يعد التهاب المهبل الفطري من الالتهابات النسائية التي تصيب المهبل لمعظم النساء نتيجة التعرض لعدوى فطرية، إذ تتميز برائحة كريهة وإفرازات بيضاء على شكل كتل مع وجود حكة شديدة في المهبل.  في هذا المقال سيتم التعرف إلى أعراض التهاب المهبل الفطري، وأسباب التهاب المهبل الفطري، وأفضل علاج لالتهاب المهبل الفطري.

ما هو التهاب المهبل الفطري؟

التهاب المهبل الفطري، أو ما يعرف أيضاً بالتهاب المهبل بالخميرة (بالإنجليزية: Vaginal Yeast Infection) أو داء المبيضات المهبلي (بالإنجليزية: Vaginal Candidiasis) أو الفطار المهبلي (بالإنجليزية: Vaginomycosis)، هو أحد الأمراض المعدية التي تصيب المهبل لدى النساء نتيجة لحدوث التهاب بأحد أنواع الفطريات، والذي يتميز بوجود الحكة والتهيج والانتفاخ في منطقة المهبل، وقد يصاحبه وجود إفرازات مهبلية. والجدير بالذكر أن التهاب المهبل الفطري لا يعد من الأمراض المنقولة جنسياً إلا أنه قد يساهم الاتصال الجنسي في انتشاره.

اقرأ أيضاً: التهاب المهبل: انواعه وعلاجه

ما هي اسباب التهاب المهبل الفطري؟

ما هي مسببات التهاب المهبل الفطري؟ يحدث التهاب المهبل الفطري بسبب جنس من الفطريات من نوع الخمائر يسمى المبيضة (بالإنجليزية: Candida)، وهي أحد أنواع الكائنات الحية الدقيقة المتواجدة بشكل طبيعي في منطقة المهبل لدى معظم السيدات. حيث وبسبب عدة عوامل قد يحدث خلل في اتزان تركيبة النبيت الطبيعي المتواجد في منطقة المهبل مما قد يؤدي إلى حدوث فرط في نمو هذه الفطريات بحد يفوق المستوى الطبيعي لها. والجديد بالذكر أنه هنالك عدة أنواع من الفطريات التي تتبع جنس المبيضة والتي قد تسبب التهاب المهبل الفطري، ألا وهي:

  • المبيضة البيضاء (بالإنجليزية: Candida Albicans).
  • المبيضات المدارية (بالإنجليزية: Candida Tropicalis).
  • المبيضة الجرداء (بالإنجليزية: Candida Glabrata).

وبحوالي الـ 85 - 90% من حالات التهاب المهبل الفطرية تحدث بسبب المبيضة البيضاء، أما الـ 5 - 10% المتبقية فهي تحدث بسبب إما المبيضات المدارية أو المبيضة الجرداء.

عوامل خطر الاصابة بالتهاب المهبل الفطري

هنالك العديد من العوامل التي قد تزيد من فرصة حدوث الإصابة بالالتهابات المهبل الفطرية، وقد تشمل:

  • اضطراب الهرمونات، والتي تحدث خلال فترة الحمل أو الرضاعة أو فترة انقطاع الحيض، أو بسبب استخدام حبوب منع الحمل الفموية، والاضطرابات الهرمونية المرافقة للدورة الشهرية.
  • استخدام اللولب.
  • حدوث عملية الجماع لأول مرة خلال سن مبكرة.
  • القيام بالجماع والاتصال الجنسي بشكل متكرر.
  • القيام بالجنس الفموي.
  • استخدام المضادات الحيوية على مدى طويل.
  • مرض السكري غير المسيطر عليه.
  • وجود ضعف ونقص في مناعة الجسم وذلك إما بسبب الإصابة بأمراض جهاز المناعة مثل مرض الإيدز أو بسبب تناول الأدوية التي تقوم بتثبيط جهاز المناعة مثل الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids).
  • التوتر والإجهاد.
  • عدم النوم بشكل كافي.
  • اتباع عادات الأكل السيئة، بما في ذلك الإكثار من الأطعمة والمأكولات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر.
  • استخدام الغسولات المهبلية بشكل متكرر.

اقرأ أيضاً: ما هي مخاطر الجنس الفموي؟

ما هي اعراض التهاب المهبل الفطري؟

يوجد العديد من الأعراض الشائعة لالتهابات المهبل الفطرية والتي قد تشمل:

  • الحكة في منطقة المهبل، والتي تعد أكثر الأعراض شيوعاً.
  • الإحساس بحرق أو ألم في منطقة الفرج والمهبل بين الحين والآخر.
  • طفح جلدي في منطقة الفرج.
  • احمرار وتورم في منطقة المهبل والفرج.
  • عسر التبول، أو الشعور بحرق أو ألم عند التبول.
  • عسر الجماع، أو الشعور بألم أثناء الجماع.
  • وجود إفرازات مهبلية، والتي عادة ما يكون لونها ما بين الأبيض والرمادي، ولا رائحة لها، وتكون سميكة الكثافة، تشبه جبن القريش، وفي بعض الأحيان قد يصاحب التهاب المهبل الفطري إفرازات مائية القوام. والجدير بالذكر أن هذه الإفرازات عادة ما تكون قليلة وغير غزيرة.

الجدير بالذكر أن غالباً ما تظهر هذه الأعراض قبل فترة الحيض مباشرة. وأيضاً قد تزداد شدة هذه الأعراض في حال لم يتم الحصول على العلاج.

كيف يتم تشخيص التهاب المهبل الفطري؟

يتم تشخيص التهاب المهبل الفطري غالباً من خلال الأعراض الظاهرة على المريضة كالتالي:

  • التاريخ المرضي والسيرة المرضية: يجب على الطبيب في البداية أخذ التاريخ المرضي لحالة المريضة، حيث يقوم الطبيب بسؤال المريضة عن بعض التفاصيل المتعلقة بخصوص الأعراض ومنها موعد بدء ظهورها، كما قد يقوم بسؤالها عن وجود أية إصابة سابقة بالتهاب المهبل، وعن أية إصابات السابقة حدثث في منطقة المهبل أو المناطق المحيطة بها، وعن وجود أعراض أخرى منها آلام البطن، و أية أعراض تتعلق أو مرتبطة بالأمعاء أو الجهاز البولي. أيضاً قد يقوم الطبيب بسؤال المريضة حول الأمراض التي تعاني منها، والأدوية والمكملات الغذائية التي تقوم بأخذها سواء أكانت بوصفة طبية أو دون وصفة طبية، وحول نشاطها الجنسي، واستخدامها لغسولات المنطقة الحميمة.
  • الفحص السريري: قد يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني سريري للمريضة وخلاله يقوم الطبيب بفحص منطقة الحوض، حيث يقوم بتفحص منطقة الشفرين ومنطقة العجان، وقد يلجأ في بعض الأحيان إلى إدخال منظار إلى داخل المهبل. إن أهمية الفحص السريري تكمن بالكشف عن وجود احمرار، انتفاخات، جروح أو تقرحات في منطقة الفرج أو المهبل، وقد يقوم أيضاً الطبيب بأخذ عينة من الإفرازات المهبلية من أجل القيام بفحصها مختبرياً.
  • الاختبارات التحليلية قد يتم إجراء بعضاً من التحاليل والاختبارات لعينة من الإفرازات المهبلية، منها:
  1. الفحص باستخدام المجهر، بحيث يتم الكشف عن وجود الكائنات الحية وتحديد نوعها، في حالة التهاب المهبل الفطري تظهر الفطريات على شكل مجموعة من الخيوط الرفيعة أو الخلايا كروية أو بيضوية الشكل.
  2. تحديد درجة الحموضة لهذه الإفرازات المهبلية، حيث أنه وجد أن درجة حموضة الإفرازات في حالة الالتهاب الفطري تكون أقل من 4.5. ولكن يجب التنويه إلى أنه قد تكون نتيجة هذا الفحص خاطئة في بعض الأحيان وذلك لأن درجة حموضة الإفرازات تعتمد أيضاً على عدة عوامل أخرى منها وجود الدم أو المخاط، القيام مؤخراً بعملية الجماع، أو استخدام الغسولات المهبلية.
  3. اختبار تضخيم الحمض النووي (بالإنجليزية: Nucleic acid amplification test) وذلك لتحديد الحمض النووي الخاص بالكائن الحي.
  4. الزراعة، والتي يتم إجراؤها عادة في حالات التهابات المهبل الفطرية المتكررة أو التي لا تستجيب للعلاج، حيث يتم استخدام أنواع خاصة من الأغار مثل أغار سابورود (بالإنجليزية : Sabouraud Agar ) وأغار نيكرسون (بالإنجليزية: Nickerson Agar).
  5.  اختبار تضخيم الحمض النووي (بالإنجليزية: Nucleic Acid AmplificationTest)، والذي قد يستخدم في الحالات الطارئة.

اقرا ايضاً :

التهبيطة النسائية
 

ما هو علاج التهاب المهبل الفطري؟

في حالة التهاب المهبل الفطري يقوم الطبيب بوصف أدوية تدعى بمضادات الفطريات (بالإنجليزية: Antifungal Drugs). كما أن تفاصيل هذا العلاج الدوائي (من حيث الشكل الصيدلاني، الجرعة، ومدة العلاج) تعتمد على مدى شدة الأعراض ومدى صعوبة الحالة. يمكن تصنيف داء المبيضات المهبلي على النحو التالي:

  • الالتهابات البسيطة وغير المعقدة، والتي تشمل حالات الالتهاب التي تحدث بشكل متقطع وغير متكرر، والتي تتراوح شدتها ما بين المعتدلة إلى المتوسطة، والتي تحدث لدى النساء اللواتي لا يعانين من نقص أو ضعف المناعة، حيث عادة ما يكون المسبب الرئيسي لها هي المبيضة البيضاء.
  • الالتهابات المعقدة، والتي تشمل حالات التهابات فطرية مهبلية متكررة (4 مرات في السنة الواحدة على الأقل) أو التي تكون أعراضها شديدة، والحالات التي تحدث لدى النساء اللواتي يعانين من نقص أو ضعف المناعة أو مرض السكري غير المسيطر عليه، والحالات التي يكون فيها المسبب الرئيسي أنواع فطريات أخرى غير المبيضة البيضاء، بالإضافة للحالات التي تحدث لدى المرأة الحامل.

علاج التهابات المهبل الفطرية البسيطة وغير المعقدة

عادة ما قد يقوم الطبيب بوصف علاج موضعي (الكريم، أو المرهم، أو تحاميل التهاب المهبل الفطري، أو الحبوب التي يتم إدخالها عبر المهبل) وذلك لمدة قد تتراوح لمدة يوم واحد إلى 3 أيام إلى 7 أيام. وقد يشمل هذا العلاج إما الأدوية المتاحة بوصفة طبية أو الأدوية المتاحة دون الوصفة الطبية، ومنها:

قد يقوم الطبيب بوصف الفلوكونازول (بالإنجليزية: Fluconazole) والذي يأتي على شكل حبوب أو كبسولات تؤخذ عن طريق الفم تحتوي على 150 ملغم وذلك لمرة واحدة. 

علاج التهابات المهبل الفطرية المعقدة

في حالات الالتهابات المهبلية الفطرية المعقدة عادة ما قد يقوم الطبيب بوصف العلاج الموضعي لمدة زمنية أطول قد تصل لـ 14 يوم، أو قد يصف دواء الفلوكونازول بتركيز 150 ملغ عن طريق الفم لعلاج عدوى المهبل الفطرية مدة أطول، ويمكن أن يوصي أيضًا في بعض الحالات بأخذ جرعة مداومة كل أسبوع مدة 6 أشهر.

كما يجب التنويه إلى أنه وفي حالة حدوث التهاب المهبل الفطري بشكل متكرر، يجب التأكد من عدم إصابة الشريك أو الزوج بالالتهابات الفطرية وفي حال إصابته فيجب عليه تلقي العلاج أيضاً وبالتزامن مع علاج المرأة المصابة.

للمزيد: علاج الفطريات المهبلية: دليلك الشامل

علاج التهاب المهبل الفطري منزليا

أيضاً من العلاجات التي قد تساعد في علاج التهاب المهبل الفطري ما يلي:

  • العلاجات الموضعية التي تحتوي على الكورتيزون، حيث قد يقوم الطبيب بوصفها من أجل التقليل من الحكة، والحرق، والتهيج.
  • الكريمات أو الغسولات التي تحتوي على زيت شجرة الشاي.
  • زيت جوز الهند.
  • التحاميل المهبلية التي تحتوي على حمض البوريك.
  • علاج التهاب المهبل الفطري بالثوم.
  • المكملات الغذائية التي تحتوي على العصية اللبنية الحمضية (بالإنجليزية: Lactobacillus)، أو تناول اللبن.

سويت عملية تنظيف قبل ثلاث ايام واليوم حسيت بألم وتقلصات محتمله ولكن مزعجه تروح وترجع هل هذا طبيعي ؟ وايش هو نوع المسكن المناسب اللي اخذه ؟

ما هي مضاعفات التهاب المهبل الفطري؟

إن عدم تلقي العلاج لالتهاب المهبل الفطري قد يؤدي إلى زيادة حدته بحيث تصبح أعراضه أكثر شدة، كما وقد يؤدي لحدوث عدد من المضاعفات أهمها:

  • انتشار الالتهاب إلى مناطق الجلد المحيطة، بحيث يرافقها وجود حكة وتهيج في منطقة الجلد المصابة، واحمرارها، وقد يؤدي القيام بحكها بشدة إلى حدوث الجروح والتشققات.
  • انتشار الالتهاب بحيث قد يصل إلى الدم، بحيث تصاب المرأة بحالة مرضية تسمى مبيضات بالدم (بالإنجليزية: Candidemia) والتي قد تعد أحد أكثر الأمراض المعدية التي تصيب الدم.
  • انتشار الالتهاب إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الدماغ، والقلب، والعظام، والعيون، والتي قد تؤدي إلى مشكلات خطيرة مهددة لحياة الشخص في حال لم يتم معالجتها بشكل مستعجل.
  • صعوبة حدوث الإخصاب والحمل، وذلك بسبب تغير درجة حموضة المهبل، بحيث أن الحيوانات المنوية تحتاج إلى درجة حموضة معينة للبقاء على قيد الحياة وتغير درجة حموضة المهبل قد يؤدي للقضاء على هذه الحيوانات المنوية قبل وصولها لمنطقة الرحم أو قناة فالوب.
  • اضطراب الدورة الشهرية، والزيادة من حدوث التقلصات خلال فترة الحيض.

اعراض مضاعفات التهاب المهبل الفطري

هنالك عدد من الأعراض التي ترتبط وتدل على حدوث مضاعفات التهاب المهبل الفطري، وقد تشمل:

مضاعفات التهاب المهبل الفطري للحامل

هنالك عدد قليل من الدراسات والأدلة التي تثبت حدوث مضاعفات لالتهابات المهبل الفطرية خلال فترة الحمل حيث قد ترتبط بزيادة خطر حدوث تمزق مبكر للأغشية، وحدوث الولادة المبكرة. لذلك وبسبب المخاوف التي تتعلق بسلامة استخدام العلاجات الدوائية خلال فترة الحمل فعادة ما يقوم الطبيب بوصف العلاجات بشكل أساسي من أجل التخفيف من الأعراض بدلاً من القلق بشأن علاج العدوى الفطرية والقضاء عليها بشكل نهائي.

اقرأ أيضاً: استخدام الأدوية خلال فترة الحمل

كيف يمكن الوقاية من التهاب المهبل الفطري؟

ما يلي عدد من النصائح التي يجب الالتزام بها للوقاية من حدوث التهاب المهبل الفطري:

  • المحافظة على النظافة الشخصية.
  • الحرص على تناول غذاء صحي ومتوازن.
  • الحرص على تناول اللبن، أو المكملات الغذائية التي تحتوي على العصية اللبنية.
  • الحرص على ارتداء الملابس الداخلية القطنية الفضفاضة.
  • الحرص على القيام بغسل الملابس الداخلية باستخدام الماء الساخن.
  • تجنب ارتداء السراويل الضيقة.
  • الحرص على بقاء المنطقة جافة، وتجنب ارتداء الملابس الداخلية، والسراويل المبللة، أو الرطبة.
  • تجنب الجلوس في أحواض المياه الساخنة.
  • تجنب غسل المنطقة الحميمة باستمرار.
  • تجنب استخدام المضادات الحيوية بشكل مستمر ودون استشارة الطبيب.
  • الحرص على تغيير الفوط الصحية، أو السدادات القطنية، أو الفوط اليومية بشكل دوري.

اقرأ أيضاً: نظافة الأعضاء التناسلية: افعل ولا تفعل