تسمم سجقي | Botulism

تسمم سجقي

ما هو تسمم سجقي

التسمم الوشيقي حالة نادرة الحدوث، لكنّها خطرة وقاتلة إذا لم تُعالَج. تنجم عن تناول نوع خطر من السموم، تُنتجه مجموعة من الجراثيم، يُهاجم الجهاز العصبي والعضلات ويسبب شللها.

تُدعى هذه الجراثيم بالمطثيات الوشيقية (Clostridium botulinum) وهي جراثيم إيجابية الغرام لاهوائية (تتكاثر وتعيش في الأوساط الفقيرة بالهواء)

تُنتج هذه المطثيات الوشيقية السم المسبب للتسمم الوشيقي الذي يُدعى بالذيفان الوشيقي (Botulinum toxin).

 

توجد المطثيات الوشيقية بشكل طبيعي ومنتشر في البيئة والوسط المحيط.

تكون في حالتين أساسيتين:

  • الحالة الأولى هي حالة الجرثومة بشكلها الفعال عند وجود وسط ملائم لها.
  • الحالة الثانية فهي الحالة الخاملة عند عدم توافر ظروف ملائمة للجرثوم، وعندها يتحوّل الجرثوم إلى أبواغ (حبيبات متناهية في الصغر)، هذه الأبواغ تساعده في النجاة في الظروف القاسية ريثما يتوافر ظرف ملائم ليعود لحالته النشطة.

 

تصل المطثيات الوشيقة وتدخل، أكانت جراثيم نشيطة أم أبواغ، إلى الجسم عن طريق تناول الطعام الملوث بالجراثيم، أو عن طريق وجود جرح في الجلد. وعندما تدخل الجسم تُنتج السم (الذيفان الوشيقي). وهناك أنواع عدة للذيفان، ولكنّ الأنواع التي تسبب التسمم الوشيقي عند الإنسان هي (A-B-E).

 

أنماط التسمم الوشيقي وسبب الإصابة بها:

تُقسّم الإصابة بالتسمم الوشيقي إلى أنماط عدة، وذلك إمّا تبعًا للطريقة التي تصل فيها الجراثيم للجسم كتناول الطعام أو الجروح الملوثة، أو تبعًا لعمر الفئة المصابة بالتسمم كالتسمم الوشيقي عند الرضع، وبالتالي تكون الأنماط الرئيسة للتسمم الوشيقي مقسّمة كما يلي:

التسمم الوشيقي الغذائي (Foodborne botulism):

  • تكون الجراثيم موجودة في الطعام، وبشكل خاص الطعام المعلب منزليًا بشكل غير صحيح
  • أو الذي مضى على تخزينه مدة طويلة من الزمن
  • أو الأطعمة المعلبة التجارية منتهية الصلاحية
  • هذه الأطعمة، نتيجة التعليب السيئ والتخزين الطويل وانقطاع التهوية عنها، تمثّل وسطًا مناسبًا لنمو المطثيات، وبالتالي، يحدث عند تناولها التسمم الوشيقي.


التسمم الوشيقي الناجم عن الجروح (Wound botulism):

  • تمثّل الجروح المتسخة وغير المعقمة بشكل جيد، والمعزولة عن الهواء، وسطًا ملائمًا للمطثيات الوشيقية لكي تتكاثر وتنمو وتفرز السم.
  • لا يقتصر أمر الإصابة على الجروح الواضحة فحسب، بل يمكن أن تكون الجروح الناجمة عن الإبر غير المعقمة، وخصوصًا عند مدمني المخدرات، مكانًا لدخول المطثيات وحدوث التسمم الوشيقي.


التسمم الوشيقي عند الرضع (infant botulism):

  • يعدُّ الشكل الأكثر شيوعًا للتسمم الوشيقي
  • لأنَّه من الممكن أن يبتلع الطفل أبواغ الجراثيم نتيجة تناوله لبعض الحبوب أو العسل
  • تصل هذه الأبواغ إلى الأمعاء وتتكاثر فيها، وتفرز الذيفان الوشيقي وتسبب حدوث التسمم عند الطفل
  • تحدث هذه الحالة، بشكل أساسي عند الرضع الذين تقل أعمارهم عن سنة، نتيجة لضعف المناعة لديهم
  • في حين أنَّها نادرًا ما تحدث عند الأطفال الأكبر سنًا أو البالغين.

أعراض التسمم الوشيقي:

  • يعدُّ سم المطثيات الوشيقية من أقوى السموم المعروفة وأخطرها، ويصنف كنوع من السموم العصبية
  • بالتالي فإنّه يهاجم الجهاز العصبي (الدماغ والنخاع الشوكي) والأعصاب المسؤولة عن تحريك العضلات والتحكم بها
  • تكون النتيجة حدوث شلل في عضلات الجسم المختلفة
  • تكمن الخطورة خصوصًا حين يمتد الشلل الناجم عن التسمم إلى العضلات المسؤولة عن التنفس؛ لأنّه يؤدي إلى توقف التنفس والموت.

الأعراض الرئيسة للتسمم الوشيقي عند البالغين:

  • ازدواجية الرؤية.
  • هبوط جفن العين.
  • صعوبة في البلع.
  • ثقل لسان وصعوبة في النطق.
  • ضعف عضلي وتعب.

الآلية المشتركة في هذه الأعراض كلها هي إصابة وشلل العضلات نتيجة التسمم الوشيقي. وفي حالة التسمم الوشيقي عند الرضع تختلف الأعراض بعض الشيء، ولكن تبقى الآلية نفسها.

من أهم الأعراض عند الرضع:

  • الإمساك.
  • البكاء الضعيف.
  • رفض الرضاعة.
  • الرأس المرن غير  الثابت.

 

  • يعتمد تشخيص الإصابة بالتسمم الوشيقي، بشكل أساس، على فحص الطبيب للمريض المصاب.
  • يقوم الطبيب أولًا بالسؤال عن الأعراض؛ متى بدأت؟ وهل كان هناك قصة لتناول طعام معلب أو من مصدر غير موثوق؟
  • من ثمّ يُجري الطبيب الفحص السريري، ويعاين أعراض الضعف العضلي، وعند الشك بالإصابة بالتسمم يبدأ بالعلاج مباشرةً لتجنب حصول مضاعفات خطرة كتوقف التنفس.
  • هناك فحوصات مخبرية تؤكد الإصابة، كفحص الدم أو البراز.
  • لكن تكمن المشكلة بأنّ هذه الفحوصات تحتاج أيامًا عدة لتظهر نتائجها
  • في حالة التسمم الوشيقي لا يمكن الانتظار لهذه المدة، فلذلك يجري البدء بالمعالجة مباشرةً عند شك الطبيب بالإصابة بالتسمم
  • بعدها ينتظر تأكيد الفحوصات المخبرية لهذه الإصابة

 

حالة التسمم الوشيقي هي حالة خطرة، تحتاج إلى الذهاب للمشفى والبقاء فيه لفترة من الزمن للتعامل مع التسمم. وتُتخذ في المشفى إجراءات عدة، وذلك وفقًا لكل حالة وشدتها.

إعطاء المصل المضاد للسم:

  • حجر الأساس والعنصر الثابت في العلاج
  • هو عبارة عن مادة تُحقن في الجسم، فترتبط بذيفان المطثيات الوشيقية، وتوقف تأثيره السمي في الجسم
  • هذا المصل لا يسبب الشفاء للمناطق التي تضررت، بمعنى آخر هو يوقف تطوّر الإصابة وعمل السم، ولكنّه لا يُصلح ما قد تضرر مسبقًا من الأعضاء بسبب التسمم.

تنظيف الجهاز الهضمي:

  • في الحالات المبكرة للتسمم الوشيقي الناجم عن الطعام قد يقوم الطبيب بتحريض الإقياء وإفراغ الأمعاء بواسطة بعض الأدوية
  • يمكن لهذا الإجراء أن يكون فعالًا عن طريق التخلص من الطعام الحاوي على المطثيات الوشيقية وطرحها خارج الجسم، والتالي توقف إنتاج السم.

تنظيف الجروح:

  • في حال كان التسمم الوشيقي ناجم عن جرح، يقوم الطبيب بتنظيف الجرح جيدًا ويعاينه
  • في حال وجود نسيج مصاب بالجراثيم، فإنَّه يُزيل هذا النسيج جراحيًا عبر قطعه والتخلص منه

المساعدة التنفسية:

 

  • تُستخدم في حالات التسمم الخطرة والمتقدمة والتي تؤثر على عضلات التنفس وتضعفها
  • يوضع المريض على المنفسة، وهي جهاز يعمل على تزويد الرئتين بالهواء بشكل مباشر وآلي
  • بهذا يحافظ على تنفس المريض، وبالتالي حياته، ريثما يتراجع السم من الجسم وتعالج الحالة

 

 

في معظم حالات التسمم الوشيقي يحصل الشفاء إذا جرى التشخيص والعلاج في الوقت المناسب. فقط الحالات التي تكون مهملة، وتمتد فيها الإصابة إلى عضلات التنفس، تكون خطرة ومهددة للحياة. لذلك يجب عدم إهمال أي عَرَض من أعراض التسمم، ومراجعة الطبيب مبكرًا ليجري التشخيص والعلاج ويحصل الشفاء من دون أي مشكلة.

 

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بعلم السموم

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بعلم السموم

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بعلم السموم