على الرغم من انتشار بعض الأمراض في بداية كل فصل دراسي، ورغم كل ما يقوم به الأولياء والإدارات التعليمية من إرشادات ونصائح للطلبة، وبخاصة للأطفال ممن هم في بدايات المرحلة التعليمية، إلا أن كثيراً من الأمراض تظهر بشكل دوري مع بداية العام الدراسي والاندماج في الفصول الدراسية.

المدرسة ليست بيئة حاضنة للأمراض، فحسب، بل تزيد بها الإصابات عبر الاندماج في الفصول الدراسية، ونتيجة طبيعية بسبب وجود الأطفال في مجموعات كبيرة بها يتعرضون خلالها للعديد من مسببات المرض من جراثيم وغيرها من مقومات العدوى. فتدريب الأطفال على بعض وسائل الوقاية يعد من أهم الأدوات التي تحد من الإصابة ببعض تلك الأمراض التي تنتشر بين الصغار. فتتنوع الإصابات بين إصابة الجلد، والعيون، والجسد، والأنف والأذن والحنجرة وغيرها من أعضاء الجسم الصغير، الذي لا يتحمل الكثير من تلك الأمراض. [1]

أبرز الأمراض وعلاجها والوقاية منها 

هناك العديد من الأمراض التي تنتشر بين الطلبة في المدارس وبخاصة مع بداية العام الدراسي، وتتنوع ما بين الأمراض الفيروسية، والفطرية، والطفيلية.

الأمراض الجلدية

يتعرض الأطفال في المدارس للعديد من المشاكل والأمراض الجلدية، نذكر هنا أهمها: [1,3]

  • القوباء والوحمات الراشحة الشائعة: ينصح المصاب بالقوباء وغيرها من الأمراض الجلدية، تفادي حك أو لمس القروح على قدر الإمكان إلى أن تلتئم، كما قد يساعد وضع ضماد غير قابل للالتصاق على المنطقة المصابة بالعدوى على منع القوباء من الانتشار حيث يمكن الإصابة بالعدوى عن طريق التماس مع المصاب، ويجب استخدام مناشف وفوط يدين منفصلة حتى يشفى الطفح، حيث تكون المضادات الحيوية ضرورية أحياناً للتخلص من العدوى.
  • جدري الماء: جدري الماء يعد من أكثر الأمراض انتشاراً بين طلاب المدارس، إذ تتنوع أعراضها بين بقع حمراء تتطور إلى حوصلة، ثم إلى بثور سوداء، وبطبيعة الحال تختلف درجة الإصابة من طفل إلى آخر حسب قوة العدوى وحصوله على التطعيمات.
  • الجرب والقمل: الجرب والقمل من الأمراض الطفيلية التي تصيب الطلبة، وهما من أكثر الأمراض في المدارس، يجب عزل الطفل المصاب من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع حتى يتم الشفاء.
  • أمراض فطرية: ترتفع الإصابة بالأمراض الفطرية مثل التنيا في المدارس، وهو من الأمراض المنتشرة بين الأطفال، حيث أنها تصيب الشعر والجلد، ويقول الدكتور إنها من الأمراض التي تحتاج إلى علاج بمضادات، وشامبوهات، والعزل وعدم الاختلاط بالمصاب.

تتنوع العلاجات حسب المرض ودرجة الإصابة، وإن أغلب تلك الأمراض التي تعالج بشكل صحيح بالطرق المعروفة للعلاج، حيث أن تناول المضادات الحيوية الموضعية والعامة المضادة للفيروسات وغيرها من مضادات الفطريات ومضادات الطفيليات والشامبوهات، من أهم العلاجات، وفي بعض الحالات يستخدم التبريد بالأزوت السائل للعلاج.

ينصح من أصيب من الأطفال، خاصة لمصابي الأمراض الجلدية، بالعزل في حالة قمل الرأس أو الجديري المائي والتنيا عند ظهور الأعراض، لمدة تتراوح من أسبوع الى ثلاثة أسابيع حتى لا ينتشر المرض بين الطلبة. كما أن الاهتمام بالفحص الدوري للطلبة وعدم إطالة الشعر، خاصة بين التلاميذ، يكون له أثر طيب في عدم انتشار بعض الأمراض الفطرية والجرثومية وحتى الطفيلية. فالاهتمام بالصحة المدرسية والفحص الطبي الدوري للطلبة يعتبران من أهم خطوات السلامة المدرسية للطلبة.

أمراض العيون

المدارس ليست بيئة موبوءة بحد ذاتها وإنما الأوبئة تأتي من شخص مصاب بمرض ينتشر بالعدوى للأشخاص الموجودين معه بتماس مباشر، وفيما يلي نذكر بعض أمراض العيون عند الأطفال. [1,2]

من أهم أمراض العين التي تحدث في المدارس التهاب الملتحمة الوبائي، الذي يحدث من التهاب الملتحمة عن فيروس أو جرثوم (بكتيريا)، أو مسببات حساسية، ويتمثل هذا الوباء بالتهاب الملتحمة وانتفاخها.

تشمل أعراض التهاب الملتحمة الوبائي ما يلي:

  • الانزعاج من الضوء، أو الشمس.
  • احمرار العين، وانتفاخ الجفن، وتدميع العين.
  • شعور بالحكة، أو بحريق في العينين.
  • إفرازات صفراء أو خضراء اللون.
  • حكاك في الأنف، عطاس.
  • ألم في الحنجرة.
  • تضخم الغدد اللمفاوية في منطقة الأذن.

تنتقل العدوى من الأيدي إلى العين في حال كانت الأيدي ملوثة بالفيروس، ويمكن للأيدي أن تصبح ملوثة في حال لامست دموع أو إفرازات شخص مصاب، عن طريق المصافحة، أو ملامسة أسطح ملوثة بالعدوى، أو إفرازات عين شخص مصاب، كما تكون مدة حضانة الفيروس من يوم إلى عشرة أيام.

يمكن الوقاية من التهاب الملتحمة الوبائي عند الأطفال بالنصائح التالية:

  • ينصح الدكتور التلاميذ والأهل والمرشدين الصحيين والإدارات المعنية، باتباع السلوك الصحي السليم لحماية الأطفال من العدوى، بداية بغسل اليدين بالصابون والمياه الفاترة تكراراً، وعدم مشاركة الأغراض والأدوات الشخصية والمناشف، والأغطية، والأدوات المدرسية وغيرها مع الآخرين، وبخاصة المرضى منهم.
  • تجنب لمس أو فرك العينين، وغسل اليدين بعد الاختلاط بشخص مصاب، أو لمس أي غرض من أغراضه، وشدد على ضرورة استشارة طبيب مختص في طب العين عند شعور الطفل بألم شديد، أو اشتداد الورم، أو وجود إفرازات خضراء، أو وجود ضعف في البصر.
  • إبقاء الأطفال المصابين بالتهاب الملتحمة في المنزل حتى انتهاء الأعراض من أهم أسباب وقاية بقية الطلبة في المدارس.

إصابات الأذن

من بين الأمراض التي تنتشر عند الأطفال في المدارس إصابة الأذن، والتي ينتج عنها ضعف في السمع، وعدم توازن الجسم، حيث يعتبر ضعف السمع من الأمراض الشائعة بين الأطفال، والتي يكون لها تأثير سلبي على الطفل في تحصيله الدراسي وبالتبعية في تكوينه العقلي واللغوي، ما يتسبب بالتأثير سلباً في التطـور اللغوي لديه، إذ لا يمكن أن يحدث هذا التطور بشكل سليم، إلا إذا تمتع الطفل بحاسة سمع سليمة. [1,4,5]

حتى يتم تدارك الأمر وضمان تطور لغوي سليـم لدى الطفل، لابد من اكتشاف مثل هذه الاضطرابات بشكل مبكر وعلاجها في الوقت المناسب.

فيما يتعلق بضعف السمع والتهاب الأذن، هناك ثلاثة أنواع منها حسب مكان الإصابة بالأذن منها:

  • ضعف السمع التوصيلي: هي مشكلة تصيب الأذن الخارجية أو الوسطى، ومن الأسباب الشائعة لهذا النوع انسداد الأذن بالشمع، وارتشاح مائي خلف طبلة الأذن، والتهابات صديدية بالأذن الوسطى، وتيبس عظمة الركاب.
  • ضعف السمع الحسي العصبي: ينتج عادة من مشكلة تصيب الأذن الداخلية والعصب السمعي، ويقتضي تأهيل الأشخاص بتزويدهم بسماعات طبية، ومن الأسباب الشائعة لهذا النوع العوامل الوراثية نتيجة زواج الأقارب، أو زيادة نسبة المادة الصفراء (البيليروبين) للمولود لمدة طويلة، أو تعرض الطفل لالتهاب الغدة النكفية، أو التعرض للضوضاء لفترة طويلة، أو الإصابة لمرض السكري، أو الفشل الكبدي والكلوي.
  • ضعف السمع المزدوج: يعد مزيجاً من النوعين السابقين.

تشمل أسباب انتشار عدوى التهاب الأذن ما يلي:

  • الإصابة بالعدوى الفـيروسية، البكتيرية، أو الفطرية.
  • الإصابة بالتهابات القصبات الهوائية العلوية بشكل متكرر، وأمراض الجهاز المناعي.
  • قد تلعب الوراثة دوراً في الإصابة بهذا المرض، أو وجود عـيوب خلقية في القناة السمعية.
  • الإصابة بمرض السكري في الأطفال قد يزيد من فرصة حدوث هذا الالتهاب، أو قـد يكون عرضاً أو أثراً جانبياً لعلاجات دوائية وخـصوصاً علاجات التشنجات (الصرع).

أما بالنسبة لأعراض التهاب الأذن عند الأطفال فتشمل ما يلي:

  • عدم القدرة على السماع بصورة جيدة.
  • ألم في منطقه الأذن.
  • إفرازات من الأذن. وارتفاع درجات الحرارة.
  • الشعور بالدوار، والتعب، والضعف العام.
  • سيلان من الأنف أحياناً.
  • احتقان الجيوب الأنفية أحياناً.
  • صداع، وتقيؤ، وغثيان، وإسهال في بعض الأحيان.
  • حدوث طنين الأذن، أو تصلب وألم في الرقبة.

التشخيص المبكر والمتابعة المستمرة لحالة الطفل، يجنبانه كثيراً من المشكلات المرتبطة بتلك الأمراض.، حيث يتم الفحص وتشخيص التهاب الأذن بعدة طرق يلجأ إليها الطبيب المختص، منها الفحص السريري الشامل وأخذ السيرة المرضية، وفحص القناة السمعية باستخدام منظار الأذن، وبعض الاختبارات الدقيقة لفحص حركة طبلة الأذن والأذن الداخلية، بجهاز قياس السمع بالنغامات النقية (بالإنجليزية: PTA) يعتبر الفحص الأهم والأدق في اكتشاف الصمم وتحديد نوعه وشدته، والفحص بجهاز قياس ضغط الأذن (بالإنجليزية: Tympanometry) لمعرفة وجود إرتشاح خلف الطبلة من عدمه.

أما فيما يتعلق في علاج التهاب الأذن عند الأطفال، فتختلف طرق العلاج على حسب نوعية الإصابة، فبعض الحالات التي تنتج عن عـدوى بكتيرية يلزمها وصف المضادات الحيوية، أما في حالات أخرى التي يعاني المريض فيها من الألم، أو الحمى فيجب استخدام العقاقير الدوائية المسكنة للألم.

بعض الحالات يحتاج الطبيب إلى وصف علاجات تعمل على إزالة الاحتقان، أو وصف مضادات التحسس المسماة مضادات الهستامين، كما قد يتدخل الطبيب جراحياً لسحب بعض السوائل، وتخفيف الضغط عن غشاء الطبلة.

يوجد لدى ابني في المدرسة حالات التهاب السحايا، وأنا خائفة من تعرض ابني للإصابة وأريد تحديد متى تظهر اعراض الحمى الشوكية؟

أمراض اخرى تصيب الأطفال في المدارس

يعتبر دخول المدرسة من أكثر الأوقات التي يصاب بها الطفل بالعديد من الأمراض التي تتنوع حسب درجة الإصابة، وتتسبب بالكثير من المشكلات التي قد تؤدي إلى تغيبه عن الفصول الدراسية. 

يعتبر جهاز المناعة عند الأطفال غير مكتمل ما يؤدي إلى تعرضهم إلى العديد من الفيروسات، وخصوصاً عند عودتهم إلى المدارس حيث تكثر الفيروسات في تلك الفترة، مع وجود عدد كبير من الأطفال في مكان مغلق كالحضانات أو المدارس،وكل هذا يؤدي إلى انتشار العدوى بينهم.

أكثر الأمراض انتشاراً في تلك الفترة التهاب العين، والرشح، والإنفلونزا، والتهاب الحلق واللوزتين، والتهابات الجهاز التنفسي كالتهاب الحنجرة، والقصبات الهوائية، والالتهابات المعوية الحادة التي تؤدي إلى الاستفراغ والإسهال، بالإضافة إلى جدري الماء والحمى الثلاثية (القلاعية). [1,2,3]

حماية أطفالنا من الأمراض في المدارس

هناك العديد من النصائح التي تقي الطفل من الإصابة بهذه الأمراض، وفي مقدمتها التغذية السليمة حيث تحفز جهاز المناعة، وتحسن من قدرة الجسم على محاربة الأمراض، فيما يلي بعض النصائح التي تساعد في حماية الأطفال من الأمراض في المدارس: [2,3]

  • من الضروري التأكد من صحة الطفل العامة، والتأكد من عدم وجود أي نقص بالفيتامينات وخاصة فيتامين د (D). في حال نقصه يجب تعويضه.
  • الحرص أن يتناول أطفالكم يومياً وبوفرة الخضراوات، التي تحتوي على مضادات الأكسدة، وهي مواد مضادة للسموم وتساعد في تقوية جهاز المناعة.
  • الحرص على أن يتناول الطفل أنواع الفاكهة المتوفرة في الشتاء كالحمضيات، الكيوي والجوافة، فهذه الأنواع غنية بفيتامين ج (C)، كذلك الموز الغني بالمغنيسيوم.
  • يجب الحرص على أن ينال الطفل قسطاً كافياً من الراحة والنوم، فالنوم والراحة ضروريان للنمو والتطور لدى الأطفال، كما أنهما يمكنان الجسم من تنظيف الأجهزة، وتعزيز جهاز المناعة.
  • الحفاظ على النظافة الشخصية (بالإنجليزية: personal Hygiene) هو أمر ضروري، فلا يجوز تبادل الأغراض الشخصية كالألعاب، الأكواب، الملاعق، الفوط الخاصة، أو محارم تنظيف الأنف والحرص على غسل اليدين بطريقة صحيحة قبل تناول أي شيء من الطعام.
  • الفيروسات دائماً موجودة، حتى عند تناول تفاحة، قطعة بسكويت أو وجبة كاملة، ومن المفضل الفصل بين الطفل المريض والأطفال المعافين، وذلك في المنزل أيضاً، خصوصاً عند النوم فلا يجوز أن ينام طفل مريض مع المعافين في الغرفة نفسها.
  • ابقاء الطفل في البيت إذا كان مريضاً، إذ أن طفل مريض واحد في الحضانة أو المدرسة، قد ينقل العدوى لكثير من أقرانه، "إذا منعتم انتقال العدوى للأطفال الآخرين، فإنهم لن ينقلوا بدورهم العدوى مجددا لطفلكم بعد أن يتعافى.
  • الطفل المريض لا يستمتع بمكوثه في الحضانة، ويتطلب اهتماماً خاصاً.
  • احرصوا على تنظيف الأماكن الحساسة التي يلمسها أطفالكم بشكل خاص، مثل الأرضيات، الأواني، الخزائن المنخفضة التي بمتناولهم، الطاولات، الكراسي ومقابض الأبواب وخاصة في الحضانات.

اقرا ايضاً :

 خصائص نمو الطفل في المراحل الدراسية