تطوير علاج بالنانو يعطي أملاً لمرضى سرطان البروستات

طور باحثون في جامعة كوينز علاجاً جديداً يمكن أن يحسن بشكل كبير نتائج العلاج للرجال المصابين بسرطان البروستاتا المتقدم لاستخدامه مع العلاج الإشعاعي. ويمكن أن يجعل هذا العلاج الخلايا السرطانية أكثر تقبلاً للعلاج الإشعاعي بنسبة تصل إلى 30٪، مع الحد في الوقت نفسه من الآثار الجانبية الضارة التي تحد من جودة الحياة.

يستخدم العلاج الإشعاعي على نطاق واسع لعلاج مختلف أنواع السرطان الموضعية بما في ذلك سرطان البروستات، مما يوفر أفضل فرصة للتدخل العلاجي. ومع ذلك، يعاني ما يقرب من 30٪ من مرضى سرطان البروستاتا من فشل العلاج الذي يؤدي إلى تطور المرض.

وقد طور باحثو جامعة كوين الآن علاجاً نانوياً (بالإنجليزية: Nanomedicine) جديداً يتكون من جزيئات ذهب دقيقة، مغلفة ببتيد صغير يسمى RALA. ويزيد وجود هذه الجسيمات النانوية في الخلايا السرطانية عند معالجتها بالعلاج الإشعاعي من إمكانية قتل الخلايا، مما يساعد على تقليل مخاطر انتكاس المرض. وفي حالة عدم وجود إشعاع، فإن جزيئات الذهب النانوية ليست سامة بشكل مباشر، مما يعني أن مخاطر السمية المرتبطة بالعلاج منخفضة.

وقد أفاد باحثون حول العالم قبل الآن أن جزيئات الذهب النانوية والعناصر الأخرى ذات العدد الذري العالي لديها القدرة على زيادة استجابة الخلايا السرطانية للعلاج الإشعاعي، لكن أحد التحديات الرئيسية كان توصيل هذه الجسيمات بمستويات كافية إلى المناطق الصحيحة داخل الخلايا السرطانية. 

ويؤدي الجمع بين جزيئات الذهب مع ببتيد RALA إلى زيادة كفاءة امتصاص الجسيمات النانوية، بينما يتيح أيضاً توصيل جزيئات الذهب إلى مناطق داخل الخلايا السرطانية أكثر حساسية لتأثيرات أضرار الإشعاع.

ومن خلال هذا العلاج الجديد، أصبحت خلايا سرطان البروستاتا أكثر حساسية بنسبة 30٪ لتأثيرات قتل الخلايا لنفس العلاج الإشعاعي المستخدم في علاج المرضى. علاوة على ذلك، أظهرت التجارب أن الجمع بين الإشعاع وجسيمات الذهب النانوية RALA يؤدي إلى تثبيط نمو الغلاف الورمي تماماً.

ومن مميزات التقنية الجديدة أيضاً أنه يمكن رؤية جزيئات الذهب حتى 3 مرات أكثر في معدات التصوير الطبي القياسية. وهذا يعني أنه إذا كانت الجسيمات النانوية موجودة داخل الورم، فإنها تساعد في تحسين دقة تقديم العلاج الإشعاعي، مما يقلل من مخاطر التلف غير المستهدف للأنسجة الطبيعية المجاورة مثل المثانة أو الأمعاء.

ويدعم مركز سرطان البروستاتا في المملكة المتحدة اقتراح الباحثين لتطوير غرسة قابلة للتحلل الحيوي مصممة لتوفير إطلاق مستدام لجسيمات الذهب النانوية.

وبعد الإدخال في خلايا الورم الرئيسية، ستعمل الغرسة القابلة للتحلل الحيوي على إطلاق الجسيمات النانوية باستمرار بمرور الوقت على عكس الأساليب الحالية التي تنطوي على الحقن اليومية. ويفيد ذلك أن الزرع لمرة واحدة سيتحمله المرضى بشكل أفضل من الحقن المنتظم.

اقرا ايضاً :

العلاج الكيميائي : خرافات ومعتقدات خاطئة

لعب العلاج الكيميائي دورا حاسما في المعركة المستمرة ضد nbsp السرطان nbsp اذ وفر للاطباء والمختصين في الاورام الخبيثة وسيلة ... اقرأ أكثر