هل تشتكي من التصاق طفلك بالهاتف الذكي طيلة اليوم؟ هل أصبح أطفالك يفضلون اللعب بالهواتف على الخروج واللعب مع أصدقائهم؟ هل يشغل الهاتف بال طفلك طيلة الوقت ويلهيه عن الدراسة وأداء واجباته المنزلية؟

إن كنت كذلك فإنك ولسوء الحظ لست وحيداً، حيث وجد أن ما يقارب 70% من الأطفال بين عمر 11- 12 سنة يستعملون الهواتف النقالة، وتزيد النسبة إلى 90% عند الأطفال بعمر 14 سنة. في هذا المقال سيتم التعرف إلى أضرار الهاتف على الأطفال، وخطر الجوال على الأطفال الرضع، نصائح لتفادي أضرار الهاتف على الأطفال الرضع.

اضرار الهاتف على الاطفال

تتعدد أشكال أضرار الهاتف على الأطفال من عدة نواحي على الشكل التالي:

اضرار الهاتف على التطور العقلي للاطفال

لا يوجد للآن أدلة علمية كافية على مدى تأثير الأجهزة الذكية على الأطفال وتأثيرها على تطور العقل عند الأطفال، حيث أن هذه الهواتف جديدة نسبياً والعديد من الدراسات التي أجريت على آثارها غير واضحة أو غير متسقة في نتائجها، نتيجة لذلك من المهم على الأهل الأخذ بعين الاعتبار المخاطر والآثار الضارة المحتملة الناتجة من الاستعمال المطول للهواتف الذكية على نفسية ونمو أطفالهم.

العديد من النظريات تفسر آلية تعلم الطفل، لكن النظرية الأكثر قبولاً تشمل أن الأطفال يحتاجون لخوض التجارب في البيئة والعالم المحيط بهم لكي يبنوا ويتكون لديهم فهم وأفكار جديدة مرتبطة بالتجارب التي يمرون بها، بالإضافة إلى أن التفاعلات التي تحدث وجهاً لوجه هي الطريقة الرئيسية عند الأطفال لتحصيل المعرفة والتعلم، حيث لاحظ الباحثون أن نقص التفاعل بين الآباء وأطفالهم نتيجة انشغالهم باستعمال الأجهزة الذكية، حيث أن الهواتف وغيرها من الأجهزة المحمولة تعيق إنشاء الروابط بين الآباء وأطفالهم، وتحرم الأطفال من الحصول على الاهتمام والرعاية الأسرية.

كما أن الأطفال يتعلمون اللغة ويتعلمون مشاعرهم الخاصة وكيفية تنظيم هذه المشاعر عن طريق مشاهدتهم لأبائهم والناس من حولهم، ويتعلمون كيفية قراءة تعابير وجوه الآخرين، وعدم حدوث هذه التفاعلات يؤدي إلى فقدان الأطفال أحد أهم أسس مراحل النمو.

تعتبر الأشعة التي تصدر من الهواتف الخلوية أحد أهم المخاوف المرتبطة بتأثير الأجهزة الذكية على الدماغ، إلا أن هذه المخاوف لم تثبت بشكل علمي بالإضافة إلى أن العديد من الخبراء يزعمون أن الهواتف الخلوية لا تعرضنا إلى إشعاعات كافية تسبب الضرر، بالرغم من ذلك فإنه يبدو أن ترددات الراديو الصادرة عن الأجهزة الذكية قد تلحق ضرراً في الدماغ أثناء تطوره، حيث أن الفص الجبهي، والفص الصدغي في الدماغ لا تزال تتطور عند المراهقين، كما أنها تقع في منطقة قريبة من الأذن، المكان الذي غالباً ما توضع الأجهزة الذكية عنده أثناء التحدث، حيث وجد أن هاتين المنطقتين في الدماغ تلعبان دوراً مهماً في تطور الوظائف الإدراكية.

للمزيد: أضرار استخدام الأطفال للشاشات الرقمية وطرق تجنبها

اضرار الاجهزة الذكية على الاطفال والمراهقين في تغيير انماط النمو والنضج

وجد أن المراهقين هذه الأيام هم أبطأ في تحمل مسؤوليات الناضجين عما كانوا عليه من قبل، حيث استنتج الباحثون أن الأجهزة الذكية تتحمل جزءاً من المسؤولية على الأقل، حيث أنه مع وجود التواصل الاجتماعي الذي يبعد عن المراهقين بضعة ضغطات، فإنه ليس من المحتمل أن يغادروا منازلهم ويبحثوا عن هذا التواصل على أرض الواقع.

كما تبين  أن الإشعارات التي تصل على الأجهزة الذكية يمكن أن تؤدي إلى إفراز كمية قليلة من الدوبامين، حيث أنه مرور الوقت يربط الدماغ الحصول على هذه الإشعارات بلذة وسعادة، مما قد يجعل الحصول على هذه اللذة عند بعض المراهقين والبالغين حتى أمراً قهرياً، لكن لسوء الحظ هذه اللذة اللحظية التي تجعل الأشخاص يعودون مراراً وتكراراً إلى هواتفهم ليست بهذه البساطة، حيث أن الباحثين يرون أن التأثير بعيد المدى قد يكون سلبياً.

كما تبين أن زيادة الوقت الذي يقضيه المراهقين بين سن 14- 18 عام على الأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي أدى إلى زيادة في نسب أعراض الاكتئاب ومحاولات الانتحار، والتي تعتبر من أضرار الهاتف النفسية للأطفال.

اقرا ايضاً :

 خصائص نمو الطفل في المراحل الدراسية

دور الاهل في استخدام اطفالهم للاجهزة الذكية

قد يكون الأباء جزءاً من المشكلة المتعلقة برغبة أبنائهم بالبقاء على اتصال مع هواتفهم طيلة الوقت، حيث أن بعض الآباء يقومون بمراسلة أبنائهم طيلة الوقت للإطمئنان عليهم مما يجعلهم تحت ضغط نفسي وتوتر في حال لم يردوا على آبائهم بسرعة، مما يؤدي إلى انشغال الأطفال بهواتفهم حتى أثناء الحصص المدرسية، وطلب الأبناء إعادة الأجهزة الذكية إلى أطفالهم في حال قامت المدرسة بمنعها، بالإضافة إلى أن استعمال الأجهزة الذكية قد يؤدي إلى حدوث سلوكيات سيئة أو تدني في العلامات الدراسية إلا أنه نادراً ما يقوم الآباء بمنع أبنائهم منها بعد إخبارهم بذلك.

في بعض الأحيان قد يكون الآباء هم من يمضون طيلة وقتهم على الأجهزة الذكية، مما يعطي انطباعاً إيجابياً عند الأطفال حول إطالة استعمال الهواتف نتيجة رؤيتهم لآبائهم، مما يسبب ذلك إدمان الأطفال على الهواتف الذكية.

للمزيد: مخاطر الأجهزة التكنولوجية على صحة الأطفال

فوائد الاجهزة الذكية للاطفال

على الرغم من آثارها وأضرارها المحتملة، فإن الأجهزة الذكية والتكنولوجيا تقدم بعض الإيجابيات للأطفال، والتي تتضمن أموراً منها:

  • تزيد من قدرة الطفل على التعامل مع عمليات البحث الالكتروني السريع، واتخاذ القرارات بسرعة والوظائف المتعددة.
  • الألعاب تساعد على تطور الرؤية المحيطية.
  •  تحسن من الوظائف البصرية الحركية مثل تعقب الأجسام أو البحث البصري عن الأشياء.
  • الأشخاص الذين يستخدمون الإنترنت غالباً ما يستخدمون المناطق المتعلقة باتخاذ القرارات وحل المشاكل في الدماغ أكثر من غيرهم.

نصائح عند استخدام الاطفال للاجهزة الذكية

لتجنب أضرار الهاتف على الأطفال الرضع ينصح الآباء باتباع النصائح التالية:

  • منع الأطفال تحت عمر السنتين من استعمال الأجهزة الذكية أو الأجهزة الأخرى.
  • اللعب مع الطفل والتفاعل معه وجهاً لوجه.
  • تحديد وقت لاستعمال الأجهزة الإلكترونية التي تتضمن الأجهزة الذكية والتلفاز والحاسوب وغيرها إلى ساعة أو ساعتين يومياً.
  • كن مثالاً جيداً لطفلك فيما يتعلق بالاستخدام المعتدل للأجهزة الذكية.
  • شجع وحفز طفلك على تناول الطعام مع العائلة، وعلى اللعب مع أقرانه بدلاً من اللعب على الأجهزة الذكية.
  • راقب ما يلعبه طفلك على الهاتف واحرص على استخدام البرامج المفيدة التي تبني المصطلحات اللغوية وتحسن من الجوانب الأدبية والثقافية والعلمية والحسابية عند الطفل.
  • لا مانع من استعمال الأطفال للهواتف الذكية كمكافأة لقيامهم بأعمال جيدة، لكن بالحد المعقول.
  • ابقي الأجهزة الذكية خارج غرفة النوم.

لإبقاء الوقت الذي يقضيه طفلك على الهاتف الذكي أو الأجهزة الأخرى ضمن الحدود المقبولة وجعله وقتاً مفيداً والتقليل من تأثير الأجهزة الذكية على الأطفال السلبي، يمكنك تجريب الأمور التالية:

  • احفظ الوقت لطفلك، أي أن المدة المحددة لطفلك المسموح له باستعمال الهاتف الذكي فيها والتي لا يستعملها يمكن أن يحفظها أو يوفرها ويستعملها في أيام أخرى، مما يمنحه شعوراً بالتحكم في قراراته.
  • إن كنت لا ترغب بمراقبة طفلك طيلة الوقت يمكنك منع استعمال الهاتف أو الأجهزة الأخرى طيلة أيام الأسبوع باستثناء أيام العطل، ويمكنك تسجيل برامج طفلك المفضلة وجعله يتابعها في أيام العطل.
  • ركز على الألعاب التفاعلية المفيدة التي تنشط طفلك وحاول تجنب الألعاب التي تبقيه جالساً وسارحاً في الشاشة، ولا تجعل هذه الألعاب تحل محل النشاطات خارج المنزل، كما يمكنك استعمال الأجهزة الذكية للتواصل مع أفراد العائلة والقيام بالواجبات لربطها بأمور مفيدة عند طفلك.
    أشرك أطفالك في النقاش، عندما تريد وضع حدود على استخدامهم للهواتف الذكية والأجهزة الأخرى قم بعمل اجتماع مع أطفالك واطلب منهم أن يقترحوا الحدود التي يرونها مناسبة بما يتعلق بمدة استخدامهم للهواتف الذكية.
  • قم بالتنفيذ، بعد أن تقوم أنت وأطفالك بتحديد القيود على استعمالهم للهواتف الذكية قم بتنفيذها بشكل فوري حيث أن ذلك أفضل من البدء بشكل تدريجي حيث أن ذلك أسهل للتطبيق، لكن يجب عليك أن تفكر بأمور يفعلها أطفالك في وقت فراغهم حيث أنك سوف تبدأ بسماع كلمة "أشعر بالملل" من قبل أطفالك كثيراً، الأمر الذي قد يجبرهم أيضاً على التفكير بأمور مسلية لفعلها من تلقاء أنفسهم.
  • قم بتحديد الأوقات المسموح فيها باستخدام الأجهزة الذكية عندما تحتاج إلى إبقاء أطفالك مشغولين بأمرٍ ما، مثل القيام بالأعمال المنزلية أو الطهي، لكن ينبغي عدم إهمال قضاء الوقت مع أطفالك وتعديل جدولك اليومي بما يتناسب مع ذلك.

هل يوجد شروط من أجل إجراء تخطيط الدماغ، أو أنه يمكن لأي شخص أن يقوم بالخضوع لهذا النوع من التحاليل؟

للمزيد:

ادمان الانترنت والشاشات الالكترونية، كيف يمكن علاجه؟

مخاطر الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية