ازدادت أهمية إجراء فحص الثلاسيميا قبل الزواج في العقود الأخيرة، كما قد أصبح في بعض الدول فحصًا إجباريًا يجريه جميع الأفراد المقبلين على الزواج، فهو يهدف إلى تحديد ما إن كان أحد أو كلا الزوجين حاملين لجين مرض الثلاسيميا أم لا، الأمر الذي يحدد احتمالية إصابة أحد أطفالهم بالمرض مستقبلًا. [1]

تعرف في هذا المقال إلى أهمية فحص الثلاسيميا والزواج، ونسبة إصابة الأطفال بمرض الثلاسيميا في حال تم الزواج.

ما أهمية فحص الثلاسيميا للزواج؟

يُعد مرض الثلاسيميا اضطراب وراثي ينتج عن حدوث أخطاء في الجينات المسؤولة عن إنتاج الهيموغلوبين في الدم، الأمر الذي يؤدي إلى تصنيع جزيئات هيموغلوبين غير طبيعية، وهذا ما سيؤدي إلى تضرر كريات الدم الحمراء ويجعلها غير قادرة على حمل الأكسجين. [1][2]

نظرًا لتزايد أعداد المصابين بالثلاسيميا حول العالم، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لجأت العديد من الدول إلى إقرار فحص الثلاسيميا ما قبل الزواج، وذلك لارتباط هذا المرض بالعديد من الآثار والمضاعفات على الطفل المصاب، بدءًا من فقر الدم الذي يصاحبه طوال حياته وانتهاءً بتشوهات العظام وأمراض القلب في الحالات المتقدمة من المرض. [1][2]

كما أن تكلفة علاج مرض الثلاسيميا مرتفعة جدًا، وفي حال لم يخضع المريض لعملية زرع نخاع العظم عندها سيحتاج المريض إلى عمليات نقل دم مدى الحياة بشكل دوري، الأمر الذي يمكن أن يشكل عبئًا كبيرًا على نظام الرعاية الصحية في العديد من البلدان. [1]

ينتج مرض الثلاسيميا عن زواج اثنين من حاملي جينات هذا المرض، الأمر الذي يؤدي إلى إصابة أبنائهم بمرض الثلاسيميا، وهو أمر شائع بشكل كبير في حالات زواج الأقارب، أي الزواج بين أبناء العمومة المقربين. [1]

وبالتالي يمكن الحد من انتشار مرض الثلاسيميا من خلال إجراء فحص الثلاسيميا للزواج والذي سيقوم بتحديد الأفراد الحاملين لجينات المرض، فإذا كان كلاهما أو أحدهما غير حامل للمرض، عندها لا داعي للقلق من زواجهما. [1][3]

بينما لو كان كلاهما حامل لجينات المرض، فهذا يعني احتمالية إصابة أحد الأطفال بمرض الثلاسيميا، وهنا من الأفضل أن لا يتم الزواج وفي حال قرر كلاهما إتمام الزواج فلا بد من أخذ العديد من الاحتياطات عند الرغبة بالحمل لزيادة فرص إنجاب أطفال أصحاء غير مصابين بالمرض، ويشمل ذلك اللجوء إلى تقنية الحمل بالأنابيب المكلفة جدًا. [1][3]

من المهم إجراء فحص الثلاسيميا قبل الزواج لجميع المقبلين على الزواج على اختلاف أجناسهم وأعراقهم، إلا أن أكثر الأفراد الحاملين لجينات مرض الثلاسيميا يأتون من الخلفيات العرقية التالية: [3]

  • الشرق الأوسط.
  • سكان مناطق البحر الأبيض المتوسط، بما فيها إيطاليا، واليونان، وقبرص.
  • الهند، والباكستان، وبنغلادش.
  • الصين وجنوب شرق آسيا.

اقرأ أيضًا: فحوصات الزواج: إجراء وقائي للمقبلين على الزواج

فحص الثلاسيميا قبل الزواج

يتم خلال فحص الثلاسيميا قبل الزواج إجراء العديد من الاختبارات التي ستساعد على تحديد ما إن كان أحد الزوجين أو كلاهما حاملًا لجين مرض الثلاسيميا. ومن هذه الاختبارات ما يلي: [4][5]

  • تعداد الدم الكامل: حيث يبين هذا الفحص عدد خلايا الدم الحمراء وكمية الهيموغلوبين الموجودة في الدم، كما أنه يتضمن قياس متوسط حجم الكريات الحمراء، ويمكن أن يدل انخفاض قراءة هذا الفحص على أن المريض حاملًا لجين مرض الثلاسيميا.
  •  تحليل قياس الهيموجلوبين الكهربائي (بالإنجليزية: Hemoglobin Electrophoresis): والذي يقوم بالكشف عن الهيموغلوبين ألفا وبيتا بدقة عالية.
  • الاختبارات الجينية: والتي يمكن أن تكون باهضة جدًا، إلا أنها الطريقة الأكثر دقة للكشف عن وجود جين المرض لدى الفرد.

هل الإصابة بأمراض الحبل الشوكي تعد من الأمراض الخطيرة وتؤدي لأي مضاعفات؟

زواج حامل الثلاسيميا

لعل أشهر التساؤلات حول مرض الثلاسيميا والزواج هو: هل حامل الثلاسيميا يستطيع الزواج؟ والإجابة على ذلك نعم، يمكن الزواج من حامل الثلاسيميا فقط في حال كان الشريك الآخر سليم وغير حامل لجين المرض أو مصابًا به، وفي هذه الحالة تكون احتمالية إنجاب طفل حامل لجينات المرض 50% لكل حمل وتكون احتمالية إنجاب طفل سليم تمامًا 50% لكل حمل. [6]

أما بالنسبة لزواج شريكان حاملان للثلاسيميا، فهو أمر محفوف بخطر إنجاب طفل مصاب بمرض الثلاسيميا، حيث أن زواج حاملي مرض الثلاسيميا من بعضهم البعض يعني وجود احتمالية إنجاب أطفال مصابين بالثلاسيميا هي 25% لكل حمل. وهنا سيعتمد القرار النهائي على الزوجين، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار إلى أنه في حال زواجهما وحدوث حمل، فينصح بإجراء فحص في المراحل من الحمل لتحديد ما إذا كان الطفل مصابًا بمرض الثلاسيميا أم لا. [3][6]

زواج مريض الثلاسيميا

أيضًا من الاستفسارات التي يمكن أن تدور حول مرض الثلاسيميا والزواج تلك التي تتعلق بزواج مريض الثلاسيميا، فإنه يجب على مريض الثلاسيميا الزواج فقط من شريك آخر سليم، حيث تكون احتمالية إنجاب طفل مصاب بمرض الثلاسيميا صفر. [6]

بينما إن تم زواج حامل الثلاسيميا من شريك مصاب بالمرض تكون احتمالية إنجاب طفل مصاب بالثلاسيميا 50% لكل حمل، وفي حال تم زواج مصابي الثلاسيميا من بعضهم البعض فتكون احتمالية إنجاب طفل مصاب 100% لكل حمل. [6]

اقرأ أيضًا: العلاج و الوقاية من الثلاسيميا

نصيحة الطبي

من المهم إجراء فحص الثلاسيميا قبل الزواج فذلك يحد من عدد الإصابات الجديدة بهذا المرض الذي يؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان ويمكن أن يشكل عبئًا كبيرًا على نظام الرعاية الصحية في العديد من البلدان.

كما أن الأهم من ذلك هو الأخذ بنتائج الفحص وعدم الإقبال على الزواج في حال تبين أن كلا الزوجين حاملين لجين مرض الثلاسيميا، فإتمام الزواج في هذه الحالة يمكن أن يكلف الزوجان مبالغ طائلة لإنجاب طفل سليم ومعافى من المرض. فضلًا عن التوتر والإجهاد النفسي الذي سيتعرض له كلا الزوجان في حال أنجبا طفل مصاب بهذا المرض لا سمح الله.

وللمزيد من الاستفسارات حول مرض الثلاسيميا والزواج بإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع. 

اقرا ايضاً :

طرق تنقية الدم من السموم