زُراق مُحِيطي | Peripheral cyanosis

ما هو زُراق مُحِيطي

الزراق المحيطي هي حالة يحدث فيها تلون باللون الأزرق على مستوى جلد وأصابع وأظافر الطرفيين العلويين والسفليين. السبب في هذا الزراق هو إما نقص نسبة الأوكسجين في الدم الواصل للأطراف أو عدم وصول الدم أساساً للأطراف.

متى يكون الزراق المحيطي خطيراً؟

في حال كان الزراق المحيطي ناجماً عن البرد فقد تزول الزرقة بعد تدفئة اليدين ولا يكون الأمر خطيراً، ولكن في الحالات التي تظهر فيها الزرقة في جلد اليدين أو القدمين دون سابق انذار ولسبب مجهول وتترافق بأعراض أخرى عندها يجب مراجعة الطبيب بسرعة، فقد تكون الحالة إسعافيه ومهددة للحياة، وأهم الأعراض المرافقة للزراق المحيطي والتي تشير لخطورة الحالة هي:

الألم في منتصف الصدر.
حدوث سرعة في التنفس وصعوبة فيه.
الشعور بالنعاس وفقدان الوعي المرافق للزرقة.
حدوث صداع شديد مفاجئ.
انخفاض في ضغط الدم وتسرع ضربات القلب.

اسباب زُراق مُحِيطي

حالة الزراق المحيطي قد تحدث بشكل معزول أو تحدث مرافقة لحالة أخرى تدعى بالزراق المركزي. يحدث في الزراق المركزي ازرقاق على مستوى الشفاه والوجه وباطن الفم واللسان، والآلية هي ذاتها آلية حدوث الزراق المحيطي وهي نقص تركيز الأوكسجين في الدم.

يشترك الزراق المحيطي والمركزي بجميع الأسباب المؤدية، فكل ما يسبب زراق مركزي يسبب زراق محيطي وبالمقابل أي زراق محيطي قد يكون العرض الأول للزراق المركزي، إضافةً لوجود أسباب تحدث فقط زراق محيطي، وتكون الأسباب والأمراض والاضطرابات المؤدية للزراق عموماً والزراق المحيطي خصوصاً هي ما يلي:

تشوهات القلب الولادية:

يولد بعض الأطفال مع عيوب وتشوهات خلقية قد تتوضع في أي عضو في الجسم
عندما تصيب هذه التشوهات القلب تسبب مشكلة في عمله وضخه للدم لأنحاء الجسم
نتيجة اضطراب وتشوه القلب لا يصل الدم بشكل صحيح للأنسجة وتظهر الزرقة عند الرضيع سواء منذ الولادة أو بعد فترة منها

أمراض القلب:

كقصور القلب أو توقف القلب أو حدوث مشاكل في صمامات القلب.
تؤثر هذه الأمراض سلباً على وظيفة القلب في ضخ الدم المحمل بالأوكسجين للأنسجة والخلايا، كما في حالة قصور القلب مثلاً
يكون ضخ القلب للدم ضعيفاً مما يؤدي لظهور الزرقة.

أمراض الرئة:

يضخ القلب في الحالة الطبيعية الدم القادم من أنحاء الجسم والفقير بالأكسجين باتجاه الرئتين
حيث يتم في الرئتين تزويد الدم بالأوكسجين وتخليصه من غاز ثنائي أوكسيد الكربون قبل إعادته للقلب مجدداً ليتم توزيعه لأنحاء الجسم
بالتالي وجود مشاكل واضطرابات على مستوى الرئة سيؤدي لاضطراب ونقص تزويد الدم بالأوكسجين وحدوث الزرقة
من هذه الأمراض وذمة الرئة أو الربو وحتى ذات الرئة الحادة

مشاكل في الطرق التنفسية:

الطريق التنفسي الذي يوصل الهواء والأوكسجين من الخارج باتجاه الرئتين ابتداءً من الأنف مروراً للقصبات والقصيبات وحتى الوصول للرئة يكون عرضةً للانسداد
نتيجة وجود التهاب أو جسم غريب في هذا الطريق
عندما تنسد هذه الطرق لا يصل الأكسجين للرئتين ولا يتم تزويد الدم به وتحدث عندها الزرقة.

التعرض للبرد:

يسبب الهواء البارد والماء البارد انقباض في الأوعية الدموية في الأطراف
هذا الانقباض يسبب قلة في الدم الواصل للأنسجة في اليدين والقدمين
هذا الأمر يسبب في ظهور الزراق بشكل أكبر

انسداد أحد الأوعية:

قد تسد أحد الشرايين التي تنقل الدم للأطراف بخثرة دموية، وعندها ينقطع الدم والأوكسجين عن الطرف وتظهر الزرقة فيه.
قد يحدث الانسداد على مستوى الأوردة التي تعيد الدم من الأطراف باتجاه القلب
يؤدي هذا الانسداد في الوريد إلى حبس الدم الفقير بالأوكسجين في الطرف وظهور الزرقة فيه
تعد حالة الخثار الوريدي العميق (DVT) مثالاً على حدوث الزرقة نتيجة انسداد الأوردة

ظاهرة رينو (Raynaud’s phenomenon):

ظاهرة مجهولة السبب تصيب الشابات الصغيرات على وجه الخصوص
هي نوع من اضطرابات الأوعية التي يحدث فيها تشنج وتقبض شديد في أوعية اليدين عند التعرض للبرد
تتظاهر بالشعور بالألم والازراق أحياناً والحكة في اليدين في الطقس البارد

ما هي فسيولوجيا زُراق مُحِيطي؟

يخرج الدم المحمل بالأوكسجين عبر الشرايين من القلب باتجاه أعضاء الجسم وأنسجته، هذا الدم يكون غني بالأوكسجين وهذا يكسب الشرايين اللون الأحمر عند انعكاس الضوء عليها، يصل هذا الدم للأنسجة والخلايا ويعطيها الأوكسجين ويأخذ منها غاز ثنائي أوكسيد الكربون ويعود عن طريق الأوردة باتجاه القلب، وتظهر هذه الأوردة باللون الأزرق عند النظر إليها والسبب في ذلك هو كون الدم فقير بالأوكسجين. يعد فهم هذا الأمر مهماً لتوضيح ظهور الزرقة، حيث أن وصول دم فقير بالأوكسجين أو عدم وصول الدم أساساً للأطراف يؤدي لفقر بالأوكسجين على مستوى الأوعية والخلايا في الأطراف وتظهر باللون الأزرق.

الآلية الأساسية في حدوث الزراق المحيطي تعتمد على انخفاض نسبة الأوكسجين في الدم الموجود في الأطراف. يحدث هذا الانخفاض بطريقتين أساسيتين، الطريقة الأولى هي وصول الدم أساساً للأطراف وهو فقير بالأوكسجين كما هو الحال نتيجة وجود مشاكل على مستوى القلب والرئتين، حيث يتم تزويد الدم بالأوكسجين وضخه للجسم، والطريقة الثانية هي وصول دم طبيعي وغني بالأوكسجين للأطراف ولكن هناك اضطراب إما يعيق وصولة للخلايا كوجود تقبض وتشنج في الأوعية الدموية في الأطراف تقلل كمية الدم الواصلة للخلايا وبالتالي كمية الأوكسجين وتحدث عندها الزرقة.

كيف يتم تشخيص زُراق مُحِيطي؟

اجراء تخطيط قلب كهربائي ECGوذلك لتحري وجود مشاكل على مستوى القلب تؤدي لظهور الزرقة.
اجراء تحاليل دموية وقياس لنسبة الغازات في الدم وإشباع الدم بالأوكسجين.
صورة صدر بالأشعة السينية X_RAY لمعاينة الرئتين ووضعهما.
تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو).
التصوير الطبقي المحوري للرئتين لنفي المشاكل الرئوية.
تصوير أوعية ظليل للبحث عن وجود انسداد في أحد الأوعية الدموية.