يُعد الاحتلام الليلي ظاهرة شائعة جدًا لدى الفتيان والفتيات خلال مرحلة البلوغ، إلا أنه يمكن أن يحدث أيضًا بعد البلوغ. فما هي أسباب الاحتلام؟ ولماذا يكثر حدوثه أثناء البلوغ؟ وهل يمكن أن يدل الاحتلام على وجود مشكلة لدى الذكر والأنثى؟ 

كل ذلك ستتم الإجابة عنه في المقال التالي الذي يناقش جميع الأسباب المحتملة لحدوث الاحتلام:

 

لماذا يحدث الاحتلام؟

يُعد الاحتلام أمرًا طبيعيًا ولا يشكل أي مشكلة. ويتمثل بحدوث هزات الجماع بشكل لا إرادي أثناء النوم. ويعد الاحتلام أمرًا شائعًا خصوصًا أثناء مرحلة البلوغ. ويتسبب الاحتلام الليلي لدى الذكور باستيقاظ الفرد بملابس وفراش مبللين وذلك نتيجة لحدوث القذف لديه وخروج السائل المنوي من قضيبه وهو نائم. كما يمكن أن يحدث الاحتلام الليلي عند المرأة حيث أن حدوث هزة الجماع أثناء نومها ستؤدي إلى خروج الإفرازات المهبلية لديها. [1][2]

يُعد الذكور أكثر عرضة للاحتلام من الإناث، وذلك لوجود علامات واضحة على الاحتلام لديهم كالانتصاب أو خروج السائل المنوي. أما بالنسبة للإناث، فلا يوجد ما يدل على احتلامهن، ولا يمكن الاعتماد على خروج الإفرازات المهبلية، إذ وجد أن ما نسبته 10% فقط من الإناث قد تتدفق الإفرازات المهبلية لديهن، حتى وهن مستيقظات.[1][3]

ويجب التنويه إلى أن الاحتلام لا يكون ناتجًا عن ممارسة العادة السرية أثناء النوم، وإنما يحدث لدى الفرد دون أي تحفيز يدوي للأعضاء التناسلية. [1]

ولم يتم إلى الآن معرفة أسباب الاحتلام على وجه التحديد، لكن يوجد عدة عوامل يمكن أن يكون لها دور في حدوث الاحتلام عند الذكور والإناث، والتي تتضمن ما يلي:

التغيرات الهرمونية

تٌعد التغيرات التي تحدث في مستويات الهرمونات الجنسية أولى أسباب الاحتلام المحتملة، وهذا ما يمكن أن يفسر بدء حدوث هذه الظاهرة وتكرارها لدى المراهقين أثناء فترة البلوغ. [3][4]

فمثلًا ترتفع مستويات هرمون التستوستيرون لدى الذكور خلال فترة البلوغ، الأمر الذي يسبب ارتفاع كبير في عدد الانتصابات الليلية وحدوث الاحتلام لديه. وبمجرد ما أن تستقر مستويات هذا الهرمون في المرحلة ما بعد مرحلة البلوغ سوف يقل معدل حدوث الاحتلام لديه، إلا أنه لن يختفي ومن المحتمل أن يحدث أيضًا للرجل بعد البلوغ. [4][5]

أما بالنسبة للإناث فغالبًا ما يرتبط حدوث الاحتلام لديهن نتيجة ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين، وهو أمر يحدث خلال فترة البلوغ وعادة ما تستقر مستويات هذا الهرمون خلال مرحلة البلوغ. [4]

اقرأ أيضًا: استيعاب ما يحدث للجسم في مرحلة البلوغ.

مرحلة نوم حركة العين السريعة

يمر الجسم أثناء النوم بمراحل مختلفة، بما في ذلك مرحلة نوم حركة العين السريعة (بالإنجليزية: Rapid Eye Movement) التي تحدث فيها الأحلام، وغالبًا ما تحدث الإثارة الجنسية لدى الفرد خلال هذه المرحلة نتيجة تحفيز منطقة ما تحت المهاد لإنتاج الهرمونات الجنسية. [3][5]

وبالتالي عادة ما تكون الأعضاء التناسلية أكثر حساسية لأي تحفيز خلال مرحلة نوم حركة العين السريعة وسيكون حدوث الاحتلام الليلي محتملًا خلالها. [3]

الأحلام الجنسية المثيرة

تُعد الأحلام التي تراود الفرد سببًا من أسباب الاحتلام المحتملة، حيث أن رؤية الفرد أحلام جنسية مثيرة أثناء نومه يمكن أن تثير رد فعل جسدي في جسمه والذي ينتهي بحدوث الاحتلام. لكن يجب التنويه إلى أن الاحتلام ورؤية الأحلام المثيرة جنسيًا لا يرتبطان دائمًا، فمن الممكن أن يحدث أحدهما دون الآخر. [1][4]

ومن الجدير ذكره بأن حتى الأفراد النشطين جنسيًا يمكن أن تراودهم أحلام جنسية مثيرة تتسبب بالاحتلام لديهم، كما قام بعض الأفراد بالإبلاغ عن حدوث الاحتلام لديهم أثناء رؤيتهم أحلام لا تتضمن أي محتوى جنسي على الإطلاق، ولكنها تنطوي على شكل آخر من أشكال التحفيز الفسيولوجي، مثل: الذهاب إلى الحمام. [3]

ومن الطبيعي أن تتسبب رؤية الأحلام الجنسية بحدوث الاحتلام لدى الفرد بمعدل مرتين في الشهر، أما في حال حدوث ذلك بشكل أكثر تكرارًا عندها ينصح باستشارة الطبيب. [2]

تحفيز الأعضاء التناسلية أثناء النوم

تتضمن أسباب الاحتلام الليلي أيضًا تعرض الأعضاء التناسلية للتحفيز أثناء النوم، فمثلًا من الممكن أن يؤدي فرك الأعضاء التناسلية أثناء النوم بملاءات السرير والبطانيات إلى تحفيزها بشكل غير مقصود، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث القذف أثناء النوم. [3][6]

وتُعد وضعية النوم إحدى العوامل التي لها دور محتمل بحدوث الاحتلام، فمثلًا يمكن أن يؤدي النوم على البطن إلى زيادة احتمالية حدوث الاحتلام لدى الفرد، وذلك نتيجة للضغط الذي تتعرض له الأعضاء التناسلية عند النوم بهذه الوضعية وزيادة احتمالية تحفيز هذه الأعضاء عند ملامستها ملاءات السرير. [3][4]

عدم ممارسة الجماع أو العادة السرية

وهي من أسباب الاحتلام عند الرجال على وجه الخصوص. فعادة ما يتم إخراج السائل المنوي القديم من الجسم بعد ممارسة العادة السرية أو الجنس، مما يوفر مساحة لتخزين السائل المنوي الجديد. وعندما لا تتم إزالة السائل المنوي القديم من الجسم بأي من هذه الأفعال، سيقوم الجسم تلقائيًا بإطلاق السائل المنوي القديم لإفساح المجال للسائل المنوي الجديد، وغالبًا ما يحدث ذلك عند استرخاء العقل والجسم أثناء النوم. [2]

اقرأ أيضًا: ما أضرار عدم القذف لفترة طويلة عند الرجال؟

الإفراط في ممارسة العادة السرية

يمكن أن يحدث الاحتلام الليلي أيضًا نتيجة الإفراط في ممارسة العادة السرية، حيث أن ذلك يتسبب في إضعاف العصب السمبثاوي (بالإنجليزية: Parasympathetic Nerve) المسؤول عن تثبيت انتصاب القضيب وحبس السائل المنوي بداخله. كما يمكن أن يتسبب الإفراط في العادة السرية تقلبات في مستويات الهرمونات ويجعل الرجال أكثر عرضة للاحتلام. [2]

الأسباب الأخرى

تتضمن أسباب الاحتلام عند الرجال والنساء أيضًا ما يلي:

  • أسباب تتعلق بنمط الحياة

فمن الممكن أن يرتبط كل من الجلوس لفترات طويلة، والاكتئاب، والقلق، ونمط الحياة الخامل بزيادة احتمالية حدوث الاحتلام عند الرجل، حيث يمكن أن تتسبب هذه العوامل بإضعاف الأعصاب المتواجدة في الأعضاء التناسلية، الأمر الذي يقلل التحكم في عملية القذف وازدياد احتمالية حدوثها ليلًا أثناء النوم. [2][4]

كما يمكن أن يؤثر كل من النظام الغذائي ونمط النوم المتبع على عدد المرات التي يحدث فيها الاحتلام لدى الفرد. [4]

  • مشاهدة المواد الإباحية بكثرة

من الممكن أن تؤثر الممارسات اليومية للفرد على أحلامه الليلية، فمثلًا يمكن أن تؤدي الإثارة الجنسية العالية أثناء النهار الناجمة عن التخيلات الجنسية أو مشاهدة المواد الإباحية إلى زيادة الأحلام الجنسية المثيرة لدى الفرد، الأمر الذي يزيد من احتمالية حدوث الاحتلام لديه. [3][4]

اقرأ أيضًا: العادة السرية أثناء الدورة الشهرية.

  • العوامل الجينية

فمن الممكن أن تؤثر الجينات الخاصة بالفرد على معدل تكرار حدوث الاحتلام لديه، بغض النظر عن العوامل الأخرى السابق ذكرها. [4]

نصيحة الطبي 

يوجد العديد من العوامل والأسباب التي يمكن أن يؤدي إلى حدوث الاحتلام عند الرجال أو النساء، بما فيها التغيرات الهرمونية، وتحفيز الأعضاء التناسلية بشكل غير مقصود أثناء النوم، ورؤية الأحلام الجنسية المثيرة. وفي حال معاناتك من هذه الظاهرة بكثرة فإننا ننصح بمراجعة الطبيب للبحث في أسباب الاحتلام لديك، كما يمكنك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع.