جنون ارتيابي | Folie du doute

ما هو جنون ارتيابي

جنون الارتياب هو شعور دائم وغير عقلاني بأن الناس يحاولون أن ينالو منك أو يراقبونك أو يستمعون إليك باستمرار. يمكن أن تكون الأفكار البسيطة المصابة بجنون ارتياب شائعة جداً لدى عامة الناس، وعادة ما تكون قصيرة العمر وغير ضارة، وفي حال الإصابة بجنون الارتياب السريري يعتقد الشخص أن الاخرين يحاولون إيذائه أو النيل منه.

هناك ثلاث ميزات رئيسة للأفكار في الشخص المصاب بجنون الارتياب. فإذا كان لديك جنون الارتياب فقد تخشى أن يحدث شيء سيء، أو تعتقد أن الأشخاص المحيطين بك أو أسباب خارجية هم المسؤولون عن شعورك أو معتقداتك التي يكون مبالغاً فيها أو لا أساس لها من الصحة. وتكون هذه الأفكار مستمرة وغير عقلانية تماماً. كما أن لدى بعض الأشخاص المصابين بجنون الارتياب شعوراً عالياً بأهمية الذات، ويشعرون أن الناس يبدون لهم اهتماماً شديداً عندما لا يكونون كذلك. عدم الثقة بالاخرين يمكن أن يجعل الشخص المصاب بهذا الاضطراب أن يكون اجتماعياً أو له علاقات وثيقة مع الاخرين.

أنواع الإصابة بجنون الارتياب

لجنون الارتياب ثلاثة أنواع وهي اضطراب الشخصية المذعور، الاضطراب الوهمي (جنون الارتياب) والفصام المصحوب عقدة الاضطهاد. والهدف من علاج هذه الحالات هو الحد من أعراض جنون الارتياب وتحسين القدرة على العمل والعيش بسعادة. فيما يلي بيان لأنواع جنون الارتياب:

اضطراب الشخصية المذعور: ويعتبر هذا النوع أكثر اعتدالاً، وعادة ما يكون على شكل صورة طويلة الأمد من المشاعر والأفكار والسلوكيات المريبة، ولكن على الرغم من ذلك فإن المصابين بهذه الحالة يمكن أن يعملو بشكل جيد، وتتحسن حالتهم مع التقدم في العمر، ويمكن أن يتعافوا في عمر الخمسينات.
اضطرااب الوهم (جنون الارتياب): الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب لديهم وهم واحد (يكون مستمر واعتقاد ثابت) دون أي علامات أخرى من المرض العقلي. يمكن للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب أن يكون لديهم اعتقادات غير اعتيادية، مثل الاقتناع بأنهم مصابون بمرض خطير على الرغم من أنهم ليسو كذلك، أو ممارسة سلوك ما مثل المطاردة.
الفصام المصحوب بعقدة الاضطهاد: وهذا النوع يعتبر الأكثر حدة، يتميز بالأوهام الغريبة، وأحياناً الهلوسة المريبة، حيث غالباً ما يجد المريض العالم مربكاً. ويعمل المريض بشكل سيء دون وجود أي علاج.

اسباب جنون ارتيابي

عادة ما يحدث سلوك الشخص المصاب بجنون الارتياب بسبب اضطرابات الشخصية، أو أمراض نفسية أخرى مثل الفصام، كما يمكن أن يكون استخدام المخدرات له علاقة بالأمر.

إن أسباب إصابة الأشخاص باضطرابات في الشخصية أو أمراض عقلية غير معروفة حتى الان، ولكن قد يكون هناك بعض العوامل التي تساهم بالإصابة بها وهي: عوامل وراثية، التوتر العصبي، أو مشاكل في كيمياء الدماغ.

إن تعاطي المخدرات يمكن أن يسبب جنون الارتياب، مثل استخدام الميتافيثامين يمكن أن يسبب سلوكاً وأوهام بجنون الارتياب. الأدوية الأخرى التي يمكن أن تسبب جنون الارتياب وهي PCP و LSD.

اعراض جنون ارتيابي

تتراوح أعراض الإصابة بجنون الارتياب من معتدلة إلى حادة على حسب السبب المؤدي إليها، ولكن معظم الأشخاص المصابين بجنون الارتياب يمكن تمييزهم بما يلي:

سريعين الغضب والشعور بالإهانة بسهولة.
يجدون صعوبة في الثقة بالاخرين.
يكونون نحيفين جداً.
لا يقبلون انتقادات الاخرين.
وضع معاني ضارة أو مؤذية لملاحظات الاخرين البريئة.
الاعتقاد بأن الناس يقولون دائماً أشياء سيئة عنهم وراء ظهورهم، أو الكذب عليهم، أو المكيدة لخداعهم.
دفاعيين جداً ويجادلون بشدة وغير قادرين على التنازل.
لا يستطيعون الصفح والنسيان.
يشعرون بالتهديد والاضطهاد من قبل العالم، ويؤمنون بنظرية المؤامرة.

كيف يتم تشخيص جنون ارتيابي؟

كيف يتم تقييم مرض جنون الارتياب؟

قد يكون من الصعب تشخيص سبب جنون الارتياب لأن عدم الثقة الشديدة غالباً ما تتواجد في معظم الأمراض العقلية. يمكن للأشخاص الذين يعانون من جنون الارتياب تجنب الأطباء والمستشفيات وغيرها من الأماكن الطبية خشية التعرض للأذى. قد يحتاج الطبيب إلى إجراء فحص جسدي أو فحوصات للدم، لاستبعاد أي سبب مادي كامن، بالإضافة إلى اختبارات نفسية لاستبعاد أي اضطرابات أخرى قد تسبب الأعراض.

كيف يتم تشخيص مرض جنون الارتياب؟

سيقوم الطبيب بإجراء فحص طبي شامل والحصول على تاريخك الطبي لمساعدته على استبعاد أي سبب مادي أو طبي لأعراضك مثل العته. إذا كان جنون الارتياب لديك جزءاً من مشكلة نفسية، فسوف يقوم الطبيب بإحالتك إلى طبيب نفسي أو أخصائي نفساني ليقوم بإجراء تقييم واختبارات نفسية لمساعدته على تحديد وضعك العقلي. الحالات الأخرى التي يمكن أن تحدث مع الأشخاص المصابين بجنون الارتياب هي اضطراب ثنائي القطب، القلق والكابة.

علاج جنون ارتيابي

يعتمد علاج جنون الارتياب على السبب الأساسي، فأحياناً يكون ببساطة وقف الكحول أو العقاقير قد يعالج المشكلة تماماً. ومع ذلك قد يواجه العديد من الأشخاص المصابين بجنون الارتياب صعوبة في قبول العلاج، وقد يستغرق المريض وقتاً طويلاً للشفاء. في حين أنه لا يوجد علاج مطلق للظروف التي تسبب جنون الارتياب، يمكن أن يساعد العلاج الشخص على التأقلم مع أعراضه ليعيش حياة أكثر سعادة وأكثر إنتاجية.

يعتمد العلاج على نوع الحالة وشدتها، وقد يشمل أخذ أدوية (مثل أدوية مضادة للقلق، أو أدوية مضادة للذهان) التي يمكن أن تخفف الأعراض. ومع ذلك فإن الشخص المصاب بجنون الارتياب قد يرفض تناول الأدوية لأنهم يخشون أن تؤذيهم.

في حالات مثل الذهان أو الفصام أو الاضطرابات الوهمية، تعتبر الأدوية هي العلاج الرئيسي. ويمكن أن يساعد العلاج النفسي بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي المريض على التعامل مع أعراضه وقد يحسن من قدرته على العمل. هذا العلاج السلوكي قد يساعد الأشخاص الذين يعانون من جنون الارتياب الخفيف أو اضطراب الشخصية المصابة بالاضطهاد.

ويمكن أيضاً تعلم مهارات التكيف مثل الاسترخاء، وتقنيات للحد من القلق وتعديل السلوك، وقد يحتاج المريض إلى دخول المستشفى في الحالات الشديدة حتى تستقر حالته.

إذا كنت تعرف شخص تعتقد أنه يظهر أعراض جنون الارتياب، يجب أن تشجعه على رؤية طبيب لتشخيص حالته، حتى لو كان يعتقد أنه لا يحتاج إلى رعاية طبية.

treatment

المصادر والمراجع

http://www.mentalhealthamerica.net/conditions/paranoia-and-delusional-disorders
https://www.goodtherapy.org/learn-about-therapy/issues/paranoia
https://www.netdoctor.co.uk/healthy-living/wellbeing/a26778/paranoia/
https://www.webmd.com/mental-health/paranoid-personality-disorder#1
https://www.healthline.com/health/paranoia