هل تلجأ إلى تناول الطعام عند الشعور بالانزعاج أو الملل؟! يعد الأكل عند الكثيرين متنفسًا ووسيلة للشعور بالراحة عند الإحساس بالإحباط والضيق خاصة الأطعمة غير الصحية الغنية بالسكريات والوجبات السريعة، ويطلق على هذه الحالة الأكل العاطفي. [1] [2]

سنتعرف في هذا المقال على ما هو الأكل العاطفي ومحفزاته، والفرق بينه وبين الأكل عند الشعور بالجوع، كذلك سنذكر بعض الحلول للأكل العاطفي للتغلب على هذه العادة وتجنب زيادة الوزن.

يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.

ما هو الأكل العاطفي؟

الأكل العاطفي (بالإنجليزية: Emotional Eating) هو اعتبار تناول الطعام وسيلة للتخفيف من المشاعر السلبية، مثل التوتر، والحزن، والغضب أو الملل رغم عدم الشعور بجوع فعلي، الأمر الذي يؤدي إلى الحصول على سعرات حرارية تفوق حاجة الجسم، ومع تكرار هذه العادة واعتمادها الوسيلة الرئيسة للتعامل مع المشاعر السلبية، فقد ينجم عن ذلك زيادة الوزن والتأثير سلبًا على رفاهية الفرد وسعادته. [3] [4] [5]

يعد الأكل العاطفي طريقة غير صحية للتأقلم مع ضغوط الحياة، وعادة ما ينطوي على الإفراط في تناول أطعمة غير صحية، مثل الآيس كريم، ورقائق البطاطس، والبيتزا وغيرها من المأكولات السريعة. [2]

ربما يمنح تناول الطعام للتغلب على المشاعر السلبية راحة لحظية، لكنه لا يعد حلًا للمشاكل، بل قد يشعر الشخص بعد الانتهاء من الطعام بالندم والذنب، علاوة على بقاء المشكلة الأساسية قائمة. [1] [2]

لماذا يلجأ البعض للطعام لمواجهة التوتر؟

يعد الطعام تحديدًا عند البعض طريقة لتخفيف التوتر والقلق للعوامل الآتية: [2]

  • مساهمة عملية تناول الطعام في إفراز مادة الدوبامين في المخ التي تمنح شعورًا بالراحة.
  • اعتياد الأكل عند الإصابة بالتوتر يؤدي إلى الوصول لمرحلة الأكل تلقائيًا بمجرد الشعور بتوتر أو ضغط عصبي، وربما دون إدراك ذلك.
  • إقناع النفس أن الأكل طريقة مباحة للترفيه، بالإضافة إلى سهولة الحصول عليه.
  • توفر صور وفيديوهات الطعام بكثافة يثير الرغبة دائمًا في الأكل.

هل يعد الأكل العاطفي أحد اضطرابات الأكل؟

لا يعد الأكل العاطفي بحد ذاته من اضطرابات الأكل، ولكن قد يؤدي الانخراط في سلوك الأكل العاطفي بصفة متكررة إلى خروج الأمور عن السيطرة وتطور الحالة لاضطراب الأكل القهري، وهو أحد اضطرابات الأكل النفسية. [2] [6]

اقرأ أيضًا: اضطرابات الأكل.. عندما يكون الطعام وسيلة للتعبير عن المشاعر

ما الفرق بين الأكل العاطفي واضطراب الأكل القهري؟

يكمن الفرق الرئيس بين الأكل العاطفي واضطراب الأكل القهري (اضطراب نهم الطعام) في كمية الطعام المتناولة، ففي الأكل العاطفي يتناول الشخص كمية متوسطة إلى كبيرة من الطعام ويكون ذلك هو العرض الوحيد. بينما اضطراب الأكل القهري هو مرض نفسي ينطوي على نوبات متكررة من تناول كميات كبيرة جدًا من الأكل قهريًا بنهم وسرعة مصحوبًا بسلوكيات وأعراض أخرى، وينبغي لتشخيص اضطراب الأكل القهري حدوث النوبات بمتوسط مرة واحدة في الأسبوع مدة 3 أشهر. [7]

كيفية التمييز بين الجوع العاطفي والجوع الجسدي

يعد التعرف على كيفية التفريق بين مشكلة الأكل العاطفي والحاجة الطبيعية إلى تناول الطعام الخطوة الأولى في التغلب على العادات الغذائية غير الصحية؛ لذا نوضح في الجدول التالي أبرز الاختلافات والخصائص التي تساعد في التفريق بينهما: [1] [5]

  الجوع العاطفي الجوع الجسدي
طبيعة الشعور بالجوع يحدث الشعور بالجوع فجأة مع حاجة ملحة لتناول الطعام. يحدث الجوع تدريجيًا ولا يكون ملحًا، عدا في حالة عدم تناول الطعام فترة طويلة.
مصدر الجوع ينشأ الجوع من التفكير والرغبة الجامحة في تناول الطعام. ينشأ الجوع من حاجة الجسم للطعام، ويصاحبه شعور بفراغ المعدة أو قرقرتها.
أصناف الطعام المرغوبة الرغبة في تناول أطعمة محددة، مثل الحلويات، أو المقليات، أو المأكولات السريعة. غالبًا لا يرتبط الجوع الجسدي بالرغبة في تناول شيء محدد، فأي شيء يفي بالغرض.
مدى الوعي بكمية الطعام يتسم الأكل العاطفي بعدم إدراك كمية الطعام المتناولة أو الاستمتاع به. يكون تناول الطعام بوعي وانتباه مع الاستمتاع به.
الشعور بالشبع تستمر الرغبة في الأكل حتى مع امتلاء المعدة. يحدث الشعور بالشبع عند امتلاء المعدة.
طبيعة الإحساس بعد الأكل الشعور بالذنب والندم أو الخجل. لا يرتبط الأكل بعد الجوع الطبيعي بمشاعر سلبية.

اقرأ أيضًا: الفرق بين الأكل الواعي و الأكل العاطفي

ما هي أعراض وعلامات الأكل العاطفي؟

قد تشير العلامات التالية إلى الإصابة بالأكل العاطفي: [8]

  • الرغبة في تناول الطعام عند الشعور بالانزعاج، أو التوتر، أو مشاعر سلبية بشكل عام.
  • الشعور فجأة بالرغبة في تناول الطعام.
  • الرغبة في الأكل حتى مع عدم الشعور بالجوع.
  • تناول أطعمة معينة تشعر الشخص بالراحة.
  • تكرار التردد للمطبخ والأكل في أوقات غير معتادة.
  • الميل للأكل أكثر من المعتاد والإحساس بالندم بعد الانتهاء من تناول الطعام.
  • زيادة الوزن في وقت قصير.

اقرا ايضاً :

انخفاض  درجة  حرارة  الجسم  (أعراضه واسبابه)

أسباب الأكل العاطفي ومحفزاته

تتعدد محفزات الأكل العاطفي، وفيما يلي نذكر أبرزها: [1] [5]

  • الضغوط النفسية والتوتر: يعد التوتر المزمن أشهر أسباب الأكل العاطفي، حيث يفرز الجسم هرمون الكورتيزول عند التوتر، الأمر الذي يثير الرغبة في تناول الطعام خاصة الأطعمة التي تمنح الجسم طاقة عالية.
  • المشاعر السلبية: يمكن أن يلجأ الشخص إلى تناول الطعام كوسيلة لإلهاء النفس عند الشعور بالحزن، والغضب، والقلق، والوحدة، وغيرها.
  • الإحساس بالملل: تشمل أسباب الأكل العاطفي الشائعة تناول الطعام عند الشعور بالملل واستخدامه كوسيلة لملء الإحساس بالفراغ.
  • العادات: قد يكون الطعام العاطفي نتيجة التعود على بعض العادات المتعلقة بتناول الطعام في مناسبات معينة أو الحنين لذكريات الماضي.
  • التأثر بالآخرين: يعد تناول الطعام مع الأصدقاء أو في التجمعات العائلية وسيلة سهلة للإفراط في الطعام، كما أن بعض الأصدقاء يشجعون دائمًا على تناول الطعام كالخروج لتناول العشاء.

تجدر الإشارة إلى أن الأشخاص الذي يتبعون أنظمة غذائية قاسية أو سبق لهم اتباعها هم أكثر عرضة للأكل العاطفي. [2]

اقرأ أيضًا: أنواع اضطرابات الأكل

نصائح لعلاج الأكل العاطفي

يعد تحديد وإدراك المحفزات التي تؤدي إلى الأكل العاطفي الخطوة الأولى في تجنب هذه العادة، مع تطوير طرق بديلة للتعامل مع المحفزات، مثل: [4] [5]

  • يساهم المشي أو الجري بعض الوقت أو ممارسة تمارين التأمل واليوجا في الحد من التوتر.
  • يفيد تبادل الحديث مع صديق أو أحد أفراد الأسرة والتعبير عن الأفكار والمشاعر في تخفيف الشعور بالملل.
  • يساعد تنظيم مواعيد النوم للحصول على قسط كاف من الراحة في التغلب على مشاعر الإرهاق والتعب خلال اليوم.

علاوة على ذلك، ينصح بالإرشادات التالية لكسر عادة الأكل العاطفي: [3] [9] [10]

  • التحقق من طبيعة الجوع: يوصى بأن يطرح الشخص على نفسه بعض الأسئلة عند الرغبة في تناول الطعام لتجنب الأكل العاطفي، مثل هل أشعر بالجوع حقًا؟ ما المشاعر التي تتملكني في هذه اللحظة؟ وماذا سيكون إحساسي بعد أن أتناول علبة الآيس كريم بأكملها أو هذه الوجبة السريعة؟
  • تدوين ما تأكله: يساهم تدوين كل ما تم تناوله خلال اليوم في مراقبة النفس وإدراك اختيارات الأطعمة وأوقات تناول الطعام، ومن ثم وضع أهداف للتغلب على العادات الغذائية غير الصحية.
  • التدرب على الأكل الواعي: ينطوي الأكل الواعي على التركيز على رائحة ومذاق الطعام أثناء تناوله والاستمتاع به مع الانتباه للكمية المتناولة، والحرص على تناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا، بالإضافة إلى تجزئته إلى قطع صغيرة، ومن ثم التوقف عند البدء في الشعور بالشبع.
  • اختيار أطعمة صحية: ينصح بالتخلص من المأكولات غير الصحية من المطبخ واستبدالها بإعداد مسبق لوجبات صحية مثل السلطات أو الحساء وكذلك تحضير الوجبات المفضلة منزليًا بمكونات صحية، حيث يساعد ذلك على تناول أكل صحي عند الشعور بالجوع العاطفي.

اقرأ أيضًا: الأكل الواعي، كيف نبدأ؟

نصيحة الطبي

يعد الأكل العاطفي وسيلة لدى البعض للتغلب على مشاعرهم السلبية، ولكنه قد يؤدي إلى زيادة الوزن ويؤثر على صحة الفرد؛ لذا ينبغي الحرص على التخلص من هذه المشكلة باتباع النصائح السابقة، ومراجعة الطبيب لعلاجها مبكرًا لتجنب تفاقم الأمر والإصابة باضطرابات الأكل.

هل الصيام الطويل يرفع السكر؟ لأنني أعاني من مرض السكري من النوع الثاني، وألاحظ أحيانا أن السكر لدي يرتفع في الدم خلال الصيام عند الصيام لفترة طويلة فما هو السبب؟