التهاب الرئة مفرط الحساسية | Hypersensitivity Pneumonitis

التهاب الرئة مفرط الحساسية

ما هو التهاب الرئة مفرط الحساسية

التهاب الرئة مفرط الحساسية (بالإنجليزية: Hypersensitivity Pneumonitis)، هو مرض رئوي يؤدي إلى حدوث التهابات في انسجة الرئة نتيجة الاستنشاق المستمر لأحد مسببات الحساسية (بالإنجليزية: Allergens) التي تؤدي إلى حدوث تفاعلات حساسية في الجسم.

يعتبر التهاب الرئة مفرط الحساسية أحد تفاعلات الحساسية النادرة الناتجة عن التعرض لأحد مسببات الحساسية الموجودة في البيئة، ويمكن تقسيم هذه الحالة إلى نوعين كما يلي:

  • التهاب الرئة مفرط الحساسية الحاد، وهو أكثر الأنواع انتشاراً، والذي يحدث عادةً بعد التعرض لمسبب الحساسية بمدة 4- 6 ساعات
  • التهاب الرئة مفرط الحساسية المزمن، ويؤثر على ما يقارب 5% فقط من الأشخاص الذين يصابون بالنوع الحاد من المرض، وعادةً ما تتطور هذه الحالة نتيجة التعرض المستمر لمستويات منخفضة من مسببات الحساسية لفترات زمنية طويلة.

ينتج التهاب الرئة مفرط الحساسية عن استنشاق مسببات حساسية معينة، حيث يوجد ما يزيد عن 300 مسبب حساسية معروف يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالتهاب الرئة مفرط الحساسية، إلا أن أكثر هذه المسببات شيوعاً يتضمن ما يلي:

  • البكتيريا.
  • الفطريات والعفن.
  • بعض المركبات الكيميائية.
  • أنواع معينة من البروتينات.

يسبب استنشاق هذه المواد ووصولها إلى الرئة حدوث التهابات في الأنسجة الرئوية، مع بقاء الرئة ملتهبة طيلة الوقت في حالات التعرض المستمر لمسببات الحساسية.

يمكن تقسيم التهاب الرئة مفرط الحساسية إلى العديد من الأنواع بناءً على نوع أو مصدر مسبب الحساسية، حيث تتضمن أكثر هذه الأنواع انتشاراً، على سبيل الذكر لا الحصر، ما يلي:

  • رئة المزارع (بالإنجليزية: Farmer's Lung)، يؤثر هذا النوع على المزارعين ومربي المواشي، وينتج عن استنشاق العفن الذي ينمو على القش، والأعشاب، ويعتبر أكثر الأنواع انتشاراً.
  • رئة مربي الطيور (بالإنجليزية: Bird Fancier's Lung)، والتي تعرف أيضاً برئة مربي الحمام، والذي ينتج عن استنشاق الجزيئات أو الحبيبات الصادرة من ريش أو روث العديد من أنواع الطيور.
  • رئة المرطبات (بالإنجليزية: Humidifiers Lung)، والذي ينتج عن استنشاق الفطريات التي قد تنمو على أجهزة الترطيب، أو أجهزة التكييف، أو أنظمة التدفئة، لا سيما في حال عدم صيانتها كما يلزم.
  • رئة حوض الاستحمام الساخن (بالإنجليزية: Hot tub lung)، والذي قد ينتج عن استنشاق البكتيريا التي قد تكون موجودة في بخار الماء في أحواض الاستحمام الساخنة.

اقرأ أيضاً: الحساسية التنفسية

عوامل الخطر للإصابة بالتهاب الرئة مفرط الحساسية

تتضمن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الرئة مفرط الحساسية ما يلي:

  • العمل في المزارع، والتي تتضمن مزارع الماشية، أو مزارع الخضروات.
  • العمل مع الحيوانات، الذي يشمل الأطباء البيطريين، وعمال مزارع الطيور.
  • الأشخاص الذين يتعاملون مع الحبوب والطحين.
  • الأشخاص الذين يعملون في مصانع الخشب، أو يقومون بتقطيع الخشب.
  • الأشخاص الذين يعملون في مصانع الورق، أو ورق الحائط.
  • الأشخاص الذين يعملون في بعض الصناعات الالكترونية، أو البلاستيكية، أو الدهانات.
  • الأشخاص الذين يحتفظون بالطيور كحيوانات أليفة.
  • عدم تنظيف وصيانة أجهزة التبخير، أو أنظمة التدفئة، أو أجهزة التكييف.

قد تلعب الوراثة والجينات دوراً في الإصابة بالتهاب الرئة مفرط الحساسية، حيث أن المرض ينتشر في بعض العائلات أكثر من غيرها، إلا أنه لا يوجد بيانات حالياً حول الجينات التي قد تزيد من خطر إصابة شخص ما بهذا المرض.

اقرأ أيضاً: نصائح للوقاية من الحساسية عند اقتناء الحيوانات الأليفة

تتضمن أعراض التهاب الرئة مفرط الحساسية الحاد، والتي قد تستمر لمدة 12 ساعة إلى عدة أيام ثم تزول بعد ذلك في حال عدم التعرض لمسبب الحساسية، ما يلي:

  • ضيق النفس.
  • سعال جاف.
  • ضيق في الصدر.
  • قشعريرة.
  • تعب وإرهاق.
  • حمى.
  • صداع.
  • ألم العضلات.

تتضمن أعراض التهاب الرئة مفرط الحساسية المزمن ما يلي:

  • ضيق النفس، لا سيما عند بذل مجهود بدني، أو ممارسة التمارين الرياضية.
  • سعال يستمر لمدة أسابيع أو أشهر.
  • تعب وإرهاق.
  • خسارة للوزن تزداد سوءً مع الوقت.

 

يبدأ تشخيص التهاب الرئة مفرط الحساسية بأخذ التاريخ الطبي للمريض بشكل مفصل، وإجراء فحص جسدي للمريض والاستماع لرئتيه بواسطة السماعة، كما قد يتم استعمال جهاز يعرف بمقياس التأكسج النبضي (بالإنجليزية: Pulse Oximeter)، وهو جهاز يوضع على أحد الاصابع للتحقق من مستويات الأكسجين في الدم.

قد يتم اللجوء أحياناً في حالات عدم التأكد من التشخيص إلى إجراء بعض الفحوصات، والتي تتضمن ما يلي:

  • تصوير الأشعة السينية للصدر (بالإنجليزية: Chest X-ray)، أو التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: Computed Tomography)، حيث تساعد هذه الفحوصات التصويرية على الكشف عن المراحل المبكرة للمرض، والكشف عن وجود أي ندب في الرئتين.
  • اختبار وظائف الرئة (بالإنجليزية: Lung Function Tests)، الذي يساعد على تقييم عملية التنفس لدى المريض، ومدى صحة الرئتين.
  • فحوصات وتحاليل الدم، للكشف عن وجود أجسام مضادة (بالإنجليزية: Antibodies) قد يكون أنتجها الجسم كاستجابة مناعية ضد أحد مسببات الحساسية.
  • تنظير القصبات (بالإنجليزية: Bronchoscopy)، والذي يستعمل للحصول على عينة من أنسجة الرئة لإجراء فحوصات أخرى عليها.
  • خزعة الرئة (بالإنجليزية: Lung Biopsy)، وهو إجراء جراحي يتم تحت التخدير العام، ويستعمل للحصول على عينة من أنسجة الرئة لإجراء الفحوصات عليها.

يبدأ علاج التهاب الرئة مفرط الحساسية بتحديد مسبب الحساسية وتجنبه، والقيام ببعض التغيرات في أسلوب الحياة لتقليل التعرض لمسببات الحساسية، الأمر الذي يساعد في حالات المرض المبكرة على عكس الضرر اللاحق بالرئتين، واستعادة وظائف الرئتين بعد فترة قصيرة، إلا أن هذا قد لا يكون كافياً في الحالات الشديدة.

قد يتم اللجوء في حالات التهاب الرئة مفرط الحساسية الشديدة، أو في حالات عدم المقدرة على تجنب مسببات الحساسية إلى استعمال الستيرويدات القشرية مثل دواء البريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone)، والتي تساعد على التقليل من الالتهابات في الرئتين، والتي قد يستمر المريض باستعمالها لعدة شهور.

قد يتم أيضاً اللجوء إلى استعمال كابتات المناعة (بالإنجليزية: Immunosuppressants) مثل دواء حمض الميكوفينوليك (بالإنجليزية: Mycophenolic Acid)، أو دواء الأزاثيوبراين (بالإنجليزية: Azathioprine)، حيث تساعد هذه الأدوية على منع جهاز المناعة من التفاعل مع مسببات الحساسية المستنشقة، مما يساعد على التقليل من التهاب الرئتين.

قد يتم في بعض الحالات الشديدة استعمال موسعات القصبات التي تساعد على إرخاء المجاري التنفسية وتسهيل التنفس، أو العلاج بالأكسجين لرفع مستويات الأكسجين في الدم.

يوصى المرضى الذين يعانون من التهاب الرئة مفرط الحساسية باتباع بعض النصائح والإرشادات التي تساعد على الوقاية من نوبات المرض، وتحسن من جودة حياة المريض. تتضمن هذه الإرشادات ما يلي:

  • تجنب مسببات الحساسية المحتملة، وارتداء أقنعة الوجه، أو استعمال فلاتر الهواء.
  • الالتزام بنظام حياة صحي، والحصول على اللقاحات، وممارسة التمارين الرياضية المناسبة.
  • الإقلاع عن التدخين، الأمر الذي يساعد على الإبطاء من سرعة تدهور المرض.
  • التخلص من جميع مصادر الماء الراكدة داخل وحول المنزل، حيث أن الماء الراكد يعتبر بيئة ملائمة لنمو البكتيريا والفطريات والعفن.
  • الحرص على إبقاء نسبة الرطوبة في الجو أقل من 50%، والتي يمكن قياسها باستعمال بعض الأجهزة الموجودة في المتاجر.
  • القيام بترميم أي أضرار ناتجة عن أعطال شبكة المياه بشكل فوري، وإزالة الأثاث أو السجاد المبلل من مكان تواجد المريض.
  • الحفاظ على أنظمة التسخين، والتهوية، والتكييف، والقيام بأعمال الصيانة لها بشكل دوري.
  • عدم إعادة استعمال المياه في أجهزة التسخين والتهوية والتكييف.
  • تجفيف وحفظ المواد الزراعية بشكل ملائم.

اقرأ أيضاً: التدخين والحساسية

تتضمن المضاعفات المحتملة لالتهاب الرئة مفرط الحساسية ما يلي:

  • التليف الرئوي (Pulmonary Fibrosis)، والذي قد يحدث في بعض الحالات النادرة، في حال عدم اكتشافه مبكراً، واستمرار التعرض لمسببات الحساسية، والذي يتطور نتيجة حدوث تندب دائم في أنسجة الرئة، وهو مرض خطير يؤدي إلى عدم وصول كمية كافية من الأكسجين إلى أنسجة الجسم.
  • فرط ضغط الدم الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary Hypertension)، حيث أن الإصابة بالتهاب الرئة مفرط الحساسية المزمن يزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، والذي يتطلب الحصول على رعاية طبية خاصة.

يعتمد مآل التهاب الرئة مفرط الحساسية على نوع المرض، ومدى شدته، حيث أن الجسم يتعافى بشكل كلي من الأضرار الناتجة عن الحالات الحادة التي يتم تشخيصها في مراحلها المبكرة في حال تجنب مسببات الحساسية، كما أن الأعراض الجانبية للحالات الحادة تزول من تلقاء نفسها عند تجنب المسببات.

قد يؤدي التهاب الرئة مفرط الحساسية المزمن إلى تطور بعض المضاعفات الخطيرة، مثل التليف الرئوي، والذي قد يستلزم في بعض الحالات إجراء عملية زراعة الرئة، إلا أن تجنب مسببات الحساسية يساعد على عدم تدهور حالة المرض.

American Lung Association. Hypersensitivity Pneumonitis. Retrieved on the 21st of May, 2020, from:

https://www.lung.org/lung-health-diseases/lung-disease-lookup/hypersensitivity-pneumonitis

Cleveland Clinic. Hypersensitivity Pneumonitis. Retrieved on the 21st of May, 2020, from:

https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/17898-hypersensitivity-pneumonitis

Joyce Lee. Hypersensitivity Pneumonitis. Retrieved on the 21st of May, 2020, from:

https://www.merckmanuals.com/professional/pulmonary-disorders/interstitial-lung-diseases/hypersensitivity-pneumonitis

الكلمات مفتاحية

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بأمراض الجهاز التنفسي

سؤال من ذكر سنة

في أمراض الجهاز التنفسي

اعراض التهاب الشعب الهوائية

1 - ارتفاع في درجة الحرارة 2 - كحة جافة او بمخاط و قد يكوت للمخاط لون في حالات التهاب الشعب البكتيري و قد يصاحب المخاط بعض اثار الدم الخفيفة و خاصة في المرضي الذين يعانون من ضعف الشعرات الدمرية او ارتفاع سيولة الدم 3 - قد يصاحبها صعوبة بالتنفس و صوت صفير مع التنفس

سؤال من ذكر سنة

في أمراض الجهاز التنفسي

مامعنى التهاب القصبات الهوائية؟

هو التهاب في بطانة الأنابيب القصبية، أو القصبات الهوائية التي تنقل الهواء من وإلى الرئتين. ينجم الالتهاب عادة عن التهاب فيروسي يسبب سعالاً عميقا، ينتج بدوره مادة رمادية مائلة إلى اللون الأصفر من رئتيك. ‏الالتهاب الحاد في القصبات الهوائية حالة شائعة تنشأ غالبا نتيجة ‏الإصابة بالزكام أو التهاب آخر في الجهاز التنفسي. أما الالتهاب المزمن في القصبات الهوائية، فهو حالة أكثر خطورة، وهو التهاب أو تحسس مستمر في القصبات الهوائية، ينجم غالبا عن التدخين.

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بأمراض الجهاز التنفسي

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بأمراض الجهاز التنفسي