السكتة الدماغية هي حالة طبية طارئة، وتصنف بأنها المسبب الخامس للوفاة في العالم، كما أنها تصيب المريض بأضرار طويلة المدى تؤثر على نوعية الحياة بشكل عام. وتحدث السكتة الدماغية نتيجة انقطاع الدم والأكسجين عن خلايا الدماغ لفترة كافية تتسبب بموت هذه الخلايا. [1]

وسنتحدث في هذا المقال عن العلامات التي تسبق حدوث السكتة الدماغية، وكيف يتم التعامل مع أعراض السكتة الدماغية قبل حدوثها.

قبل التطرق إلى أعراض الجلطة قبل حدوثها، يجب التنويه إلى أن السكتة الدماغية تقسم إلى نوعين أساسيين هما: [1]

  • السكتة الدماغية الإقفارية (بالانجليزية: Ischemic Stroke)، أي السكتة التي تحدث نتيجة انغلاق الوعاء الدموي في الدماغ بخثرة دموية أو جلطة مما يتسبب بانقطاع التروية الدموية عن منطقة محددة بالدماغ، وتعرضها للضرر. ويشكل هذا النوع 85% من السكتات الدماغية. 
  • السكتة الدماغية النازفة (بالانجليزية: Hemorrhagic Stroke)، والتي تحدث نتيجة ضعف في جدار الأوعية الدموية، حيث تنفجر مؤدية أيضًا إلى انقطاع التروية الدموية عن خلايا الدماغ مما يسبب موتها.

العلامات التي تسبق حدوث السكتة الدماغية

تحدث السكتة الدماغية بشكل مفاجئ، ولكن يوجد تغييرات أو علامات تسبق حدوث السكتة الدماغية، وينبغي على المريض عند ملاحظتها مراجعة المشفى خلال أقصر وقت، وأخذ التدابير اللازمة لمنع حدوث السكتة الدماغية وما يرافقها من أضرار دائمة تؤثر على صحة الشخص وحياته، مثل: الصداع المزمن، وصعوبة في الكلام، وتشنجات مع تيبس في عضلات معينة. كما يمكن أن تشمل مضاعفات السكتة أضراراً أكبر أو أقل حسب حدة السكتة الدماغية، والمساحة التي انقطعت عنها التروية الدموية. [2,3]

ومن أهم هذه التغييرات هو ما يحدث بسبب انقطاع تدفق الدم العابر الذي يسبق حدوث السكتة الدماغية، فانقطاع تدفق الدم العابر (بالانجليزية: Transient Ischemic Attack) هي سكتة دماغية مصغرة ينتج عنها أعراض تشبه أعراض السكتة الدماغية ولكنها تستمر لفترة قصيرة، وتكون عابرة. يعتبر انقطاع تدفق الدم العابر علامة محذرة تسبق حدوث السكتة الدماغية وتحذر من حدوث هذه السكتة خلال وقت قريب. ومن هذه العلامات التي تسبق حدوث السكتة الدماغية: [3,4,5]

  • تغير في ملامح الوجه، مثل انخفاض الملامح في نصف الوجه، أي انخفاض زاوية الفم والخد، وهو إحدى أهم أعراض السكتة الدماغية قبل حدوثها.
  • فقدان الذاكرة، يستمر ذلك للحظات أو حتى يوم ثم يعود الشخص إلى حالته الطبيعية.
  • خدران وضعف في جزء واحد من الجسم، حيث يمكن أن يوقع المريض ما يحمله بيديه بشكل مفاجئ، أو يفقد القدرة على تحريك اليد أو القدم لفترة محددة من الزمن.
  • ارتباك وتشوش في الكلام، أو التحدث بكلام غير مفهوم أو فقدان القدرة على الكلام.
  • اضطراب ومشاكل في الرؤية، مثل فقدان البصر في عين واحدة أو في كلا العينين بشكل مفاجئ، أو تغير في في مدى الرؤية مثل فقدان الرؤية في على شكل دائرة معتمة في وسط مدى الرؤية أو محدودية مدى الرؤية، والتي تعتبر عند حدوثها بشكل مفاجئ علامة تحذيرية تسبق حدوث السكتة الدماغية.
  • صعوبة في المشي، بسبب تشنج العضلات، أو فقدان السيطرة على القدم، أو عدم القدرة على تنظيم حركة الأقدام.
  • الشعور بدوار ودوخة.
  • فقدان القدرة على تنظيم حركة الجسم وفقدان التوازن.
  • تغير في التصرفات.
  • صداع يعد الأكثر شدة على الإطلاق، حيث يسبق حدوث السكتة الدماغية النازفة، وتحديدًا النزيف في المنطقة تحت العنكبوتية في الدماغ (بالانجليزية: Subarachnoid Hemorrhage) حدوث صداع شديد جدًا، يعتبر بالنسبة للمريض الأسوأ على الإطلاق حيث لم يجرب المريض صداعًا أسوأ منه من قبل. يمكن أن يحدث الصداع قبل أيام أو أسابيع من حدوث السكتة الدماغية النازفة، ويحدث الصداع قبل السكتة الدماغية النازفة بسبب تسرب مقدار ضئيل من الدم من الأوعية الدموية غير السليمة إلى الغشاء الحساس الذي يغلف الدماغ، هذا التسرب الضئيل جدًا يسبب الصداع الحاد الذي يرافقه الشعور بالغثيان، والاستفراغ، مع تيبس في الرقبة، وفي بعض الأحيان غباش واضطراب في الرؤية.

تختفي هذه الأعراض خلال ساعة، ولكن يمكن أن تستمر حتى 24 ساعة، لذلك يجب مراجعة المشفى خلال أقصر مدة زمنية، لأن انقطاع تدفق الدم العابر يشبه كثيراً أعراض السكتة الدماغية، ويتم التفريق بينهما بأن الأعراض المرافقة لانقطاع تدفق الدم العابر تستمر لفترة قصيرة ثم يعود الشخص إلى الحالة الطبيعية، وذلك لأن انقطاع الدم عن منطقة محددة من الدماغ كان لفترة وجيزة غير كافية لحدوث ضرر بالغ أو موت للخلايا. أما السكتة الدماغية فإن الأعراض المرافقة لها تكون دائمة وتسبب إعاقة وضرر للمريض. [3,4]

يصيب انقطاع الدم العابر 17% من الأشخاص الذين يتعرضون لسكتة دماغية في نفس اليوم الذي تحدث فيه السكتة، ويحدث انقطاع الدم العابر في 9% في اليوم الذي يسبق يوم حدوث السكتة، إلا أن الغالبية العظمى أي ما يقارب 43% من مرضى السكتة يعانون من أعراض انقطاع الدم العابر خلال الأسبوع (سبعة أيام) الذي يسبق السكتة الدماغية. [6]

ومن المهم الانتباه إلى أن أعراض السكتة الدماغية قبل حدوثها قد يلاحظها المريض نفسه، أو من الأشخاص القريبين حوله، لأن السكتة العابرة في بعض الحالات يمكن أن تذهب بالوعي، أو تؤثر على ذاكرة الشخص. ولكن القريبين من المريض يمكن أن يلاحظوا بعض الأعراض التي تسبق الجلطة الدماغية. [3,4]

ويتطلب شكوى المريض من هذه الأعراض تدخلًا عاجلًا لتشخيص الحالة، والقيام بالإجراءات الطبية المناسبة؛ لأن السكتة الدماغية النازفة (وتحديداً النزيف في المنطقة تحت العنكبوتية) يعتبر نزيف مميت في نسبة كبيرة من الحالات. [3,4]

كيفية التعامل مع العلامات التي تسبق حدوث السكتة الدماغية

يتطلب ظهور أي من العلامات التي تسبق حدوث السكتة الدماغية المزيد من الإجراءات الطبية من قبل الطبيب، لذلك يمكن الوصول إلى المستشفى في غضون ثلاث ساعات من ظهور الأعراض الأولى للسكتة الدماغية الطاقم الطبي من اتخاذ الإجراء اللازم لحل جلطات الدم واستعادة تدفق الدم إلى الدماغ. ويعمل اتخاذ الإجراءات العلاجية خلال أقصر وقت ممكن على تحسين احتمالات الشفاء التام بعد السكتة الدماغية، كما أنه يقلل من شدة الإعاقة التي يمكن أن تنجم عن السكتة الدماغية. [1]

لذلك وضع المختصون وسيلة تساعد المرضى وعائلاتهم على ملاحظة العلامات التي تسبق حدوث السكتة الدماغية، واتخاذ القرار المناسب في نقل المريض إلى المشفى في أقصر وقت. وهذه الوسيلة هي من خلال اختبار يسمى ب FAST، وهو خطوات بسيطة تساعد في تحديد السكتة الدماغية من قبل المريض نفسه أو الآخرين. [1,2]

عند ملاحظة أعراض السكتة الدماغية قبل حدوثها، ينصح بما يلي: [1,2,3,4]

  • النظر إلى وجه المريض والطلب منه أن يبتسم، ثم البحث عن علامات انخفاض أو تدلي جانب واحد من الوجه.
  • الطلب من المريض أن يقوم برفع ذراعيه، ثم البحث عن أي ضعف أو خمول في أحد الذراعين.
  • الطلب من المريض تكرار عبارة معينة دون بطئ أو تلكؤ في الكلام؛ حيث أن أي كلام غير مفهوم، أو ليس له علاقة بالعبارة التي طلبت منه يدل على وجود مشكلة في مركز النطق في الدماغ.
  • الحرص على عدم تضييع أي وقت، والاتصال على الفور بخدمات الطوارئ القريبة من منزل المريض.

يقوم العقل البشري بالتفكير والفهم والإحساس، ولكن كيف يفكر العقل البشري؟

العوامل التي تزيد احتمالية حدوث السكتة الدماغية

يوجد مجموعة من العوامل التي يزيد وجودها من احتمالية إصابة الشخص بحدوث السكتة الدماغية، منها: [1]

  • الإصابة مسبقًا بسكتة دماغية أو جلطة قلبية.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • السكري.
  • ارتفاع مستوى الكوليسترول في الجسم.
  • نظام الحياة غير الصحي، مثل تناول الطعام غير الصحي، وقلة الحركة، وعدم ممارسة الرياضة بانتظام.
  • السمنة.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكتات الدماغية.
  • التدخين.

يعاني المريض من الأعراض أو العلامات التي تسبق حدوث السكتة غالباً في الأسبوع الذي يسبق حدوث السكتة الدماغية، لذلك عند وجود العوامل التي تزيد احتمالية حدوث السكتة الدماغية، من المهم انتباه الشخص إلى نفسه، أو انتباه العائلة المحيطة به لهذه التغيرات.

إدراك وجود هذه الأعراض التي تسبق الجلطة الدماغية، واتخاذ الإجراء المناسب في الوقت المناسب يمكن أن ينقذ حياة الشخص، أو يساهم في تقليل شدة الإعاقة والضرر الذي ينتج بعد حدوث السكتة الدماغية.

اقرا ايضاً :

أنواع الصداع