متلازمة الاغتراب الوالدي | Parental Alienation Syndrome

متلازمة الاغتراب الوالدي

ما هو متلازمة الاغتراب الوالدي

متلازمة الاغتراب الوالدي أو الأبوي (بالإنجليزية: Parental Alienation Syndrome or PAS) هي مجموعة من الأعراض والسلوكيات تظهر على الطفل عند انفصال أو طلاق والديه جراء تحريض الأب أو الأم للطفل على الطرف الآخر من خلال التلاعب بأفكاره ومحاولة استمالة مشاعره وكسبه في صفه على حساب تشويه سمعة الطرف الآخر وزرع الكره والنفور منه. [1]

يحاول الوالد المحرض إنشاء حاجز بين الطفل والوالد المستهدف وتغريبه عنه بعد الانفصال عبر اختلاق الأكاذيب والاتهامات الباطلة، والتشهير، وزرع الكراهية والعداء في نفس الطفل تجاه الوالد الآخر إلى الحد الذي يصل فيه الطفل إلى النفور من الوالد المستهدف وعدم الرغبة في التواصل معه، بل والإساءة إليه واحتقاره، وقد يشبه البعض هذه الحالة بغسيل المخ. [2]

لا تعد متلازمة الاغتراب الأبوي اضطرابًا نفسيًا بحد ذاتها إلا أنها تندرج في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية تحت فئة (تأثر الأطفال بتوتر العلاقات بين الوالدين)، كما أن هذه المتلازمة قد تؤدي إلى الإصابة باضطرابات نفسية. [3]

جدير بالذكر أن متلازمة الاغتراب الوالدي تنطبق على الطفل في حال النفور من أحد الوالدين رغم صلاحه وحسن معاملته لطفله قبل الانفصال وبعده وعدم الإساءة إليه بأي شكل من الأشكال، بينما لا تنطبق هذه المتلازمة على الطفل إذا كان يرفض التعامل مع الأم أو الأب الذي يعنفه بالفعل أو يسيء معاملته. [4]

عادة ما تحدث متلازمة الاغتراب الوالدي لدى الطفل نتيجة الصراعات التي تدور بين الوالدين عند الانفصال ومن ثم الاختلاف على حضانة الطفل، بالإضافة إلى قسوة أحد الوالدين وتعنته وعناده مع الطرف الآخر على حساب الطفل، وقد يكون الوالد المحرض يعاني من عدم الاستقرار العاطفي أو مصابًا باضطراب الشخصية النرجسية الذي يتسم بالأنانية وتفضيل الذات والمصلحة الشخصية على حساب من حوله حتى طفله، وقد يكون جل اهتمامه الفوز في الصراع وإيذاء الطرف الآخر. [4]

تظهر متلازمة الاغتراب الوالدي في صورة مجموعة من السلوكيات تلازم الطفل ضد الأب أو الأم إثر تحريضه وتأليبه من أحدهما تجاه الآخر. [1]

تشمل أعراض متلازمة الاغتراب الوالدي على الطفل ما يلي: [1][3]

  • تشهير الطفل وانتقاده للوالد المستهدف بصفة مستمرة، ويظهر ذلك في صورة التحدث معه بطريقة غير لائقة، وعدم احترامه، وربما التصرف معه بعدوانية، رغم إظهار الطفل حبه له قبل انفصال الوالدين في بعض الحالات.
  • سرد الطفل لمبررات غير منطقية أو حقيقية عند سؤاله عن سبب تغير مشاعره تجاه الوالد المستهدف، على سبيل المثال قد يبرر الطفل نفوره من والده بسبب عدم إحضار الوجبات الخفيفة المفضلة لديه.
  • كراهية الطفل المُطلَقَة للوالد المستهدف، إذ لا يتردد الطفل في مشاعره السلبية تجاهه ولا يبدي أي حياد عنها أو تعاطف معه.
  • ادعاء الطفل أن مشاعر الكراهية تجاه الوالد المستهدف نابعة من داخله وبمحض إرادته، وينكر بشدة أن للوالد المحرض أي دور في ذلك.
  • غياب إحساس الطفل بالذنب تجاه معاملته غير اللائقة للوالد المستهدف.
  • إيمان الطفل المطلق بأن الوالد المحرض على حق، ورفض أي محاولة لسماع الطرف الآخر أو محاولة إنصافه رغم أنه قد يكون على حق.
  • استعمال الطفل لمصطلحات واقتباسه لعبارات أكبر من عمره عند توضيح مواقف وأسباب عدائه للوالد المستهدف، والتي يستخدمها الوالد المحرض في العادة.
  • امتداد الكراهية وسلوكيات الطفل العدوانية إلى عائلة الوالد المستهدف، مثل الأجداد والأعمام أو أخوال وأبنائهم.

اقرأ أيضًا: تأثير انفصال أو طلاق الأبوين على الأطفال

ما هي أنواع متلازمة الاغتراب الوالدي؟

يوجد 3 أنواع أو درجات من متلازمة الاغتراب الوالدي تم تقسيمها بناء على مدى شدة الأعراض التي تظهر على الطفل إلى: [2][5]

  • خفيف: تكون أعراض متلازمة الاغتراب الوالدي خفيفة إلى حد ما في هذا النوع حيث قد يرفض الطفل زيارة الوالد المستهدف إلا أنه لا يمانع في قضاء الوقت معه عند وجود كلا الوالدين معًا.
  • متوسط: يظهر على الطفل في هذا النوع من متلازمة الاغتراب الأبوي جميع الأعراض، ولا يرغب الطفل في لقاء الطرف الآخر ويظهر الاستياء في وجوده.
  • شديد: يفقد الطفل في هذه المرحلة تعاطفه مع الطرف الآخر بالكامل ولا يشعر بالذنب أو الندم تجاه الإساءة إليه، بل ويرفض لقاء الوالد المستهدف نهائيًا وقد يلجأ إلى الاختباء أو الهروب في حال إجباره على التواصل معه.

علامات متلازمة الاغتراب الوالدي

هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى محاولة أحد الوالدين تغريب الطفل عن الوالد الآخر واستمالته إلى جانبه وكسب حبه على حساب الطرف الآخر، ومن العلامات التي تدل على ذلك ما يلي: [3][4]

  • تحدث الأم أو الأب المحرض عن الآخر بطريقة مسيئة والتقليل من احترامه أمام الطفل.
  • إخبار الطفل أن والده أو والدته لا تهتم لأمره ولا تحبه، وربما اختلاق قصص وأكاذيب وتزييف الحقائق بهدف إبعاد الطفل عنها.
  • رفض الوالد المحرض تبديل أيام الحضانة في حال طرأت أي ظروف قهرية للطرف الآخر.
  • محاولة منع الطفل من الذهاب إلى والده أو والدته عبر القيام بأنشطة محببة للطفل في الأيام المحددة لرؤية الطرف الآخر؛ الأمر الذي يجعل الطفل يرفض الذهاب.
  • القسوة على الطفل عند تعامله بلطف مع الوالد المستهدف.
  • مكافأة الطفل عند تعبيره عن كرهه للطرف الآخر أو التحدث عنه بسوء.
  • التحدث عن المشاكل الخاصة التي كانت تحدث بين الوالدين أمام الطفل لتحريض الطفل على الطرف الآخر.
  • مراقبة الوالد المحرض للطفل عن كثب والتجسس على مكالماته ورسائله مع الوالد الآخر، والإلحاح على الطفل بإخباره عن كافة التفاصيل والأحاديث التي دارت بينه وبين الطرف الآخر.
  • مقارنة الوالد المحرض زوجه الجديد بوالد أو والدة الطفل، فعلى سبيل المثال قد يخبر الأب طفله أن زوجة أبيه تحبه أكثر من أمه.
  • مقارنة الوالد المحرض نفسه بالطرف الآخر ومحاولة إثبات أنه الأفضل والأجدر برعاية الطفل.

اقرأ أيضًا: الحالات النفسية التي يمر بها الأطفال

قد يختلف علاج متلازمة الاغتراب الوالدي المتبع من حالة لأخرى، ويهدف العلاج إلى التخلص من المشاعر السلبية المسيطرة على الطفل وتغيير نظرته للأمور، فضلًا عن تعديل سلوك الوالد المحرض والذي يقع على عاتقه الجزء الأكبر من قدرة الطفل على التعافي. [2]

يتضمن علاج متلازمة الاغتراب الأبوي ما يلي: [1][2]

  • العلاج السلوكي المعرفي للطفل: ينطوي العلاج السلوكي المعرفي على مساعدة الطفل على تغيير الأفكار السلبية التي زرعت فيه واستبدالها بأخرى إيجابية، وكذلك تصحيح معتقداته الخاطئة.
  • العلاج باللعب: يساهم العلاج باللعب في إعطاء مساحة للطفل في التعبير عن مشاعره لا سيما الأطفال الصغار أو من لا يستطيعون التحدث عن ما يجول في خاطرهم.
  • العلاج الأسري: يضم هذا العلاج كلًا من الوالدين والطفل ويهدف إلى تحسين التواصل بينهم، وإعطاء مساحة للوالدين للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم وتصحيح الخاطئ منها.
  • العلاج الفردي للوالد المحرض: يخضع الأب أو الأم المحرض لهذا العلاج في محاولة لتغيير سلوكياته الخاطئة، ومساعده على إدراك العواقب النفسية التي تقع على طفله جراء تحريضه على الطرف الآخر.
  • العلاج الجماعي: قد يفيد هذا العلاج البالغين الذين تعرضوا للتحريض في طفولتهم، إذ يتيح لهم مشاركة مشاعرهم مع الآخرين والاستفادة من تجاربهم تحت توجيه المعالج المختص.

جدير بالذكر أنه في حال رفض الوالد المحرض التعاون والخضوع للعلاج قد يحتم على الجهات المختصة نقل حضانة الطفل إلى الطرف الآخر بعد التأكد من مصداقيته وعدم إيذائه للطفل، حيث أن تحريض الطفل على الطرف الآخر يعد نوعًا من سوء المعاملة. [2]

اقرأ أيضًا: العلاج النفسي: دليلك الشامل

هناك بعض النصائح قد تساعد في حماية الطفل من الإصابة بمتلازمة الاغتراب الوالدي وتجاوز تراكم المشاعر السلبية لدى الطفل تجاه أحد الوالدين خلال مرحلة الانفصال والحضانة، ومن أبرز هذه النصائح ما يلي: [1][6]

  • تشجيع التواصل بين الوالدين وجميع أفراد الأسرة لكي لا يشعر الطفل بالغربة أو حدوث تغيير كبير في حياته.
  • الحرص على تعامل الوالدين بود وتعاطف أمام الطفل وإبعاده عن مشاكلهم الشخصية.
  • طلب الدعم النفسي من الأهل والأصدقاء المقربين للطفل والمساعدة في تجاوز أي مشاعر من أحد الأبوين قد تحرض الطفل على الآخر منذ البداية.
  • تجنب تحدث الأم أو الأب عن الآخر بصورة سلبية أو الشكوى من سلوك الطرف الآخر للطفل، والحذر من اختلاق الأكاذيب لكسب تعاطف الطفل.
  • طلب المساعدة النفسية والأسرية من معالج مختص لضمان تجاوز محنة الانفصال دون تأثر الطفل.
  • التقدم بطلب حضانة الطفل في حال شعور أحد الأبوين أن الطرف الآخر يحرض الطفل عليه دون وجه حق.

اقرأ أيضًا: أهمية الصحة النفسية للطفل

قد يؤدي تحريض الطفل على أحد والديه والتلاعب بعواطفه ومشاعره إلى عواقب وخيمة على نفسية الطفل، وسلوكه، وثقته بمن حوله، حيث قد تشمل الآثار السلبية لمتلازمة الاغتراب الوالدي ما يلي: [3]

  • سيطرة الغضب على الطفل.
  • فقدان القدرة على التعاطف مع الآخرين.
  • تعلم أساليب وسلوكيات التحريض والتنفير من والده أو والدته.
  • تعلم الكذب والتلاعب بالآخرين.
  • سيطرة نمط التفكير الأبيض والأسود.
  • تدني احترام الذات.
  • الشعور بالإهمال والاستغلال.

تجدر الإشارة إلى أن متلازمة الاغتراب الوالدي يمكن أن تتسبب أيضًا في إصابة الطفل باضطرابات نفسية، مثل القلق والاكتئاب. [1]

يعتمد مآل متلازمة الاغتراب الوالدي على توقيت اكتشاف هذه المشكلة وعلاجها مبكرًا، حيث يمكن أن يستجيب الطفل للعلاج النفسي في المراحل المبكرة مع توقف الوالد المحرض على التلاعب في تفكير الطفل ومشاعره، ولكن في الحالات الشديدة قد يصعب التغلب على المشاعر السلبية التي سيطرت على الطفل تجاه الطرف الآخر، وقد يؤدي انتقال حضانة الطفل أو إجباره على التعامل مع الطرف الآخر إلى الإصابة بصدمة نفسية. [2]

اقرأ أيضًا: الصدمة النفسية عند الأطفال 

[1] Suzanne Degges-White. Parental Alienation Syndrome: What it Is and 10 Signs to Watch For. Retrieved on the 18th of January, 2024.

[2] WedMD.com. Signs of Parental Alienation. Retrieved on the 18th of January, 2024.

[3] Healthline.com. What Is Parental Alienation Syndrome? Retrieved on the 18th of January, 2024.

[4] Traci Pedersen. What is Narcissistic Parental Alienation Syndrome? Retrieved on the 18th of January, 2024.

[5] John M. Grohol. What is Parental Alienation Syndrome (PAS)? Retrieved on the 18th of January, 2024.

[6] Psychologytoday.com. Parental Alienation. Retrieved on the 18th of January, 2024.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بالصحة النفسية

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بالصحة النفسية

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بالصحة النفسية