تعذر الجلوس | Akathisia, kathisophobia

ما هو تعذر الجلوس

تعذر الجلوس هو تلك الحالة التي تسبب شعورا بالقلق وحاجة ملحة للتحرك. يأتي الاسم من الكلمة اليونانية "Akathemi"، والتي تعني "عدم الجلوس مطلقًا".

تعذر الجلوس هو أحد الآثار الجانبية لأدوية الجيل الأول من مضادات الذهان المستخدمة لعلاج أمراض الصحة العقلية مثل الاضطراب الثنائي القطب وانفصام الشخصية، ولكن يمكن أن تحدث أيضًا مع مضادات الذهان الحديثة. ما بين 20 و75 في المئة من الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية لديهم هذا التأثير الجانبي، خاصة في الأسابيع القليلة الأولى بعد بدء العلاج.

نظرًا لأن السير المرضي للحالة يمكن أن يشتمل على التفكير في الانتحار، فمن المهم جدًا أن يتم علاج أي شخص يعاني من أعراض تعذر الجلوس على الفور.

أنواع تعذر الجلوس

تنقسم حالة تعذر الجلوس إلى عدة أنواع بناءً على أي وقت تبدأ فيه:

تعذر الجلوس الحاد: يتطور بعد وقت قصير من بدء تناول الدواء ويستمر لمدة تقل عن ستة أشهر.
تعذر الجلوس المتأخر: يتطور بعد شهور أو سنوات من تناول الدواء.
تعذر الجلوس المزمن: يدوم لأكثر من ستة أشهر.

الفرق بين تعذر الجلوس وخلل الحركة المتأخر

قد يخطئ الأطباء في تشخيص الإصابة بتعذر الجلوس بسبب اضطراب حركة آخر يسمى خلل الحركة المتأخر، الذي هو أحد الآثار الجانبية الأخرى للعلاج بالأدوية المضادة للذهان، حيث يسبب حركات عشوائية غالبًا في الوجه والذراعين والجذع، في حين تعذر الجلوس يؤثر أساسا على الساقين.

الفرق الرئيسي بين الحالتين هو أن الأشخاص الذين يعانون من خلل الحركة المتأخر لا يدركون أنهم يتحركون، في حين يعرف المصابون بتعذر الجلوس أنهم يتحركون، والحركات تزعجهم.

اسباب تعذر الجلوس

أكبر سبب للإصابة هو الأدوية المضادة للذهان من الجيل الأول عالية القوة، حيث أن 50٪ إلى 80٪ من المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية يعانون من معدلات عالية من الأعراض.

يمكن أن يتسبب الانسحاب من المواد المخدرة في ظهور تعذر الجلوس، ويشمل ذلك الانسحاب من المواد الأفيونية أو الكوكايين أو الباربيتورات أو البنزوديازيبين، ويظهر تعذر الجلوس الناجم عن الانسحاب عمومًا بعد بضعة أسابيع من التوقف.

تعذر الجلوس هو أحد الآثار الجانبية للأدوية المضادة للذهان مثل:

كلوربرومازين.
فلوبينتيكسول.
فلوفينازين.
هالوبيريدول.
لوكسابين.
موليندون.
بيموزيد.
البروكلوربيرازين.
ثيوريدازين.
ثيوتيكسين.
ترايفلوبيرازين.

لا يعرف الأطباء السبب الدقيق لهذا التأثير الجانبي. قد يحدث ذلك لأن الأدوية المضادة للذهان تُغلق مستقبلات الدوبامين في المخ. الدوبامين هو ناقل كيميائي يساعد في التحكم في الحركة. ومع ذلك، فإن الناقلات العصبية الأخرى، بما في ذلك الأسيتيل كولين والسيروتونين، و GABA قد اكتسبت اهتمامًا مؤخرًا لأنها ربما تلعب دورًا في هذه الحالة.

تعذر الجلوس هو أقل شيوعا مع الجيل الثاني من مضادات الذهان. ومع ذلك، حتى مضادات الذهان الأحدث يمكن أن تسبب هذا التأثير الجانبي في بعض الأحيان، حيث أثبتت دراسة تم نشرها عام 2009 في مجلة (PubMed) أن هناك بعض الأدوية المضادة للذهان الحديثة يمكن أن تسبب هذا العرض.

الأشخاص الذين يتناولون العقاقير التالية قد يكونون أيضًا عرضة لخطر الإصابة بتعذر الجلوس:

مثبط استرداد السيروتونين الانتقائي (SSRIs).
حاصرات قنوات الكالسيوم.
عقاقير مضادة للغثيان.
الأدوية التي تعالج الدوار.
المهدئات قبل الجراحة.

هناك العديد من عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بتعذر الجلوس مثل:

تناول أدوية الجيل الأول القوية المضادة للذهان.
تناول جرعة عالية من الدواء.
يزيد الطبيب الجرعة بسرعة كبيرة.
الأشخاص في منتصف العمر أو أكبر.

تم ربط بعض الحالات الطبية أيضًا بتعذر الجلوس، بما في ذلك:

اعراض تعذر الجلوس

تظهر أعراض تعذر الجلوس في:

20 ٪ من المرضى الذين يتناولون مضادات الاكتئاب.
30 ٪ إلى 40 ٪ من المرضى الذين يتناولون الأدوية الحديثة من مضادات الذهان.
50 ٪ إلى 80 ٪ من المرضى الذين يتناولون الجيل الأول من الأدوية المضادة للذهان، اعتمادًا على الجرعة.

تتمحور أعراض تعذر الجلوس عمومًا حول حركات متكررة لا إرادية، حيث يشعر الأشخاص المصابون بتعذر الجلوس برغبة لا يمكن السيطرة عليها للتحرك والشعور بالقلق. لتخفيف تلك الرغبة، ينخرطون في حركات متكررة مثل هذه:

التأرجح للأمام والخلف أثناء الوقوف أو الجلوس.
تحويل الوزن من ساق إلى أخرى.
المشي في المكان.
إنظام.
الارتباك أثناء المشي.
تأرجح الساق أثناء الجلوس.

تشمل الأعراض الأخرى:

التوتر أو الذعر.
التهيج.
نفاذ صبر.
التفكير في الانتحار.
أرق.

تعذر الجلوس يمكن أن يؤدي أيضا في بعض الأحيان إلى دوافع عنيفة، عدوانية أو الانتحار. غالبًا لا يستطيع المصابون تحديد مصدر ضيقهم، على الرغم من أنه قد لا يطاق.

كيف يتم تشخيص تعذر الجلوس؟

سوف يسأل الطبيب عن الأعراض التي يعاني منها المريض ويسأل عن الأدوية التي يتناولها ومنذ متى يتناولها، ثم يراقب المريض أثناء الفحص للتحقق من بعض الأعراض مثل:

تململ.
تغير وضعية الوقوف أو الجلوس بصورة مستمرة.
تحرك مستمر للقدمين.
تأرجح الساق أثناء الجلوس.

قد يحتاج الطبيب إلى اختبارات للتأكد من إصابتك بهذه الحالة وليس بحالة مماثلة مثل:

متلازمة تململ الساقين (RLS).
القلق.
الانسحاب من المخدرات.
خلل الحركة المتأخر.

علاج تعذر الجلوس

عادةً ما يكون علاج تعذر الجلوس بسيطًا إلى حدٍ ما ويتضمن بشكل أساسي إيقاف الدواء الذي تسبب في ظهور الأعراض، وغالبا، سيتم اختفاء الحالة خلال أسبوع أو نحو ذلك بعد إيقاف الدواء. بدلا من ذلك، يمكن استخدام عقار بديل مع خطر أقل للتسبب في الإصابة بتعذر الجلوس.

إذا لم يتم العثور على دواء بديل، فيمكن اللجوء إلى استخدام جرعة أقل من نفس الدواء حيث أن ذلك قد يساهم في التغلب على الحالة. يتم استخدام عدد قليل من الأدوية لعلاج تعذر الجلوس، بما في ذلك:

أدوية ضغط الدم.
البنزوديازيبينات (نوع من المهدئات).
الأدوية المضادة للكولين.
الأدوية المضادة للفيروسات.

قد يساعد فيتامين ب 6 أيضا في علاج تعذر الجلوس، حيث ثبت في إحدى الدراسات التي تم نشرها في عام 2014 في مجلة (Psychiatric Annals) أن أعراض تعذر الجلوس قد اختفت بعد تناول جرعات عالية (1200 ملليغرام) من فيتامين ب 6.

إذا كنت بحاجة إلى دواء مضاد للذهان، فيجب أن يبدأ طبيبك في أقل جرعة ممكنة ويزيدها قليلاً تدريجياً، كما أن استخدام الجيل الحديث من الأدوية المضادة للذهان يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بتعذر الجلوس. وقد ظهر حالياً بعض الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج تعذر الجلوس في حال فشل الوسائل التقليدية مثل الريتانسيرين والترازودون والسيبروهيبتادين.

مضاعفات تعذر الجلوس

بمجرد أن تتوقف عن تناول الدواء الذي تسبب في تعذر الجلوس، يجب أن تختفي الأعراض. ومع ذلك، هناك بعض الأشخاص الذين قد يستمرون في حالة خفيفة على الرغم من إيقاف الدواء.
من المهم التعامل مع تعذر الجلوس بأسرع ما يمكن. عندما يُترك بدون علاج، يمكن أن يجعل السلوك الذهاني أسوأ. قد يمنع وجود هذه الحالة أيضًا من تناول الأدوية التي يحتاجها المريض لعلاج مرض عقلي.
بعض الأشخاص الذين يعانون من تعذر الجلوس لديهم أفكار انتحارية أو سلوك عنيف.

يمكن أن يؤدي تعذر الجلوس إلى زيادة خطر الإصابة بخلل الحركة المتأخر.

لكل هذه الأسباب، من المهم مراقبة المرضى الذين يتناولون مضادات الذهان ومضادات الاكتئاب بحثًا عن علامات وأعراض تعذر الجلوس، وفي حالة وجود الأعراض، فإن العلاج السريع أمر بالغ الأهمية.

هل تعذر الجلوس هو حالة دائمة؟

تعذر الجلوس هو حالة عصيبة لدرجة أن المصابين يعانون من الذعر في كثير من الأحيان، معتقدين أنها لن تختفي أبداً. يمكن لأعراض المرض نفسه تضخيم هذا الخوف، ولكن لحسن الحظ، فإن تعذر الجلوس يختفي بمجرد توقف الدواء. في بعض الحالات، يستغرق الأمر أسبوعًا أو أسبوعين حتى تختفي الأعراض، ولكن الحالة ليست دائمة.

نظرًا لأن تعذر الجلوس يعتمد على الجرعة، فحتى الجرعة المخفضة يمكن أن تجعل الأعراض تختفي، كما أن حالات تعذر الجلوس الحاد والمزمن والمتأخر كلها تختفي مع مرور الوقت، ومع ذلك، فإن الأعراض عادة لا تهدأ إلا بعد أسبوع أو نحو ذلك من إيقاف الدواء، ولكن في بعض الحالات النادرة، قد يستمر تعذر الجلوس حتى بعد توقف الدواء.

بمجرد أن تتوقف عن تناول الدواء الذي تسبب في تعذر الجلوس، يجب أن تختفي الأعراض. ومع ذلك، هناك بعض الأشخاص الذين قد يستمرون في حالة خفيفة على الرغم من إيقاف الدواء.
من المهم التعامل مع تعذر الجلوس بأسرع ما يمكن. عندما يُترك بدون علاج، يمكن أن يجعل السلوك الذهاني أسوأ. قد يمنع وجود هذه الحالة أيضًا من تناول الأدوية التي يحتاجها المريض لعلاج مرض عقلي.
بعض الأشخاص الذين يعانون من تعذر الجلوس لديهم أفكار انتحارية أو سلوك عنيف.

يمكن أن يؤدي تعذر الجلوس إلى زيادة خطر الإصابة بخلل الحركة المتأخر.