يتشارك كل من الحزام الناري (بالإنجليزية: Shingles) وجدري الماء (بالإنجليزية: Chickenpox) في الفيروس المسبب للعدوى، لكن على الرغم من ذلك فكلاهما يختلفان في العديد من الأشياء، سواء الأعراض، أو طرق العلاج، أو طرق الوقاية، فعادةً ما يكون جدري الماء أقل حدة وغالبًا ما يصيب الأطفال، بينما ينتج الحزام الناري عن إعادة تنشيط الفيروس المسبب لجدري الماء بعد فترة طويلة من التعافي.

سنتناول في هذا المقال الحديث عن الفرق بين جدري الماء والحزام الناري، من حيث الأعراض، وطرق العلاج، وكيفية الوقاية.

 

الفرق بين جدري الماء والحزام الناري

يحدث الحزام الناري وجدري الماء نتيجة العدوى بنفس الفيروس، ولكن الحزام الناري ينتج عن إعادة تنشيط الفيروس بعد فترة من التعافي من جدري الماء، حيث يبقى فيروس جدري الماء في الجسم لفترات طويلة حتى بعد الشفاء، وفي وقت لاحق من الحياة، يمكن للفيروس أن ينشط ويسبب الحزام الناري، وفي حالة الأشخاص الذين لم يصابوا من قبل بجدري الماء في الصغر أو لم يتلقوا لقاح جدري الماء، فيمكن أن يصابوا بعدوى جدري الماء وليس الحزام الناري حتى في عمر متقدم.[1]

ويستغرق الأمر من 10 إلى 21 يوماً بعد التعرض لجدري الماء أو الحزام الناري حتى تظهر أعراض جدري الماء.[2]

الفرق بين جدري الماء والحزام الناري من حيث الأسباب

يعد جدري الماء مرضاً شديد العدوى، يمكن أن ينتشر الفيروس بسهولة من خلال الطرق التالية:[1]

  • استنشاق الجزيئات الفيروسية التي تأتي من البثور.
  • التلامس المباشر مع سائل الآفات الجلدية.

تتراوح فترة الحضانة وهي الفترة من التعرض للعدوى وحتى بداية ظهور الأعراض من 10 إلى 21 يومًا، ويعد جدري الماء والحزام الناري أكثر عدوى بعد فترة الحضانة، عندما تظهر أعراض البثور والطفح الجلدي.[1][2]

أما الحزام الناري، فلا يمكن أن ينتقل من شخص لآخر، ولكن يمكن لأي شخص مصاب بطفح الحزام الناري أن ينشر جدري الماء إذا لم يكن الشخص الآخر قد أصيب بجدري الماء من قبل، ومع ذلك، فإن الشخص المصاب بالحزام الناري لن يتسبب في إصابة شخص آخر بالحزام الناري. وعلى عكس جدري الماء، لا يمكن نشر فيروس الحزام الناري من خلال الرذاذ، بل يمكن فقط أن ينتشر من خلال الاتصال المباشر مع البثور أو الطفح الجلدي.[1][2][3]

تحدث الإصابة بالحزام الناري بشكل أكثر شيوعاً عند البالغين فوق سن 60 عام والذين أصيبوا بجدري الماء قبل سن سنة، ولا يمكن للأشخاص الذين لم يصابوا بجدري الماء من قبل أن يصابوا بالحزام الناري.[2]

الفرق بين جدري الماء والحزام الناري من حيث الأعراض

تستمر أعراض جدري الماء عادة ما بين أربعة إلى سبعة أيام تقريبًا، وتعد الأعراض الأكثر شيوعًا هي الطفح الجلدي المؤلم، والحكة مع وجود حويصلات أو بثور مملوءة بالسوائل تتحول إلى قشور بعد حوالي سبعة أيام، وغالبًا ما ينفجر الطفح الجلدي على الصدر أولاً، ثم ينتشر إلى مناطق أخرى من الجسم، بما في ذلك الظهر، والوجه، والجفون، والفم، والأعضاء التناسلية.[1]

تشمل الأعراض التي تحدث غالبًا قبل يوم أو يومين من بدء ظهور الطفح الجلدي ما يلي:[1]

  • التعب.
  • فقدان الشهية.
  • الحمى.
  • الصداع.

يجدر الذكر أن الطفح الجلدي عادة ما يكون هو العلامة الأولية للجدري المائي عند الأطفال، وغالبًا لا تظهر أعراض مثل التعب وفقدان الشهية قبل ظهور الطفح الجلدي.[3]

أما عن أعراض الحزام الناري فتكون كالتالي:[2][3]

  • فرط الحساسية في الجلد، مما قد يسبب الحكة أو الشعور بالوخز.
  • الصداع.
  • التعب العام، وقد يحدث خلال المرحلة الأولية من الحزام الناري، قبل ظهور الطفح الجلدي.
  • الطفح الجلدي الذي يظهر على جذع الجسم.
  • البثور التي تظهر في مجموعات.
  • حكة خفيفة أو شعور بالانزعاج.
  • الشعور بألم تتراوح درجته من خفيف إلى شديد.

تتحول الحويصلات إلى اللون الأصفر وتبدأ في الجفاف والتقشر بعد حوالي سبعة إلى 10 أيام من ظهورها، وعادةً ما يُشفى الطفح الجلدي الناتج عن القوباء المنطقية خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع، لكن يمكن أن يترك تغيرات في الجلد وتندبًا.[1]

للمزيد: جدري الماء عند الأطفال

تشخيص جدري الماء والحزام الناري

يكون الطبيب عادة قادراً على تشخيص جدري الماء أو الحزام الناري عن طريق فحص الطفح الجلدي وملاحظة العلامات والأعراض، وكذلك الاستفسار عن تاريخ التطعيم.[2]

أيضاً يمكن أن يطلب الطبيب بعض الإجراءات للتأكد من الإصابة بجدري الماء، وتشمل:[2]

  • فحص الدم: وذلك للبحث عن فيروس جدري الماء أو أجسامه المضادة.
  • اختبار البثور: يتم أخذ عينة من السائل من البثور باستخدام قطعة قطن، ثم يتم اختباره لمعرفة خصائص الجسم المضاد.

اقرأ أيضاً: الحزام الناري والتغذية

أنا عمري 26 سنة وقالوا أنني أعاني من التصلب اللويحي، ولكن من اين يأتي التصلب اللويحي؟ هل هو ناتج عن عدوى أو ماذا؟

الفرق بين جدري الماء والحزام الناري من حيث العلاج

يمكن أن تساعد بعض الإجراءات في علاج كل من جدري الماء والحزام الناري، وتشمل:[3]

  • أخذ حمام بارد: قد يساعد الحمام البارد المليء بصودا الخبز، أو دقيق الشوفان، أو دقيق الشوفان الغروي في تهدئة الآفات الجلدية التي يسببها جدري الماء والحزام الناري.
  • وضع مستحضر تخفيف الحكة: يمكن أن يساعد وضع غسول الكالامين على تهدئة الجلد وتقليل الحكة.

يمكن أن يصف لك الطبيب دواء مضاد للفيروسات لتخفيف الأعراض وتسريع الشفاء في حالة الإصابة بالحزام الناري.

وبالإضافة إلى إجراءات العلاج السابقة لكل من جدري الماء والحزام الناري، يجب الحذر من الأخطاء التالية أثناء الإصابة:[3]

  • تجنب خدش الجلد أثناء الإصابة بجدري الماء أو الحزام الناري، لأنها يمكن أن تترك الجروح مفتوحة للعدوى وتسبب ندبات على الجلد.
  • تجنب تناول الأسبرين لتسكين الآلام عند الإصابة بجدري الماء للأطفال تحت عمر 18 عام، حيث يمكن أن يزيد فرص الإصابة بمتلازمة راي (بالإنجليزية: Reye’s Syndrome) في الأطفال المصابين بجدري الماء، وهو مرض خطير يصيب الدماغ والكبد.
  • تجنب الاقتراب من الأشخاص غير المصابين: حيث يمكن أن تنتقل لهم العدوى في حالة عدم الإصابة بها من قبل.

اقرأ أيضاً: علاج الحزام الناري بالأعشاب والطرق الطبيعية

الفرق بين الوقاية من جدري الماء والحزام الناري

تعد أفضل طرق الوقاية من جدري الماء والحزام الناري هو الحصول على اللقاح، ويمكن الحصول على لقاح جدري الماء منذ الصغر، وعادة ما يتم إعطاؤه للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 شهر، ثم مرة أخرى بين 4 و 6 سنوات.[4]

أما لقاح الحزام الناري، فينصح بالحصول عليه في عمر متقدم، وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (بالإنجليزية: The Centers for Disease Control and Prevention)  الأشخاص البالغين في عمر 50 عام أو أكبر بالحصول على لقاح الحزام الناري.[1]

وبالإضافة إلى التطعيم، ينصح باتباع الإجراءات الوقائية التالية:[2]

  • تجنب الاتصال المباشر مع شخص مصاب بجدري الماء أو الحزام الناري.
  • تغطية الطفح الجلدي.
  • تجنب لمس أو خدش الطفح الجلدي.
  • تنظيف اليدين والجسم باستمرار.

اقرا ايضاً :

أسباب متعددة لتساقط الشعر لدى النساء