يعد الوسواس القهري (بالإنجليزية: Obsessive Compulsive Disorder) أحد أكثر اضطرابات الصحة العقلية شيوعًا، ويتعارض هذا المرض مع التفكير المنطقي ويسبب التوتر الدائم والقلق للمريض، بالإضافة إلى صعوبة ممارسة مهام الحياة اليومية البسيطة.

يمكن أن يتعايش بعض مرضى الوسواس القهري الذين يعانون من أعراض طفيفة إلى متوسطة مع أفكارهم أو سلوكياتهم القهرية، وقد يقوم البعض منهم بوضع تحليل منطقي لهذه السلوكيات، لكن في حال عدم علاج الوسواس القهري، قد تسوء الأعراض مع الوقت ويصبح التعامل مع المريض أصعب، كذلك يمكن أن تعيق تلك الأعراض المريض من ممارسة أنشطة حياته اليومية بشكل طبيعي، كما يصبح المريض عرضة للعديد من المضاعفات.

سنتناول في هذا المقال الحديث عن أبرز مضاعفات الوسواس القهري، وكيف تؤثر سلبيًا على صحة المريض النفسية.

ما هو الوسواس القهري؟

اضطراب الوسواس القهري هو أحد اضطرابات الصحة العقلية التي تراود فيها المريض بعض الهواجس، وهذه الهواجس عبارة عن أفكار قهرية أو أحاسيس متكررة غير طبيعية، تجعل المريض يشعر أنه بحاجة ماسة ورغبة ملحة إلى أداء أفعال، معينة ظنًا منه أن هذه الأفعال ستساعده على التغلب على تلك الهواجس، وتقلل التوتر والقلق الناجم عنها، ويمكن أن تؤثر هذه الأفعال بشكل كبير على جودة حياة المريض، وتعيق أنشطته اليومية وحياته بشكل عام.[1]

يوجد العديد من أنواع الوسواس القهري، مثل وسواس النظافة، والوسواس القهري الجنسي، ووسواس الشك والتأكد، ووسواس الترتيب والتناسق، ووسواس الاكتناز، ووسواس اجترار الأفكار. ويتم علاج الوسواس القهري من خلال العديد من الطرق، منها العلاج الدوائي باستخدام بعض أنواع مضادات الاكتئاب والقلق، أو العلاج السلوكي المعرفي.[1]

للمزيد: أنواع الوسواس القهري

تطور الوسواس القهري

يتكيف بعض الأشخاص الذين يعانون من أعراض الوسواس القهري البسيطة إلى المتوسطة مع المضايقات الناجمة عن أنماط هواجسهم أو أفعالهم القهرية ،لكن إذا تركت أعراض الوسواس القهري دون علاج، فإنها ستصبح أسوأ مع مرور الوقت، لتشمل ما يلي:[2]

  • الشعور بالعزلة.
  • الفشل في الدراسة.
  • فقدان التركيز في العمل.
  • عدم القدرة على النوم.
  • الإرهاق الجسدي.
  • الإرهاق العاطفي.
  • الاكتئاب.
  • نوبات الهلع.
  • الأفكار الانتحارية.

يتم شفاء حوالي 20٪ فقط من المصابين بالوسواس القهري من تلقاء أنفسهم، بينما تزيد الإصابة بالوسواس القهري في المراحل المبكرة من العمر كفترة المراهقة من احتمالية أن يصبح حالة مزمنة إذا ترك دون علاج، كذلك تزيد احتمالية الإصابة بمضاعفات الوسواس القهري، وذلك وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية.[2]

مضاعفات الوسواس القهري

تتضمن أبرز مضاعفات الوسواس القهري ما يلي:

اضطراب التشوه الجسمي

يسبب اضطراب التشوه الجسمي (Body dysmorphic disorder) التفكير المستمر بأن جسد الشخص قبيح أو به عيوب، هذه الأفكار السلبية يمكن أن تسبب ضائقة عاطفية شديدة ومشكلات في أنشطة المريض اليومية، وغالبًا ما يتميز هذا الاضطراب أيضًا ببعض السلوكيات المتكررة المشابهة للوسواس القهري، بما في ذلك خدش الجلد، والاستمالة المفرطة، والإفراط في ممارسة الرياضة.[3]

الاستحواذ القهري

يعد الاستحواذ القهري أو الاكتناز القهري (بالإنجليزية: Compulsive Hoarding) من أشهر مضاعفات الوسواس القهري، وهو اضطراب يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالوسواس القهري، وهو اضطراب يتميز برغبة المريض الملحة في اقتناء الأشياء والاحتفاظ بها، وعدم قدرته على التخلي عنها، مما يؤدي عادةً إلى إصابته بالتوتر نتيجة هذا الاستحواذ القهري، ويمكن أن يسبب هذا الاضطراب إعاقات للمريض في حياته اليومية، ومع تطور أعراض الاستحواذ أو الاكتناز القهري بمرور الوقت، يصبح الأمر أكثر خطورة وقد يسبب ما يلي:[3][4]

  • فقدان مساحة مكان السكن لصالح أشياء عديمة الفائدة.
  • مشكلات في العلاقات الاجتماعية.
  • خطورة على صحة المريض بسبب انعدام النظافة.

اقرأ أيضًا: ما هو الاكتناز القهري؟

مشكلات في العلاقات العاطفية

يؤثر الوسواس القهري على العلاقات الاجتماعية بشكلٍ عام، لأن المريض يعاني من القلق الاجتماعي في معظم الأحيان، ويتضمن ذلك علاقات المريض العاطفية كالارتباط والزواج، ويعاني المريض من الشك دائمًا تجاه شريكه، وهل هذا الشريك جدير بالعلاقة أم لا، كذلك التفكير إن كانت هذه العلاقة تستحق البقاء أم لا، مما يجعل الاستمرار في العلاقات أمرًا صعباً للغاية، وقد يتسبب في إنهائها إن لم يتلقى المريض العلاج الفعال للوسواس القهري.[3]

اعاني مk الشك كثيراً ، في الصلاة في الوضوء والغسل ونظافة الآخرين وكذاك الصحون التي اطبخ او أكل بها ، اضطر لغسلها لأكثر من مرة، وكذلك في الصلاة اعيدها اكثر من مرة والوضوء، هل هذه أعراض وسواس قهري؟ وكيف أتغلب عليها؟

الاكتئاب

يعد الاكتئاب أحد أشهر مضاعفات الوسواس القهري، لأن أعراض الوسواس القهري تؤدي إلى الاكتئاب، وذلك نتيجة صعوبات التعايش مع الوسواس القهري، والهواجس والأفكار التي يواجهها المريض، ويمكن أن تتضمن هذه الهواجس ما يلي:[5]

  • الأفكار القهرية التي يعاني منها المريض.
  • الصعوبات الناجمة عن الإجراءات القهرية التي يضطر المريض لفعلها.
  • المشكلات التي يسببها الوسواس القهري في حياة المريض وعلاقاته بشكل عام.

التفكير بالانتحار

يعد التفكير بالانتحار شائعاً كأحد مضاعفات الوسواس القهري، لأن المرض يعتبر معيقاً للحياة اليومية بشكل كبير، مما يجعل المريض يظن أن الموت هو الطريقة الوحيدة للتخلص من الاضطراب والتوتر اللذين يرافقان هذا المرض، وكلما كانت حالة الشخص أكثر خطورة، كلما زاد احتمال أن يبدأ في التفكير في الانتحار.[3]

الإدمان

قد يلجأ مد مريض الوسواس القهري إلى الإدمان على الكحول أو المخدرات ظنًا منه أنها ستساعده على التخلص من التوتر والقلق المصاحبين لأفكاره القهرية، لكن بما أن تعاطي المخدرات يقلل من مستويات ضبط النفس، فقد يكون له في كثير من الأحيان تأثير معاكس.[6]

نصيحة الطبي

يمتنع مرضى الوسواس القهري عن زيارة الطبيب وتشخيص المرض بسبب الإحراج، خاصةً باعتبار الوسواس القهري مرضاً عقلياً، أو بسبب الجهل بأعراض المرض، مما قد يؤخر عملية التشخيص والبدء بالعلاج، ويؤدي إلى ظهور مضاعفات السواس القهري، وفي الحالات الشديدة يشكل المرض عقبة كبيرة في طريق الحياة الطبيعية، وقد يحبس المريض نفسه في منزله، أو يرتكب جريمة في حق نفسه، لذا من الضروري أن يستشير المريض طبيباً مختصاً في حال ظهور أي أعراض قبل تفاقمها. 

اقرا ايضاً :

هل السعادة غاية أم وسيلة؟ وما هي متطلباتها؟