ارتجاج المخ عند الأطفال | Concussion in Children

ارتجاج المخ عند الأطفال

ما هو ارتجاج المخ عند الأطفال

ارتجاج المخ عند الأطفال هو نوع من إصابات الدماغ ينجم عن ارتطام الرأس أو تلقي ضربة على الرأس أو الرقبة ما يؤدي إلى تحرك المخ بشكل غير طبيعي فتتأثر وظائفه بصفة مؤقتة. [1][2]

يعد ارتجاج المخ أكثر شيوعًا في الأطفال وقد يصعب اكتشافه لديهم؛ نظرًا لعدم قدرة الأطفال خاصة الصغار منهم على التعبير عما يشعرون به. [3][4]

جدير بالذكر أن ارتجاج الدماغ عند الأطفال لا يشترط أن يكون مصحوبًا بفقدان الوعي كما يعتقد البعض، بل إن حدوث ذلك يقتصر على حالات قليلة. [2]

اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع

يحدث الارتجاج نتيجة التعرض لصدمة في الرأس تؤدي إلى تحرك المخ بسرعة أو اهتزازه بشدة داخل الجمجمة، وهو ما يؤدي إلى فرط إطلاق النواقل العصبية في المخ وحدوث خلل مؤقت في بعض وظائفه مسببًا ظهور سلسلة من الأعراض استجابة لهذه التغيرات. [3][5]

قد تعزى أسباب ارتجاج المخ عند الأطفال إلى التعرض لإحدى الحوادث الآتية: [6] 

  • سقوط الطفل وارتطام رأسه بشدة.
  • التعرض لضربة شديدة على الرأس.
  • اصطدام الرأس بشيء ما أثناء اللعب.
  • إصابات الرأس أثناء ممارسة الرياضة.
  • هز الطفل بعنف خاصة في الرضع والأطفال الصغار.
  • حوادث السيارات.

عوامل خطر الإصابة بارتجاج المخ عند الأطفال

يعد الأطفال أكثر عرضة للإصابة بارتجاج المخ مقارنة بالكبار وذلك لعدة عوامل، منها: [3][6]

  • كبر حجم رأس الطفل مقارنة بجسمه ما يعرضه إلى السقوط بسهولة.
  • ضعف التنسيق الحركي لدى الطفل فيجعله أكثر عرضة للسقوط.
  • عدم تطور عضلات الرقبة بما يكفي لمنح الدعم الجيد للرأس.
  • ليونة عظم الجمجمة لدى الأطفال مقارنة بالكبار.
  • قلة المايلين في الدماغ لدى الأطفال وهي المادة التي تغلف الخلايا العصبية وتحميها.

اقرأ أيضًا: أسباب فقدان الذاكرة وعوامل الخطر

قد تظهر أعراض ارتجاج المخ عند الأطفال على الفور بعد السقوط أو التعرض لصدمة في الرأس، وربما تتأخر عدة ساعات أو أيام. [3]

تشمل أبرز أعراض وعلامات ارتجاج المخ عند الأطفال ما يلي: [1][3]

  • الصداع.
  • الدوخة وفقدان التوازن، وربما فقدان الوعي في بعض الحالات.
  • الغثيان أو القيء.
  • الارتباك وصعوبة التركيز، وقد يبدو الطفل في حالة من الذهول، أو يبكي بشدة.
  • عدم القدرة على تذكر بعض الأحداث قبل وقوع الصدمة أو بعدها.
  • التلعثم في الكلام.
  • عدم وضوح الرؤية.
  • الحساسية للضوضاء أو الضوء.
  • رفض تناول الطعام، وتغير في سلوك الطفل وسرعة انفعاله.
  • تغير نمط النوم سواء بالنوم ساعات طويلة أو المعاناة من صعوبة في النوم.

تختلف أعراض ارتجاج المخ عند الرضع عن الأطفال الأكبر عمرًا، وقد تتضمن ما يلي: [1][4]

  • فرط البكاء وعدم الاستجابة لمحاولات تهدئته.
  • القيء.
  • رفض الرضاعة.
  • وجود كدمة في الرأس.
  • فقدان الاهتمام باللعب.
  • النوم فترات أطول أو أقل من المعتاد.

للمزيد: ما الأعراض التي تنذر بارتجاج المخ عند الأطفال؟

كيفية التصرف عند الاشتباه في إصابة الطفل بارتجاج

يعد اكتشاف ارتجاج المخ عند الأطفال مبكرًا من الأمور التي تساهم في الحصول على الرعاية اللازمة وتجنب تعريض الطفل لمزيد من الإصابات، وينبغي على الآباء في حال تعرض الطفل لصدمة في الرأس القيام بالآتي: 

  • منع الطفل من اللعب

تعد أول خطوة عند الاشتباه في إصابة الطفل بارتجاج بعد تعرضه للسقوط أو ارتطام رأسه هي إبعاده عن اللعب، أو إيقافه عن التدريب إذا كان يمارس رياضة معينة مدة يوم كامل على الأقل. [2]

  • مراقبة الطفل عن كثب

يوصى بمراقبة سلوك الطفل وطريقة حديثه بضعة أيام، وملاحظة ما إذا كان يعاني من الارتباك أو التلعثم في الكلام، أو عدم تذكر بعض الأحداث. [6]

  • الذهاب إلى المستشفى

يجب طلب الرعاية الطبية الطارئة أو الذهاب إلى المستشفى في أقرب وقت في حال الاشتباه في إصابة الطفل بارتجاج في المخ لتلقي الرعاية اللازمة. [6]

اقرأ أيضًا: الدليل الشامل عن سقوط الطفل على رأسه

يبدأ تشخيص ارتجاج المخ عند الأطفال بمعرفة التاريخ الطبي من الوالدين وطبيعة الحادث الذي تعرض له الطفل، ومن ثم إجراء فحص بدني شامل، والذي قد يتضمن ما يلي: [2][7]

  • الفحص العصبي.
  • اختبار المهارات الحركية.
  • تقييم القدرات المعرفية للطفل، مثل الذاكرة.
  • فحص الرؤية والسمع.

بعد ذلك قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات تصويرية للاطمئنان على سلامة الدماغ والجمجمة واكتشاف حالات النزف أو الكسور، ومن هذه الفحوصات: [7]

قد تستدعي حالات ارتجاج المخ عند الأطفال دخول المستشفى والبقاء تحت المراقبة مدة 24 إلى 48 ساعة بناء على تقييم الطبيب لمدى شدة الحالة، ومن ثم يتم استكمال العلاج في المنزل. [3]

يتضمن علاج ارتجاج المخ عند الأطفال ما يلي: 

  • الراحة

يعد العلاج الرئيس لارتجاج المخ عند الأطفال هي الحصول على الراحة الجسدية والذهنية مدة يوم أو يومين وتجنب التعرض للإصابة بالارتجاج مرة أخرى، وذلك من خلال: [2][5][6]

  • بقاء الطفل في المنزل وعدم الذهاب إلى المدرسة أو روضة الأطفال.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم، وقد يحتاج الطفل بعد إصابته بالارتجاج إلى النوم فترة أطول من المعتاد ويعد ذلك أمرًا طبيعيًا أثناء محاولة الجسم التعافي من الارتجاج.
  • الامتناع عن جعل الطفل يمارس الرياضة أو أي نشاط بدني مجهد مدة يوم إلى يومين على الأقل. 
  • منح الطفل وقتًا أطول للقيام بالأنشطة المعتادة، فقد يعاني من تأخر في الاستجابة أو الإدراك خلال فترة التعافي من الارتجاج.
  • جعل الطفل يقوم بأنشطة خفيفة جدًا خلال أيام راحته مع مراقبته جيدًا، مثل المشي والقيام بأنشطة ذهنية بسيطة، مثل الرسم، والتلوين، وقراءة القصص البسيطة.

يحدد الطبيب بعد إعادة فحص الطفل الوقت المناسب لعودة الطفل إلى ممارسة الأنشطة الطبيعية والذهاب إلى المدرسة، وكذلك ممارسة الرياضة مرة أخرى. [2]

  • تناول طعام صحي

ينبغي الحرص على تناول الطفل أطعمة صحية متوازنة وتناول الفواكه أو العصائر الطبيعية خاصة خلال فترة التعافي، وشرب قدر كافٍ من الماء يوميًا، مع تجنب تناول الأطعمة الغنية بالكافيين مثل الشوكولاتة والمشروبات الغازية. [5][8] 

  • تقنين وقت الشاشة

يوصى ضمن علاج ارتجاج المخ عند الأطفال تقنين وقت الجلوس أمام الشاشات سواء استخدام الهواتف الذكية أو مشاهدة التلفاز، حيث أن المخ يحتاج إلى الراحة في هذه الفترة الحرجة. [8] 

  • تناول الأدوية الموصوفة

قد يوصي الطبيب بإعطاء الطفل دواء الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) لتخفيف الصداع.

وتجدر الإشارة إلى أنه يجب عدم إعطاء الأطفال المصابين بارتجاج أي أدوية دون استشارة الطبيب خاصة بعض أنواع مسكنات الألم، مثل الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)؛ نظرًا لأنها قد تزيد من خطر النزيف داخل الجمجمة. [2][6]

يمكن العودة إلى ممارسة الأنشطة الطبيعية تدريجيًا بعد قضاء يومين من الراحة مع الحرص على مراقبة الطفل جيدًا والتأكد من عدم تفاقم الأعراض، أو تعرض الطفل لارتجاج آخر حيث يكون الدماغ حساسًا خلال فترة التعافي. [1][2]

تشمل النصائح التي ينبغي اتباعها بعد علاج ارتجاج المخ عند الأطفال وعودة الطفل مرة أخرى لممارسة أنشطته المعتادة ما يلي: [2][9]

  • البدء في ممارسة الأنشطة البدنية الخفيفة، مثل المشي السريع مع مراقبة الأعراض، ومن ثم زيادة النشاط البدني تدريجيًا إذا لم تتفاقم الأعراض.
  • العودة إلى المدرسة من خلال المداومة بضع ساعات أو بداوم كامل بناء على مدى قدرة تحمل الطفل، مع مراعاة إخبار المعلمين عن حالة الطفل لمراقبته ومنحه وقتًا أطول من المعتاد لاستيعاب المعلومات والإجابة عن الأسئلة.
  • إعطاء الطفل وقتًا أطول لحل الواجبات المنزلية ومنحه فترات من الراحة من وقت لآخر، حيث أنه يكون عرضة للشعور بالتعب والإرهاق بسهولة.

يوصى بعدم عودة الطفل إلى ممارسة الألعاب الرياضية كالسابق أو القيام بالأنشطة البدنية المجهدة دون التأكد من اختفاء أعراض الارتجاج تمامًا والحصول على الموافقة من الطبيب، علاوة على ذلك ينبغي البدء بالإحماء والجري، ومن ثم التأكد من عدم ظهور أي أعراض، والبدء بممارسة رياضة لا تنطوي على الاحتكاك. [2][9]

يوجد بعض النصائح التي تساعد في الوقاية من ارتجاج المخ عند الأطفال من خلال تجنب التعرض الطفل للسقوط، أو الإصابات الرياضية، أو الحوادث، وتشمل: [6][3]

  • تنظيم أثاث المنزل بطريقة تناسب الطفل ولا تعوق حركته خاصة مع الأطفال الصغار، مثل جعل الأرض خالية من الألعاب أو العوائق التي تعرضه للسقوط، ووضع بوابات عند السلالم.
  • مراقبة الأطفال الصغار عند جلوسهم على الأسطح المرتفعة، مثل السرير.
  • اختيار أماكن ذات أسطح لينة أو عشبية بدلًا من الخرسانية للعب الأطفال.
  • الحرص على ارتداء الطفل وسائل الحماية أثناء ركوب الدراجة أو التزلج، مثل الخوذة.
  • وضع الطفل في مقعد السيارة المخصص للأطفال أثناء القيادة وربط حزام الأمان.

اقرأ أيضًا: الوقاية من الاصابات وتفادي وقوعها

قد تستمر آثار ارتجاج المخ عند الأطفال في حالات قليلة، خاصة في حال تعرض الطفل لارتجاج المخ أو إصابات الدماغ الرضحية الأخرى أكثر من مرة. [10]

يطلق على الحالات التي يستمر فيها تأثير ارتجاج المخ عند الأطفال متلازمة ما بعد الارتجاج، وتتضمن أعراضها ما يلي: [6][10]

  • صداع مستمر ودوخة.
  • ضعف التركيز.
  • مشكلات في الذاكرة.
  • حساسية للضوء والضوضاء.
  • اضطراب النوم.
  • تغيرات في حاسة الشم والتذوق.
  • طنين الأذن.
  • مشكلات نفسية، مثل القلق والاكتئاب.

يمكن أن تستمر أضرار ارتجاج المخ عند الأطفال هذه أسابيع أو أشهر، وربما فترة أطول من ذلك. [6]

تجدر الإشارة إلى أن ارتجاج المخ عند الأطفال قد يؤدي في حالات نادرة جدًا إلى نزيف في المخ أو تورم الدماغ، وتعد هذه الحالات مهددة للحياة في حال عدم تلقي العلاج المناسب في أسرع وقت ممكن. [10]

تتعافى معظم حالات ارتجاج المخ في غضون أسبوع أو أسبوعين، ولكن قد تستغرق مدة التعافي من ارتجاج المخ عند الأطفال وقتًا أطول يمتد إلى شهر أو أكثر في حالات الارتجاج الشديد. [1]

يمكن أن تستمر الأعراض فترة طويلة في حالات قليلة، وقد يعاني بعض الأطفال من مضاعفات خطيرة. [1]

[1] Alison Fisher. Signs of concussion in children and toddlers. Retrieved on the 26th of April, 2024.

[2] Childrenscolorado.org. Concussion and Mild Traumatic Brain Injury in Children. Retrieved on the 26th of April, 2024.

[3] Yvelette Stines. Symptoms of Head Injuries and Concussions in Toddlers. Retrieved on the 26th of April, 2024.

[4] Chaunie Brusie. Signs of Concussion in Children: When to Call the Doctor. Retrieved on the 26th of April, 2024.

[5] Myhealth.alberta.ca. Concussions and head injuries in children: Care instructions. Retrieved on the 26th of April, 2024.

[6] Thechildrenstrust.org.uk. Concussion in children and young people. Retrieved on the 26th of April, 2024.

[7] Swati Patwal. 10 Signs Of Concussion In Babies, Causes And Treatment. Retrieved on the 26th of April, 2024.

[8] Ross D. Zafonte. Signs of Concussion in a Child. Retrieved on the 26th of April, 2024.

[9] Raisingchildren.net.au. Concussion. Retrieved on the 26th of April, 2024.

[10] Mark Gurarie. What Are the Long-Term Effects of a Concussion? Retrieved on the 26th of April, 2024.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بالأمراض العصبية

سؤال من ذكر سنة

في الأمراض العصبية

اسباب الضمور فى المخ للطفل 5 سنوات

الاسباب عديدة منها الجانب الوراثى بالنسبة لاحد الزوجين او كلاهما او حدوث مضاعفات للطفل قبل الولادة مثل تعرض الام للاشعاع او تناول ادوية فى الثلاثة شهور الاولى للحمل او مضاعفات اثناء الولادة مثل طول مدة الولادة وتعرض الطفل لنقص الدم والاوكسجين للمخ بسبب طول مدة الولادة او الضغط على الحبل السرى اثناء الولادة وايضا حدوث مضافات بعد الولادة للطفل مثل التعرض للحمى الشوكية او التهابات المخ او اصابات الراس الشديدة او تناول السموم او التعرض بصفة منتظمة للتدخين او تلوث البيئة

سؤال من ذكر سنة 56

في الأمراض العصبية

هل الجلطه الدماغية النزيف يعمل على فقدان الذاكره ، وماهي الاعراض التي يصاب بها المريض عند تعرضه لجلطه دماغيه انسداد...

بالتاكيد الجلطات الدماغية تؤثر على مركز الذاكرة ومركز الفهم والإدراك والتمييز بسبب تلف خلايا المخ لقصور الدورة الدموية المخية ونقص الدم والاكسجين والتمثيل الغذائي بالخلايا العصببة مما يسبب خلل فى الحركة بالاطراف واضطراب الوعى وعدم القدرة على الفهم والإدراك والتمييز مع فقدان الذاكرة الآنية والمتوسطة والبعيدة

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بالأمراض العصبية

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بالأمراض العصبية