تظهر ممارسة العادة السرية بشكل مفرط عند بعض مرضى التوحد، وقد يبدأ ذلك بعمر مبكرة جدًا، إذ يقوم بعض أطفال التوحد بممارسة العادة بعمر الست سنوات، وبنفس الوقت قد يواجه الأطفال والمراهقين صعوبة في فهم الدافع الجنسي لديهم، وهذا قد يعرضهم للاعتداء الجنسي. تعرف في هذا المقال على سبب السلوكيات الجنسية لدى مرضى التوحد وكيفية حماية الأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد من الاعتداء الجنسي، والعلاج الدوائي للإفراط في ممارسة العادة السرية.

تُسبب العادة السرية لدى الأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد مخاوف كبيرة لآبائهم، هل يمكن علاج الإفراط في ممارسة العادة السرية عند مرضى التوحد باستخدام الأدوية؟

فهم المشاعر الجنسية للمراهقين المصابين بالتوحد

يجد بعض المراهقين المصابين بالتوحد صعوبة في فهم الدافع الجنسي والعادة السرية، بالإضافة إلى صعوبة في التعبير عن مشاعرهم الجنسية، ونتيجة لذل قد يقومون بأمور غير مناسبة أو يدخلون في علاقات غير صحية. إذ ينمو المراهقون المصابون بالتوحد جنسيًا تمامًا كما ينمو الأطفال الآخرون، ويحتاج المراهقون المصابون بالتوحد إلى الدعم لفهم الدافع الجنسي، والعادة السرية، والعلاقات الجنسية.

قد تظهر على بعض الأطفال المصابين بالتوحد سلوكيات جنسية في عمر مبكرة جدًا، فقد تظهر لدى البعض بعمر الست سنوات، وقد يؤدي عدم وعيهم بالمفاهيم الجنسية إلى ممارسة العادة السرية في الأماكن العامة.

يحتاج الأطفال والمراهقون المصابون بالتوحد إلى الدعم لبناء مهارات التواصل الاجتماعي ولفهم التطور الجنسي. وفي بعض الأحيان يكون الدافع الجنسي لدى الطفل المصاب بالتوحد أقوى من الأطفال الآخرين في نفس عمره، وهذا يتطلب الدعم الإضافي وتوعية الطفل بالحياة الجنسية الطبيعية كي لا يقع بعلاقات خاطئة، بالإضافة إلى ذلك يمكن علاج الإفراط في ممارسة العادة السرية عند مرضى التوحد باستخدام الأدوية، وذلك فقط بعد المتابعة مع الطبيب المختص. [2]

للمزيد: وسواس العادة السرية

هل يمكن علاج الإفراط في ممارسة العادة السرية عند مرضى التوحد بالأدوية؟

قد يُظهر المراهقون المصابون باضطراب طيف التوحد سلوكيات جنسية في الأماكن العامة، وهذا قد يكون أمرًا مزعجًا للآباء، ويمكن الحد من هذه السلوكيات عن طريق العلاج الدوائي، لكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي علاج دوائي. ومن أهم الأدوية ضمن إجابة سؤال "هل يمكن علاج الإفراط في ممارسة العادة السرية عند مرضى التوحد باستخدام الأدوية؟": [3]

الميرتازابين

أجريت دراسة نشرت عام 2006 على طفل مصاب بالتوحد يعاني من الإفراط في ممارسة العادة السرية، ولقد بينت أنه من الممكن استخدام دواء الميرتازابين (بالإنجليزية: Mirtazapine)، والذي ينتمي للعائلة الدوائية التي تسمى مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective Serotonin Reuptake Inhibitors)، للحد من سلوكيات فرط النشاط الجنسي والعادة السرية لدى أطفال التوحد. [3]

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع طفل التوحد

قد يؤدي العلاج باستخدام الميرتازابين إلى تحسين أعراض التوحد بشكل عام والحد من العادة السرية لدى أطفال التوحد، وتشمل أعراض التوحد عند الأطفال التي يمكن أن تتحسن مع الدواء الآتي: [3]

  1. زيادة التفاعل الاجتماعي.
  2. انخفاض في سلوك العزلة.
  3. انخفاض السلوك العدواني.

بروبرانولول

قد يؤدي تناول جرعة منخفضة من بروبرانولول (بالإنجليزية: Propranolol) إلى تحسن ملحوظ في السلوك الجنسي المفرط لدى الأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد.

إذ في دراسة نشرت عام 2014 في موقع Sage Journals كانت تختص بحالة مراهق يبلغ من العمر 13 عامًا بدأت لديه السلوكيات الجنسية المفرطة، ومع بداية سن البلوغ تم علاجه باستخدام جرعات مخفضة من البروبرانولول، وساعد ذلك في السيطرة على الدافع الجنسي والعادة السرية لديه. [4]

الميثيلفينيديت

أجريت دراسة عام 2021 ونشرت من قبل موقع Pubmed على طفل يبلغ من العمر 6 سنوات، حيث تم تشخيص إصابته باضطراب طيف التوحد واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، وكانت تظهر عليه سلوكيات جنسية غير مناسبة، مثل: الإفراط في العادة السرية، وتم السيطرة على هذه السلوكيات غير المرغوبة باستخدام دواء الميثيلفينيديت (بالإنجليزية: Methylphenidate). [5]

للمزيد أدوية علاج التوحد

إسيتالوبرام

أجريت دراسة في عام 2018 نشرت من قبل موقع ResearchGate على طفلة تبلغ من العمر 30 شهرًا، وتظهر عليها بعض أعراض التوحد، مثل: تأخر اللغة، والمشكلات السلوكية، وتقلصات الأطراف السفلية، وممارسة العادة السرية في مرحلة الطفولة المبكرة، وتم علاجها باستخدام دواء إسيتالوبرام (بالإنجليزية: Escitalopram) باعتبار أن العلاج السلوكي المعرفي غير فعال بسبب صغر سن المريضة، وساعد العلاج على الحد من ممارسة العادة السرية بعد ثلاث أسابيع فقط من بدء العلاج. [6]

ومن الجدير ذكره أنه يمكن معالجة الإفراط في ممارسة العادة السرية عند الأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد من خلال العلاج السلوكي المعرفي، لكن يوجد العديد من الحالات التي لم تتحسن إلا بالتدخل الدوائي. [1]

حماية الأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد من الاعتداء الجنسي

يمكن حماية الأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد من الإعتداء الجنسي من خلال توعيتهم وإرشادهم لفهم الحدود التي يجب ألا يسمحوا للآخرين بتجاوزها.

وتقع مسؤولية ذلك على الأهل ومقدمي الرعاية الصحية، إذ يجب أن يقوموا بالشرح الواضح للأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد للأمور المتعلقة بالاستمناء، والعادة السرية، واللمسة الجيدة والسيئة، وقد يفيد سرد القصص الاجتماعية أو استخدام الرسومات التوضيحية في ذلك.

ومن المهم توضيح الفرق بين اللمسة الجيدة واللمسة السيئة للأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد، فمثلًا يمكن شرح ذلك من خلال إخبارهم أن اللمسة الجيدة هي شيء قد يفعله الأصدقاء والعائلة لإظهار مشاعر الحب والاهتمام، مثل: المصافحة، أو العناق، أو القبلة من الوجنتين. كما يجب القيام بالشرح الواضح للطفل عن المناطق الخاصة واللمسة السيئة، وإخباره أنها يمكن أن تتمثل بأن يطلب شخص غريب قبلة أو أن يلمس المناطق الخاصة. ويمكن أن تساعد الشروحات المرئية التي تظهر اللمس المناسب وغير المناسب في إيصال الفكرة بشكل أفضل لطفل التوحد. [2]

للمزيد الجدول الزمني لاضطراب التوحد

نصيحة الطبي

بالرغم من وجود دافع جنسي قوي وسلوكيات جنسية غريبة عند مرضى التوحد، إلا أنه يمكن علاج الإفراط في ممارسة العادة السرية عند الأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد باستخدام بعض الأدوية، مثل ميرتازابين، أو بروبرانولول، أو ميثيلفينيديت، أو إسيتالوبرام، ولكن هذا يتطلب المتابعة مع الطبيب المختص.