير الوضعية بشكل مفاجئ وسريع أو الصعود إلى المرتفعات بشكل سريع أو البقاء لفترات طويلة بنفس الوضعية.
  • ممارسة الأنشطة الرياضية: ينصح بممارسة الأنشطة الرياضية وتمارين الاستطالة بشكل روتيني للوقاية من الإصابة بانخفاض ضغط الدم الموضعي مع الحرص على عدم ممارستها أثناء ارتفاع درجات حرارة الجو والرطوبة العالية.

الأدوية

في بعض الحالات، قد يلجأ الأطباء لوصف أدوية لرفع ضغط الدم أو زيادة حجم الدم في الجسم لعلاج انخفاض ضغط الدم الانتصابي، ويختلف نوع العلاج حسب السبب الرئيسي للإصابة.

كما يمكن أن يقوم الطبيب بتعديل جرعات بعض الأدوية التي يتناولها المريض لحالة مرضية ما، في حال تم ربط انخفاض الضغط الوضعي بها. [2]

للمزيد: علاج هبوط ضغط الدم

في بعض الحالات، يمكن أن يسبب انخفاض ضغط الدم الانتصابي الحاد بعض المخاطر والمضاعفات الصحية، أبرزها: [1][2][5]

  • السقوط: قد يصاب الأشخاص بالدوار أو الدوخة في حال الإصابة بانخفاض ضغط الدم الموضعي، مما يؤدي في بعض الحالات إلى حوادث السقوط وما يترتب عليها من إصابات قد تكون بالغة، مثل كسور في العظام أو ارتجاج في المخ.
  • الصدمة: يمكن أن يسبب اضطراب الضغط الشديد وعدم ضبطه ضمن مستوياته الطبيعية إلى دخول الجسم في صدمة،مما يزيد من خطر فشل بعض الأعضاء أو الإصابة بأمراض القلب أو السكتات الدماغية، وذلك نتيجة لنقص كمية الدم الواصلة للأعضاء الحيوية في الجسم وأهمها القلب والدماغ.

اقرأ أيضًا: أسباب هبوط الضغط المفاجئ

[3] Better Health Channel. Dizziness - Orthostatic Hypotension. Retrieved on the 20th of April, 2024.

[4] Soccy Ponsford. What is Orthostatic Hypotension? Retrieved on the 20th of April, 2024.

[5] Medlineplus.gov. Orthostatic Hypotension. Retrieved on the 20th of April, 2024.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بأمراض القلب و الشرايين

سؤال من أنثى سنة

في أمراض القلب و الشرايين

اسباب ارتفاع ضغط الدم

اخي الفاضل ارتفاع ضغط الدّم له أسباب عده منها الانفعالات مثل الغضب والتوتر والقلق وحالات الاجهاد الشديده والتعب وكثافة التدخين وتناول الاطعمه عاليه الشحوم وعالية الملح وكثرة تناول المنبهات مثل القهوة واخيرا الامراض الباطنيه مثل مشاكل في الكلى وأورام الغدة الكظرية واضطراب الغدة الدرقية.

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بأمراض القلب و الشرايين

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بأمراض القلب و الشرايين