ما هي مناعة القطيع؟ | Herd Immunity

ما هو ما هي مناعة القطيع؟

مناعة القطيع (بالإنجليزية: Herd Immunity) هي مستوى مقاومة أفراد المجتمع لمرض معين من الأمراض المعدية مما يحد من انتشارها، و تطور مناعة القطيع لدى الأفراد عندما يطور جسم الإنسان مناعة طبيعية يولدها جهاز المناعة أو من خلال اللقاحات المختلفة، وقد تم اقتراح مناعة القطيع كأحد الحلول لمواجهة انتشار فيروس كورونا المسبب لعدوى كوفيد- 19.

تتسبب مناعة القطيع او المناعة المجتمعية في منع تسلسل العدوى الفيروسية أو البكتيرية من شخص لآخر، مما يحد من انتشار المرض وقد يوقفه في النهاية، وتعد مناعة القطيع أنسب خيار للأفراد الذين يعانون من ضعف المناعة او لا يستطيعون اخذ اللقاحات مثل الأطفال الرضع، وكبار السن، الحوامل والمرضى الذين  يعانون من أمراض مزمنة تضعف جهازهم المناعي مثل مرضى السكري، وللمرضى الذين يتم اضعاف مناعتهم بالأدوية.

وفي كثير من الأحيان، لا بد لنسبة كبيرة من السكان أن تتعرض للإصابة بمرض ما، حتى يتفشى وينتشر. وهذا ما يطلق عليه "نسبة العتبة" (بالإنجليزية: threshold proportion) فإذا ما كانت نسبة السكان المحصنين ضد الإصابة بالمرض أكبر من "نسبة العتبة"، فمن المرجح انخفاض انتشار المرض. وهذا ما يُعرف في الأوساط الطبية باسم "عتبة المناعة المجتمعية" (بالإنجليزية:  herd immunity threshold).

المناعة الطبيعية ومناعة القطيع

تتكون المناعة الطبيعية عندما يقوم الجسم ببناء أجسام مضادة لعدوى معينة، مما يؤدي إلى حماية الشخص من الإصابة بنفس المرض لمدة معينة أو مدى الحياة، إذ تقوم الأجسام المضادة التي يكونها الجسم عند التعرض للعدوى الأولى بمهاجمة مسبب العدوى عند غزوه للجسم مرة أخرى قبل أن يتسبب بالمرض، ومن الأمثلة على ذلك الإصابة بالجدري التي توفر مناعة طبيعية من عدوى الجدري مدى الحياة.

على الرغم من أن ترك الجهاز المناعي يقاوم لوحده ويعمل على بناء المناعة يعد أمر مفضل من قبل الأطباء إلا أن المناعة التي يوفرها اللقاح أفضل ولك للعديد من الأسباب ومنها:

• يجب أن يصاب معظم أفراد المجتمع بالعدوى حتى تتحقق المناعة الجماعية.
• قد تسبب إصابة بعض الأفراد بالعدوى في تطور مضاعفات خطيرة لديهم.
• لا يمكن التحقق من إصابة جميع الأفراد بنوع معين من العدوى وتطور مناعة طبيعية لديهم أو عدم إصابتهم.

للمزيد: كورونا بين الحقيقة والاشاعة

اللقاحات ومناعة القطيع 

يختلف تحقيق المناعة المجتمعية بحسب نوع العدوى وسرعة انتشارها، إذ يجب تحقيق مناعة القطيع بنسبة 40% في بعض الأمراض المعدية حتى يتم الحد من انتشار المرض، ولكن تحتاج أمراض أخرى إلى تحقيق مناعة القطيع بنسبة تصل إلى 80%  بين أفراد المجتمع للحد من انتشار المرض.

يمكن تحقيق مناعة القطيع بنسب مرتفعة من خلال اللقاحات المختلفة للأمراض المعدية، وتتميز اللقاحات بتحقيقها لمناعة القطيع لدى الأفراد دون أن تسبب لهم المرض، إذ تعمل اللقاحات على تحفيز جهاز المناعة بطريقة آمنة وفعالة لكي ينتج أجسام مضادة تحمي من الإصابة بالعدوى، مما يحد من إصابة الأشخاص الذين لا يستطيعون تلقي اللقاح بالعدوى.

تختلف قدرة انواع اللقاحات المختلفة في تحقيق مناعة القطيع بحسب نوع اللقاح، فعلى سبيل المثال تعد لقاحات بعض الأمراض مثل لقاح الحصبة الالمانية والنكاف والحصبة فعالة في الوقاية من هذه الأمراض وتحقيق مناعة مجتمعية بنسب عالية جداً، اما لقاحات الإنفلونزا فتكون مناعة مجتمعية بنسب أقل يعود السبب في ذلك إلى تعدد سلالات الفيروسات المسببة للإنفلونزا، وتحور الفيروسات وتغيرها من وقت لآخر مما يجعل اللقاح غير فعال في مقاومتها، ولكن تعد اللقاحات بانواعها المختلفة مهمة لمعظم أفراد المجتمع خاصة العاملين في مجال الرعاية الصحية.

أهمية مناعة القطيع

في ما مضى كانت المجتمعات مفصلة عن بعضها البعض، ولا تتكون من عدد كبير من الأفراد، لذا لم يكن من المحتمل أن تنتشر الأمراض المعدية إلى خارج تلك المجتمعات إلا في حالات قليلة جداً، أما في الوقت الحالي ومع توفر المواصلات والطيران أصبح العالم قرية صغيرة ويمكن أن تنتشر الامراض المعدية بسرعة كبيرة في جميع أرجاء العالم، لذا تعد اللقاحات أفضل طريقة للحد من انتشار الأمراض وتكوين مناعة قطيع ذات مدى عالمي ولا تقتصر على مجتمع واحد فقط، تماماً كما حدث خلال جائحة كورونا واستخدام لقاحات كورونا المختلفة.

مناعة القطيع ومرض فيروس كورونا 

تسبب انتشار فيروس كورونا وعدم توفر لقاحات لمقاومته إلى اتخاذ العديد من التدابير لمواجهة الفيروس قبل توفر اللقاحات، مما ادى إلى أزمة طالت آثارها جميع أنحاء العالم، ولكن اتباع نهج مناعة القطيع لم يكن ممكن مع فيروس كورونا المسبب لعدوى كوفيد-19 نتيجة للعديد من الأسباب ومنها:

• لم تتوفر في البداية لقاحات لفيروس كورونا تؤدي إلى تكوين مناعة قطيع بسرعة كافية.
• لا توجد معلومات كافية حول أعداد الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس في المرة الأولى، ولم يكن من الممكن معرفة إذا تمكنت أجسامهم من تكوين مناعة طبيعية.
• لا تزال معظم لقاحات كورونا تحت التجربة لا يعرف بعد مدى إمكانياتها لتكوين مناعة القطيع ومدة استمرار هذه المناعة.
• يعد فيروس كورونا كوفيد 19 من الفيروسات الخطيرة، لذا قد يؤدي انتظار تكون مناعة طبيعية نتيجة للعدوى بالفيروس إلى وفاة الكثيرين، وتطور المضاعفات لدى عدد كبير من الأشخاص مما سيؤدي إلى وضع ضغط هائل على المنظومات الصحية وانهيارها في النهاية.
• لا توجد معلومات كافية حول الأسباب التي قد تؤدي إلى تطور أعراض خطيرة عند الإصابة بفيروس كورونا.
• التردد في التطعيم: ربما يُحجم بعض الناس عن الحصول على اللقاح المضاد لفيروس كورونا بسبب اعتبارات دينية معينة، أو مخاوف تشغلهم من المخاطر المحتملة للتطعيم، أو ربما التشكيك في فوائد التطعيم بالأساس. فإذا كانت نسبة الأشخاص الذين حصلوا بالفعل على اللقاح في مجتمع ما هي أقل من عتبة المناعة المجتمعية، ربما يواصل المرض المعدي انتشاره من دون توقف.
• التوزيع غير المتكافئ للقاحات: يبدو التباين واضحاً في توزيع لقاحات فيروس "كورونا" بصورة كبيرة بين البلدان المختلفة وفي داخل البلد الواحد كذلك. فإذا حقق مجتمع من المجتمعات معدلات مرتفعة من التطعيم ضد فيروس "كورونا"، ولم يحدث أمر مماثل في المناطق المحيطة، يمكن لحالات التفشي الفيروسية الشديدة أن تحدث مع اختلاط السكان بعضهم ببعض.

اقرأ أيضاً: فوائد أخذ لقاح كورونا