بلعم | Macrophage

بلعم

ما هو بلعم

البلاعم (بالإنجليزية: Macrophages)، هي خلايا مناعية متخصصة يمكن أن تكون ثابتة أو متحركة. تشارك البلاعم في الكشف عن الأجسام الغريبة في الجسم وتعمل على بلعمة وتدمير البكتيريا والفيروسات وغيرها من الكائنات المسببة للأمراض، بالإضافة إلى ذلك، فإن البلعم يعمل كخلية مقدمة للمستضد (بالإنجليزية: Antigen- Presenting Cell).

كيف تتكون البلاعم؟

تبدأ البلاعم حياتها على شكل خلية الوحيدة (بالإنجليزية: Monocyte)، وهي نوع من أنواع خلايا الدم البيضاء والتي يتم إنتاجها في نخاع العظم، وعندما تنضج خلايا الدم هذه يتم إفرازها في مجرى الدم وتنتقل لتتخزن داخل الطحال أو في الغدد اللمفاوية أو في اللوزتين أو في الكبد.

عندما تتسبب عدوى أو ضرر أو إصابة في حدوث رد فعل في الجسم، فإن الخلايا الوحيدة تترك موقعها الأساسي وتنتقل عبر مجرى الدم لدخول أعضاء وأنسجة الجسم المختلفة، حيث أنها وبعد مغادرة مجرى الدم تتطور الخلايا الوحيدة وتصبح بلاعم. ويمكن أن تعيش معظم البلاعم لعدة أشهر ويمكن أن تقتل مئات البكتيريا المختلفة قبل أن تموت.

ما هي أنواع البلاعم؟

تهاجر البلاعم وتتنقل عبر كل أنسجة الجسم تقريباً ، حيث تقوم بالبحث عن الكائنات المسببة للأمراض أو تزيل الخلايا الميتة، وهناك عدة أنواع للبلاعم بحسب المكان الذي تتواجد فيه، مثل:

  • البلاعم السنخية (بالإنجليزية: Alveolar Macrophages): وهي البلاعم الموجودة في الحويصلات الهوائية، والتي تقوم ببلعمة الجسيمات الصغيرة والخلايا الميتة والبكتيريا، كما تقوم ببدء الاستجابة المناعية والتحكم بها ضد مسببات الأمراض في الجهاز التنفسي.
  • خلايا كوبفر (بالإنجليزية: Kupffer’s Cells): وهي البلاعم الموجودة في الكبد، والتي تقوم ببدء الاستجابة المناعية هناك وإعادة تشكيل أنسجة الكبد.
  • الدبيقيات (بالإنجليزية: Microglia): وهي البلاعم الموجودة في الجهاز العصبي المركزي، وتقوم بالتخلص من الخلايا العصبية القديمة أو الميتة والسيطرة على المناعة في الدماغ.
  • البلاعم الطحالية (بالانجليزية: Splenic Macrophages): تضم عدة أنواع منها، مثل بلاعم المنطقة الهامشية، والبلاعم أليفة المعادن، وبلاعم اللب الأحمر، وتقوم بالتخلص من خلايا الدم الحمراء القديمة أو غير الفعالة.

كما يمكن تقسيم البلاعم وفق معيار آخر وهو استقطاب (بالإنجليزية: Polarization) البلاعم، والذي يحدث نتيجة الاستجابة للتفاعل بين خلية وأخرى أو تفاعل بين الجزيء والخلية داخل أنسجة أو أعضاء جسم المضيف، بهدف الحفاظ على التوازن أو خلال الظروف المرضية المختلفة.

يمكن تقسيم البلاعم بالاعتماد على حالة الاستقطاب إلى الأنواع التالية:

  • M0: يمكن اعتبارها على أنها بلاعم ساذجة (بالإنجليزية: Naïve Macrophages) لم تتعرض لأي محفزات أو بيئة التهابية.
  • M1: وهي التي تتطور عند تعرض بلاعم M0 لأي أجزاء بكتيرية.
  • M2: وهي التي تتطور عند تعرض البلاعم للسيتوكينات من نوع Th2، بما في ذلك IL-4، وIL-5، وIL-6، وIL-10 .

ما هي وظيفة البلاعم؟

تلعب البلاعم دوراً في كل جانب من جوانب العمليات الحيوية في الجسم، بدءاً من تطور الأنسجة مروراً بالتوازن، والاستتباب (بالإنجليزية: Homeostasis)، والترميم، وانتهاءً بالاستجابة المناعية ضد الكائنات المسببة للأمراض.

  • دور البلاعم في المناعة

تتواجد البلاعم في أعضاء الجسم المختلفة وفي المواقع المخاطية التي تعمل كمواقع محتملة لدخول مسببات الأمراض، والسموم، والمواد المسببة للحساسية، والمواد الغريبة حيوياً، مما يجعلها خط الدفاع الأول في الجسم.

تعتبر البلاعم واحدة من الخلايا المناعية الطبيعية الأساسية التي تشارك في عملية التعرف على مسببات الأمراض وبقايا الخلايا التي تنشأ عن الموت المبرمج للخلايا (بالإنجليزية: Apoptosis). كما تعمل البلاعم على ابتلاع الخلايا الميتة والكائنات المسببة للأمراض من خلال عملية البلعمة، وهو مصطلح يستخدم لوصف ابتلاع وتدمير الخلايا الميكروبية أو الخلايا المسببة للأمراض، وبمجرد ابتلاع مسببات الأمراض تدمر الإنزيمات الخلوية داخل البلاعم هذه الجسيمات التي تم ابتلاعها.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل بعض البلاعم كعاملات تنظيف وتقوم بإزالة الخلايا الميتة، حيث يتم ابتلاع الميكروب أو الخلية الميتة داخل ما يسمى بالجسم البلعمي أو اليبلوع (بالإنجليزية: Phagosome)، والتي هي عبارة عن حويصلة تتشكل حول الميكروب بواسطة غشاء الخلية، ثم يندمج اليبلوع مع حويصلة متخصصة أخرى تحتوي على إنزيمات هضمية تفكك محتوى اليبلوع، وتسمى هذه الحويصلات باسم اليحلول أو الجسم الحال (بالإنجليزية: Lysosome).

توجد وظيفة مناعية أخرى للبلاعم وهي تنبيه الجهاز المناعي للغزو الميكروبي، والعامل الرئيسي الذي يساهم في فعالية البلاعم لهذه الوظيفة هو وجود العديد من المستقبلات على سطحها مما يجعلها تشارك في التعرف على الجزيئات الغريبة، وترتبط هذه المستقبلات بالمكونات المختلفة لمسببات الأمراض، مثل السكريات (LPS) والحمض النووي (DNA)، والحمض النووي الرايبوزي (RNA)، والبروتينات خارج الخلية.

بعد دخول الميكروب تقوم البلاعم بإظهار بروتين يدعى المستضد على سطحها والذي يعطي إشارة بوجود ميكروب إلى الخلايا التائية المساعدة (بالإنجليزية: T-helper Cells)، وعند التعرف على المستضد تنشط الخلية التائية المساعدة الخلايا الأخرى في الجهاز المناعي مثل الخلايا التائية السامة والتي تقوم بمهاجمة الخلية المصابة بالعدوى. كما تحفز الخلايا التائية المساعدة أيضاً الخلايا البائية في جهاز المناعة لإفراز الأجسام المضادة، ولكل مستضد أجسام مضادة محددة يتم إنتاجها ضده بكميات هائلة. وتقوم هذه الأجسام المضادة بتذكر المستضد، حيث تقوم مستقبلاً بمهاجمة أي خلية تعرض هذا المستضد مباشرة في حال حدوث عدوى أخرى، وتسمى هذه المناعة بالمناعة المكتسبة أو التكيفية.

  • دور البلاعم في الاستتباب

تلعب البلاعم دوراً حاسماً في التوازن المناعي من خلال تنظيم عملية الالتهاب في ظل الظروف الالتهابية أو الإنتانية، إضافة إلى ذلك فهي تلعب دوراً هاماً في عملية تولد الأوعية الدموية (بالإنجليزية: Angiogenesis)، والتمثيل الغذائي، وتوازن الماء والأملاح في الجسم.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل البلاعم أيضاً كخلايا أساسية في عملية التئام الجروح استجابة للمحفزات المتولدة في الأنسجة التي تعرضت للجرح. ويتم تنظيم عملية التئام الجروح بشكل رئيسي من بلاعم M2 بسبب عملها كمضاد للالتهابات، وتحريض تولد الأوعية الدموية، وانخفاض موت الخلايا المبرمج، مما يحفز إعادة تشكيل المصفوفة خارج الخلية (بالإنجليزية: Extracellular Matrix) وعملية ترميم الجروح.

للمزيد اضطرابات خلايا الدم البيضاء

كما تلعب البلاعم أيضاً دوراً أساسياً في عملية تجديد الأنسجة والأعضاء، أي تكاثر الخلايا والأنسجة لاستبدال الهياكل المفقودة والتالفة. تمتلك الأعضاء والأنسجة بما فيها العضلات الهيكلية والكبد القدرة على التجدد من خلال تجديد الخلايا المتنية التي تتضمن الخلايا الوحيدة وخلايا الكبد. وتلعب البلاعم دوراً مهماً جداً في عملية تجديد العضلات الهيكلية من خلال تنسيق عملية الالتهاب والتجدد، كما أنها تعمل كخلايا أساسية لاستعادة سلامة الأنسجة ووظيفتها بعد الإصابة.

  • دور البلاعم في الالتهاب الذاتي والمناعة الذاتية

قد يؤدي التنشيط غير المنضبط للبلاعم إلى التهاب مزمن غير منضبط، والذي بدوره قد يؤدي إلى التهاب ذاتي (بالإنجليزية: Autoinflammation)، وأمراض المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune diseases)، بما في ذلك فقر الدم المناعي الذاتي الحاد، والذئبة الحمامية، والتهاب المفاصل المزمن.

بالإضافة إلى ذلك، تلعب البلاعم من نوع M1 وM2 أيضاً دوراً رئيسياً في مرض السكري من النوع الأول عن طريق المساهمة في تدمير خلايا بيتا في البنكرياس.

اقرأ أيضاً: أنواع أمراض المناعة الذاتية

Merriam-Webster. Macrophage. Retrieved on the 13th of May, 2020, from:

https://www.merriam-webster.com/dictionary/macrophage

José Ignacio Saldana. Macrophages. Retrieved on the 13th of May, 2020, from:

https://www.immunology.org/public-information/bitesized-immunology/cells/macrophages

Suzanne Dixon. Macrophages and the Immune System. Retrieved on the 13th of May, 2020, from:

https://www.verywellhealth.com/macrophages-immune-system-797218

Vijay Kumar. Macrophages: the potent Immunoregulatory Innate Immune cells. Retrieved on the 13th of May, 2020, from:

https://www.researchgate.net/publication/334715225_Macrophages_The_Potent_Immunoregulatory_Innate_Immune_Cells/fulltext/5d3ba3cba6fdcc370a638d13/334715225_Macrophages_The_Potent_Immunoregulatory_Innate_Immune_Cells.pdf?origin=publication_detail

Ananya Mandal. Macrophage function. Retrieved on the 13th of May, 2020, from:

https://www.news-medical.net/life-sciences/Macrophage-Function.aspx

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بعلم التشريح