الكسر الإجهادي | Stress fracture

الكسر الإجهادي

ما هو الكسر الإجهادي

كسر الإجهاد (بالإنجليزية: Stress Fracture) هو كسر يحدث في العظم، نتيجة النشاط البدني المتكرر وغير الاعتيادي، الذي قد يتعرض له بعض الأشخاص في حياتهم، وخاصة الرياضيين منهم.

إذ يشكل هذا النشاط غير الاعتيادي ضغطاً كبيراً على العظام والعضلات الداعمة لجسم الإنسان، مما يؤدي إلى حدوث تغيرات بسيطة في نسيج العظم، بالإضافة إلى ما يرافقه من أعراض تشير إلى حدوث ذلك، كأن يبدأ الشخص المصاب بالشكوى من ألم وتورم يظهر عند الحركة ويختفي عند الراحة.

كما يمكن أن يتطور هذا التغير مع مرور الوقت إلى كسر كبير، بحيث يصبح بحاجة إلى أخذ العلاج الدوائي أو الجراحي المناسب. ويكون ذلك في حال استمر الشخص في تعريض جسده إلى أشكال مختلفة من الضغوطات المتكررة على العظام، وعدم لجوئه إلى أخذ العلاج، وعدم التزامه بالاحتياطات اللازمة.

كيف يحدث كسر الإجهاد؟

  • تكون عظام الجسم عرضة بشكل دائم إلى أنواع مختلفة من الإصابات مثل الكدمات والكسور. ولكن يعتقد أغلب الناس عند سماعهم بحدوث كسر في أحد العظام، أن الشخص المصاب قد تعرض لقوة كبيرة تفوق قدرة تحمل العظام مما أدى إلى كسرها، ولكن في حال كسر الإجهاد، فإنه ينتج عن التعرض إلى قوة أو ضغط بسيط، لكنه يكون بشكل متكرر وغير اعتيادي، يؤدي إلى إحداث تغيرات خلوية في النسيج العظمي للجزء الذي تعرض لهذه القوة.
  • تتعرض العظام التي تكون الهيكل العظمي، والمسؤولة عن الدعامة والحركة في الجسم بشكل طبيعي ودائم إلى عملية إعادة التشكيل والموازنة. وهي عملية مستمرة للمحافظة على توازن العظام، بحيث يكون هناك توافق دائم بين تطور عظام جديدة لتحل مكان العظام القديمة في الجسم. ولكن في أي وقت يتعرض الجسم فيه إلى زيادة غير اعتيادية في الضغط أو القوة الواقعة على العظام، من الممكن أن يؤدي ذلك إلى تكسرها سريعاً وفقدان توازن العظام الطبيعي؛ نظراً لكون الجسم غير قادر على إصلاح واستبدال العظام التي تعرضت للضغط والكسر سريعاً. ولكن في حال كان الشخص في صحة جيدة وقام بإعطاء نفسه وقتاً كافياً للراحة، يمكن للجسم الإستجابة لهذه الكسور وإعادة التوازن في عظام الجسم. 
  • يمكن أن يحدث كسر الإجهاد في أي جزء من الهيكل العظمي في جسم الإنسان، بعد تعرضه لضغط غير اعتيادي ولمدة طويلة. ومن الشائع أن يحدث كسر الإجهاد في عظام المشط (بالإنجليزية: metatarsals bone) الثاني والثالث من عظام القدم؛ نظراً لكونهما الجزآن الأقل كثافة من بين عظام الجسم كافة. كما تعتبر عظام المشط الثاني والثالث، العظام الأكثر أهمية عند المشي وتحريك القدم، إذ يقع أغلب الضغط عليهما.
    كما يمكن لكسر الإجهاد أن يكون في العظم العقبي (بالإنجليزية: calcaneus)، وعظم الشظية (بالإنجليزية: Fibula)، وعظم الكاحل (بالإنجليزية: Talus bone)، والعظم الزورقي (بالإنجليزية: Navicular bone).
  • هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تعرض عظام الجسم المختلفة إلى كسور الإجهاد. وكما ذكرنا سابقاً، يعد تعرض الجسم لقوة وضغط غير اعتيادي من الأسباب الأكثر شيوعاً لكسور الإجهاد. بالإضافة إلى الأسباب التالية، والتي تعتبر كعوامل خطر للإصابة بكسور الإجهاد:
  1. ضعف العظام وقلة كثافتها: تصاب عظام الجسم بقصور، يمكن أن ينتج عن استخدام بعض أنواع الأدوية المزمنة، أو الإصابة ببعض الأمراض، مثل هشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis) . كما يمكن أن يؤدي نقص فيتامين د في الجسم إلى ضعف العظام، مما يجعلها عرضة بشكل أكبر لكسور الإجهاد. كما تعتبر النساء أكثر عرضة لكسور الإجهاد، مقارنة بالرجال؛ نظراً لكونها تمتلك بشكل طبيعي عظاماً أقل كثافة من الرجال. بالإضافة إلى أن الإنسان مع تقدم العمر، يصبح أكثر عرضة لكسور الإجهاد، وخاصة النساء اللواتي تجاوزن سن اليأس أو سن انقطاع الحيض (بالإنجليزية: Menopause).
  2. التغيير السريع والمفاجئ في نوع النشاط البدني ومدته.
  3. استخدام الأحذية والمعدات الرياضية غير المناسبة.
  4. الاستمرار لفترة طويلة في ممارسة نشاطات شاقة، دون أخذ فترات متقطعة من الراحة، مما يؤدي إلى إرهاق العظام وتكسرها.
  5. إصابة الشخص بأحد الأمراض التي تصيب القدم، مثل البثور والالتهابات، التي تؤثر على قدرة الشخص على الوقوف بالطريقة الصحيحة، وبالتالي حدوث تغيير وعدم توازن في توزيع الضغط الواقع على عظام القدم، مما يزيد من الضغط الواقع على جزء منها، وبالتالي تعرضها للكسر الإجهادي.
  6. إصابة الشخص بالإجهاد العضلي، مما يقلل من قدرة العضلات على امتصاص بعض الضغط والصدمات الواقعة على الجسم، وبالتالي يزداد الضغط الواقع على العظام ويؤدي إلى تكسرها.

هناك العديد من الأعراض والدلائل التي يمكن الاستدلال بها على حدوث كسر إجهادي في أحد عظام الجسم. ومن هذه الأعراض:

  • الألم: يبدأ الشخص بالشكوى من ألم في منطقة الكسر، ويكون هذا الألم تدريجي ومتزايد مع مرور الوقت. يبدأ الألم في بداية الكسر بالظهور بعد فترة زمنية من قيام الشخص ببعض الأنشطة والتمارين، ويمكن أن يتخلص من هذا الألم ببساطة، عن طريق أخذ قسط من الراحة. ولكن في حال استمر الشخص المصاب بتعريض الجزء المصاب، إلى ضغط مستمر دون إعطاء جسده القليل من الراحة، تتغير طبيعة الألم بحيث يظهر مع بداية القيام بالتمارين والأنشطة الحركية، أو عند القيام بأخف الحركات الجسدية، ويصبح الجسم بحاجة إلى الكثير من الوقت حتى يزول هذا الألم. بالإضافة إلى أن الألم في هذه المراحل المتقدمة، يمكن أن يتحول إلى ألم شديد، يبدأ بالظهور عند القيام بالأنشطة اليومية البسيطة أو حتى عند الراحة والنوم، ودون القيام بأي حركة على الإطلاق، ويصبح المريض في هذه الحالة بحاجة إلى تدخل طبي عن طريق أخذ الأدوية أو إجراء العمليات الجراحية.
  • انتفاخ (بالإنجليزية: Swelling) يظهر في الأماكن التي تعرضت للكسر الإجهادي.
  • الشعور بألم وعدم راحة، أو ما يسمى المضض (بالإنجليزية: Tenderness) عند لمس الأماكن التي تعرضت للكسر الإجهادي.
  • ظهور الكدمات (بالإنجليزية: Bruising) بحيث يتغير لون الجلد الذي يكون فوق الأماكن التي تعرضت للكسر الإجهادي.
  • يختلف علاج كسر الإجهاد باختلاف المكان ودرجة الكسر التي تعرض لها المريض.
  • ينصح الأطباء المريض عند ظهور أحد الأعراض المذكورة سابقاً عليه، التوجه إلى المستشفى للحصول على التدخل الطبي المناسب في أسرع وقت ممكن، وذلك بهدف منع وصول الكسر إلى مراحل متقدمة وبالتالي صعوبة علاجه.
  • سوف يقوم الطبيب عند مراجعته بطرح بعض الأسئلة على المريض، ومن ثم إجراء الفحص السريري؛ للكشف عن أي مضض أو انتفاخ. بالإضافة إلى طلب إجراء بعض الفحوصات المخبرية؛ للكشف عن أي نقص في المعادن وفيتامينات الجسم. كما يمكن أن يطلب الطبيب من المريض القيام بصور إشعاعية؛ لتسهيل تشخيص الحالة وتحديد العلاج المناسب لها، كأن يقوم بصرف الأدوية المسكنة، أو تحديد إجراء عملية جراحية؛ لتثبيت العظام التي تعرضت للكسر الشديد عن طريق استخدام الدبابيس الطبية والصفائح.
  • ينصح الطبيب المريض بالمحافظة قدر الإمكان على عدم تحريك الجزء المصاب ولأطول فترة ممكنة.
  • ينصح الأطباء المرضى عند التعرض للكسر، بوضع الثلج على المنطقة المصابة، وتغطيتها جيداً؛ للتقليل من الانتفاخ الذي يمكن أن يحصل مع الوقت. بالإضافة إلى ضرورة رفع الجزء المصاب قدر الإمكان، بحيث يكون في مستوى أعلى من مستوى القلب عنده.

American Academy of Orthopaedic Surgeons. Stress Fractures of the Foot and Ankle. Retrieved on the 4th of Nov, 2019, from: https://orthoinfo.aaos.org/en/diseases--conditions/stress-fractures-of-the-foot-and-ankle/.

Cleveland Clinic. Stress Fractures. Retrieved on the 4th of Nov, 2019, from: https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/15841-stress-fractures.

Benjamin Wedro. Stress Fracture. Retrieved on the 4th of Nov, 2019, from: https://www.emedicinehealth.com/stress_fracture/article_em.htm.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بجراحة العظام

سؤال من ذكر سنة

في جراحة العظام

اجراء عملية زرع مفصل وركي بعد 6 سنوات من حادثة الكسر

إن جراحة استبدال مفصل الورك المصاب بمفصل آخر اصطناعي أو ما يعرف باسم زراعة مفصل وركي (الاستبدال الكلي للورك) عبارة عن عملية شائعة يتم اللجوء إليها في أحد الحالات التالية:

  • التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • تلف المفصل نتيجة التعرض لإصابة معينة مثل الكسر.
  • هشاشة العظام.
  • خلل التنسج العظمي.

ومن الجدير بالذكر أنه يحاول الأطباء في البداية التحكم في إصابة المفصل عن طريق دواعم المشي، التمارين الخفيفة، مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، وغيرها ومن ثم اللجوء لعملية زراعة المفصل التي يتم تصميمها لتستمر 15 عاماً على الأقل، ولا يوجد مشكلة في حال إجراء العملية بعد مرور 6 سنوات على الحادثة.

للمزيد:

المرجع:

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بجراحة العظام

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بجراحة العظام