تتساءل العديد من الأمهات المرضعات حول الصيام في شهر رمضان المبارك، هل المرضع تصوم؟ وهل سيؤثر الصيام على الطفل الرضيع؟ وهل الصوم ينقص حليب الأم؟

لا يؤثر الصيام على حليب الأم، ولا يؤذي الطفل خلال شهر رمضان، إذ تحتفظ النساء المرضعات بالقدرة على إنتاج الحليب الكافي خلال فترة الصوم، لكن قد تنخفض نسبة الدهون في هذا الحليب، ولا يعتبر ذلك مشكلة في حد ذاتها، ولكنه قد يعني أن الطفل سيشعر بالجوع ويزداد طلبه على الرضاعة خاصة خلال 6 أشهر الأولى من عمر الطفل. (6)

يناقش هذا المقال العلاقة بين الصيام والرضاعة، وتأثير الصوم على الأم والرضيع.

يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.

تأثير الصيام على الرضاعة الطبيعية

يمكن للصيام أن يقلل من إدرار الحليب في حال عدم تناول المرضع الكميات الكافية من الأغذية الصحية، والسوائل، في هذه الحالة سيؤثر الصيام على المكونات الغذائية لحليب الأم، ويتسبب في نقصان بعض العناصر الضرورية لنمو الطفل، مثل الزنك، والبوتاسيوم، والماغنيسيوم، ويمكن الاستدلال على أن المرضع لا تتناول كفايتها من المواد المغذية والسوائل عند ظهور الأعراض التالية: (1)(4)

  • الشعور بالعطش الشديد.
  • تغير لون البول إلى اللون الداكن.
  • صدور رائحة قوية من البول.
  • قلة عدد مرات التبول، وهي من علامات الإصابة بالجفاف والتي قد ترفع من فرص الإصابة بعدوى المسالك البولية.
  • الإحساس بالدوار والإغماء، والضعف، أو التعب.
  • الإصابة بالصداع أو الحمى.
  • خسارة الوزن دون سبب واضح.
  • الشعور بالغثيان الذي قد يصاحبه القيء.

يوصى بالاتصال بالطبيب عند ملاحظة المريض لأي من هذه الإشارات أو العلامات، لمعرفة إذا كان من الضروري عدم الصيام وتناول ما يكفي من السوائل.

للمزيد: الصيام للحامل في رمضان

تأثير الصيام على الطفل الرضيع 

يتغير الحليب لدى الأم قليلًا طيلة الوقت، يعتمد هذا التغير على نوعية الطعام الذي تتناوله الأم، واحتياجات الطفل. قد تقل مكونات الدهون في الحليب عند صيام المرضع، لذا قد يتأثر الطفل بالصيام خاصةً في الأشهر الأولى، يمكن ملاحظة تأثر الطفل بصيام الأم المرضعة من خلال ظهور الأعراض التالية على الطفل: (2)(4)

  • البكاء المستمر.
  • تغير لون البراز إلى اللون الأخضر.
  • قلة عدد مرات التبرز.
  • نقصان الوزن.
  • النعاس الشديد المفرط للطفل.
  • تغير لون بول الرضيع إلى اللون الداكن.
  • تغير الوقت المعتاد الذي يستغرقه الطفل في الرضاعة، إما أن يزداد بصورة كبيرة أو يقل بصورة ملحوظة.
  • لا يكتسب الطفل وزنًا مناسبًا لسنه تبعًا لمنحنى الوزن.

في حال ملاحظة هذه الأعراض، يجب أن تحرص الأم المرضع على التواصل مع الطبيب لمعرفة ما إذا كان من الضروري كسر الصيام والإفطار لتعويض الطفل الرضيع.

لا تشعر جميع الأمهات المرضعات بالتغيرات التي تلحق بالحليب أثناء الصيام، فقد تتأثر نسب المغذيات لدى بعض النساء، وقد يحدث اختلاف في كمية الحليب لدى البعض الآخر.

للمزيد: تغذية الأم المرضعة

هل الصيام يخفض من نسبة السكر التراكمي؟ فقد كان السكر التراكمي لدي آخر مرة قبل رمضان 8.1 وأخبرني الطبيب أنني يجب أن اخفض، فهل يمكن أن يساعدني الصيام على خفض السكر التراكمي

تأثير الصوم على الأم المرضع

في حال كانت المرأة المرضع تتمتع بصحة جيدة فإنها لن تتأثر بالصوم والرضاعة، لكن في حال كنت المرضع تعاني من بعض الأمراض مثل السكري، أو فقر الدم، أو ارتفاع ضغط الدم، فمن الأفضل عدم الصيام لحماية صحتها وصحة الرضيع، وقد يسبب الصيام للمرضع بعض الأضرار خاصةً إذا كان الصيام في فصل الصيف، مما يؤدي إلى الإصابة بما يلي: (1)(5)

  • الجفاف والتعب.
  • الإصابة بالدوار والضعف.
  • الإرهاق الشديد.
  •  الإغماء.
  • الصداع القوي.

نصائح حول صيام المرضع في رمضان

سواء كانت المرأة حاملًا أو مرضعًا، فإن التحضير لصيام الحامل والمرضع يساهم في تجنب أي مشاكل محتملة، سواء للأم أو الطفل، وفيما يلي بعض النصائح الوقائية التي يمكن أن تتبعها المرضعة للحفاظ على كمية الحليب اللازمة لإشباع الرضيع: (3)(5)

  • شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على رطوبة الجسم وتجنب الجفاف.
  • الحفاظ على برودة الجسم وعدم التعرض للحرارة.
  • الحرص على أخذ قسط كاف من الراحة بين ساعات الصيام.
  • الحرص على تناول الأطعمة الصحية المتوازنة، خاصةً الخضار والفواكه، والأطعمة الغنية بالكالسيوم والمعادن، والحبوب الكاملة، والنشويات المعقدة، لضمان الحصول على السعرات الحرارية التي تمد جسم المرضع بالطاقة اللازمة في رمضان.
  • تجنب مسببات القلق والتوتر النفسي.
  • كسر الصيام وتناول الطعام عند الشعور بالخمول، أو التعب، أو الدوار، أو الضعف.
  • الابتعاد عن التمارين الشاقة والأنشطة المرهقة للجسم.
  • الاهتمام بالمكملات الغذائية التي تعوض نقص الفيتامينات والمعادن الضرورية خاصة فيتامين د، بعد استشارة الطبيب.

يفيد الانتهاء من الأعباء المنزلية قبل بداية رمضان الأم المرضع كثيرًا، حيث يمكنها التسوق، وتخزين متطلباتها، والقيام بكل ما يلزم المنزل من نظافة واهتمام قبل الصيام، لتوفير طاقتها ومجهودها، وتفادي التعب والإرهاق أثناء الصوم.

توصى الأم المرضع في الصيام بالاحتفاظ بمفكرة لتسجيل جميع ما تتناوله، أو تشربه تفاديًا للنسيان، وللتأكد من حصولها على المغذيات والسوائل الضرورية لجسمه بشكل صحيح.

للمزيد: أفضل الأطعمة لزيادة ادرار الحليب

نصيحة الطبي

يوصى بتجنب صيام الأم المرضعة في الـ 6 شهور الأولى من عمر الطفل، وذلك منعًا للضرر الذي قد يصيب الرضيع نتيجة تغير تركيبة الحليب ونقص المغذيات به أثناء الصيام، لكن في العموم لا يتأثر الطفل الذي تجاوز الـ 6 أشهر من عمره بصيام الأم، حيث يستمر جسم المرأة المرضع في إفراز الحليب بنفس المعدل وتوفيره للطفل طوال شهور الرضاعة.

تتأثر بعض السيدات بالصيام أثناء الرضاعة، فتظهر عليهم بعض أعراض الجفاف مثل تغير لون البول، والشعور بالعطش الشديد، وغيرها من الأعراض، عندها يجب على المرضعة استشارة الطبيب وكسر الصيام لعلاج الجفاف، تنصح الأم المرضع في رمضان بشرب كميات كبيرة من الماء، وتناول وجبات متوازنة مليئة بالخضروات والفاكهة التي تعوض نقص سوائل الجسم في الصيام، والحصول على قسط من الراحة، وتجنب الأنشطة الشاقة.

اقرأ أيضًا: مشاكل الرضاعة الطبيعية وعلاجها

اقرا ايضاً :

إستراتيجية لمكافحة العطش في رمضان