سرطان عنق الرحم | Cervical cancer

سرطان عنق الرحم

ما هو سرطان عنق الرحم

سرطان عنق الرحم هو أحد انواع السرطان الشائعة التي تصيب منطقة عنق الرحم (وهو جزء اسطواني مجوف يربط الجزء السفلي من رحم المرأة بالمهبل)، والذي يتمثل بنمو غير طبيعي للخلايا المكونة للجلد المحيط بتلك المنطقة. وتبدأ معظم سرطانات عنق الرحم في الخلايا الموجودة على سطح عنق الرحم.

وتعد النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 35 و 44 عاماً هم الأكثر عرضة للإصابة به، إلا أن أكثر من 15٪ من الحالات الجديدة هي في النساء فوق سن 65 عاماً. [1][2]

ويتم التشديد حالياً على ضرورة إجراء فحص مسحة عنق الرحم لجميع السيدات الذين تتراوح أعمارهن بين 25 و64 عاماً، حيث يسهم الكشف المبكر في تعزيز الأمل بالشفاء. ووفقاً لجمعية السرطان الأمريكية (ACS)، فقد أدت التوعية بضرورة إجراء فحص مسحة عنق الرحم إلى انخفاض معدل الوفيات الناجمة عن سرطان عنق الرحم بنسبة كبيرة خلال السنوات الأخيرة الماضية. [1][3]

انواع سرطان عنق الرحم

هناك أكثر من نوع واحد من سرطان عنق الرحم، وتشمل هذه الأنواع:

  • سرطان الخلايا الحرشفية: ويتشكل هذا النوع في بطانة عنق الرحم، وهو يشكل ما يصل إلى 90٪ من الحالات.
  • السرطانات الغدية: ويتشكل هذا النوع في الخلايا التي تنتج المخاط.
  • السرطان المختلط: وهو سرطان يمتلك ميزات مختلطة من النوعين الآخرين. [2]

مراحل سرطان عنق الرحم

يتكون سرطان عنق الرحم من أربع مراحل، وهي:

  • المرحلة الأولى: يكون الورم في هذه المرحلة صغير الحجم، ولم ينتشر إلى أجزاء الجسم الأخرى. قد يكون أو لا يكون منتشراً إلى الغدد اللمفاوية.
  • المرحلة الثانية: يكون الورم في المرحلة الثانية منتشراً إلى الغدد اللمفاوية وأكبر حجماً، ولم ينتشر إلى أجزاء الجسم الأخرى بعد.
  • المرحلة الثالثة: ينتشر السرطان في هذه المرحلة إلى أجزاء الجسم المحيطة الموجودة في الحوض، مثل المهبل والحالبين، لكن لم ينتشر إلى الأعضاء البعيدة.
  • المرحلة الرابعة: ينتشر السرطان في المرحلة الرابعة إلى أعضاء موجودة خارج الحوض مثل الرئتين، أو العظام، أو الكبد. [1]

تحدث معظم حالات سرطان عنق الرحم بسبب فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human Papilloma Virus, HPV) المنقول جنسياً، وهو نفس الفيروس الذي يسبب الثآليل التناسلية.

يوجد حوالي 100 سلالة مختلفة من فيروس الورم الحليمي البشري، ولكن أنواع معينة فقط هي التي تسبب سرطان عنق الرحم. ويعد النوعان الأكثر شيوعاً وراء الإصابة بسرطان عنق الرحم هما (HPV-16) و (HPV-18). [1]

عوامل خطر الاصابة بسرطان عنق الرحم

على الرغم من أن المسبب الأكثر شيوعاً لسرطان عنق الرحم هو الفيروس الحليمي البشري، إلا أنه يوجد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، مثل:

  • تناول حبوب منع الحمل، خاصة لمدة تزيد عن 5 سنوات.
  • البدء بممارسة الجنس في سن مبكرة.
  • ممارسة الجنس غير الشرعي مع عدة شركاء جنسيين.
  • تدخين السجائر. 
  • الإصابة ببعض أمراض نقص المناعة.
  • الإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسياً.
  • إنجاب توائم، أو الإنجاب قبل بلوغ عمر 17 عاماً.
  • الإصابة بسرطان الكلية، أو المثانة، أو المهبل سابقاً. [2][4]

على الرغم من أن بعض السيدات لا يشعرن بأية أعراض غير طبيعية إلا في المراحل المتأخرة من الإصابة، إلا أنه يوجد عدد من الأعراض والعلامات التي يمكن أن ترافق الإصابة بسرطان عنق الرحم:

  •  حدوث نزف مهبلي في أوقات تختلف عن أوقات دورة الحيض المعتادة.
  • الشعور بألم في بعض الأحيان في منطقة عنق الرحم خلال الجماع.
  • ألم أثناء التبول.
  • الشعور بألم في الحوض.
  • الحاجة إلى التبول بشكل مستمر.
  • ألم في أسفل الظهر، أو أسفل البطن، أو في عظام الحوض.
  • وجود إفرازات مهبلية مختلفة في قوامها أو رائحتها عن المعتاد. [1][4]

يعتبر فحص مسحة عنق الرحم فحصاً يجب إجراؤه دورياً، للكشف عن أية تغيرات في عنق الرحم مبكراً. يجب على النساء البدء بإجراء مسحة عنق الرحم دورياً عند بلوغ سن 21 عاماً. ويتم تشخيص الإصابة بسرطان عنق الرحم من خلال الإجراءات والفحوصات التالية:

  • فحص عينة مسحة عنق الرحم: حيث يقوم طبيب أخصائي نسائية وتوليد بإجراء فحص مسحة عنق الرحم من خلال أخذ مسحة من الخلايا الموجودة على سطح عنق الرحم بعود قطني خاص. ثم يتم إرسال هذه الخلايا إلى المختبر لفحصها تحت المجهر بحثاً عن أدلة على أي تغيرات أو علامات سرطانية.
  •  تنظير للمهبل وعنق الرحم: في حال أظهر فحص مسحة عنق الرحم وجود تغيرات في خلايا عنق الرحم، يقترح الطبيب إجراء تنظير للمهبل وعنق الرحم (بالإنجليزية: Colposcopy)، يتم أثناء هذا الفحص صبغ خلايا عنق الرحم بصبغة آمنة أو بمادة حمض الاستيك، لتتم رؤيتها بشكل أوضح، ثم استخدام منظار لتكبير الخلايا وفحصها عن كثب.
  • اختبار الحمض النووي للورم الحليمي البشري: حيث تعد الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري HPV من أكثر العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان عنق الرحم. وقد أصبح الآن بإمكان الأطباء فحص أنواع فيروس الورم الحليمي البشري المسرطنة من خلال البحث عن جزء من الحمض النووي DNA في خلايا عنق الرحم.

ويتم هذا الاختبار بشكل مماثل لاختبار عنق الرحم من حيث كيفية جمع العينة، كما وأنه، في بعض الأحيان، يمكن حتى أن يتم على نفس العينة. ويتم إجراء هذا الفحص أيضاً للنساء اللواتي ظهر لديهن نتائج غير طبيعية في اختبار عنق الرحم، وذلك لمعرفة ما إن كانت المرأة قد تحتاج إلى مزيد من الاختبارات أو العلاجات. [1][2]

من حسن الحظ أن الكشف المبكر عن حالات سرطان عنق الرحم يزيد من احتمال نجاح العلاج. وعادة ما يتكون العلاج من ما يلي:

  • العلاج الكيماوي: حيث يستخدم العلاج الكيميائي أدوية مخصصة لقتل الخلايا السرطانية، وتقليص حجم الأورام السرطانية في الجسم. كما يمكن أن يستخدم العلاج الكيماوي مع طرق العلاج الأخرى. 
  • العلاج الإشعاعي: يعتمد العلاج الإشعاعي على استخدام أشعة عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية، ويمكن أن يستخدم كعلاج أساسي لوحده، أو قد يستخدم بعد الجراحة، أو لتخفيف الأعراض مثل النزيف.
  • العلاج الجراحي: عادةً ما يتم اللجوء إلى الجراحة لاستئصال الورم السرطاني خاصةً إن تم اكتشافه مبكراً، وتتم إزالة أكبر جزء ممكن من الورم، بالإضافة إلى الأنسجة المجاورة إن دعت الحاجة.
  • العلاج الموجه: دواء بيفاسيزوماب (بالإنجليزية: Bevacizumab) هو دواء جديد يستهدف الخلايا السرطانية ويمنعها من تكوين أوعية دموية جديدة، مما يوقف نموها. عادةً يعطى هذا الدواء بالتزامن مع العلاج الكيماوي. [1][4]

تنصح السيدات اللواتي تم تشخيص إصابتهن بسرطان عنق الرحم باتباع الإرشادات التالية للتعايش مع الحالة والعلاج.

  • المواظبة على العلاجات الموصوفة من قبل الطبيب المختص.
  • تناول الغذاء الصحي والمتوازن.
  • ممارسة الأنشطة البدنية الخفيفة للحفاظ على مستوى الطاقة، والتأكد من أن الأنشطة غير متعبة.
  • الحصول على قسط كاف من الراحة في الليل، وأخذ قيلولة إذا كان الجسم بحاجة.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • عدم استهلاك الكحول. [2]

يمكن الوقاية من الإصابة بمرض سرطان عنق الرحم وتقليل احتمالية الوفاة الناجمة عنه من خلال الإجراءات التالية:

اخذ لقاح فيروس الورم الحليمي البشري

يمكن أن تصاب الأنثى بهذا الفيروس نتيجة الجماع وأن يبقى سنوات دون ظهور أي أعراض إلى أن يتم الكشف عنه من خلال مسحة عنق الرحم. ويسهم أخذ لقاح فيروس الورم الحليمي البشري في التقليل من احتمالية الإصابة به.

اجراء الفحوصات الدورية للكشف المبكر عن السرطان

نادراً ما تظهر أعراض سرطان عنق الرحم في المراحل المبكرة، لذلك فإن إجراء مسحة عنق الرحم بانتظام يعد أمراً ضرورياً، حيث تمكن الطبيب من الكشف عن وجود تغيرات غير طبيعية على عنق الرحم قبل أن تصبح سرطانية.

وتشير إرشادات جمعية السرطان الأمريكية بخصوص مكافحة سرطان عنق الرحم والكشف المبكر عنه إلى ما يلي:

  • يجب أن تكون أول مسحة لعنق الرحم للمرأة عند سن 21 عاماً.
  • يجب على النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 21-29 عاماً إجراء مسحة عنق الرحم مرة واحدة كل 3 سنوات فقط.
  • يجب على النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 30-65 عاماً إجراء مسحة عنق الرحم وفحص فيروس الورم الحليمي البشري معاً (الاختبار المشترك) كل 5 سنوات.
  • يجب على النساء اللواتي خضعن لاستئصال الرحم الكلي (الرحم وعنق الرحم) التوقف عن اختبارات عنق الرحم، ما لم يتم استئصال الرحم كعلاج لسرطان عنق الرحم. أما النساء اللواتي خضعن لاستئصال الرحم دون عنق الرحم عليهن متابعة الاختبارات وفقاً لما ذكر سابقاً.

الاقلاع عن التدخين

يسهم الإقلاع عن التدخين في تقليل التعرض للمواد المسرطنة، وتحسين الصحة العامة، وتدعيم مقاومة الجسم للأمراض.

ممارسة الجنس الآمن

ترتبط معظم حالات سرطان عنق الرحم بالعدوى بأنواع معينة من فيروس الورم الحليمي البشري (HPV). ويمكن أن ينتشر فيروس الورم الحليمي البشري من خلال الجنس غير الآمن، لذا فإن استخدام الواقي الذكري يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالعدوى.

كما يمكن أن ينتقل أثناء أي نوع من أنواع الاتصال الجنسي. وهذا يشمل أي تلامس جلدي بين الأعضاء التناسلية؛ مثل الجنس الفموي، أو المهبلي، أو الشرجي، واستخدام الألعاب الجنسية. [1][2]

للمزيد: 10 نصائح غذائية لتقليل احتمالية الإصابة بسرطان عنق الرحم

من المهم إجراء الفحص الروتيني لكشف السرطان مبكراً، إذ أن معدل النجاة من سرطان عنق الرحم في المراحل المبكرة يصل إلى 92%، بينما تنخفض هذه النسبة إلى النصف تقريباً إن انتشر الورم إلى الأنسجة المجاورة في منطقة الحوض، وقد يصل إلى 17% في حال انتشر السرطان إلى أعضاء الجسم الأخرى. [1]

[1] Stephanie Watson. Everything You Need to Know About Cervical Cancer. Retrieved on the 3rd of July, 2022.

[2] Poonam Sachdev. Cervical Cancer. Retrieved on the 3rd of July, 2022.

[3] American Cancer Society. Cervical Cancer. Retrieved on the 3rd of July, 2022.

[4] National Health Services (NHS). Cervical cancer. Retrieved on the 3rd of July, 2022.

الكلمات مفتاحية

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بالأورام الخبيثة والحميدة

سؤال من أنثى سنة

في الأورام الخبيثة والحميدة

هل سرطان عنق الرحم وراثي

قد يراود بعض النساء القلق حول هل سرطان الرحم وراثي، وتجدر الإشارة إلى أن سرطان عنق الرحم قد يكون وراثي وينتشر في بعض العائلات وأن فرصة الإصابة بسرطان عنق الرحم تزداد في حال إصابة أحد أفراد العائلة بسرطان عنق الرحم.

كما يجب العلم أنه يوجد العديد من عوامل الخطورة الأخرى التي تزيد من فرصة الإصابة بسرطان عنق الرحم، ومنها:

  • الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.
  • بدء النشاط الجنسي في سن مبكرة (أقل من 18 عاماً).
  • تعدد الشركاء الجنسيين.
  • التدخين.
  • ضعف جهاز المناعة.
  • الإصابة بعدوى الكلاميديا.
  • استخدام حبوب منع الحمل لمدة طويلة.
  • حالات الحمل كامل المدة.
  • اتباع نظام غذائي لا يحتوي على الخضروات والفاكهة.

للمزيد:

المرجع:

سؤال من أنثى سنة

في الأورام الخبيثة والحميدة

هل سرطان الرحم curable

يمكن الشفاء من سرطان الرحم واعتباره (curable) في حال تم تشخيصه مبكراً وعلاجه بالطريقة المناسبة، مع العلم أنه يوجد عوامل أخرى تؤثر على فرصة الشفاء من سرطان الرحم ومنها:

  • مرحلة السرطان ودرجة تقدمه وانتشاره.
  • شكل الخلايا السرطانية تحت المجهر.
  • مدى تأثر الخلاياالسرطانية بالبروجيسترون.

ينصح بضرورة المتابعة المستمرة مع الطبيب المختص وفور ملاحظة أي أعراض غير طبيعية، حيث أنه حتى في حال كانت درجة سرطان الرحم متقدمة ونسبة الشفاء قليلة إلا أن العلاج يساعد في التخفيف من الأعراض وإطالة أمد الحياة.

للمزيد:

المرجع:

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بالأورام الخبيثة والحميدة

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بالأورام الخبيثة والحميدة