تخطيط الدماغ المغناطيسي | Magnetoencephalography

ما هو تخطيط الدماغ المغناطيسي

تخطيط الدماغ المغناطيسي هو تقنية عصبية فيزيولوجية غير غازية تستخدم لاستقصاء فعالية الدماغ البشري، حيث تقيس الحقول المغناطيسية التي يتم توليدها من قبل النشاط العصبوني للدماغ.

كيف يعمل تخطيط الدماغ المغناطيسي؟

على المستوى الخلوي، تملك العصبونات الفردية في الدماغ خصائص كهربائية كيميائية تتسبب في تدفق الأيونات المشحونة كهربائياً عبر الخلية. ويتم توليد الحقول الكهربائية المغناطيسية من خلال ما يسمى بـ "تأثير الشبكة" لهذا التدفق الأيوني البطيء. في حين أن تأثير الحقول المرتبطة بعصبون واحد مهمل تقريباً، فإن تأثير الخلايا العصبية أو العصبونات المتعددة (على سبيل المثال، 50,000 – 100,000) المحفزة معاُ في منطقة محددة يولد حقلاً مغناطيسياً قابلاً للقياس خارج الرأس.

تكون هذه الإشارات العصبية المغناطيسية المتولدة من قبل الدماغ صغيرة جداُ، وبالتالي تتطلب أجهزة تخطيط الدماغ المغناطيسي حساسات فائقة التوصيل تقوم بتضخيم الحقول المغناطيسية المتولدة من قبل العصبونات على بعد سنتيمترات قليلة من الحساسات. تحتوي غرفة محمية مغناطيسياً على المعدات المستخدمة، وتخفف من التداخل الآتي من الخارج.

استخدامات الشائعة لتخطيط الدماغ المغناطيسي

يستخدم تخطيط الدماغ الكهربائي لتحديد أو وضع مخطط لـ:

المناطق الوظيفية في الدماغ، بما في ذلك مراكز النشاطات الحسية والحركية واللغة والذاكرة.
الموقع الدقيق لمصدر الاختلاجات الصرعية.

يقوم تخطيط الدماغ المغناطيسي بإنشاء خريطة للدماغ تفيد في وضع خطة المعالجة والمرحلة التي تسبقها، عند المرضى المصابين بالصرع والمرضى الذين يخضعون لجراحة من أجل إزالة ورم دماغي أو أي آفة أخرى.
كما يستخدم تخطيط الدماغ المغناطيسي كوسيلة بحثية من أجل مساعدة العلماء على فهم وظيفة الدماغ البشري بشكل أفضل ودراسة الاضطرابات العصبية والنفسية.

كيف يجب التحضير لتخطيط الدماغ المغناطيسي؟

يطلب من المريض ارتداء لباس خاص خلال الاختبار وقد يسمح له بارتداء ملابسه العادية في حال كانت فضفاضة ولا تحتوي على قطع معدنية.
يعطي الطبيب المرض نصائح عامة حول الطعام والشراب قبل الإجراء وفيما إذا كان يجب أن يتناول أدويته كالمعتاد. لا يعاني المرضى عادةً من رهاب الأماكن الضيقة خلال الاختبار، لكن في حال كان المريض يعاني من بعض المخاوف أو القلق حيال الاختبار، يمكن أن يصف له الطبيب بعض الأدوية المهدئة قبل بدء الإجراء.
قد يتطلب الأطفال الصغار والرضع تركيناً او تخديراً من أجل إكمال الاختبار دون حركة، وذلك يعتمد على عمر الطفل ونمط الاختبار.
يجب إزالة المجوهرات أو الإكسسوارات الأخرى قبل البدء بالاختبار، ولا يجب وضع الماكياج (لأنه يمكن أن يحتوي على مواد معدنية) أو منتجات الشعر في يوم الإجراء. ولا يسمح بوجود الأشياء المعدنية أو الكهربائية ضمن غرفة الاختبار لأنها يمكن أن تتداخل مع كشف الحقول المغناطيسية، وتتضمن تلك الأشياء الساعات ودبابيس الشعر والأسنان الصناعية وغيرها.

ولا يستطيع المرضى الذين يملكون أحد أنواع الزروع التالية إجراء تخطيط الدماغ المغناطيسي:

الحلزون الصناعي في الأذن.
بعض أنواع الملاقط المستخدمة لعلاج أمهات الدم الشريانية.
بعض أنواع الشبكات المعدنية الموضوعة في الشرايين.
جميع أنواع مزيلات الرجفان القلبية وناظم الخطا تقريباً.
الصمامات الصناعية في القلب.
مدخل تسريب الأدوية المزروع.
الأطراف أو المفاصل الصناعية.
محفزات الأعصاب المزروعة.
القطب الجراحية المعدنية.

كيف يبدو الجهاز المستخدم لتخطيط الدماغ المغناطيسي؟

يتم إجراء تخطيط الدماغ المغناطيسي في غرفة خاصة معزولة عن الضجيج المغناطيسي والكهربائي الخارجي، ويتم وضع عبوة تشبه الخوذة على رأس المريض، حيث توجد حساسات مغناطيسية صغيرة داخل تلك الخوذة ذات التصميم الخاص، والتي تشبه مجفف شعر قديم كبير. ويكون الحاسوب الذي يكشف ويسجل الإشارات من تخطيط الدماغ المغناطيسي موجوداً في غرفة منفصلة.

بماذا يشعر المريض أثناء تخطيط الدماغ المغناطيسي؟

معظم اختبارات تخطيط الدماغ المغناطيسي غير مؤلمة.
ولا يشعر المرضى عادةً برهاب الأماكن المغلقة أثناء الاختبار، كما ذكرنا سابقاً، لأن الخوذة المستخدمة تناسب الرأس ولا تغطي الوجه أو الجسم.
يكون المريض لوحده في الغرفة أثناء إجراء الاختبار، وسيكون التقني الذي يقوم بالاختبار قادراً على رؤيته وسماعه والتحدث معه طوال وقت الاختبار من خلال نظام اتصال داخلي ثنائي الاتجاه.
في حال تم إجراء التخدير أو التركين خلال الإجراء، فإن وقت استعادة الوعي بعد الاختبار يتراوح بين نصف ساعة إلى ساعتين، أما في حال لم يستخدم التركين، فلا يوجد داعٍ لذلك، ويمكن للمريض أن يكمل النشاطات الاعتيادية بشكل طبيعي مباشرةً بعد الاختبار.