حدوث التشنج ونوبة الصرع يمكن أن يكون حدث مفزع للأشخاص المحيطين بالمصاب، ولكن يمكن التعامل مع هذه الحالة الحرجة بهدوء إذا تم فهم أسباب حدوثها، وطريقة التعامل السليمة معها ومتى يجب طلب الإسعاف لأن الحالة طارئة وتحتاج تدخل طبي عاجل.

حيث يمكن عند إسعاف الشخص المصاب حمايته من الحاق الاذى بنفسه، وذلك لأن المصاب بالتشنج العام يفقد الوعي والإحساس بالوسط المحيط به. ويمكن أن يرتطم بأي شيء أو حركات التشنج والانقباض تؤدي إلى إلحاق الأذى به.

ويمكن تعريف نوبة الصرع بأنها اضطراب كهربائي مفاجئ وغير منضبط في الدماغ، يمكن أن يسبب تغييرات في السلوك، والحركة أو المشاعر، وتغير في مستوى الوعي.

اسباب التشنجات

تحدث التشنجات لاسباب عديدة ومختلفة، تؤدي إلى اضطراب السيال العصبي الكهربائي في الدماغ. ومن هذه الأسباب:

    • اضطراب الشوارد الدموية، أو انخفاض السكر في الدم بشكل حاد جداً.
    • إصابة الرأس.
    • وجود ورم في الدماغ.
    • وجود عدوى في الدماغ، مثل التهاب السحايا.
    • أثر جانبي لأحد الأدوية.
    • ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال يؤدي إلى حدوث تشنج الحرارة (بالإنجليزية: Febrile Seizure).
    • الأعراض الانسحابية لتوقف تعاطي مخدر معين.
    • فشل في الكبد أو الكلى.
    • مشكلة في تركيب الأوعية الدموية في الدماغ.

ويمكن أن تكون التشنجات نتيجة سبب غير معروف، أو مشكلة جينية، أو إصابة للدماغ.

محفزات حدوث التشنج

يوجد العديد من المحفزات التي من الممكن أن تحفز حدوث التشنج للأشخاص المصابين بالمرض، ولكن هذه المحفزات لا تؤدي الى حدوث تشنج في الأشخاص السليمين. ومنها:

  • قلة النوم.
  • التوتر.
  • الحساسية للضوء، والضوضاء.
  •  التعب والإرهاق.
  • شرب الكحول.

أنواع التشنجات

يوجد نوعان مختلفان من التشنجات، بعضها خطير ولكن معظمها لا يعتبر حالة طارئة طبية. 

  • التشنج البؤري، أو المحدد بنقطة محددة (بالإنجليزية: Focal Onset Seizure) وتحدث هذه النوبة في جزء محدد من الدماغ، حيث تظهر على شكل حركة لا إرادية في في اليد، أو الوجه. ولكن يكون الشخص واعياً بشكل كامل ولكن لا يستطيع السيطرة على التشنج الحاصل. كما يمكن أن يثبت النظر بمكان محددة لفترة من الزمن، ولا يتذكر الشخص ما حصل معه.
  • التشنج العام (بالإنجليزية: Generalized Seizure) حيث تشمل النوبة أجزاء مختلفة من الدماغ، وبذلك يفقد المصاب الوعي ويحدث حركة متكررة لا إرادية في جميع أجزاء الجسم. ويمكن أن تكون حالة طبية طارئة.

أعراض تسبق حدوث التشنج

    • بعض الأشخاص ينتابهم شعور وإحساس خاص قبل حدوث الحالة مثل رؤية أشياء لا وجود لها، سماع أصوات غريبة، تذوق أو شم أشياء غريبة.
    • إحساس مفاجئ بالتوتر أو الخوف.
    • الشعور بإحساس غريب في المعدة.
    • تغير في الرؤية.
    • صداع او احساس غريب في الرأس.

للمزيد: كل ما يخص الصرع و كيفية التعامل مع المريض

أعراض حدوث التشنج

هذه الأعراض تتعلق بنوبات التشنج العام، حيث يكون المريض غير مدرك لما حوله، وبذلك تكمن الخطورة على حياته لأنه غير مدرك للمكان الذي حول ولا يستطيع حماية نفسه من أي أذى يمكن أن يلحق به. وهذه الأعراض تشمل ما يلي:

    • تصبح شفتا المصاب زرقاء وتنقلب عيناه إلى أعلى ويهتز جسده بتقلصات لا يستطيع التحكم فيها.
    • التبول اللاإرادي.
    • عدم استجابة الشخص المصاب، حتى لو تم مناداته أو هزه وتحريكه.
    • تشنج العضلات وتصلبها، ويستمر ذلك لثواني معدودة.
    • يتبعها حركات انقباض لا إرادية للجسم تستمر لبعض ثواني أخرى.
    • عض اللسان.
    • الضغط المبالغ والشد على الأسنان.
    • عند توقف النوبة غالباً يستيقظ المصاب بشكل طبيعي دون تذكر أي شيء.

للمزيد: مرض الصرع عند الأطفال

الإسعافات الأولية للتشنجات

    • الهدوء وأخذ نفس عميق.
    • إبعاد الناس من حول المصاب.
    • مراقبة وقت بدء التشنج ومتى ينتهي، لأن التوقيت مهم جداً.
    • عدم تقيد المصاب إن كان في حالة التشنج، وابعاد الأشياء المؤذية من حوله أثناء النوبة مثل الأثاث.
    • عدم وضع أي شيء في فم المصاب أو بين أسنانه.
    • فك ملابس المصاب الضيقة من صدره وعنقه لتسهيل التنفس.
    • وضع وسادة أو أى شىء طري تحت رأس المصاب.
    • بعد انتهاء نوبة الصرع يوضع المصاب ممددا على جانبه لتجنب رجوع القيء إلى فمه إن وجد، وإبقاء مجرى التنفس مفتوح.
    • عدم ترك المصاب بعد انتهاء التشنج، وذلك لأنه يمكن أن يكون غير مدرك وواعي بشكل تام.
    • توفير الراحة والهدوء للمصاب.

يتم استدعاء الإسعاف في الحالات التالية:

  • حدوث النوبة لأول مرة.
  • استمرار التشنج لأكثر من 5 دقائق.
  • تكرر نوبة أخرى بعد انتهاء الأولى بشكل سريع.
  • عدم استيقاظ الشخص بعد انتهاء التشنج.
  • وجود مشكلة صحية أخرى لدى المريض، مثل أمراض القلب.

بعد انتهاء النوبة

بعد انتهاء التشنج يفضل اتباع التعليمات التالية لضمان سلامة المريض واستعادته كامل وعيه قبل تركه لوحده.

  • التحقق من عدم إصابة المريض بجروح أو كدمات نتيجة التشنج.
  • في حال عدم التمكن من تحويل الشخص إلى جانبه أثناء النوبة، فمحاولة القيام بذلك عندما تنتهي النوبة.
  • استخدم الأصبع لتنظيف فم المريض من اللعاب أو القيء.
  • البقاء بجانب المريض حتى يستيقظ بشكل كامل.
  • وضع المريض بمكان آمن ومريح.
  • عدم تقديم أي طعام أو شراب للمريض حتى يعود للوعي، تجنبا لحدوث اختناق نتيجة عدم انتظام النفس.
  • سؤال المريض بعد أن يهدأ أين هو، وما اسمه، وما هو اليوم. قد يستغرق بضع دقائق ليجيب عن الاسئلة لذلك ينصح بعدم الإلحاح والتكرار على المريض وإعطائه الوقت للإجابة.

 آثار النوبات

 إذا لم يتم الحصول على علاج للنوبات أو التشنجات، فقد تصبح أعراضها أسوأ كما أنها تدوم لفترة أطول، وحدوث نوبات طويلة يمكن أن تؤدي إلى الغيبوبة أو الموت.

كما يمكن أن يتبعها بعض المضاعفات الأخرى مثل عدم انتظام ضربات القلب، والاحتشاء القلبي، وإصابات في اللسان والشفاه نتيجة العض الشديد. أيضاً يمكن أن يحدث كسور في أماكن مختلفة من الجسم، وجفاف. ويمكن حدوث وذمة رئوية. ويمكن أن تستمر نوبات الصرع بشكل متكرر ويؤدي إلى حالة طبية طارئة تسمى بالحالة صرعية، حيث لا يعود وعي المريض بين النوبات والتي يمكن أن تؤدي الى ضرر مزمن في الدماغ وقد تكون قاتلة.

  ينصح ايضاً بارتداء سوار تعريف طبي يخبر لأشخاص المحيطين بك بأنك مصاب بالصرع في حالات الطوارئ.

للمزيد: الحمية الغذائية كعلاج بديل للصرع