تشير اضطرابات الأكل أو اضطرابات الطعام (بالإنجليزية: Eating Disorders) إلى مجموعة من الأمراض التي تتميز بأفكار وسلوكيات غير طبيعية حول تناول الطعام، أو القلق الشديد حول وزن الجسم أو شكله. [1]

تنتمي اضطرابات الأكل إلى اضطرابات الصحة النفسية، حيث يستخدم فيها المصاب سلوكيات الأكل كوسيلة للتعامل مع المشاعر والمواقف الأخرى. قد تتضمن هذه السلوكيات تناول كميات قليلة وغير كافية من الطعام، أو تناول كميات كبيرة جداً مقارنة بالكميات التي يتناولها الناس بشكل عام، في كلتا الحالتين تسبب هذه الاضطرابات آثاراً سلبية على الجسم والصحة العامة، وتعد حالة طبية خطيرة تستدعي مراجعة طبيب مختص. [2]

يعد من الشائع ظهور اضطرابات الأكل عند المراهقين ما بين عمر 13 و17 عاماً، ولكنها يمكن أن تصيب جميع الفئات العمرية. [2]

أنواع اضطرابات الأكل

تشمل أنواع اضطرابات الأكل الأكثر شيوعاً والتي تصيب كلاً من الإناث والذكور ما يلي: [3]

  • فقدان الشهية العصبي (بالإنجليزية: Anorexia Nervosa): ينطوي فقدان الشهية العصبي على الخوف الشديد من فكرة زيادة الوزن، واقتناع المريض بأنه من أصحاب الوزن الزائد على الرغم من نحافته؛ مما يؤدي إلى التقليل الشديد في تناول الطعام.
  • الشره المرضي العصبي (بالإنجليزية: Bulimia Nervosa): يعاني المصابون باضطراب الطعام البوليميا من الشراهة الشديدة في تناول الطعام، ثم محاولة التخلص منه بالتقيؤ المتعمد أو استخدام أدوية الإسهال.
  • اضطراب نهم الطعام (بالإنجليزية: Binge Eating Disorder): يسمى أيضاً اضطراب الأكل القهري أو اضطراب شراهة الأكل، وفيه يعاني المريض من نوبات متكررة من تناول الطعام بشراهة إلى حد الامتلاء، دون محاولة التخلص منه بعد ذلك.

تتضمن أنواع اضطرابات الأكل الأقل شيوعاً ما يلي: [3]

  • اضطراب الطعام بيكا أو شهوة الغرائب (بالإنجليزية: Pica): هو تناول أشياء غير مفيدة وضارة، مثل الطين أو الثلج، أو القطع المعدنية كالحديد، وغالباً ما يصاب به مرضى الإعاقات الذهنية، أو التوحد، أو الفصام.
  • اضطراب الاجترار (بالإنجليزية: Rumination Disorder): هو اضطراب يتسم بإرجاع الطعام غير المهضوم من المعدة، ثم مضغه مرة أخرى وبلعه أو بصقه كلياً.
  • اضطراب تناول الطعام الاجتنابي (بالإنجليزية: Avoidant/Restrictive Food Intake Disorder): يمتنع المصابون باضطراب تجنب الطعام عن تناول الأكل إما بسبب انعدام الرغبة في تناوله، أو بسبب النفور من رائحته أو طعمه.

للمزيد: أنواع اضطرابات الأكل

أسباب اضطرابات الأكل

يعد السبب الرئيسي المسؤول عن هذه الاضطرابات غير معروف حتى الآن، ولكن اضطرابات الأكل غالباً ما تنشأ عن مجموعة من العوامل، ويمكن تصنيفها كما يلي: [1]

  • عوامل حيوية

تتضمن العوامل الحيوية التي تساهم في حدوث اضطرابات تناول الطعام ما يلي: [4] [5]

    • عوامل جينية.
    • عوامل عائلية، مثل العائلات التي تهتم بالوزن ومظهر وشكل الجسم.
    • مرحلة المراهقة والتغيرات الجسدية المرتبطة بها.
    • الأمراض العقلية.
  • عوامل نفسية

تشمل العوامل النفسية التي قد تؤدي إلى حدوث اضطرابات الأكل ما يلي: [4]

    • التصور السلبي لشكل الجسم وقلة الثقة بالنفس.
    • قلة احترام الذات.
    • السعي وراء الكمال.
    • القلق أو الاكتئاب.
    • السلوك المتهور والمندفع.
    • الأفكار الوسواسية.
    • صعوبة التعبير عن المشاعر.
  • عوامل اجتماعية

تتضمن العوامل الاجتماعية والبيئية التي قد تساهم في الإصابة باضطرابات الأكل ما يلي: [4] [5]

    • اضطراب العلاقات الأسرية، كالعيش ضمن أسرة غير مستقرة وتعاني من مشاكل كثيرة.
    • التعرض لصدمات سابقة.
    • التعرض إلى الإيذاء أو التنمر.
    • الضغوط العائلية والثقافية حول الحصول على جسم مثالي.
    • المهن والأنشطة التي تشترط الحصول على جسم متناسق ونحيل، مثل الباليه وعرض الأزياء.

اقرأ أيضاً: أسباب ومضاعفات النحافة

أعراض اضطرابات الأكل

تختلف أعراض اضطرابات الأكل بناء على نوع الاضطراب، ولكنها تنطوي على التركيز الشديد في الأمور المتعلقة بالطعام أو الوزن. [3]

وفيما يلي أمثلة لبعض علامات وأعراض اضطرابات الطعام الفكرية والسلوكية: [3] [6]

  • القلق الدائم حيال الوزن وشكل الجسم.
  • تجنب الأحاديث التي تتضمن مواضيع عن الطعام، ووزن الجسم وشكله.
  • وجود هواجس تتعلق بأنواع الأطعمة، ومكوناتها، وسعراتها الحرارية.
  • تناول كميات قليلة جداً من الطعام أو تخطي بعض الوجبات.
  • تقطيع الطعام إلى قطع صغيرة أو تناوله ببطء شديد.
  • التقيؤ أو استعمال أدوية الإسهال للتخلص من الطعام.
  • الإفراط في أداء التمارين الرياضية.
  • ارتداء ملابس واسعة وفضفاضة لإخفاء فقدان الوزن.
  • تغيرات في المزاج، مثل الانطواء، والقلق، والاكتئاب.

بينما قد تظهر على بعض الأشخاص الأعراض الآتية: [2]

  • الأكل بشراهة واكتناز الطعام.
  • تناول كمية كبيرة من الطعام بسرعة كبيرة.
  • تجنب الأحداث والمواقف الاجتماعية وتفضيل تناول الطعام على انفراد.

تشمل أعراض اضطرابات الأكل الجسمية التي قد تدل على الإصابة باضطراب في الأكل ما يلي: [2]

  • فقدان الوزن السريع، أو زيادة الوزن، أو تقلبات الوزن.
  • قلة وزن المصاب عن المعدل الطبيعي مقارنة بعمره.
  • الشعور بالبرد، والتعب، والدوخة.
  • عسر الهضم، والانتفاخ، والإسهال أو الإمساك.
  • الشعور بآلام، أو وخز، أو تنميل في الذراع والساق.
  • سرعة ضربات القلب والشعور بالإغماء.
  • تأخر علامات البلوغ، مثل عدم نزول الحيض، أو انقطاع الدورة الشهرية عند النساء.

اقرأ أيضاً: هل طفلك مصاب بأحد اضطرابات الأكل؟

تشخيص اضطرابات الأكل

عادة ما يعتمد الطبيب في تشخيص اضطرابات الأكل على التاريخ الطبي والأعراض التي يعاني منها المريض، بالإضافة إلى الفحص البدني وقياس الطول والوزن. [6]

بالرغم من عدم وجود اختبار محدد للكشف عن الإصابة باضطرابات الأكل، لكن قد يجري الطبيب بعض التقييمات النفسية، وكذلك الفحوصات المعملية، مثل: [7]

  • تعداد الدم الكامل.
  • فحص البول.
  • اختبارات وظائف الكبد والكلى.
  • فحوصات الغدة الدرقية.
  • الأشعة السينية.
  • تخطيط كهربية القلب.

اقرا ايضاً :

سبل  الوقاية  من  الأمراض  الغذائية

علاج اضطرابات الأكل

تؤثر الكثير من العوامل على اضطرابات الأكل، مما يستوجب وجود فريق كامل ومتخصص لعلاج اضطرابات الأكل.

من الضروري استخدام خطط شاملة لعلاج اضطرابات الأكل للمراهقين والكبار، ومساعدة المريض على استعادة كامل صحته، ومن الضروري مناسبة هذه الخطة لحاجة كل مريض بشكل فردي، وعادة ما يكون العلاج فعالاً في معظم الحالات. [6]

يتضمن علاج حالات اضطرابات الأكل ما يلي: [5] [6] [7]

  • العلاج النفسي: يعد العلاج النفسي جزءاً مهماً في مرحلة العلاج؛ إذ يساعد المريض على تخطي المشاكل التي أدت إلى اضطراب الأكل، كما أنه يساهم في تشجيع المريض على الانخراط في المجتمع، والتعبير عن مشاعره، وتحسين حالته النفسية.

تتضمن الأساليب الشائعة المستخدمة في العلاج النفسي لاضطرابات الأكل ما يلي:

    • العلاج السلوكي المعرفي: يساعد هذا النوع من العلاج الأفراد على تحديد وتغيير أفكارهم وسلوكياتهم حول الطعام وأجسامهم.
    • العلاج الأسري: يعد العلاج الأسري من أفضل طرق علاج اضطرابات الأكل عند الأطفال والمراهقين، حيث يعتمد على تثقيف الأسرة بأكملها حول المرض وكيفية رعاية الشخص المصاب.
  • التثقيف الغذائي: يساعد اختصاصي التغذية الشخص المصاب على العودة إلى الوزن الطبيعي من خلال تعلم عادات الأكل الصحية وإرشاده إلى نظام غذائي صحي طبيعي.
  • العلاج الدوائي: لا يوجد دواء محدد لاضطرابات الأكل، ولكن قد يصف الطبيب مضادات الاكتئاب؛ للمساعدة في تقليل أعراض الاكتئاب والقلق.
  • العلاج المكثف: قد تستدعي بعض حالات اضطرابات الأكل النفسية البقاء الجزئي في المستشفى لتلقي العلاج المناسب. 

للمزيد: طرق علاج اضطرابات الأكل النفسية

التعايش مع اضطرابات الأكل

يساهم الاهتمام بالصحة البدنية والنفسية في التغلب على اضطرابات الأكل بجانب العلاج النفسي. علاوة على ذلك يوصى باختيار بعض الأنشطة للجوء إليها عند الشعور بالرغبة الملحة في تناول الطعام أو حدوث السلوكيات المضطربة، مثل: [7]

  • ممارسة الهواية المفضلة، مثل التصوير، أو الرسم، أو الحياكة.
  • ممارسة تمارين التأمل الواعي.
  • ممارسة اليوغا أو المشي البطيء.

كيفية الوقاية من الإصابة باضطرابات الأكل

هناك العديد من النصائح الموجهة للأهل لحماية أبنائهم من الإصابة باضطرابات في الأكل، منها: [8]

  • التثقيف والتعرف على أنواع اضطرابات الأكل للمساهمة في تجنب حدوثها.
  • تجنب الإدلاء بتعليقات حول أجسام الآخرين.
  • الحرص على انضمام المراهقين الأكثر عرضة للإصابة باضطرابات الطعام إلى برامج الوقاية من اضطرابات الأكل، حيث تساعد هذه البرنامج في الشعور بالرضا عن شكل الجسم وتخطي الأفكار السلبية حول مثالية الجسم النحيف. 

مضاعفات اضطرابات الأكل

قد يؤدي إهمال علاج مرض اضطرابات الأكل إلى حدوث مضاعفات خطيرة، منها: [9] [10]

  • سوء التغذية.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل قرحة المعدة.
  • الجفاف واختلال توازن الكهارل.
  • انقطاع الحيض عند النساء.
  • زيادة احتمالية الإصابة بمشاكل العظام والعضلات، مثل الكسور أو تمزق الأربطة.
  • هشاشة العظام.
  • الفشل كلوي.
  • مشاكل القلب.
  • القلق والاكتئاب.
  • الإدمان.

اقرأ أيضاً: اضرار اضطرابات الاكل على الاسنان

حساب مؤشر كتلة الجسم

الرجاء ادخال الارقام باللغة الانجليزية

الرجاء ادخال الارقام باللغة الانجليزية

مؤشر كتلة الجسم أقل من 18.5 أقل من الوزن الطبيعي
مؤشر كتلة الجسم أكبر من أو تساوي 18.5 وأقل من 25 ضمن الوزن الطبيعي
مؤشر كتلة الجسم أكثر من أو تساوي 25 وأقل من 30 أعلى من الوزن الطبيعي
مؤشر كتلة الجسم أكبر من أو تساوي 30 وأقل من 35 سمنة درجة أولى (معتدلة)
مؤشر كتلة الجسم أكبر من أو تساوي 35 وأقل من 40 سمنة درجة ثانية (متوسطة)
مؤشر كتلة الجسم أكبر من أو تساوي 40 سمنة درجة ثالثة (مفرطة)