وسواس النظافة | Obsession With Cleanliness

ما هو وسواس النظافة

يعد وسواس النظافة أحد أكثر أشكال الوسواس القهري شيوعًا، ويسبب شعور المريض بحاجة ماسة للتنظيف المستمر، تعرف في هذا المقال على أسبابه وأفضل طرق العلاج.

يعد وسواس النظافة أحد أكثر أشكال الوسواس القهري شيوعًا، حيث يمكن لأفكار معينة أن تجبر الشخص المصاب بالوسواس القهري المتعلق بالنظافة على أداء طقوس أو سلوكيات التنظيف من أجل منع بعض العواقب التي يخشى حدوثها، ويتضمن ذلك التنظيف المتكرر وإعادة ترتيب الأشياء والأثاث.

وسواس النظافة هو أحد الأنواع الفرعية للوسواس القهري، والوسواس القهري هو اضطراب يعاني فيه الأشخاص من أفكار أو أحاسيس متكررة وغير مرغوب فيها تسمى الهواجس، ويشعر هؤلاء الأشخاص أنهم في حاجة دائمة للقيام بسلوكيات معينة بشكل متكرر للتخلص من هذه الأفكار، ويمكن لهذه السلوكيات المتكررة أن تتداخل بشكل كبير وتؤثر على الأنشطة اليومية للشخص وتفاعلاته الاجتماعية.[1]

تكون تلك السلوكيات في حالة وسواس النظافة هي الرغبة الملحة في التنظيف المستمر، حيث يتجاوز الإحساس لدى الأشخاص المصابين بهذه الحالة مجرد الحاجة البسيطة للحفاظ على منزل منظم وصحي، لكن يكون لديهم حاجة ماسة إلى التنظيف القهري وشعور مستمر بالتلوث بسبب الأوساخ، أو الجراثيم، أو الملوثات البيئية، أو السموم الكيميائية، ويخشون من إمكانية الإصابة بالمرض أو العدوى بسبب تلك الملوثات، مثل الإنفلونزا، أو السرطان، أو فيروس نقص المناعة البشرية.[2]

ترتبط حالة التنظيف القهري لدى هؤلاء الأشخاص بالتفكير المستمر بأنهم إذا غسلوا أو نظفوا بشكل كافٍ، فيمكن تجنب عواقب كارثية سلبية، لكن حتى مع الاستمرار في التنظيف يشعر المريض بأنه مازال غير كافٍ على الإطلاق، وبالتالي فإن النتيجة تكون الاستمرار في إثارة المزيد من التنظيف القهري وأعراض وسواس النظافة.[2]

للمزيد: أنواع الوسواس القهري

يمكن أن تستغرق تلك السلوكيات القهرية الكثير من الوقت، وتعطل الحياة الاجتماعية، أو الأكاديمية، أو المهنية للشخص، كذلك يمكن أن تسبب الحاجة إلى أداء تلك الطقوس والأفعال القهرية بدقة قلقًا خطيرًا للمريض.[3]

لذلك يعد وسواس النظافة والوسواس القهري بشكل عام أكثر بكثير من مجرد الرغبة في العمل أو العيش في بيئة نظيفة، لكنه ينطوي على حاجة منهكة ومؤذية في بعض الأحيان لتكرار أماكن أو أشياء معينة.[3]

للمزيد: أهم أسباب الوسواس القهري، تعرف عليها

اعراض وسواس النظافة

تشمل أهم أعراض وسواس النظافة ما يلي:[3][4]

الشعور بالاشمئزاز أو الخوف من أشياء أو مواد معينة، بما في ذلك الأوساخ، أو الأمراض، أو إفرازات الجسم، أو القمامة، أو المواد الكيميائية.
الخوف من نشر الجراثيم والعدوى إلى الأشخاص المحيطين.
الاعتقاد بأن الشخص المصاب أو المحيطين به يمكن أن يتعرضوا للتلوث بسبب أشياء غير منطقية، مثل نطق أسماء أو أرقام معينة.
الشعور برغبة قوية في غسل اليدين، أو الاستحمام بشكل متكرر.
استخدام عمليات أو طقوس محددة جدًا لغسل الجسم، أو غسل البيئة المحيطة.
تغيير الملابس عدة مرات في اليوم.
تجنب الأماكن أو الأشخاص الذين يعانون من عدوى، أو مرض، أو إصابة.
إجراء طقوس تطهير دقيقة جدًا بشكل غير عادي.
رفض السماح للآخرين بالدخول إلى مساحات المريض الآمنة، مثل غرفته الشخصية.
تلف البشرة أو الجسم نتيجة التعرض للتنظيف المفرط، واستخدام أدوات ومستحضرات التنظيف بشكل مستمر.
الشعور بالتلوث الداخلي الذي ينتج عن انتهاك جسدي أو نفسي، ويمكن أن يتضمن ذلك الذكريات، أو الصور، أو الأفكار المتطفلة، أو مصادر التلوث الثانوية، مثل الأشخاص أو الأماكن المرتبطة بالتلوث، حيث يمكن أن تثير تلك الأشياء مشاعر التلوث العقلي.

للمزيد: ما هي أعراض الوسواس القهري؟

كيف يتم تشخيص وسواس النظافة؟

يمكن للطبيب أو المعالج النفسي تشخيص وسواس النظافة عن طريق إجراء مقابلة مع المريض ومناقشته حول أفكاره وأنماط سلوكه، أو عن طريق السؤال عن الأعراض التي يعاني منها، كذلك يمكن أن يساعد الفحص البدني الطبيب على تحديد ما إذا كانت هناك حالة صحية أساسية هي التي تسبب الأعراض.[3]

للمزيد: اختبار الوسواس القهري

علاج وسواس النظافة

يمكن علاج وسواس النظافة بنفس طرق علاج الوسواس القهري بشكل عام، وتشمل أهم تلك الطرق ما يلي:

العلاج السلوكي المعرفي

يعد العلاج السلوكي المعرفي أحد أهم العلاجات الفعالة للوسواس القهري بشكل عام، حيث يلتقى المريض في جلسة العلاج السلوكي المعرفي بمعالج يساعده على تقليل القلق من خلال تحديد أنماط التفكير التي تشوه رؤيته للواقع وتسبب التوتر، ويمكن للمعالج بعد ذلك أن يساعد المريض على تعلم إعادة هيكلة هذه الأفكار، كذلك يقوي هذا النوع من العلاج الروابط في جميع أنحاء الدماغ خاصة في المناطق التي تتعامل مع القدرة على التحكم في التفكير وتحقيق التوازن بين العواطف.[3]

التعرض ومنع الاستجابة

يعد التعرض ومنع الاستجابة نوعًا آخر من العلاج المعروف بفعاليته في علاج الوسواس القهري، حيث يتم تحديد المحفزات الخارجية والداخلية التي تسبب التوتر للمريض وتجعله يرغب في التصرف بشكل قهري، يمكن للمريض أيضًا وصف أفكاره الوسواسية وسلوكياته القهرية، وشرح ما يخشى حدوثه إذا لم يتبع سلوكًا أو طقوسًا معينة.[3]

يساعد المعالج المريض أيضًا على التدرب على مواجهة المواقف العصيبة تدريجيًا، سواء في الخيال أو في الحياة الواقعية دون استخدام دوافعه القهرية.[3]

الأدوية

يمكن أن يصف الطبيب الأدوية المضادة للاكتئاب، مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، لتقليل أعراض وسواس النظافة، وتشمل الأدوية الأكثر شيوعًا لعلاج الوسواس القهري ما يلي:[4]

فلوكستين.
سيرترالين.
فلوفوكسامين.
باروكستين.

التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة

يعد التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة طريقة أخرى لعلاج وسواس النظافة إذا كانت العلاجات الأخرى غير مجدية، ويقوم فيه الطبيب بوضع ملفًا كهرومغناطيسيًا على رأس المريض، حيث تتفاعل المجالات المغناطيسية مع الخلايا العصبية في الدماغ من أجل تقليل أعراض الوسواس القهري عند المريض.[4]

للمزيد: علاج الوسواس القهري

نصيحة الطبي

يساعد التشخيص والعلاج المبكر لحالات الوسواس القهري أو وسواس النظافة على العلاج الفعال والتخلص من الأعراض، لذلك يجب طلب المشورة الطبية على الفور في حالة الشعور بأي أعراض تشير إلى الوسواس القهري أو أي أمراض نفسية أخرى، لتلقي العلاج الفعال في الوقت المناسب.

يمكن علاج وسواس النظافة بنفس طرق علاج الوسواس القهري بشكل عام، وتشمل أهم تلك الطرق ما يلي: