ما هو المهلس ومسبب الهلوسة | Hallucinogen

ما هو ما هو المهلس ومسبب الهلوسة

المهلوس (بالإنجليزية: Hallucinogen) هو عبارة عن مجموعة من العقاقير تسبب تشوهات في إدراك الشخص للحقيقة، حيث أنه تحت تأثير المادة المسببة للهلوسة يمكن للشخص رؤية صور وسماع أصوات والإحساس بأشياء ليست موجودة وغير حقيقية فيما يسمى بالهلوسة (بالإنجليزية: Hallucination) كما أنها تؤثر على أفكاره ومزاجه فيفسر الأشياء الحقيقة تفسيراً خاطئاً فيما يسمى بالانخداع (بالإنجليزية: Illusion)، ويتم تصنيعها أو استخراجها من بعض أنواع النباتات وبعض الفطريات التي يطلق عليها الفطريات السحرية (بالإنجليزية: Magic Mushrooms)، وعلى الرغم من ضررها فإن البعض يستخدمها للحد من الشعور بالقلق (بالإنجليزية: Anexity)، والشعور بالمزيد من السعادة، أو لمجرد الشعور بإحساس مختلف.

للمزيد: الاطعمة المناسبة لتخفيف القلق والضغط النفسي

أنواع المهلوس

تحتوي معظم المهلوسات على تراكيب كيميائية تشبه النواقل العصبية الطبيعية الموجودة في جسم الإنسان مثل (الأسيتيل كولين، والسيروتونين، والكاتيكول أمين)، وتحتوي معظمها على النيتروجين وتصنف ضمن مجموعة القلويدات (بالإنجليزية: Alkaloids)،
وتنقسم إلى نوعين: (المهلوسات التقليدية (مثل ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك LSD)، والعقاقير الانفصالية (مثل فينسيكليدين PCP) وسميت بهذا لأنها تفصل جسم الشخص عن العالم الخارجي وتجعله غير قادر على التحكم بنفسه، ويسبب كلا نوعي المهلوسات تقلبات انفعالية شديدة وسريعة.

أمثلة على المهلوس

تختلف المهلوسات في تركيبها الكيميائي وتأثيرها على الجسم وأعراضها الجانبية، ومن أشهر المواد المثيرة للهلوسة التي يساء استخدامها:

• ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك هو أول مهلوس تم تصنيعه، ويتم تصنيعه من حمض الليسرجيك الذي يستخرج من فطر الإيرجوت الذي ينمو على بعض أنواع الحبوب، وهو من أقوى المواد الكيميائية التي تؤثر على العقل وتعمل على تغيير المزاج، ويكون على هيئة مسحوق شفاف ليس له رائحة، وفي معظم الأحيان يوضع على مربعات صغيرة من الورق أو الجيلاتين يضعها الشخص على اللسان أو يبتلعها.
  ثنائي ميثيل تريبتامين (بالإنجليزية: DMT) مادة كيميائية موجودة في بعض النباتات ويمكن تصنيعها، حيث تكون على شكل مسحوق أبيض يتم تناوله عن طريق تبخيره أو تدخينه.
• آياهاواسكا (بالإنجليزية: Ayahuasca) تنتج من تخمير النباتات التي تحتوي على ثنائي ميثيل تريبتامين مع بعض المواد التي تمنع تكسره في الجهاز الهضمي لكي يستمر مفعوله لفترة أطول.
• ماريجوانا (بالإنجليزية: Marijuana) تحتوي على مادة تعمل على مستقبلات في المخ تؤثر على مراكز التعلم، والذاكرة، والشهية، والسعادة، ويستخدم كمادة طبية ترويحية (بالإنجليزية: Recreational Substance)، ووجد أنه يسبب جنون الارتياب (بالإنجليزية: Paranoia)، والقلق، والهلوسة، والتشوه الزمني (بالإنجليزية:Time distortion) الذي يعد من الأعراض الشائعة عند مستخدمي الماريجوانا.
• ميسكالين (بالإنجليزية: Mescaline) هي مادة موجودة في نبات الصبار (بالإنجليزية: Peyote Cactus) يتم تجفيفها لمضغها أو نقعها في سائل لشربها.
• فينسيكليدين (بالإنجليزية: PCP) مادة خطيرة يتم تصنيعها لحقنها في الجسم أو بلعها، تم حظر وتجريم استخدمها لما لها من آثار جانبية خطيرة تهدد حياة المستخدم وتسبب له اختلالات صحية وعقلية خطيرة خصوصاً عند استخدامها في كميات كبيرة.
• سايلوسايبين (بالإنجليزية: Psilocybin) مادة توجد في بعض أنواع الفطريات، وتسبب تأثيرات مشابهة للتأثيرات التي تنتجها مادة ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك.
• كيتامين (بالإنجليزية: Ketamine) يستخدم كمادة مخدرة في العمليات الجراحية للإنسان والحيوان، ويساء استخدامه كعقار للاغتصاب (بالإنجليزية: Date Rape Drug).

تأثير المهلوس

لم يصل العلماء إلى الآن إلى الطريقة الدقيقة التي تؤثر بها المادة المثيرة للهلوسة على الشخص المستخدم لها، ولكن وجد أن المهلوسات التقليدية تؤثر على النواقل العصبية في المخ مثل السيروتونين عن طريق قطع الاتصال بين الخلايا العصبية (بالإنجليزية: Nerve Cells) وبين السيروتونين المسئول عن النظام الحسي والسلوكي في الجسم والذي يتحكم في المزاج، ودرجة حرارة الجسم، والأداء الجنسي، والتحكم في العضلات، والجوع، بينما تسبب العقاقير الانفصالية تعطيل عمل الجلوتاميت (بالإنجليزية: Glutamate) في الجسم.

أضرار ومضاعفات استخدام المهلوس

تسبب المهلوسات أضراراً جسيمة لمستخدميها وتدفعهم للسلوكيات الطائشة (بالإنجليزية: Reckless Behaviour) أثناء القيادة أو تأدية الأعمال التي تحتاج إلى تركيز، كما تسبب:

• تغيرات بصرية مزعجة تجعل الشخص يرى كل الأشياء من حوله على غير طبيعتها وبصورة مشوشة وألوان مختلفة وباهتة ويصاب الشخص بهذه الحالة لعدة أسابيع أو سنوات، وتعرف بالاضطرابات الإدراكية المستمرة للهلوسة (بالإنجليزية: Hallucinogen Persisting Perception Disorders).
• استعادة الشخص للصدمات المزعجة التي تعرض لها.
• حالة من الهلاوس المزعجة التي تشمل الخوف، والإحساس باليأس (بالإنجليزية: Despair)، والارتباك (بالإنجليزية: Confusion) وجنون الارتياب والقلق وتستمر لعدة ساعات أو أيام وتسمى بالرحلة السيئة (بالإنجليزية: Bad Trip).
• يعاني بعض المستخدمين من تأثيرات مزعجة مثل الخوف، والهياج (بالإنجليزية: Agitation)، والهذيان (بالإنجليزية: Delirium)، والهوس أو الذهان (بالإنجليزية: Psychosis)، ومرض الفصام (بالإنجليزية: Schizophrenia) الذي يستلزم دخول الشخص للمستشفى.

اقرأ أيضاً،: اضطراب الفصام أكثر الأمراض النفسية خطورة

استخدامات بعض المهلوسات

تم عمل دراسات على بعض أنواع المهلوسات لاستخدامها في علاج الاكتئاب الشديد الذي لا يستجيب للأدوية الأخرى، حيث أنه في مارس عام ٢٠١٩ اعتمدت منظمة الغذاء والدواء استخدام عقار "إسكتامين" المشتق من الكيتامين (بالإنجليزية: Ketamine) لاستخدامه لمرضى الاكتئاب الشديد، ولكن لا يتم إعطاء هذا العقار للمريض إلا بواسطة الطبيب في المستشفى لمتابعة الآثار الجانبية المحتمل حدوثها، كما يتم عمل دراسات على استخدام السايلوسايبين في علاج الحالات الشديدة من الاكتئاب والقلق، ولكن لم يتم اعتماده أو الموافقة عليه بعد من منظمة الغذاء والدواء ولم يتم تحديد الجرعة المناسبة للعلاج حتى الآن.

هل المهلوس يسبب الإدمان

تسبب بعض أنواع المهلوسات الإدمان (بالإنجليزية: Addiction) مثل الفينسيكلدين، حيث أنه عند إيقاف تناوله يسبب للشخص أعراض الانسحاب (Withdrawal Symptoms) مثل الصداع، والتعرق، والارتباك، وبعضها لا يسبب الإدمان مثل ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك ولكنه يسبب التعود للعقار (بالإنجليزية: Tolerance)، بمعنى أن الشخص يحتاج في كل مرة إلى زيادة الجرعة للحصول على النتائج المرغوبة مما يسبب له أعراضاً جانبية خطيرة.