يعد التهاب المفاصل الروماتيزمي لدى الأطفال، أو ما يسمى أيضاً بالتهاب المفاصل الروماتيزمي لدى الأحداث، أو الالتهاب المفصلي الروماتويدي اليفعي (بالإنجليزية: Juvenile idiopathic arthritis) أكثر أشكال التهاب المفاصل شيوعاً لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 عاماً، ويسبب التهاب المفاصل أعراض مثل تورم وتيبس في المفاصل، ويتسم هذا المرض بأن أعراضه قد تستمر لدى بعض المصابين لمدة أسابيع ومن ثم تزول، غير أنه قد يستمر لدى آخرين طوال حياتهم، ويمكن أن يؤثر على نمو العظام عند الطفل.[1][2]

سنتناول في هذا المقال الحديث عن التهاب المفاصل الروماتيزمي لدى الأطفال، وأهم أسبابه، والأعراض، وطرق العلاج المختلفة.

أعراض التهاب المفاصل الروماتيزمي لدى الأطفال

تتضمن الأعراض الأكثر شيوعاً لالتهاب المفاصل الروماتيزمي أو الالتهاب المفصلي الروماتويدي اليفعي لدى الأطفال ما يلي:[2]

  • الألم، فعلى الرغم من أن الطفل المصاب قد ﻻ يشتكي من الألم، إلا أنه قد يلاحظ عليه بأنه يترنح في مشيته أو يعرج، وخصوصاً في الصباح وعند الاستيقاظ من قيلولة.
  • الانتفاخ، والذي يعد أمراً شائعاً بين الأطفال المصابين بهذا المرض.
  • التيبس، فقد يلاحظ على حركات الطفل بأنها غير محدودة، وخصوصاً في الصباح وعند الاستيقاظ من قيلولة.

قد تشمل الأعراض أيضًا ما يلي:[1]

  • التهاب العين.
  • دفء واحمرار في المفصل
  • عدم القدرة على استخدام مفصل واحد أو أكثر.
  • تعب عام.
  • فقدان الشهية.
  • ضعف الوزن.
  • بطء النمو.
  • ارتفاع في درجة الحرارة.
  • الطفح الجلدي.
  • تورم الغدد الليمفاوية.

وتجدر الإشارة إلى أن التهاب المفاصل الروماتيزمي لدى الأطفال قد يصيب مفصلاً واحداً أو أكثر من مفاصل الجسم، كما وأنه قد يصيب جميع المفاصل لدى بعض آخرk ما قد يفضي إلى انتفاخ العقد الليمفاوية وطفح الجلد وارتفاع درجات الحرارة.[1]

وكما هو الحال في جميع أشكال التهاب المفاصل، فالتهاب المفاصل الروماتيزمي لدى الأطفال يمر بأوقات خمود تختفي فيها أعراضه نهائياً، وفترات أخرى تظهر فيها تلك الأعراض.[3]

أسباب التهاب المفاصل الروماتيزمي لدى الأطفال

ينجم هذا المرض عن حدوث خلل في المناعة، إذ يقوم  جهاز المناعة بمهاجمة الخلايا والأنسجة الجسدية السليمة ظناً منه بأنها كائنات غازية مثل البكتيريا المضرة والفيروسات، وعلى الرغم من أن السبب وراء قيام جهاز المناعة بذلك ليس معروفاً تماماً، إلا أنه، على ما يبدو، هناك دوراً للوراثة والبيئة معاً في ذلك.[1]

وتجدر الإشارة إلى أن هناك طفرات جينية معينة قد تجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، حيث يرتبط التهاب مفاصل الأطفال بجزء من جين يسمى مستضد HLA DR4، قد يكون الطفل الذي يحمل هذا الجين أكثر عرضة للإصابة بالمرض.[1]

يوجد لدى ابني في المدرسة حالات التهاب السحايا، وأنا خائفة من تعرض ابني للإصابة وأريد تحديد متى تظهر اعراض الحمى الشوكية؟

تشخيص التهاب المفاصل الروماتيزمي لدى الأطفال

يتم تشخيص التهاب المفاصل الروماتيزمي لدى الأطفال من خلال الفحص البدني وفحص الأعراض، وغالبًا ما يلجأ الطبيب لبعض الفحوصات، تشمل ما يلي:[1]

  • اختبار الأجسام المضادة للنواة.
  • تعداد الدم الكامل.
  • معدل ترسيب كرات الدم الحمراء.
  • فحص الكرياتينين.
  • عامل الروماتويد.
  • التصوير بالأشعة السينية.
  • فحوصات التصوير المقطعي المحوسب.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي.

علاج التهاب المفاصل الروماتيزمي لدى الأطفال

تركز أهداف علاج هذا المرض على السيطرة على الألم وتحسين القدرة على أداء الوظائف، لا سيما اليومية المعيشية منها، فضلاً عن وقاية المفاصل من الإصابة بالأضرار، وذلك لعيش حياة طبيعية. لذلك، فقد يقوم الطبيب المعالج بتبني أكثر من أسلوب علاجي للوصول إلى هذه الأهداف.[3]

وعلاوة على الأدوية المستخدمة في هذا المجال، والتي سنمر عليها لاحقاً، فقد ازداد عدد الخيارات الدوائية التي يمكن استخدامها لهذا المرض، وذلك عبر موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على دواء الكاناكينوماب (بالإنجليزية: Canakinumab) الذي يعمل على الانترلوكين – بيتا 1 (بالإنجليزية: Interleukin-1 beta) والذي يلعب إفراط الجسم في إنتاجه دوراً بارزاً في الإصابة بأمراض التهابية معينة، منها المرض المذكور.[3]

وتتضمن العلاجات الدوائية المستخدمة حاليا ضد هذا المرض ما يلي:[3]

  • مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، حيث تقلل من انتفاخ المفاصل والألم بشكل عام.
  • الأدوية المحورة (المعدلة) للروماتيزم، وتستخدم هذه الأدوية في حالة عدم نجاح مضادات الالتهاب اللاستيرويدية وحدها في العلاج، وتعمل هذه الأدوية على إبطاء تفاقم المرض المذكور.
  • الستيرويدات، حيث تستخدم للتخفيف من الأعراض إلى أن تعطي الأدوية المحورة (المعدلة) للروماتيزم مفعولها، كما وأنها تستخدم للوقاية من العديد من مضاعفات هذا المرض.
  • الأدوية المثبطة للمناعة، فبما أن هذا المرض ينجم عن النشاط غير المنتظم للمناعة، فإن هذه الأدوية تعد فعالة ضده.

يوجد شكل آخر لعلاج مصابي هذا المرض وهو العلاج الطبيعي للمحافظة على مرونة المفاصل إن كان هذا يناسب المصاب، ويذكر أيضاً أن بعض الحالات الشديدة قد تستلزم إخضاع الطفل المصاب إلى عملية جراحية، وذلك لتعديل وضعية المفصل أو المفاصل المصابة.[3]

مضاعفات التهاب المفاصل الروماتيزمي لدى الأطفال

تتعدد المضاعفات التي قد يسببها التهاب المفاصل الروماتيزمي لدى الأطفال، غير أنه يمكن السيطرة عليها أو منع حدوثها عبر متابعة الطبيب للمصاب والتدخل في الوقت المناسب. وتتضمن هذه المضاعفات المشكلتين التاليتن:[1][3]

  • مشكلات في العين، فبعض أشكال هذا المرض  تؤدي إلى التهاب في العين. ويذكر أنه إن ترك هذا الالتهاب من دون علاج، فغالباً ما يؤدي إلى إعتام عدسة العين، أو الزرق، أو حتى العمى. وبما أن التهاب العين المذكور قد يحدث من دون أعراض، فيجب على طبيب العيون فحص مصاب التهاب المفاصل الروماتيزمي لدى الأطفال بانتظام.
  • اضطرابات في النمو، حيث أن هذا المرض قد يتعارض مع نمو الطفل ونشوء عظامه، فضلاً عن ذلك، فإن بعض الأدوية المستخدمة في علاجه، من ضمنها الستيرويدات القشرية، قد تسبب تثبيط عملية النمو.

اقرا ايضاً :

أهمية  الصحة  العقلية  والنفسية  للأطفال