مقاومة الإنسولين | Insulin Resistance

مقاومة الإنسولين

ما هو مقاومة الإنسولين

تعد مقاومة الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin Resistance) عبارة عن حالة صحية تتسبب بالتأثير على قدرة الجسم على استخدام هرمون الإنسولين بشكل فعال، حيث تصبح خلايا الجسم لا تستجيب بشكل صحيح لأي إشارات صادرة عن الأنسولين بعد ارتباطه بمستقبلاته. [1،2]

ويعد هرمون الإنسولين أحد هرمونات الجسم المهمة والذي له العديد من الوظائف داخل الجسم، أهمها السماح للخلايا بامتصاص الجلوكوز من الدم واستخدامه.  وبالتالي، ستؤدي مقاومة الإنسولين إلى عدم مقدرة الخلايا على أخذ الجلوكوز من الدم، وهذا ما سيؤدي إلى تراكمه وارتفاع مستوياته في الدم. [1،3]

وتتم تسمية مقاومة الإنسولين أيضًا باضطراب تحمل الجلوكوز (بالإنجليزية: Impaired Glucose Tolerance). [3]

تعد مقاومة الإنسولين من الحالات الشائعة بشكل كبير، حيث يتراوح معدل انتشار مقاومة الإنسولين ما بين 15.5 - 46.5 % بين البالغين في جميع أنحاء العالم. [2]

إضغط هنا واستشر طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفسارتكم المتعلقة بهذا الموضوع

مقاومة الإنسولين ومرض السكري

لا شك بأن هناك علاقة قوية ما بين مقاومة الإنسولين ومرض السكري، فعدم مقدرة الخلايا على أخذ سكر الجلوكوز وتراكمه في الدم نتيجة الإصابة بمقاومة الإنسولين سيؤدي إلى إصابة الفرد بمرحلة ما قبل السكري، أو مقدمات السكري، وهي حالة يحدث فيها ارتفاع في مستويات السكر في الدم لمستويات أعلى من الطبيعي، لكنها لا ترتفع لمستوى يكفي لتشخيص الفرد بمرض السكري. [1]

إلى الآن من غير المعروف ما هو السبب الرئيسي للإصابة بمقاومة الإنسولين، لكن، من المحتمل أن يكون هناك عدة عوامل تؤدي إلى ذلك، ومن هذه العوامل ما يلي: [2]

  • زيادة مستويات الأحماض الدهنية الحرة في الدم، مما يمكن أن يتسبب في توقف الخلايا عن الاستجابة بشكل صحيح للإنسولين.
  • تناول كميات كبيرة من سكر الفركتوز المضاف إلى العديد من المنتجات الغذائية، وليس السكر المتواجد بشكل طبيعي في الفاكهة.
  • زيادة الإجهاد التأكسدي والالتهابات المزمنة في الجسم.
  • الخمول، حيث يرتبط النشاط البدني بزيادة حساسية الإنسولين، وبالتالي يمكن أن يؤدي الخمول إلى الإصابة بمقاومة الإنسولين.
  • اضطرابات في البكتيريا النافعة المتواجدة في الأمعاء، فذلك يمكن أن يسبب الالتهاب، مما قد يؤدي إلى تفاقم مقاومة الإنسولين ومشاكل التمثيل الغذائي الأخرى.
  • عوامل وراثية.

عوامل خطر الإصابة بمقاومة الإنسولين

يوجد عدد من العوامل ترتبط بزيادة خطر الإصابة بمقاومة الإنسولين، والتي تتضمن ما يلي: [1،3،4]

  • زيادة الوزن أو السمنة، خاصة في الحالات التي تتراكم فيها الدهون في منطقة ما حول الحجاب الحاجز أو البطن.
  • الخمول وعدم ممارسة الرياضة.
  • التدخين.
  • الإفراط في شرب الكحول.
  • المعاناة من مشاكل في النوم.
  • أن يصبح عمر الفرد 45 سنة أو أكثر.
  • وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب بمرض السكري.
  • المعاناة من بعض الأمراض والمشكلات الصحية، بما فيها:
    • ارتفاع ضغط الدم.
    • ارتفاع مستويات الكوليسترول.
    • انخفاض مستويات الكوليسترول الجيد.
    • ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية.
    • أمراض القلب.
    • السكتات الدماغية .
    • متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
    • الاضطرابات الهرمونية، مثل متلازمة كوشينغ وقصور الغدة الدرقية.
    • بعض الحالات الوراثية، مثل متلازمة مقاومة الإنسولين من النوع أ، ومتلازمة رابسون-مندنهال، ومتلازمة فيرنر.
    • تاريخ الإصابة بسكري الحمل.
  • تناول بعض الأدوية، بما في ذلك أدوية ارتفاع ضغط الدم، وعلاجات فيروس نقص المناعة البشرية، والستيرويدات.

غالبًا ما تتطور مقاومة الإنسولين بشكل بطيء ولن تتسبب بأية أعراض ملحوظة لدى الفرد، وبالتالي يمكن أن يكون الفرد مصابًا بهذه المشكلة الصحية لعدة سنوات دون معرفته بذلك. [3،4]

ستبدأ الأعراض بالظهور لدى الفرد المصاب بمقاومة الإنسولين بمجرد أن يصبح مصابًا بمقدمات السكري، حيث يمكن أن يسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل مزمن أعراضًا ملحوظة، ومن هذه الأعراض ما يلي: 

  • كثرة التبول.
  • العطش الشديد.
  • الشواك الأسود، وهي عبارة عن بقع داكنة وجافة من الجلد تظهر على الفخذ، أو الإبطين، أو الجزء الخلفي من الرقبة.
  • زيادة الوزن.

لكن، من الممكن أن لا تتم ملاحظة أي من هذه الأعراض أيضًا لدى المصابين بمقدمات السكري، فبناءً على إحصائيات مركز السيطرة على الأمراض،إن أكثر من 85% من الأفراد المصابين بمقدمات السكري ربما لا يدركون أنهم مصابون بهذه الحالة. [1]

اقرأ أيضًا: أعراض مقاومة الإنسولين

يعتمد تشخيص مقاومة الأنسولين على الفحص البدني وسؤال الفرد حول صحته العامة، وتاريخه الطبي، وحول ما إن تواجدت لديه أي من عوامل خطر الإصابة بمقاومة الإنسولين. أما حول ما إن كان هناك فحص لمقاومة الإنسولين، فإنه لا يوجد أي فحص أو تحليل تشخيصي يمكنه تأكيد إصابة الفرد بمقاومة الإنسولين أو استبعادها. [3]

لكن، يوجد عدد من التحاليل التي سيقوم الطبيب بطلب إجرائها لكل من يتواجد لديه أي من عوامل الخطر لمقاومة الإنسولين. وتشمل هذه الفحوصات ما يلي: [3،4]

حيث تساعد هذه الفحوصات في الكشف عن مستويات السكر في الدم وتحديد ما إن كانت مرتفعة أم لا، وهذا ما يمكن أن يساعد في تشخيص الإصابة بمقدمات السكري أو مرض السكري. لكن، لا يمكن الاعتماد على هذه الفحوصات لتأكيد أو استبعاد الإصابة بمقاومة الإنسولين، فمن المحتمل أن يكون الفرد مصابًا بمقاومة الإنسولين، ولكن لا تزال مستويات الجلوكوز لديه طبيعية. [3،4]

أيضًا، يمكن أن يقوم الطبيب بطلب إجراء فحص لمستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، فارتفاع مستوياتهما يرتبط بشكل كبير بالإصابة بمقاومة الإنسولين. [2]

لا بد من علاج مقاومة الإنسولين لمنع تفاقم المشكلة والإصابة بمقدمات السكري ومرض السكري. ويعتمد علاج مقاومة الإنسولين بشكل أساسي على إجراء عدد من التغييرات في نمط الحياة والنمط الغذائي للفرد. [2،3]

كما يجب الحرص على علاج والتحكم بالحالات المسببة لمقاومة الإنسولين، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب، أو ارتفاع نسبة الكوليسترول. [3]

أما حول أدوية علاج مقاومة الإنسولين، فإنه لا يوجد أدوية مخصصة لهذه الحالة. لكن، يمكن أن يقوم الطبيب بوصف أحيانًا الأدوية المستخدمة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني لعلاج مقاومة الإنسولين، بما فيها: [3]

  • الإكسيناتيد (بالإنجليزية: Exenatide)‏ والليراجلوتيد (بالإنجليزية: Liraglutide)، اللذان يعتبران من أفضل الأدوية لتحسين مقاومة الإنسولين وتعزيز فقدان الوزن.
  • الميتفورمين (بالإنجليزية: Metformin)، والذي يجعل الجسم أكثر حساسية للإنسولين، ويتم استخدامه لعلاج مرض السكري وللحالات ما قبل السكري، مثل مقاومة الإنسولين.
  • الروزيجليتازون (بالإنجليزية: Rosiglitazone) والبيوجليتازون (بالإنجليزية: Pioglitazone)، وهي أدوية تعمل على تحسين استجابة الجسم للإنسولين. يتم وصفها لمرض السكري من النوع الثاني، وفي بعض الأحيان يتم استخدامها لحالات مقاومة الإنسولين.

أيضًا، يمكن أن يساعد تناول بعض المكملات الغذائية في علاج مقاومة الإنسولين، فمثلًا يمكن أن تساعد مكملات البربارين على التعزيز من حساسية الإنسولين وتنظيم نسبة السكر في الدم. كما يمكن أن تكون مكملات المغنيسيوم مفيدة لبعض الأفراد الذين يعانون من مقاومة الإنسولين. [2]

لكن، لا تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات لإثبات فعالية هذه الأدوية والمكملات الغذائية في علاج مقاومة الإنسولين. [2،3]

للمزيد: ما هو علاج مقاومة الأنسولين في الجسم؟

يمكن أن تساعد بعض التغيرات في نمط الحياة والنظام الغذائي بعكس مقاومة الأنسولين تمامًا، وتتضمن هذه التغيرات ما يلي: [2،3]

  • ممارسة الرياضة، والتي تعد من أسهل الطرق لتحسين حساسية الإنسولين، وآثارهها تكاد تكون فورية.
  • الحفاظ على الوزن الطبيعي والتخلص من دهون البطن.
  • محاولة الإقلاع عن التدخين.
  • إجراء بعض التغييرات في النظام الغذائي، بما فيها:
    • تناول نظام غذائي مغذي يتكون في الغالب من الأطعمة الكاملة غير المصنعة، ويتضمن تناول الكثير من المكسرات، والأسماك الدهنية، والخضراوات، والفواكه، والحبوب الكاملة، واللحوم الخالية من الدهون.
    • التقليل من تناول السكريات المضافة، خاصة من المشروبات المحلاة بالسكر.
    • تناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية، فمن الممكن أن تعمل على التقليل من مقاومة الأنسولين وخفض مستويات الدهون الثلاثية في الدم
  • النوم لساعات كافية.
  • التقليل من مستويات التوتر وممارسة اليوغا والتأمل.
  • تجربة الصيام المتقطع، فمن الممكن أن يحسن من حساسية الإنسولين.

يمكن الوقاية من مقاومة الإنسولين أو تقليل خطر الإصابة بها من خلال تفادي العديد من عوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهذه المشكلة واتباع نمط حياة صحي يساعد في الحفاظ على صحة الجسم ووقايته من مختلف المشكلات الصحية التي ترتبط بالإصابة بمقاومة الإنسولين. [1،4]

وتشمل أهم النصائح للتقليل من خطر الإصابة بمقاومة الإنسولين ما يلي: [1،4]

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وذلك لمدة 30 دقيقة على الأقل وبمعدل 5 أيام في الأسبوع.
  • اتباع نظام غذائي متوازن وغني بالمغذيات.
  • فقدان الوزن والحفاظ على الوزن ضمن معدلاته الطبيعية.
  • التوقف عن التدخين.

لا ترتبط مقاومة الإنسولين فقط بالإصابة بمرض السكري، وإنما يمكن أن تتسبب بزيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض والمضاعفات الأخرى، بما فيها: [2،3]

  • أمراض القلب، بما فيها اعتلال عضلة القلب وتلف عضلة القلب.
  • الاعتلال العصبي المحيطي.
  • السكتة الدماغية.
  • الخرف ومرض الزهايمر.
  • الفشل الكلوي.
  • السرطان.
  • مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
  • متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
  • الاضطراب الاكتئابي الكبير.

اقرأ أيضًا: هل تؤدي مقاومة الإنسولين إلى تكيس المبايض؟

[1] Adam Felman. What to know about insulin resistance. Retrieved on the 5th of December, 2023.

[2] Kris Gunnars. Insulin and Insulin Resistance: The Ultimate Guide. Retrieved on the 5th of December, 2023.

[3] Laura Dolson. What Is Insulin Resistance? Retrieved on the 5th of December, 2023.

[4] James Roland. Insulin Resistance. Retrieved on the 5th of December, 2023.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بأمراض الغدد الصماء

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بأمراض الغدد الصماء