تُعد مشكلات التواصل الاجتماعي أحد أهم أعراض التوحد وهو اضطراب عصبي يؤدي إلى مجموعة واسعة من الأعراض المختلفة التي تؤثر على المهارات، والسلوك، والتواصل الاجتماعي، وصعوبة فهم أفكار ومشاعر الآخرين بما في ذلك صعوبة تفسير لغة الجسد أو الإشارات غير اللفظية. تعرف في هذا المقال على علاج مشاكل التواصل الاجتماعي عند مرضى التوحد.

كيف يؤثر التوحد على التواصل الاجتماعي؟

يُعاني الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد من صعوبة التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، أو بدء المحادثة مع الآخرين، أو الحفاظ على العلاقات. ومع ذلك يمكن للمعالجين مساعدة الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد على تحسين مهارات التواصل لديهم من خلال مجموعة من التقنيات. [1]

يمكن أن يؤثر اضطراب طيف التوحد على التواصل الاجتماعي بعدة طرق، ومنها: [1]

  • تجنب التواصل البصري أثناء المحادثات أو المواقف الاجتماعية الأخرى.
  • إظهار عدم التعاطف مع الآخرين، وعدم القدرة على فهم أفكارهم ومشاعرهم.
  • عدم الاهتمام بالتواصل الاجتماعي مع الآخرين.
  • التحدث مع الآخرين بطريقة سطحية.
  • القيام بالحركات والسلوكيات المتكررة.
  • التركيز بشكل مبالغ به على موضوع واحد.

تكون هذه الأعراض متفاوتة من طفل لآخر حسب نوع مرض التوحد، فقد تكون أكثر وضوحًا لدى بعض الأطفال مقارنةً بغيرهم، ويمكن استخدام تقنيات مختلفة لعلاج مشاكل التواصل الاجتماعي عند مرضى التوحد. [1]

اقرأ أيضًا: التوحد عند الكبار.

استراتيجيات علاج مشاكل التواصل الاجتماعي عند مرضى التوحد

هناك مجموعة من الأساليب التي يمكن من خلالها مساعدة الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد على توسيع وتحسين مهارات التواصل الاجتماعي لديهم. قد لا تتطلب بعض هذه الأساليب تجهيزات معقدة، وقد تتطلب أحيانًا بعض التجهيزات البسيطة، بينما يستخدم البعض الآخر تكنولوجيا متطورة، ومن أهم استراتيجيات علاج مشاكل التواصل الاجتماعي عند مرضى التوحد: [2]

للمزيد: الفرق بين اضطراب القلق الاجتماعي والتوحد.

استخدام لوحات التواصل

يمكن أن تفيد لوحات التواصل في مساعدة الأطفال المصابين بالتوحد على فهم اللغة بشكل أفضل من خلال التمثيل البصري، وهي عبارة عن جهاز يعرض الرموز أو الرسوم التوضيحية لمساعدة الأفراد من ذوي المهارات اللغوية المحدودة على التواصل بسهولة أكبر، كما يتم استخدام الصور لتمثيل أفكار وطلبات الأطفال المصابين بالتوحد، ومن خلاله يمكن للأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد إيصال احتياجاتهم لمن حولهم بسرعة وكفاءة. [2]

تساعد لوحات التواصل على تسهيل تواصل أطفال التوحد بمن حولهم من الأفراد في المنزل وخارجه، إذ يمكن استخدامها في: [2]

  • طرح الأسئلة.
  • التعبير عن الرغبات والمتطلبات.
  • إبداء الموافقة أو الرفض.
  • تقديم الأخبار

للمزيد: اختبار كارز للتوحد.

استخدام أجهزة توليد أو تعزيز الكلام

من خيارات علاج مشاكل التواصل الاجتماعي عند مرضى التوحد أجهزة توليد أو تعزيز الكلام (بالإنجليزية: Speech Generating Devices - SGDs)، وهي أجهزة تتيح استخدام الكلام المنطوق من خلال الضغط على الحروف الأبجدية، أو الرموز المرئية. تعد هذه الأجهزة فعالة للأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد والذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 20 عامًا. [3]

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع طفل التوحد.

تتميز أجهزة توليد الكلام بأنها سهلة الاستخدام وتساعد في تعليم مرضى التوحد طريقة استخدام الكلام بدلًا عن الاختيار من بين مجموعة صور. ومن سلبياتها أنها غالية الثمن مما يحد من عدد أطفال التوحد الذين يمكنهم الحصول عليها. [3]

للمزيد: علاج التوحد.

ما هو سبب ارتفاع ضغط المخ؟ لأن أخي فجأة ظهرت عليه أعراض مثل الدوخة المتكررة والتشوش وعند مراجعة الطبيب تبين وجود ارتفاع في ضغط المخ، فما هي الأسباب المحتملة

العلاج السلوكي

يفيد العلاج السلوكي في تمكين الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد من التعبير عن نفسه بشكل أكثر فعالية، ويساعد في تحسين مهارات التواصل لدى الطفل. ويوجد عدة استراتيجيات علاج مشاكل التواصل الاجتماعي عند مرضى التوحد يمكن من خلالها إدارة سلوك التوحد لدى الأطفال، بما في ذلك: [5]

  • تحليل السلوك التطبيقي (ABA)

يعد تحليل السلوك التطبيقي (بالإنجليزية: Applied Behavior Analysis - ABA) أحد أكثر العلاجات استخدامًا للأطفال المصابين بالتوحد، إذ يساعد في إدارة وتعديل سلوكيات معينة، مما يسهل التغلب على التحديات الاجتماعية، وصعوبات التعلم، وتعلم مهارات وسلوكيات جديدة. [4]

اقرأ أيضًا: أنواع التوحد.

يعتمد السلوك التطبيقي على تنمية سلوكيات محددة لدى أطفال التوحد، وإعطائهم مكافآت على السلوكيات الإيجابية التي يقومون بها، وتجاهل السلوكيات السلبية. يمكن تنفيذ هذا العلاج في المنزل أو العيادة الطبية مما يتيح لأطفال التوحد ممارسة مهاراتهم في البيئة الواقعية. [4]

وتتضمن البرامج المعتمدة على تحليل السلوك التطبيقي عدة خطوات: [4]

  1. تحديد مهارات الطفل الحالية والصعوبات التي يواجهها.
  2. وضع أهداف محددة وواضحة للعلاج.
  3. وضع خطة علاجية للوصول لأهداف العلاج.
  4. تقييم فعالية العلاج وإجراء تغييرات حسب الحاجة.
  • التدخل في تنمية العلاقات

التدخل في تنمية العلاقات (بالإنجليزية: Relationship Development Intervention -RDI) يركز هذا النوع من العلاج على السلوكيات الاجتماعية لدى أطفال التوحد، بما في ذلك: [5]

  1. إقامة الصداقات مع الأطفال الآخرين.
  2. تعلم تفسير لغة الجسد وتعبيرات الوجه.
  3. تحسين الاتصال البصري مع الآخرين.

يقوم المعالج بتحديد أهداف معينة للطفل المصاب بالتوحد بعد تقييم احتياجاته، وتقوم أسرة الطفل بعد ذلك في مساعدة الطفل على الوصول إلى تلك الأهداف، من خلال البقاء على تواصل مع المعالج وتلقي التعليمات منه. [5]

  • العلاج بالتكامل الحسي

يستهدف العلاج بالتكامل الحسي (بالإنجليزية: Sensory Integration Therapy) المشاكل الناجمة عن فرط الحساسية لدى الأشخاص المصابين بالتوحد، مثل: الحساسية الشديدة للضوء، أو الأصوات، أو غيرها من المحفزات الحسية. حيث يقوم المعالج بتعريض طفل التوحد ببطء إلى محفزات متزايدة الشدة، مع الحرص على عدم زيادة شدة المحفزات إلى حد يفوق قدرات الطفل. [5]

اقرا ايضاً :

أنواع الصداع

نصيحة الطبي

يعاني مرضى التوحد من صعوبة التواصل الاجتماعي، ويوجد العديد من تقنيات علاج مشاكل التواصل الاجتماعي عند مرضى التوحد التي تفيد في التخفيف من صعوبة التواصل الاجتماعي لديهم، مثل: استخدام لوحات التواصل، واستخدام أجهزة توليد الكلام، كما قد يفيد العلاج السلوكي في ذلك من خلال تحليل السلوك التطبيقي، والتدخل بتنمية العلاقات، والعلاج بالتكامل الحسي.