يتسبب التوقف المفاجئ عن تعاطي منتجات نبتة القنب، مثل الماريجوانا أو الحشيش، بظهور عدد من الأعراض الانسحابية لدى الفرد، والتي يمكن أن تتسبب بعودة الفرد إلى التعاطي مرة أخرى بهدف تقليل الأعراض لديه. [1]

نناقش في هذا المقال كل ما يخص أعراض انسحاب الحشيش والماريجوانا، بما في ذلك موعد ظهورها وكيفية التعامل معها.

لعل من أكثر التحديات المتعلقة بالإدمان وعلاجه هي ما يعانيه الفرد من أعراض انسحابية بعد توقفه بشكل مفاجئ عن تعاطي المادة المسببة للإدمان أو التقليل من الكميات التي يتعاطاها، ويشمل ذلك تعاطي الحشيش أو الماريجوانا. [1][2]

يتسبب التوقف عن تعاطي الحشيش أو الماريجوانا بالعديد من الأعراض الجسدية والنفسية لدى الفرد. وعادة لا تكون أعراض متلازمة انسحاب الحشيش والماريجوانا شديدة كتلك التي تحدث في حالات انسحاب الكحول أو المواد الأفيونية، لكنها لا تزال يمكن أن تسبب إزعاجًا كبيرًا وتجعل الإقلاع عن تعاطي الحشيش والماريجوانا أمرًا صعبًا. [1][3][4]

يمكن أن تبدأ أعراض انسحاب الحشيش والماريجوانا بالظهور خلال أول 24 ساعة بعد آخر استخدام لها، كما تبلغ ذروتها خلال الأسبوع الأول. ويمكن أن تتراوح هذه الأعراض لانسحاب الحشيش والماريجوانا من خفيفة إلى شديدة. وكلما طالت مدة الإدمان على الحشيش والماريجوانا، زادت احتمالية ظهور أعراض الانسحاب. كما في بعض الحالات يمكن أن لا تظهر أعراض الانسحاب للحشيش والماريجوانا على الفور. [1][4]

ويجب التنويه إلى أن أعراض انسحاب الحشيش والماريجوانا عند النساء من الممكن أن تكون أكثر عددًا وأكثر شدة مقارنة بأعراضه عند الرجال. كما يمكن أن يعتمد مدى شدة الأعراض على بعض العوامل البيئية والوراثية. [1][3]

أعراض انسحاب الحشيش والماريجوانا

تتعدد الأعراض الانسحابية للحشيش والماريجوانا، والتي يمكن أن تكون إما أعراض جسدية أو أعراض نفسية، وفيما يلي نذكر هذه الأعراض بالتفصيل:

الأعراض النفسية

لعل أكثر ما يعاني منه المدمن على الحشيش أو الماريجوانا عند توقفه عن تعاطيها هي الأعراض النفسية، أهمها الرغبة الشديدة لتعاطيها من جديد، بالإضافة إلى ما يلي: [2][4]

  • الهيجان.
  • العدوانية.
  • العصبية.
  • القلق.
  • قلة النوم والأرق.
  • فقدان الشهية.
  • زيادة مشاعر الاكتئاب.
  • عدم القدرة على التركيز.
  • تقلبات المزاج.

الأعراض الجسدية

تتضمن أعراض انسحاب الماريجوانا والحشيش الجسدية ما يلي: [1][4]

  • آلام في البطن واضطرابات المعدة.
  • الارتعاش.
  • التعرق، بما في ذلك التعرق البارد.
  • الحمى.
  • القشعريرة.
  • الصداع.

اقرأ أيضًا: هل يدمر الحشيش خلايا الدماغ؟

كم تستمر أعراض انسحاب الحشيش والماريجوانا؟

تختلف مدة استمرار أعراض انسحاب الحشيش والماريجوانا بناء على طبيعتها، فمثلًا يمكن أن تستمر الأعراض الجسدية لمدة تصل إلى أسبوعين، وذلك لحين خروج الحشيش والماريجوانا من جسم الفرد. إلا أن الأعراض النفسية لانسحاب الحشيش والماريجوانا يمكن أن تستمر لفترة أطول. [3]

لكن، يوجد عدد من العوامل التي تؤثر على مدة بقاء منتجات القنب ومركباته الفعالة داخل الجسم، وهو ما سيؤثر على مدة استمرار الأعراض الانسحابية لدى الفرد، وتشمل هذه العوامل ما يلي: [5]

  • كمية الحشيش والماريجوانا التي يتم استخدامها.
  • كم مرة يتعاطي الفرد الحشيش والماريجوانا.
  • العادات الغذائية الخاصة بالفرد.
  • عمليات التمثيل الغذائي الخاصة بالفرد.
  • نسبة الدهون في الجسم.

اقرا ايضاً :

الأرجيلة أضرارها تفوق أضرار السجائر كثيراً... فاحذروها

لماذا تحدث أعراض انسحاب الحشيش والماريجوانا؟

تحتوي منتجات القنب، بما فيها الحشيش والماريجوانا على العديد من المركبات الفعالة، أهمها دلتا-9-رباعي هيدروكانابينول ويعرف اختصارًا بـ THC، بالإضافة إلى مركب الكانابيديول. وبعد تعاطي الفرد لمنتجات القنب، سترتبط هذه المكونات الفعالة بمستقبلات تتواجد بشكل طبيعي في دماغ الانسان، تسمى بمستقبلات القنب-1. [1][4][5]

وقد وجد أن تعاطي الحشيش والماريجوانا بشكل مزمن يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في هذه المستقبلات، وعند التوقف عن التعاطي سيحتاج الجسم لفترة من الزمن من أجل التكيف مع عدم وجوده واستعادة الوظائف الطبيعية لمستقبلات القنب-1، وهذا ما سيؤدي إلى ظهور أعراض انسحاب الحشيش والماريجوانا بعد التوقف عن تعاطيهما. [1][3]

بشكل عام، تبدأ مستقبلات القنب-1 بالعودة إلى وضعها الطبيعي بعد يومين من عدم تعاطي منتجات القنب، ويمكن أن تستعيد عملها الطبيعي في غضون 4 أسابيع من التوقف عن التعاطي. [3]

اقرأ أيضًا: أعراض تعاطي الحشيش وإدمانه

كيفية التعامل مع أعراض انسحاب الحشيش والماريجوانا

إن معرفة الطريقة الصحيحة للتعامل مع أعراض انسحاب الحشيش والماريجوانا يمكن أن تكون مهمة بصدد علاج الإدمان عليهما والتخلص منهما بشكل كامل، وتجنب العودة إلى تعاطيهما. [1]

فأولًا، يجب أن يقوم الفرد المتعاطي بمراجعة طبيب مختص من أجل مساعدته على الإقلاع عن التعاطي، حيث سيقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية التي يمكن أن تقلل من الأعراض الانسحابية للحشيش والماريجوانا لديه، منها ما يلي: [1][4]

  • الزولبيديم، والذي يمكن أن يساعد الفرد على النوم.
  • البوسبيرون، وذلك للتقليل من القلق.
  • الجابابنتين، والذي يمكن أن يحسن من أعراض القلق واضطرابات النوم.
  • الدرونابينول، وهو دواء مصنع له تأثيرات مشابهة لتأثيرات مركب رباعي هيدروكانابينول.
  • الكيتيابين.
  • الميرتازابين.

أيضًا، سيحتاج الفرد إلى الالتزام ببرامج العلاج النفسي، بما فيها العلاج السلوكي المعرفي وبرنامج العلاج التعزيزي التحفيزي. [1]

ويمكن أن تتضمن النصائح التي يمكن أن تساعد في التعامل مع أعراض انسحاب الحشيش والماريجوانا ما يلي: [3][4]

  • تناول نظام غذائي متنوع يحتوي على الكثير من الفواكه والخضروات.
  • التقليل من تناول السكريات والوجبات السريعة.
  • شرب كميات وفيرة من المياه والسوائل، مع تجنب المشروبات الغنية بالسكر أو الكافيين.
  • الراحة والنوم لساعات كافية.
  • ممارسة بعض التمارين الرياضية يوميًا.
  • الحصول على الدعم من العائلة والأصدقاء.

للمزيد: خطوات علاج إدمان الحشيش

ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الشلل النصفي المفاجئ عند الشخص؟

نهاية، تتعدد أعراض انسحاب الحشيش والماريجوانا، والتي تختلف شدتها ومدة استمرارها من فرد لآخر. وينصح دائمًا بمراجعة الطبيب في حال الرغبة بالإقلاع عن تعاطي الحشيش والماريجوانا، فمن الممكن أن يصف الطبيب عدد من الأدوية وجلسات العلاج النفسي بهدف التخفيف من الأعراض الانسحابية والتقليل من احتمالية عودة الفرد للتعاطي مرة أخرى.