تفرز المعدة بشكل طبيعي العصارة المعدية الحامضة بكمية معينة للمساعدة في هضم الطعام، قد ينتقل أحياناً جزء بسيط من هذه الأحماض إلى أعلى البلعوم حتى يصل للفم، ولكن يستطيع اللعاب الموجود في الفم بمعادلة هذا الحمض دون حدوث أي مشكلة صحية تذكر. وفي بعض الحالات المرضية مثل الارتجاع المريئي، أي رجوع الحمض من المعدة الى المريء بشكل عسكي يزيد من إمكانية وصوله للبلعوم والفم (خاصة إذا ما حدثت بشكل متكرر)، فيصبح ذلك مؤشر تنبيه لصحة الفم والأسنان لما لها من تأثير سلبي عليها، يتناول هذا المقال مجموعة من الإجابات عن طبيعة هذه التأثيرات السلبية وكيفية الوقاية منها.

اقرأ أيضاً: كيف تستخدم غسول الفم بطريقة صحيحة؟ 

الآثار السلبية لارتجاع المريء على صحة الفم والأسنان

يؤدي ارتجاع حمض المعدة للفم وملامسته للثة والأسنان إلى تآكل طبقة المينا، والذي يكون شبه دائم للأسف، مما ينتج عنه:

  • زيادة حساسية الأسنان للمشروبات الباردة، أو الساخنة وغيرها.
  • تغير لون الأسنان، فتصبح أكثر اصفراراً.
  • تكرار تسوس الأسنان، مما يزيد من خطورة فقدانها.
  • في الحالات الشديدة، قد يتم ملاحظة ظهور تجاويف في سطح الأسنان.
  • ظهور الخراج في مناطق متفرقة باللثة.
  • تغير في شكل ولون الحشوات السنية (حشو الأسنان).

للمزيد: تغير لون الأسنان: الأسباب و العلاج

كيفية تأثير ارتجاع المريء على صحة الفم والأسنان

هناك مجموعة من العوامل التي تسبب تلف الأسنان بسبب الارتجاع المريئي، أهمها:

  • وصول أحماض المعدة للفم بنسبة كافية ولوقت زمني أطول من المعتاد، مما يؤدي الى ملامستها للأسنان بشكل كافي لإزالة جزء من طبقات المينا التي تغلف الأسنان، مما يؤدي إلى إزالة جزء من المعادن الموجودة في الأسنان، وتعتبر جزء رئيسي من تركيبتها، وبالتالي تصبح هذه الأسنان عرضة للتسوس والتكلس بشكل أكبر.
  • تؤثر هذه الأحماض سلبياً على اللسان، وسقف الحلق والجانب الداخلي للخدين أيضاً.
  • يسبب الارتجاع المريئي جفاف الفم، حيث تقل كمية اللعاب المفرزة بحيث تصبح غير كافية لمعادلة الحمض، إضافة لمنع دورها الفعال في التخلص من جزيئات الطعام الصغيرة وقتل البكتريا، كل ذلك يؤدي الى تلف الأسنان.
  • الأدوية المستخدمة لعلاج الارتجاع المريئي تسبب أيضاً جفاف الفم.

وعليه فقد وثق أطباء الأسنان مجموعة من المشكال الفموية التي أن مسببه الرئيسي هو الارتجاع المريئي مثل تسوس الأسنان المتكرر الذي يؤدي إلى فقدانها، التقرحات الفموية، وانتشار البكتيريا فيه، وجفاف الفم المزمن.

للمزيد: تكون مينا الأسنان

أسباب الارتجاع المريئي

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة كمية أحماض المعدة التي ترجع الى الفم (الارتجاع المريئي)، ومنها:

  • وجود حالة مرضية في المعدة، مثل التهاب المعدة أو الأمعاء، أو جرثومة المعدة، أو ضعف بطانة المعدة أو توسع فتحة المعدة وغيرها.
  • كثرة تناول مسكنات الألم والمضادات الحيوية، خاصة عند تناولها على معدة فارغة قبل تناول الطعام.
  • الإسراف في تناول بعض الأطعمة التي تزيد من إفراز الحمض في المعدة، مثل الأطعمة الحارة، أو الدسمة أو الكافيين، وتزداد هذه الحالة سواء عند النوم أو الاستلقاء بعد تناولها مباشرة.

ولذلك ينصح الأشخاص الذين يعانون من تكرار الشعور بالحموضة (أكثر من مرتين لثلاث مرات أسبوعياً) بمراجعة طبيب أخصائي جهاز هضمي، لتقديم التشخيص والعلاج المناسب قبل تطور الحالة لارتجاع مريئي حاد.

اقرأ أيضاً: اختيار غسول الفم، وأهميته، وطريقة استخدامه

اقرا ايضاً :

 التخدير الموضعي ومضاعفاته في عيادة طبيب الاسنان

تآكل الأسنان مؤشر على الإصابة بارتجاع المريء

قد يلاحظ الشخص أو طبيب الأسنان وجود تأكل في السطح الخارجي لمجموعة من الأسنان (خاصة الأسنان في الجهة الداخلية القريبة من الحنجرة)، أو أن تصبح الأسنان حساسة للغاية لأي مشروبات ساخنة او باردة بشكل غير مسبوق، أو تغير لون الأسنان إلى الأصفر الداكن، كل هذه العلامات وغيرها قد تكون مؤشر على الإصابة بارتجاع المرئ ويتم التأكد من ذلك عند استشارة طبيب الهضمية المختص للقيام بالإجراءات التشخيصية المناسبة.

حماية الأسنان من آثار ارتجاع المريء

يوجد مجموعة من الإجراءات الوقائية التي تساعد في المحافظة على الأسنان من خطر ارتجاع المرئ، منها:

  • مضغ اللبان (الخالي من السكر)، حيث يعمل على ترطيب الفم من خلال تحفيز إفراز اللعاب.
  • استخدام معجون الأسنان والغسول الفموي الذين يحتويان على نسبة جيدة من مادة الفلورايد (يفضل المخصص للأسنان الحساسة)، مع ضرورة تفريش الأسنان لفترة كافية ولمدة دقيقتين تقريباً.
  • تجنب تفريش الأسنان مباشرة بعد تناول الأطعمة الحامضة، حيث أنها تعمل على تنعيم طبقة المينا وتفرش الأسنان هذه الفترة يزيد من حت طبقة المينا.
  • تغيير فرشاة الأسنان بشكل دوري (خاصة بعد الإصابة بعدوى بكتيرية مثل الإنفلونزا)، ويفضل اختيار فرشاة ذات أسنان ناعمة.
  • تجنب التدخين وشرب الكحول لما لها من آثار سلبية على مينا الأسنان.
  • تجنب شرب المشروبات الغازية أو شربها باستخدام ماصة حتى يقل ملامستها للأسنان مباشرة.
  • تجنب تناول الطعام قبل ثلاث ساعات من النوم تقريباً.
  • مراجعة طبيب الهضمية في حال ملاحظة تكرار الإصابة بحموضة أو حرقة المعدة.
  • مراجعة طبيب الأسنان بشكل دوري، وإعلامه في حال الإصابة بالارتجاع المريئي، لتقديم النصائح الوقائية اللازمة.
  • في حال حصول ترقق في طبقات السن أو حصول تجاويف، قد يلجأ طبيب الأسنان لوضع حشوات سنية تغلف الأسنان بهدف حماية من المزيد من التآكل بسبب أحماض المعدة.

للمزيد: كيف تختار معجون اسنان مناسب؟

انتفاخ فوق السنة ويؤثر على الأعصاب بطريقة قوية