تحدث في الولايات المتحدة عشرة آلاف وفاة سنوياً نتيجة للتسمم منها ما يكون انتحاراً ومنها ما يكون حادثاً كتسمم الأطفال بالاسبرين وغيره، ولهذا تم إنشاء مراكز لمكافحة التسمم تفتح ليلاً ونهاراً لإعطاء المعلومات السريعة عند الحاجة، والسم هو مادة تسبب الأذى لخلايا الجسد، وينتج التسمم عن بلع تلك المادة، أو استنشاقها، أو أخذها بواسطة الإبر، أو اللمس بواسطة الجلد أو الأغشية المخاطية.

أعراض التسمم

التسمم حالة مرضية قوية سريعة الحدوث غير مبررة، تختلف اعراضها باختلاف المادة التي تسببت به والكمية التي جرى تناولها منها، أما عن الأعراض الشائعة بين جميع أنواع التسمم، فهي تتلخص بشكل عام في النقاط التالية:

  • الغثيان والتقيؤ.
  • إسهال.
  • انخفاض في النبض.
  • تهيج في الجلد وطفح جلدي.
  • التهاب في العينين.
  • الارهاق.
  • ألم في المعدة يصاحب التسمم الغذائي غالباً.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 38 درجة مئوية أو يزيد.
  • الإصابة بالرعشة أو الرجفة، والشعور بالبرد.
  • الشعور بالصداع.
  • مشكلات في التنفس.
  • إفراز لعاب أكثر من الطبيعي، مما يؤدي إلى الترويل.
  • ازرقاق الشفتين والجلد.
  • فقدان الوعي، والدخول في غيبوبة، في الحالات القصوى من التسمم.

وهناك علامات للتسمم خاصة بتناول بعض الأدوية بكميات كبيرة، فقد يؤدي الافراط في تناول دواء باراسيتامول الذي يستخدم لتسكين الآلام إلى ظهور العلامات التالية:

  • تغير لون الجلد إلى اللون الأصفر، وكذلك المنطقة البيضاء من العين.
  • فقدان التوازن والإدراك.
  • انخفاض نسبة السكر في الدم، وما يتبع ذلك من أعراض كالتعرق الشديد.

أما أعراض التسمم الناتج عن الأسبرين، فتتمثل في:

  • التعرق.
  • سرعة التنفس.
  • فقدان السمع بشكل مؤقت.
  • الطنين.

وهناك علامات خاصة بالتسمم المرافق للإفراط في تناول الأفيون، كالمورفين على سبيل المثال. ومن هذه العلامات:

  • الدوخة أو الدوار.
  • عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي أو صحيح.
  • ضيق بؤبؤ العين.

أما ما يخص المنبهات، كالكوكايين، فأعراض التسمم الناتجة عنها تظهر على هيئة:

  • القلق والتوتر الشديد.
  • قلة الراحة.
  • الهلوسة.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • الشعور بآلام في الصدر.
  • التنفس بشكل سريع.
  • اضطراب ضربات القلب.

أما من يدخنون الكثير من الحشيش، فإن أعراض التسمم المحتمل ظهورها عليهم هي:

  • الشعور بالارتباك إلى حد الجنون.
  • الهلوسة.
  • خدران الذراعين والساقين.

تشخيص التسمم

أحياناً يتم اكتشاف حالة التسمم استناداً إلى ظاهرة خارجية كرائحة الغازات على سبيل المثال، أو وجود وعاء قريب أو علبة دواء بجانب المصاب، وعلى المسعف أن ينقل هذه الأشياء أو أي مادة تقيأها المريض إلى المستشفى لأنها تساعد على اكتشاف السبب وبالتالي العلاج.

 اقرأ أيضاً: مسببات حالات التسمم الغذائي

أنواع التسمم وطرق علاجها

تشمل أنواع التسمم ما يلي:

  • التسمم عن طريق الجلد: بعض السموم تهيج الجلد وأغشية العين والأنف والفم، ويجب في هذه الحالة نشل المريض من الجو الذي هو فيه والبدء حالاً بإنعاشه وغسل الجلد والعين بالماء البارد ونزع الملابس الملوثة، ويجب غسل المناطق الملوثة من الجلد بالأسيد بالخل المخفف أو الحامض، والملوثة بالفينول أو حامض الكربولين بالكحول وذلك قبل غسلها بالمياه.
  • التسمم عن طريق التنفس: عندما تعتقد بأن المريض استنشق السموم كالغاز يجب تعريضه حالاً للهواء الطلق أو الأوكسجين، وربما يحتاج إلى التنفس الاصطناعي، والإنعاش القلبي الرئوي ونقله إلى المستشفى بالسرعة القصوى بينما يستمر الإسعاف بإعطاء الأوكسجين في السيارة.
  • التسمم عن طريق البلع: ويكون ذلك عن طريق تناول الطعام المسمم مثل التسمم الغذائي، أو عن طريق تناول الأدوية الكيماوية ومواد أخرى منزلية يتم اختيارها عمداً أو مصادفة وخاصة عند الأطفال. هذه المواد تبقى في المعدة لفترة قصيرة ثم تنتقل إلى الأمعاء حيث يمتصها الجسم، وتشمل أعراض التسمم عن طريق البلع وجع البطن والمغص، والغثيان والتقيؤ، وظهور بقع حول الفم أو داخله، والشعور النعاس أو النوم العميق، وانخفاض معدل التنفس، وبطء الدورة الدموية، والغيبوبة.

يجب إعطاء المواد والعلاجات المضادة حالاً كما يجب مساعدة المريض على التقيؤ للتخلص من أية مواد لا تزال في المعدة.

ولكن في بعض حالات التسمم يمكن أن يكون التقيؤ مضراً كالحالات التالية:

  1. إذا كانت المادة التي بلعها المريض من الحوامض القلوية وهي تضر البلعوم، أو إن كانت بترولية فاحتمال وصولها للرئة خلال التقيؤ يمكن أن يحدث احتقاناً رئوياً شديداً.
  2. إذا أصيب المريض بنوبات أو اختلاج فقد يسبب القيء نوبات أخرى غيرها.
  3. إذا كان المريض مصاباً بأمراض القلب، وإذا كان المستشفى قريباً حيث يمكن أن يتحمل الطبيب مسؤولية المريض خلال وقت قصير فالأفضل تأجيل تقيؤ المريض إلى حين الوصول إلى المستشفى.
  4. إذا كانت المريضة حاملاً فعند ذلك يجب مجابهة خطر حدوث الطلق مقابل الخطر في نقلها إلى المستشفى.

ويمكن جعل المريض يتقيأ من خلال الطرق التالية:

  1. بواسطة إعطائه مادة تحفزه على التقيؤ كمادة عرق الذهب بمقدار ملعقة كبيرة، وذلك قبل نقل المريض إلى غرفة الطوارئ (إن كان لا توجد قروح في فمه)، ويتبع الدواء ببضع أكواب من الماء ويمكن تكرار الجرعة إن لم يتقيأ المريض خلال عشر دقائق، لذلك يجب حفظ هذه المادة في سيارة الإسعاف دائماً.
  2. يسقى المريض بضع أكواب من ماء فاتر فيه ملح وبودرة الخردل، ثم تدغدغ مؤخرة حنجرته بالإصبع أو كعب الملعقة.
  • التسمم عن طريق الحقن: ويتم ذلك بأخذ كمية كبيرة من السم بواسطة الإبر، أو العض واللدغ من قبل حشرة معينة مثلاً، وتكون الأعراض كما يلي:
  1. حالة نعاس وهذيان.
  2. ألم وتورم في مكان الحقن.
  3. غيبوبة.
  4. انخفاض وتوقف في التنفس والدورة الدموية.

وإن ظهر الورم في أحد الأطراف يجب نزع الخاتم والساعة والأساور عن المريض حالاً إن كان يرتديها، ويمكن ربط شريط فوق وتحت مكان الحقنة وذلك عند أطراف التورم بقوة تكفي فقط لإيقاف جريان الدم في الأوردة لا في الشرايين حيث يجب أن يبقى النبض محسوساً، ثم نقل المريض حالاً للمستشفى مع مراقبة نبضه وضغطه والبدء بإنعاشه إن كان هناك حاجة إلى ذلك.

أنواع التسمم عن طريق الحقن

تشمل انواع التسمم عن طريق الحقن ما يلي:

عضة الأفعى

يوجد في العالم أكثر من ألفي نوع من الأفاعي، ولكن السام منها أقل من 400 نوع فقط، وعلى الرغم من أن معظم عضات الأفاعي غير قاتلة، ولكن كلها تبعث الخوف ويمكن أن تحدث انهياراً عصبياً، أما إن قتلت حية لسعت شخصاً ما فيجب أن يحتفظ ضابط الإسعاف بها لمعرفة نوعها وإعطاء الملسوع المصل المناسب. 

وتشمل أعراض عضة الأفعى السامة، ألم كالحريق، وورم متسع في مكان العضة، ونزف من الجلد، وتنميل في اللسان وحول العضة، وتعرق الشحص بغزارة، واضطراب في التنفس، وهبوط في الضغط.

أما عن طرق العلاج السريعة لعضة الأفعى فتشمل ما يلي:

  • وضع حزام على حافتي الورم العلوية والسفلية بشدة لا تقطع النبض مع انزع الخواتم والأساور.
  • جرح مكان العضة بشكل مستطيل عدة مرات وليكن طول الجرح خمس إنشات أو أربع، والقيام بذلك بسرعة لأن أي تأخير في ذلك لا ينفع المريض.
  • يجب المص والبصق عدة مرات، ولا يجب أن يخاف المسعف لأن ذلك لا يلحق الضرر به إلا إذا كان في الفم جرح أو التهاب.
  • يجب منع المصاب من الحركة ونقله فوراً إلى غرفة الطوارئ لأن الحركة تساعد على انتشار السم.
  • محاولة معرفة نوع الأفعى وقتلها وجلبها إلى المستشفى مع المصاب وذلك لتقرير ما إذا كانت هنالك حاجة للعلاج ونوع المصل المطلوب.
  • حقن المصل المضاد تقرره خطورة العضة لأن بعض العضات لا تحتاج إلى المصل كما إن تأثير المصل ربما يزيد ضرراً على تأثير العضة
  • فإذا كانت ثمة حاجة للمصل فيجب إعطاؤه بالوريد وتحت مراقبة الطبيب، أما في المناطق البعيدة عن المستشفيات وتكثر فيها الأفاعي السامة فيجب أن تحمل سيارة الإسعاف المصل المضاد.

أما التحفظات الأخرى حول هذا العمل فهي:

  • لا بجب أن يقوم المسعف بذلك إذا كان قد مر أكثر من نصف ساعة على العضة.
  • يجب تنفيذ فقط بعمق الأغشية تحت الجلد لا أعمق.
  • لا يجب القيام بذلك إن كانت العضة قريبة من مفصل أو شريان أو وريد كبير لأن الضرر يصبح أكبر.
  • هذا مع العلم أن بعض الباحثين ينصحون بعدم الجرح مكان العضة لاعتقادهم أن هذا العمل كثيراً ما يجلب الالتهاب الجرثومي ويؤخر الشفاء ويزيد النزف.

ما يجب التشديد عليه عند إسعاف مريض عضة الأفعى:

  • لا تسمح للمصاب بالحركة إذ أنها تزيد سرعة جريان الدم وانتشار السم في الجسم.
  • لا تسمح للمصاب بشرب الكحول للسبب المذكور أعلاه ولأنه يؤثر في الجهاز العصبي.
  • لا تضع الثلج على مكان العضة لأنه يخفف من أثرها ولا يستطيع الطبيب تقدير حجمها.

 اقرأ أيضاً: لدغة العقرب ولدغة الأفعى وإسعافاتهما الأولية

لدغة الحشرات

نادراً ما تكون لدغة الحشرات مميتة، ولكن كثرة انتشارها تجعل الوفيات منها أكثر من الوفيات الناجمة عن عضة الأفاعي، وقد يشكو المصاب من ألم شديد وتقيؤ وحتى غيبوبة، ويجب أن يبدأ العلاج حالاً مع ضرورة التأكد من نوع الحشرة إن أمكن، أما عضة العقرب السوداء فتسبب تقلصاً عضلياً ألماً في البطن وآلاماً عامة كما أن عضة العقرب السمراء يمكن أيضاً أن تسبب الوفاة.

إن التسمم المبكر بعد لدغة الحشرات هو أندر من المشاكل التي تنتج عن الحساسية للدغة، فلدغة النحلة أو الدبور تسبب أحياناً الموت السريع نتيجة الحساسية التي تنجم عنها، وأعراضها هي:

  • تورم سريع حول الفم والعينين.
  • طفرة في الجلد.
  • صعوبة في التنفس يمكن أن تتطور إلى احتقان رئوي، واستحالة التنفس.

وفي هذه الحالة يمكن لإعطاء 2 من 10، أو 5 من 10 سنتي 1/1000 أدرنالين في الوريد أن يساهم في إنقاذ المصاب من الموت، كما يجب نقله بسرعة إلى المستشفى ومساعدته على التنفس وربما حقنه مجدداً بالأدرنالين.

لدغة الكائنات السامة البحرية

لدغة الكائنات السامة البحرية مثل القنديل البحري وغيره موجعة ويمكن أن تكون قاتلة، وعدد من أفاعي البحر سامة وشبيهة بحية القورل أو الكوبرا خاصة في جنوب آسيا، ولذلك يجب أن يعطى المصاب العلاجات المنعشة ونقله إلى المستشفى حالاً.

عضة الإنسان والحيوان

هذه العضات يمكن أن تسبب التهاباً بليغاً، فالكلاب يمكن أن تنقل داء الكلب ولذلك يجب الإبقاء على الحيوان الذي يعض الإنسان تحت المراقبة، فإذا بقي الكلب معافى بعد عشرة أيام يعني أنه لم ينقل داء الكلب.

عضة الإنسان أو الحيوان أو الأفعة يمكن أن تنقل داء الكزاز، والتهابات جرثومة أخرى ولذلك يجب إعطاء المصاب العناية اللازمة، كل عضة يجب تغطيتها بالشاش المعقم كما يجب تثبيت كل طرف تعرض للعض ثم ينقل المصاب إلى المستشفى للعلاج اللازم.

 اقرأ أيضاً: التسمم المائي

الوقاية من التسمم

يمكن اتباع الوسائل والطرق التالية لتقليل خطر الإصابة في حالات التسمم:

  • وضع جميع الأدوية و السـموم و المواد الكيماوية في أماكن بعيـدة و مقفلة.
  • استخدام أنواع صعبة الفتح من العلب لتخزين الحبـوب لحماية الأطفال.
  • عدم تخزين المواد السـامة في علب المشـروبات (الغازية ، أو المياه المـعدنية).
  • عدم تـرك الأطفال في موقف السيارات داخـل السيارة وهي في حالة الدوران والمكيف يعمـل و النوافذ مغلقـة، لأن الغازات تنتقـل من العادم و تدخل السيارة لتؤدي إلى التسـمم.
  • عدم إعطاء الأطفال الأشياء المطليـة بالصبغ أو البطاريات القديمة لاحتوائهـا على الرصاص.

ما هو سبب تغطية مكان الحقن لمدة 3 دقائق