القرحة | Ulcer

ما هو القرحة

تعرف القرحة (بالإنجليزية: Ulcers) على أنها جروح مفتوحة تظهر على سطح الجلد أو الأغشية المخاطية، والتي عادة ما تتسبب بالألم لدى المريض، وتكون بطيئة الشفاء، كما يمكن أن تتكرر الإصابة بها في بعض الأحيان. [1،2]

يمكن أن تظهر التقرحات في الأجزاء المختلفة من الجسم، بدءًا من الرأس وانتهاءًا بالقدمين، بعضها ما يمكن رؤيته، كما هو الحال بالقرحة التي تظهر على الفم أو القدمين، وبعضها الآخر لا يمكن رؤيته، مثل القرحة الهضمية. [2،3]

تختلف أسباب القرحة من حالة لأخرى، كما يمكن أن تزول القرحة من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى علاج، بينما تتطلب بعض أنواع التقرحات العلاج من أجل التخلص منها ومنع تطور المضاعفات لدى المريض. [2،3]

إضغط هنا واستشر طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفسارتكم المتعلقة بهذا الموضوع

أنواع القرحة

يمكن تصنيف القرحة إلى عدة أنواع حسب موقع الإصابة بالقرحة. ومن الأمثلة على أنواع التقرحات ما يلي: [2-3]

القرحة الهضمية، والتي تظهر في البطانة الداخلية التي تغطي مختلف أجزاء الجهاز الهضمي، وتشمل ما يلي:
- قرحة المعدة، التي تتكون داخل جدار المعدة.
- قرحة المريء، التي تتكون في الجزء السفلي من جدار المريء.
- قرحة الاثني عشر، التي تتكون في الجزء العلوي من الأمعاء الغليظة.

قرحة الفم، والتي تظهر داخل تجويف الفم أو على اللثة.

قرحة تناسلية، والتي تشمل جميع التقرحات التي تظهر على الأعضاء التناسلية لدى كل من الرجال والنساء، بما فيها تقرحات المهبل، أو تقرحات القضيب، أو تقرحات فتحة الشرج.

تقرحات الأوعية الدموية، بنوعيها:
- التقرحات الشريانية، والتي تظهر داخل الشرايين والشعيرات الدموية المنتشرة عبر أنحاء الجسم.
- التقرحات الوريدية، والتي تظهر في الأوردة، ومن أشهر الأمثلة عليها قرحة الساق والقدم.

قرحة الفراش، وهي من التقرحات الجلدية الشائعة، والتي تحدث نتيجة للضغط على الجلد لفترات زمنية طويلة والذي يتسبب بمشاكل في تدفق الدم. وعادة ما تظهر قرحة الفراش لدى المرضى الذين يجلسون أو ينامون في فراشهم لفترات زمنية طويلة نتيجة الإصابة بمرض معين أو إجراء عمليات جراحية.

قرحة القرنية، والتي تظهر في القرنية المتواجدة على سطح العين.

تقرحات الجلد العصبية، وهي من أنواع التقرحات الشائعة لدى مرضى السكري، ومن الأمثلة عليها تقرحات القدم السكرية، والتي تحدث نتيجة تضرر الأعصاب المتواجدة في منطقة القدم وفقدان الشعور فيها.

أيضًا، يمكن تصنيف القرحة إلى نوعين، وذلك بناء على فترة الإصابة بها، وهما: [4]

القرحة الحادة، وهي القرحة التي تشفى خلال 12 أسبوعًا تقريبًا أو أقل.
القرحة المزمنة، والتي تحتاج إلى فترة تتجاوز الـ 12 أسبوعًا من أجل أن تشفى.

وبشكل عام، تعتبر القرحة المزمنة، حتى الصغيرة منها، أكثر خطورة، فهي عرضة للإصابة بالعدوى ويمكن أن تسبب الكثير من الألم. [4]

اسباب القرحة

تتعدد أسباب القرحة، والتي يمكن أن تختلف باختلاف نوع القرحة. لكن، وبشكل عام يمكن أن تتضمن أسباب الإصابة بالقرحة ما يلي:

العدوى

فمثلًا، تعد العدوى بجرثومة المعدة من أكثر أسباب الإصابة بالقرحة الهضمية، كما تتسبب الأمراض المعدية المنقولة عبر الجنس، مثل الهربس أو مرض الزهري بالإصابة بالتقرحات التناسلية. [2،3]

الالتهاب

تتسبب بعض الأمراض الالتهابية بظهور تقرحات في مختلف أجزاء الجسم، فمثلًا يتسبب مرض كرون بظهور تقرحات داخل القولون أو في منطقة الفم. كما يمكن أن تظهر القرحة التناسلية نتيجة الإصابة بالأمراض الالتهابية. [2،3]

كما يمكن أن يؤدي التهاب الأوعية الدموية إلى الإصابة بالقرحات الشريانية. [5]

نقص التروية الدموية

فوجود ضرر في أحد الشرايين المغذية لأحد أعضاء الجسم سيتسبب بنقص في التروية الدموية لهذا العضو، وهذا ما يتسبب بموت الأنسجة وتضررها وظهور التقرحات. وغالبًا ما تظهر التقرحات بسبب نقص التروية في الأطراف، ويشمل ذلك الركبة، والكعبين، والقدم، وأصابع القدم. [2]

ليس ذلك فقط، فوجود مشاكل في الدورة الدموية داخل الأوردة، كالإصابة بالتخثرات أو الدوالي، يمكن أن يتسبب بظهور التقرحات. [3]

السرطان

يمكن أن تؤدي الإصابة بالسرطان إلى ظهور القرحة في مختلف أعضاء الجسم. فمثلًا، يمكن أن يتسبب كل من سرطان الخلايا القاعدية وسرطان الجلد الميلانيني بظهور التقرحات الجلدية. [1،4]

أيضًا، يمكن أن يكون سبب قرحة المعدة إصابة الفرد بسرطان المعدة. [5]

الأمراض والمشكلات الصحية الأخرى

يمكن أن تتضمن أسباب القرحة أيضًا الإصابة ببعض الأمراض والمشكلات الصحية، ومنها: [2-5]

مرض السكري.
تصلب الشرايين.
ارتفاع ضغط الدم.
أمراض الكلى.
هشاشة العظام.
انتان الدم.
متلازمة العين الجافة، والتي يمكن أن تتسبب بضرر في القرنية وظهور التقرحات فيها.
الاضطرابات الهرمونية.
نقص بعض أنواع الفيتامينات.
أمراض المناعة الذاتية.

أسباب أخرى

من الأسباب والعوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالقرحة، ما يلي: [2،4]

استخدام بعض أنواع الأدوية، فمثلًا، يمكن أن يتسبب استخدام الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية بظهور قرحة في المعدة أو الأمعاء.
التعرض للضغط والتوتر.
السمنة وزيادة الوزن.
عدم الحركة نتيجة الخمول، أو الإصابة بالأمراض، أو إجراء العمليات الجراحية.
الحمل.
التدخين.
التعرض للرطوبة لفترات زمنية طويلة، وهذا ما يمكن أن يؤدي إلى ظهور تقرحات الجلد.

اعراض القرحة

يمكن أن تختلف أعراض القرحة باختلاف نوعها وسببها. ومن الأعراض التي يمكن أن تشترك فيها أنواع القرحات التي تظهر على سطح الجلد ما يلي: [4-6]

الألم أو الشعور بحرق.
الانتفاخ والتورم.
احمرار الجلد أو تغير لونه إلى البنفسجي أو الأسود.
الحكة.
خروج السوائل والإفرازات، وفي حال العدوى يمكن أن يخرج منها القيح.
النزيف، لكن ذلك لا ينطبق على القرحة الشريانية.
سماكة الجلد.

لكن، يمكن أن تتميز أعراض القرحة الهضمية عن غيرها من القرحات، والتي عادة ما تشمل: [2،5]

ألم البطن.
حرقة المعدة.
التجشؤ.
الانتفاخ والشعور بالامتلاء.
القيء.
الغثيان.
فقدان الوزن غير المبرر.
فقدان الشهية.

كما يمكن أن يؤدي عدم علاج قرحة المعدة والأمعاء إلى حدوث نزيف في الجهاز الهضمي. [5]

كيف يتم تشخيص القرحة؟

سيقوم الطبيب بسؤال المريض عدة أسئلة حول القرحة المصاب بها، ويتضمن ذلك الأعراض التي يعاني منها، ومدة الإصابة بالقرحة، أو إذا كانت القرحة الجلدية تنمو وتزداد حجمًا، فضلًا عن وجود أي علامة تدل على نزيف القرحة. [4،6،7]

كما سيقوم الطبيب بإجراء فحص بدني للمريض. ففي حال قرحة الجلد، سيقوم الطبيب بتحديد موقع، وحجم، ومدى عمق القرحة، كما سيقوم بالكشف عن وجود أي قيح، أو سوائل، أو نزيف في القرحة. أما في حال الإصابة بالقرحة الهضمية، فسيقوم الطبيب بفحص منطقة البطن، لتحديد موقع الألم وتحديد ما إن كان المريض يعاني من انتفاخ في البطن. [6،7]

ويمكن أن تتضمن الفحوصات التي سيقوم بها الطبيب من أجل تشخيص القرحة وتحديد سببها ما يلي: [6،7]

فحوصات الدم، والتي عادة ما تحدد ما إن كان هناك عدوى في القرحة أم لا. فمثلًا، يمكن أن تساعد بعض فحوصات الدم في الكشف عن جرثومة المعدة المسببة للقرحات الهضمية.
أخذ عينة من القرحة، حيث يمكن أن يجرى فحص زراعة للأنسجة أو السوائل المأخوذة من القرحة لتحديد نوع البكتيريا المسببة للقرحة.
اختبارات التصوير، ويشمل ذلك الأشعة السينية، أو الأشعة المقطعية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي. ففي حال الإصابة بالقرحات الجلدية يمكن أن تساعد هذه الفحوصات على فحص الأنسجة والعظام الموجودة تحت القرحة.
التنظير الداخلي، وهو إجراء خاص للكشف عن القرحة الهضمية وتحديد موقعها وحجمها، حيث يتم إدخال أنبوب طويل ومرن توجد بنهايته كاميرا إلى داخل القناة الهضمية من أجل تصويرها، كما يمكن أن يتم أخذ عينة من القرحة ليتم فحصها لاحقًا داخل المختبر.
فحص البراز، فمن الممكن أن يتم عمل فحص البراز في حال الإصابة بالقرحة الهضمية لمعرفة إن كان المريض مصابًا بعدوى جرثومة المعدة أم لا.

diagnosis

ويمكن أن تتضمن الفحوصات التي سيقوم بها الطبيب من أجل تشخيص القرحة وتحديد سببها ما يلي: [6،7]

فحوصات الدم، والتي عادة ما تحدد ما إن كان هناك عدوى في القرحة أم لا. فمثلًا، يمكن أن تساعد بعض فحوصات الدم في الكشف عن جرثومة المعدة المسببة للقرحات الهضمية.
أخذ عينة من القرحة، حيث يمكن أن يجرى فحص زراعة للأنسجة أو السوائل المأخوذة من القرحة لتحديد نوع البكتيريا المسببة للقرحة.
اختبارات التصوير، ويشمل ذلك الأشعة السينية، أو الأشعة المقطعية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي. ففي حال الإصابة بالقرحات الجلدية يمكن أن تساعد هذه الفحوصات على فحص الأنسجة والعظام الموجودة تحت القرحة.
التنظير الداخلي، وهو إجراء خاص للكشف عن القرحة الهضمية وتحديد موقعها وحجمها، حيث يتم إدخال أنبوب طويل ومرن توجد بنهايته كاميرا إلى داخل القناة الهضمية من أجل تصويرها، كما يمكن أن يتم أخذ عينة من القرحة ليتم فحصها لاحقًا داخل المختبر.
فحص البراز، فمن الممكن أن يتم عمل فحص البراز في حال الإصابة بالقرحة الهضمية لمعرفة إن كان المريض مصابًا بعدوى جرثومة المعدة أم لا.

علاج القرحة

يمكن أن تزول القرحة من تلقاء نفسها دون علاج، كما هو الحال عند الإصابة بقرحات الفم، وفي المقابل يمكن أن يعتمد علاج القرحة على علاج المسبب الرئيسي. [2،5]

وبالتالي، يمكن أن تختلف الخيارات العلاجية للقرحة باختلاف نوعها والسبب الرئيسي لحدوثها، ويمكن أن تتضمن ما يلي: [2،4،5]

تناول المضادات الحيوية، وذلك في حال كان سبب القرحة هو الإصابة بعدوى بكتيرية.
تناول الأدوية المضادة لإفراز حمض المعدة، والتي يتم استخدامها لعلاج القرحة الهضمية.
تناول الأدوية المضادة للفيروسات، والتي يمكن اللجوء إليها لعلاج قرحات الجهاز التناسلي الناجمة عن الإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسيًا.
ارتداء الجوارب الضاغطة، والتي تعمل على تحسين الدورة الدموية وعلاج القرحات الوريدية والوقاية منها.
الجراحة، فمن الممكن أن يتم إجراء عملية جراحية لتحسين تدفق الدم عبر الشرايين والأوردة، أو لإزالة الأنسجة الميتة والمتضررة المتواجدة في القرحة.
ترقيع الجلد، وهو خيار يتم اللجوء إليه في حالات القروح الجلدية العميقة أو التي لا تشفى بعد فترة طويلة من الزمن، حيث يتم استخدام أنسجة سليمة لتحل محل أنسجة الجلد الميتة.

اقرأ أيضًا: ما هو علاج القرحة في المعدة؟

نصائح للتعايش مع القرحة

يمكن أن تساعد بعض النصائح في التخفيف من آلام القرحة والتحسين من شفائها، ومن هذه النصائح ما يلي: [4،6،7]

من المهم الحفاظ على نظافة وتعقيم القروح الجلدية منعًا لحدوث العدوى فيها.
يمكن غسل القرحة الجلدية باستخدام محلول الماء والملح المعقم.
يمكن استخدام ضمادات طبية لتغطية القروح الجلدية، وذلك بعد استشارة الطبيب والحصول على كافة التعليمات الخاصة بتغيير هذه الضمادات.
ينصح برفع الساقين وارتداء الجوارب الضاغطة في حال الإصابة بقرحة الساق والقدم، فذلك يمكن أن يحسن من الدورة الدموية في الساق.
ينصح بالتوقف عن التدخين.
يجب التقليل من تناول الكحول، والقهوة، وغيرها من الأطعمة والمشروبات المهيجة للجهاز الهضمي في حال الإصابة بالقرحة الهضمية.
ينصح بالتقليل من تناول مسكنات الألم التابعة لمجموعة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية في حال الإصابة بالقرحة الهضمية.

اقرأ أيضًا: علاج القدم السكري بالاعشاب

كيف يمكن الوقاية من القرحة؟

يمكن الوقاية من القرحة من خلال اتباع عدد من العادات والسلوكات اليومية الصحية، وتشمل ما يلي: [4،8]

غسل اليدين جيدًا لتفادي الإصابة بالعدوى.
التقليل من تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، تجنبًا للإصابة بالقرحة الهضمية.
الإقلاع عن التدخين.
التوقف عن شرب الكحول.
تناول أطعمة صحية.
ممارسة التمارين لزيادة تدفق الدم عبر الأوعية الدموية، تجنبًا للإصابة بالقروح الجلدية الناجمة عن نقص التروية.

مضاعفات القرحة

يتسبب عدم علاج القرحة بالعديد من المضاعفات والمشاكل الصحية الخطيرة، والتي تختلف باختلاف موقع القرحة ونوعها، ومن أبرز هذه المضاعفات هو حدوث العدوى، والتي يمكن أن تنتقل إلى الأنسجة العميقة أو الأعضاء المجاورة، مثل العضلات والعظام. [6،8]

ومن المضاعفات المحتملة للقرحة الهضمية أيضًا حدوث ثقب في جدار المعدة أو الأمعاء الدقيقة، أو النزيف المعوي، أو انسداد في القناة الهضمية. [8]

ما هو سير مرض القرحة؟

تعتمد سرعة شفاء القرحة وعلاجها على عدة عوامل، ومنها: [2،6]

نوع القرحة.
حجم القرحة.
مدى شدة القرحة.

وعادة ما تشفى القرحة بشكل أسرع عند تقديم العلاج المناسب للمريض. [2]

وفيما يلي نذكر فترة الشفاء من القرحة بأنواعها المختلفة: [2]

القرحات الهضمية: يستغرق وقت الشفاء حوالي شهر بعد تقديم العلاج.
قرحة الشرايين: يمكن أن تحتاج لعدة أشهر للشفاء أو قد لا تشفى على الإطلاق.
القرحة الوريدية: عادة ما في غضون بضعة أشهر، إلا أن بعضها قد لا يشفى على الإطلاق.
تقرحات الفم: تستغرق من أسبوع إلى 4 أسابيع للشفاء بالعلاج.

أما تقرحات الأعضاء التناسلية، فيعتمد مقدار الوقت الذي تستغرقه للشفاء على سببها، ففي بعض الأحيان لا يمكن الشفاء منها وستعود القرحات بالظهور بشكل دوري. [2]