أصبحت مشاكل النوم شائعة سواء كانت بسبب نفسي أو عضوي؛ مما يؤدي إلى الشعور بالتعب، والتأثير السلبي على التركيز والحالة المزاجية والصحة العامة، ومن تلك المشاكل ما يسمى الجاثوم الذي يمكن أن يكون له أثراً كبيراً على النوم، وقد تؤدي الإصابة به إلى الأرق والتعب، وسنتحدث في هذا المقال بشيء من التفصيل عن معلومات عن جاثوم النوم مثل ما هو الجاثوم وأسبابه؟ وحركات الجاثوم، بالإضافة إلى أضرار الجاثوم.

ما هو الجاثوم ولماذا ياتي؟

يعرف الجاثوم (بالإنجليزية: Sleep Paralysis)، أو شلل النوم، أو أبو لبيد، أو بوغطاط أو الرابوص بالعربية على أنه اضطراب يجعل المصاب يصحو جزئياً أثناء النوم خلال حلمه فيما يظل جسده نائماً، ويسمى هذا الاضطراب أيضاً بمتلازمة الجنية العجوز (بالإنجليزية: Old Hag Syndrome).

وتعود هذه التسمية إلى فولكلور شعبي يصور جنية عجوز تجلس فوق صدر النائم، وتسبب له ضيقاً في التنفس وعدم القدرة على الحركة، وتجعله عرضة للكوابيس.

ومن الناحية الفسيولوجية، يعد جاثوم النوم اضطراب وثيق الصلة بالشلل الذي يحدث كجزء طبيعي من مرحلة النوم التي تسمى حركة العين السريعة (بالإنجليزية: REM Atonia)، ويحدث شلل النوم عندما يستيقظ المخ من نوم حركة العين السريعة، ولكن لا يزال الشلل الجسدي، وهذا يجعل الشخص واعياً تماماً، ومهما حاول مراراً التحرك، ويكون دون جدوى، وغير قادر على التحرك.

ويمكن أن يكون مصحوباً بالهلوسة، وغالباً يعتقد الشخص المصاب بالجاثوم أنه يحلم؛ لأن الشعور يكون مشابه لما يحدث في الحلم، كما أنه غير قادر على التحرك ومتجمد في مكانه، ويزيد من ذلك الشعور عنصر الهلوسة حيث يرى الشخص عناصر خيالية في الغرفة، والتي تكون شبيهة بالأحلام.

اقرأ أيضاً: تعرف الى طرق علاج اضطراب النوم

متى يحدث الجاثوم؟

يعد شلل النوم حالة تتميز بعدم القدرة على الحركة، وشلل مؤقت للجسم بعد الاستيقاظ من النوم، وغالباً ما يكون ذلك بعد الاستيقاظ من النوم بفترة وجيزة، ويسمى (بالإنجليزية: Hypnopompic Or Postdormital Sleep paralysis)، ونادراً ما يكون قبل وقت قصير من النوم، ويسمى (بالإنجليزية: Hypnagogic Or Predormital Sleep paralysis).

نسبة انتشار شلل النوم بين الاشخاص

وجد أن الكثير من الناس، أو معظمهم تعرضوا لشلل النوم، وعدم القدرة على الحركة مرة أو مرتين على الأقل في حياتهم، كما وجد أنه أكثر انتشاراً بين الطلاب والمرضى النفسيين.

للمزيد: هل أصابتك مشاكل النوم خلال وباء كورونا؟

حقيقة الجاثوم

يتكون النوم من عدة مراحل، إحداها تسمى حركة العين السريعة، وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة، وقد خلق الله سبحانه وتعالى آلية تحمي من تنفيذ الأحلام، تسمى ارتخاء العضلات، ويعني أن جميع عضلات الجسم تكون مشلولة ما عدا عضلة الحجاب الحاجز وعضلات العينين، وتنتهي هذه الآلية بمجرد الانتقال إلى مرحلة أخرى من مراحل النوم أو الاستيقاظ من النوم.

يحدث شلل النوم أثناء النوم في الفترة التي تتسم بحركة العين السريعة أو أحلام النوم، والتي تستمر من 5 إلى 10 دقائق وتتكرر كل 90 دقيقة تقريباً طوال الليل، إذ يستيقظ المريض خلال تلك المرحلة، ولكن لا يكون الانتقال بين النوم والاستيقاظ التام بالسلاسة التي ينبغي أن يحدث بها؛ لأن آلية ارتخاء العضلات لم تكن قد توقفت بعد،

وينتج عن ذلك أن يكون المريض في كامل وعيه ويعي ما حوله، وفي بعض الأحيان قد يتمكن من فتح العين جزئياً، ولكنه مهما حاول أن يتحرك مراراً يكون دون جدوى، ويصبح غير قادر على التحرك بتاتاً، وفي الوقت ذاته يواصل الاستغراق في الحلم؛ لأن المخ كان في طور الحلم؛ مما يمكن أن يؤدي إلى هلوسات مرعبة، وشعور المريض باقتراب الموت أو ما شابه.

ويدوم الشلل فقط بضع ثوان أو دقائق، وتختفي الأعراض مع مرور الوقت، أو عندما يلامس أحد المريض أو عند حدوث ضجيج، ولكنه يمكن أن يكون مرعباً؛ لأن المريض قد يعيش هلوسات شديدة، وبالرغم من كونها ظاهرة طبيعية تماماً، إلا أنها يمكن أن تسبب الكثير من القلق، وفي الحقيقة لا يخبر من يعانون هذه الحالة الناس بها؛ لأنهم يخشون أن يصبحوا هدفاً للسخرية.

اقرأ أيضاً: الأحلام وتداعياتها النفسية

التفسير العلمي للجاثوم

لا يعرف الكثير عن فسيولوجيا الجاثوم أو شلل النوم، وقد اقترح البعض أنه قد يكون مرتبطاً بكبت الخلايا العصبية الحركية في منطقة الجسر في الدماغ، خاصة مع تدني مستويات الميلاتونين، الذي يحول دون تفعيل العضلات؛ لمنع جسم الشخص الذي يحلم من تحريك عضلاته، وفيما يلي نذكر أسباب الجاثوم في النوم.

اقرا ايضاً :

عشرة أخطاء شائعة حول العناية بالجلد

اسباب كثرة الجاثوم

لا يعد شلل النوم العرضي مشكلة طبية، ويمكن تلخيص أسباب الجاثوم في الحرمان من النوم أو المعاناة من الضغوطات النفسية أو الجسدية أثناء اليقظة، أو أنه وراثياً، وفيما يلي نذكر بعض العوامل التي يمكن أن تساهم في الإصابة بشلل النوم، وتكون سبب الجاثوم:

  • المعاناة من الإجهاد النفسي والقلق.
  • الوظائف التي تتميز بعدم انتظام أنماط النوم مثل العمل بنظام الورديات.
  • إرهاق السفر.
  • بعض الأمراض مثل المعاناة من التغفيق أو النوم السباتي.
  • الإفراط في الكحول.
  • الإفراط في استهلاك الكافيين.
  • العامل الوراثي.
  • النوم ووضعية الوجه لأعلى (بالإنجليزية: Supine Position).
  • قلة وعدم انتظام مواعيد النوم.
  • ضغوط الحياة المتزايدة.
  • تغييرات فجائية في البيئة المحيطة، أو إدخال تغييرات في أسلوب الحياة.
  • استخدام بعض الأدوية مثل أدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والعقاقير المنومة.
  • تعاطي المخدرات.

ومن الجدير بالذكر أن شلل النوم يمكن أن يكون من أعراض بعض المشاكل الصحية مثل الاكتئاب، والصداع النصفي، وتوقف التنفس الانسدادي خلال النوم، وارتفاع ضغط الدم، والقلق.

اقرأ أيضاً: كيف نحصل على نوم طبيعي دون مهدئات؟

اعراض الجاثوم

تتعدد أعراض شلل النوم، ونذكر منها ما يلي:

  • الشلل الجزئي أو الكلي لعضلات وعظام الجسم، ويعد العرض الرئيسي لأعراض شلل النوم، أي عدم القدرة على الحركة أو الحديث عند النوم أو الاستيقاظ لمدة تستمر من بضع ثوان إلى حوالي دقيقتين.
  • الهلوسة، ويمكن أن تكون سمعية، أو بصرية، أو شعورية؛ فعندما يبدأ المصاب في الاستيقاظ جزئياً، قد يشعر بأن الهلوسات حقيقية للغاية، وغالباً ما تشمل الهلوسات سماع أو رؤية أشباح أو أجسام خطرة أخرى، والبعض منهم يشعر بأن شيئاً ما يلمسهم أو يجثم فوقهم، أو يسحبهم من الفراش.
  • الشعور بالخوف.
  • الشعور بالثقل أو الضغط على الصدر.
  • صعوبة في التنفس.
  • الشعور باقتراب الموت.
  • آلام العضلات.
  • التعرق.
  • المعاناة من الصداع، وآلام العضلات، والبارانويا أو جنون الارتياب.

نصائح للوقاية من شلل النوم

يمكن اتباع بعض النصائح للوقاية من شلل النوم مثل:

  • الحصول على القدر الكافي من النوم.
  • تجنب أخذ القيلولة بعد الساعة الثالثة مساء، ولمدة تزيد عن 90 دقيقة.
  • المحافظة على جدول نوم واستيقاظ منتظم حتى في أيام العطلات.
  • تجنب النوم على الجنب يمكن أن يساعد على التخلص من هذه النوبات.
  • تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل، بالإضافة إلى تركها خارج غرفة النوم.
  • ممارسة بعض الأنشطة المهدئة عند النوم مثل القراءة أو الاستماع إلى موسيقى التي تؤدي إلى الاسترخاء.
  • محاولة التقليل من الضغط النفسي والتوتر.
  • ممارسة التمارين الرياضية، ولكن قبل النوم بوقت كاف مثل التأمل.
  • الإقلاع عن شرب الكحوليات والكافيين.
  • تجنب تناول وجبة ثقيلة قبل النوم بحوالي ساعتين.
  • تجنب العمل والمذاكرة في حجرة النوم.
  • التعرض الجيد لضوء الشمس أثناء الاستيقاظ.

للمزيد: كيف تتغلب على اضطرابات النوم؟

هل يمكن ان ينتقل شلل النوم بالوراثة؟

يعتقد العلماء أن الأشخاص الذين يعانون من تكرار الجاثوم، قد يكونون متأثرين ببواعث وراثية؛ لأن هذا المرض يميل أن يكون متوارثاً في عائلات.

علاج الجاثوم

يحتاج المرضى المصابون بشلل النوم غير المصاحب التغفيق أو النوم السباتي، أن يدركوا بأنهم غير مصابين بأي مرض عقلي أو عضوي خطر، كما أن معظمهم لا يحتاجون إلى أي علاج طبي؛ إذ يعد التغفيق اضطراب نوم يتميز بهجمات نوم غير مقاومة ولا يمكن السيطرة عليها، والمرضى المصابون بشلل النوم المصاحب له يحتاجون إلى العلاج والمتابعة الطبية لعلاج النوم السباتي.

ويمكن علاج الجاثوم عن طريق ما يأتي:

  • اتبع نصائح الوقاية السابق ذكرها للحصول على نوم جيد.
  • علاج أي حالات طبية تؤثر على النوم مثل التغفيق أو النوم السباتي.
  • علاج أي مشاكل عقلية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بشلل النوم.
  • التدريب على التنفس الحجابي أو البطني، واسترخاء العضلات التدريجي، والتشتيت، والتحدث المهدئ إلى الذات.
  • التذكر بأن شلل النوم غير ضار ومؤقت، وأنه لا داعي للشعور بالقلق الذي يمكن أن يجعل النوبة تستمر لمدة أطول، بالإضافة إلى تجاهل الهلوسة، ومحاولة استرخاء العضلات، وتحريك عضلات الوجه والعينين من جهة إلى أخرى خلال حدوث النوبة؛ لإسراع إنهائها.
  • وفي حالات تكرار الجاثوم مثل حدوثه أكثر من مرة في الأسبوع على سبيل المثال، قد يصف الطبيب المختص أدوية مثل الأدوية المضادة للاكتئاب للمساعدة على تنظيم النوم.

اقرأ أيضاً: كيف نؤسس لنمط نوم صحي للطفل؟

هل الجاثوم يقتل؟

بالرغم من أن المصاب بالجاثوم يحاول مراراً التحرك، ولكن دون جدوى؛ مما يسبب الكثير من الخوف والقلق، إلا أنه لا يشكل خطراً على الصحة العامة، ولا يعد مؤذياً؛ لأن الحجاب الحاجز لا يتأثر، ويبقى التنفس طبيعياً وكذلك مستوى الأوكسجين في الدم، كما أنه لم يثبت حدوث أية حالة وفاة خلال شلل النوم.

كيف انزل ضغط الدماغ؟ فقد أخبرني الطبيب أن هناك ارتفاع في ضغط الدماغ وأنا خائف أن يسبب لي مشاكل خطيرة