لأكزيما التلامسية كثرت حساسية التلامس من استخدام العطور ومواد التجميل المختلفة , ولعل دهشة بعض المتضررين من ذلك تكمن في كونها ذات أسعار باهظة , ورغم ذلك قد تسبب لهم تهيج الجلد واحمراره مع إحساس بالحكة الجلدية التي قد تنتهي بتقيح الجلد . وهنا علينا أن ننبه أن هذه المواد قد تكون مجهولة التركيب , أو غير نقية , أو مغشوشة , ومن هنا كان يقوم بكتابة التركيبة التفصيلية لمستحضره , فإذا كان المستهلك يعاني من حساسية لمادة معينة فإنه يستطع معرفة ذلك قبل شراء المستحضر واستخدامه وعموماً ننصح دائما من يستخدم هذه العطور أو مساحيق التجميل أن يجربها في مكان غير ظاهر في بشرته وفي مساحة محدودة وبعد يوم من الاستخدام عليه أن يراقب أي تحسس أو تغير في مكان الاستخدام , فإذا حدث تحسس أوقف الاستخدام وإذا لم يحدث أي تغيير , يمكنه مواصلة استخدام المستحضر ولمعرفة موضوع الحساسية التلامسية بشكل مبسط نلقي الضوء على أهم انواعها وأشهر المسببات لكل نوع , تقسم الحساسية التلامسية بالجلد إلى نوعين :- الحساسية التلامسية نتيجة الالتهاب الموضعي المباشر . وفيها يصاب الجلد عند تعرضه لبعض الأحماض أو القلويات القوية أو الكيماويات مثل الاسمنت والجير , وتكون الإصابة فورية وسريعة , إما إذا كانت المواد الكيميائية ضعيفة فإن الجلد قد يتحسس لها بعد فترة تعرض أطول .- الحساسية التلامسية التدريجية , وهي تحدث فقط عند أصحاب البشرة الحساسة لهذه المواد فقط , بينما يستخدمها معظم الناس دون تحسس , ومن أشهر هذه المواد : النيكل وهو يدخل في تركيب بعض مستحضرات التجميل , وأصباغ الشعر , وعواقص الشعر والعملات المعدنية , والنظارات والساعات , وسماعات أذن , ( والاكسوارات النسائية ) كما في الخاتم والقيراط , والاسوارة , أما عن مادة الكروم فإنها توجد في الجلود الطبيعية والاسمنت والملابس الصناعية والعطور ومستحضرات التجميل .يفسر علماء الأمراض الجلدية آلية حدوث هذا التحسس التدريجي عند البعض دون غيرهم بأنه ينتج من اتحاد بعض البروتينات الجلدية مع هذه المواد لتكوين ما يعرف بالأجسام المناعية الخاصة بها , وتصل تلك إلى الخلايا الليمفاوية – والتي تتحول بدورها داخل الغدد الليمفاوية إلى خلايا ليمفاوية حساسة تحمل على سطحها الخارجي مستقبلات خاصة بتلك المادة الكيميائية التي تحسست لها وتسببت في التفاعل وتصل هذه الخلايا الحساسة عن طريق الدم إلى الطبقة الخارجية من الجلد – وهي معروفة بطبقة البشرة – وتتواجد هناك , فإذا ما تعرض الجلد مرة أخرى لنفس مادة التحسس فإن هذه الخلايا الحساسة تسرع بالانقسام ويكثر عددها , وتتحد مع المادة التي يتحسس لها الجلد , وتحدث تفاعلات كيميائية جلدية معقدة ينتج عنها الاكزيما التلامسية . وتكون الإصابة على شكل حكة جلدية موضعية مع حودث ورم موضعي وخروج سائل من منطقة الإصابة التي يتشقق فيها الجلد ويتغير لونه . وأهم مناطق الجسم التي تتعرض للإصابة باكزيما التلامس : * الرقبة وقد يكون ذلك نتيجة التعرض لأشعة الشمس , أو العطور , أو دهان ما بعد الحلاقة بالنسبة للرجال , ومكان تلامس الرقبة والحلي عند النساء . · الوجه ويرجع ذلك التحسس من بعض مستحضرات التجميل , صبغة الشعر , العطور . · الفم من بعض أنواع معجون الأسنان . · الأذن الخارجية نتيجة التلامس مع القرط ( الحلق ) أو النظارات الطبية . · الشفاه نتيجة استخدام أحمر الشفاه أو التلامس مع بعض الحمضيات . · اليد نتيجة التلامس مع الخاتم أو الساعة أو المصوغات ( الإكسسوارات ) ونراها في من يتعرض للأسمنت المباشر كما في عمال المباني . · الإبط نتيجة استخدام بعض مزيلات العرق وخاصة تلك التي تحتوي على كحول . ولمعرفة المادة التي يتحسس لها الإنسان عند التباس الأمر يوجد اختبار للحساسية حيث توضع شرائط تحتوي على عدد كبير من المواد المختلفة التي قد يتحسس لها أي إنسان وتلصق على ظهر المريض لمدة يومين ثم يدون الطبيب الدوائر التي حدث بها التحسس , وبذلك تعرف المادة التي يتحسس منها المريض ويمنع عنه ملامستها وفي حالتك فإن النظارات هي السبب ، ولهذا يجب إبعاد ملامستها للجلد بعازل يتوفر في محلات النظارات مجانا .وتعالج التلامس عن طريق أبعاد المسبب لها وتجنب التعرض للمسبب وتوضع أدهنة الكورتيزون مثل مرهم فوزيكورت أو كينافيل كما يتناول المريض الأقراص المضادة للحساسية مثل تيليفاست أو زايريتيك أو إينالليرج , وقد وجد أن بعض المواد قد تسبب حساسية جلدية تلامسية إضافة إلى حساسية الصدر عن طريق الاستنشاق وقد تسبب بداية أزمة الربو المعروفة
أرسل تعليقك على السؤال
يمكنك الآن ارسال تعليق علي سؤال المريض واستفساره