مرض الوسواس القهري (بالإنجليزية: Obsessive-Compulsive Disorder) هو واحد من أمراض القلق والتوتر التي تندرج تحت مسمى الأمراض النفسية. وعادةً ما تبدأ أعراض الإصابة به بعد الوصول إلى سن المراهقة، حيث يبدأ الشخص أو بعض أقاربه بالشكوى من تراود بعض الهواجس والأفكار (بالإنجليزية:Obsessions) لدى المريض، والتي تدفعه إلى القيام بأفعال مزعجة، ومتكررة، وغير منطقية (بالإنجليزية: Compulsions or Rituals). وتكون هذه الأفكار والهواجس خارجة عن سيطرة المريض ولا يمكنه منع نفسه من التفكير بها أو التوقف عن القيام بالأفعال المترتبة عليها، مما يؤثر بشكل كبير على مجرى حياته اليومية وعلاقاته الإجتماعية، ويسبب له الخوف، والذعر، والقلق الذي قد يصل في بعض الحالات إلى الإكتئاب الشديد والانتحار.

علاج مرض الوسواس القهري 

  • بدايةً، يحتاج مريض الوسواس القهري إلى الاعتراف والإقرار بنفسه بأن هذه الأفكار والهواجس، والأفعال المتكررة المنبثقة عنها، هي أعراض لحالة مرضية تحتاج إلى الذهاب للطبيب المختص بهدف تشخيص الحالة وتحديد العلاج الملائم، سواء كان العلاج عن طريق الأدوية أو بمساعدة الطب النفسي. ومن الضروري وجود الإرادة والعزيمة عند المريض للتخلص من هذه الهواجس والأفعال.
  • كما يقوم الطبيب بدوره، بشرح طبيعة المرض وأسبابه وأعراضه بشكل كامل ومفصل للمريض وأهله، حيث أن معرفة المريض الكاملة بحالته الطبية يساعد بشكل كبير في العلاج.
  • ويعتبر الدعم والمساندة التي يحصل عليها المريض من أهله وأقاربه وجميع من هم على تواصل معه سواء في المنزل أو في المدرسة، في مثل هذه الحالة، من أهم العوامل التي تساعد في التخلص من مرض الوسواس القهري، بالإضافة إلى استيعابهم للمريض وتقبل أفعاله.
  • يختلف علاج مرض الوسواس القهري والاستجابة له من حالة إلى أخرى. ويتضمن العلاج ما يلي:
  • يلجأ الأطباء في بعض الحالات إلى صرف الأدوية المضادة للإكتئاب، وخاصة الأدوية من نوع مثبط استرداد السيروتونين الانتقائي (بالإنجليزية: Selective serotonin-reuptake inhibitor)، والتي أثبتت قدرتها على التخفيف من أعراض مرض الوسواس القهري.
  • يلجأ الأطباء في جميع الحالات تقريباً إلى اتباع العلاج السلوكي والمعرفي (بالإنجليزية: Cognitive Behavioral Therapy) الذي يكون بإشراف أحد الأطباء النفسيين.
  • أشارت بعض الدراسات والبحوث التي أجريت حديثاً، إلى أن ممارسة اليوغا(بالإنجليزية: Yoga) والتأمل (بالإنجليزية: Meditation) بشكل منتظم يساعد بشكل كبير في التخلص من أعراض مرض الوسواس القهري والسيطرة على الهواجس والأفكار المصاحبة له.

اليوغا والتأمل لعلاج الوسواس القهري

يعود تاريخ اليوغا إلى ما يزيد عن خمسة آلاف سنة، وهي رياضة اشتهرت قديماً في بلاد الهند، وبدأت بالانتشار شيئاً فشيئاً إلى أن لاقت شعبية كبيرة في وقتنا الحالي. خاصة أن أفضل ما في رياضة اليوغا هو سهولة ممارستها، إذ لا يحتاج الشخص عند ممارستها لأي ملابس أو معدات خاصة، بالإضافة إلى إمكانية ممارستها في جميع الأماكن والأوقات.

تهتم رياضة اليوغا بالتركيز على توحيد وتناغم الجسد مع العقل والروح، فمن المعروف أن ممارسة بعض التمارين والحركات الرياضية يمكنها التقليل من التوتر والاكتئاب، فعند تحريك الجسم تهدأ الأفكار ويتمكن الشخص من التحكم بمشاعره وأفكاره بشكل أكبر وهذا هو المعنى الأساسي من اليوغا.

تعمل اليوغا على زيادة مرونة المفاصل، وتنشيط الدورة الدموية، وتقوية الذاكرة والتركيز، خاصة عند صغار السن.

تمارس رياضة اليوغا بطرق مختلفة حول العالم، حيث يوجد أنواع كثيرة منها، يتضمن بعضها ممارسة بعض الحركات والوضعيات الجسدية المعقدة والبسيطة، وبعضها الآخر يتضمن الاسترخاء والتأمل والتنفس بعمق، وجميعها تمد الإنسان بفوائد جسدية ونفسية متعددةَ. ومن الأنواع الأكثر شيوعاً حول العالم:

اظن اني احتاج لاستشار ة مختص في العلاج السلوكي المعرفي لكن لا استطيع فعمري فقط17 و عائلتي لن تتقبل هذا الامر فهل هناك حل اخر و شكرا

  • يوغا الأشتانغا (Ashtanga Yoga).
  • يين يوغا (Yin Yoga).
  • يوغا البيكرام (Bikram Yoga).
  • يوغا الهاثا (Hatha Yoga).

يظن البعض بأن ممارسة رياضة اليوغا أمراً سهلاً للغاية، لاعتقادهم بأنها مجرد تمارين خاصة بالتمدد والتوازن، بل على العكس تماماً، حيث تتضمن رياضة اليوغا وضعيات جسدية صعبة مثل التوازن على أصابع القدم فقط، مع التركيز على التنفس العميق والتأمل.

ويحتاج الشخص قبل ممارسة رياضة اليوغا إلى تدريب متواصل بإشراف أشخاص متخصصين في هذا المجال، بهدف الوصول إلى العقل الباطني والتخلص من الأفكار السلبية والتوتر، مما ينعكس ايجاباً على الصحة الجسدية والنفسية عند الشخص بعد عدد قليل من الجلسات.

وباعتبار أن مرض الوسواس القهري هو واحد من أمراض القلق والتوتر، التي تندرج تحت مسمى الأمراض نفسية، فمن المنطق أن ممارسة اليوغا والتأمل يساعد على زيادة التركيز والقدرة على التفكير العميق، والاسترخاء، حيث يحتاج المريض بعد الوصول إلى عقله الباطني، إلى التفكر العميق وتنظيم أفكاره وتحليلها، مما يساعد في التخلص من الهواجس والأفكار المزعجة التي يعاني منها مريض الوسواس القهري، وهذا ما أثبتته نتائج بعض الدراسات والتجارب الحديثة التي أجريت على مرضى الوسواس القهري. ولكن ما زالت هناك الحاجة لإجراء دراسات وأبحاث أخرى للتأكد من هذه النتائج وإثباتها.

يعمل التأمل بالإضافة إلى جميع ما سبق، على تنظيم التفكير، وتحفيز الإبداع، وتحسين النوم، والتخلص من القلق والأرق، ورفع مستوى الدوبامين والسيروتونين في الجسم، مما يساعد على التخلص من المشاعر السلبية والاكتئاب.

كيفية التعايش مع الوسواس القهري

ليس فقط العلاج والعقاقير هي الحل الأمثل للوسواس القهري، لكن الرعاية الذاتية جزء أصيل من خطة العلاج والتعايش مع الوسواس القهري، وهنا بعض التعليمات والنصائح للتعايش مع الوسواس القهري كالتالي:
  • الالتزام بقائمة الطعام الصحي: يفضل الانتظام في الطعام الصحي ومن عينة الأطعمة التي تساعد في التعايش مع الوسواس القهري المكسرات، والبروتين وكذلك الكربوهيدرات الموجود في الفواكه والحبوب الكاملة.
  • الابتعاد عن المنبهات: الكافيين الموجود في القهوة على رأسها وكذلك الشاي من الممكن أن يرفع من معدلات التوتر والقلق، والامتناع عن الكحوليات والنيكوتين حتى لو وفرت هروباً وقتياً من المشكلات لكنها تزيد من معدلات القلق.
  • النوم لساعات كافية: النوم مهم للصحة العقلية وبالتالي يجب الانتظام في عدد ساعات نوم كافية تتيح للجسد والعقل الراحة والاسترخاء.
  • البقاء في حالة نشاط: يفرز الجسم هرمون الكورتيزول في حالة النشاط، وهو هرمون مفيد للجسم عند إفرازه بجرعات صغيرة، وبالتالي القليل من التمارين يكون مفيداً ليجعل الجسم في حالة تأهب ونشاط.
  • التفاؤل ومكافأة النفس: يجب الاحتفال بالنجاحات ولو كانت صغيرة، فهي مفتاح التقدم والوصول للنجاحات الكبيرة مستقبلاً، وكذلك مكافأة الذات بأي تقدم مع علاج الوسواس القهري سوف يعزز من قدرة الذات في التغلب على الوسواس القهري والسيطرة عليه لاحقاً.

اقرا ايضاً :

العزلة وتداعياتها النفسية والصحية