يشكل وجود ارتباط بين التوتر النفسي وانتفاخ البطن حالة صحية تستحق الاهتمام والتفكير العميق وإيجاد حلول، إذ للتوتر أثر كبير على صحة الجهاز الهضمي بالإضافة إلى تطور العديد من الاضطرابات والمشكلات المعوية، مثل الإمساك، والغازات، وانتفاخ البطن.

يهدف هذا المقال إلى توضيح العلاقة بين التوتر وانتفاخ البطن، وحتى صحة الجهاز الهضمي بشكل عام، بالإضافة إلى توضيح بعض الاستراتيجيات التي تعمل على السيطرة على التوتر والتخفيف من مشكلة انتفاخ البطن، بالإضافة إلى دور التغذية في تحسين الصحة الهضمية والنفسية، مما ينعكس إيجابًا على صحة الأفراد ويحد من تفاقم هذه المشكلة.

العلاقة بين التوتر وانتفاخ البطن

يُعد انتفاخ البطن من المشكلات الصحية الشائعة التي تصيب العديد من الأفراد حول العالم، حيث تحدث هذه المشكلة نتيجة مجموعة من العوامل، مثل النمط الغذائي الغني بالكربوهيدرات ومنتجات الألبان والبقوليات، والعادات الخاطئة كتناول المشروبات الغازية ومضغ العلكة باستمرار، والاضطرابات الهرمونية، وبعض الأدوية، بالإضافة إلى التوتر، ولكن ما العلاقة بين التوتر وانتفاخ البطن؟ وكيف يحدث ذلك؟ [1]

اقرأ المزيد: كيفية علاج تطبل البطن بالاعشاب

يرتبط الدماغ ارتباطًا وثيقًا بالجهاز الهضمي، ويمكن تفسير هذه العلاقة أكثر من خلال النقاط الآتية: [2][3]

  • إن الشعور بالتوتر والقلق يسبب تحفيز الجهاز العصبي الودي (بالإنجليزية: Sympathetic Nervous System)؛ مما يحفز إفراز بعض الهرمونات، مثل الكورتيزول، والأدرينالين، وغيرها من المواد الكيميائية التي تحدث تغيرًا في حركة الأمعاء والمعدة. وتتمثل تأثيراتها على الكائنات الدقيقة التي تعيش داخل الجهاز الهضمي، وهذا يُسبب العديد من الأعراض الهضمية، مثل:
    • زيادة حموضة المعدة.
    • الشعور بالغثيان.
    • التقيؤ.
    • الإمساك.
    • انتفاخ البطن والغازات.
  • يمكن أن يؤثر التوتر، والقلق، وغيرها من العوامل النفسية على حركة وانقباضات الأمعاء والقولون لتكون جزءًا من العلاقة بين التوتر وانتفاخ البطن، بالإضافة إلى تقليل تدفق الدم والأكسجين إلى المعدة، مما قد يسبب تشنجات والتهابات تؤثر بشكل مباشر على البكتيريا في الأمعاء وتفاقم وظهور العديد من الاضطرابات الهضمية، التي يصاحبها آلام وانتفاخ البطن وغيرها من الأعراض، مثل:
  • إن التعرض المزمن للتوتر يؤثر في صحة البكتيريا النافعة كما بينا سابقًا، ومن الجدير ذكره تعمل البكتيريا النافعة في الأمعاء والمعدة على إنتاج نسبة كبيرة من إمدادات الجسم بالسيروتونين، الذي يؤثر على الحالة المزاجية من خلال تقليل التوتر والقلق وعلى الجهاز الهضمي بتنظيم عمليات الأيض والهضم، في المقابل إن التأثيرات على صحة ونمو بكتيريا النافعة يزيد احتمالية تطور الاضطرابات الهضمية والمزاجية.

ويمكننا القول أيضًا أن العلاقة بين الجهاز الهضمي والدماغ تتجه إلى أن تكون بكلا الاتجاهين، إذ يشعر العديد من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية بالألم بشكل أكبر من الأشخاص الآخرين، وذلك لأن أدمغتهم تكون أكثر استجابة لإشارات الألم من الجهاز الهضمي، وهذا يزيد من مستويات التوتر. [3]

اعاني مk الشك كثيراً ، في الصلاة في الوضوء والغسل ونظافة الآخرين وكذاك الصحون التي اطبخ او أكل بها ، اضطر لغسلها لأكثر من مرة، وكذلك في الصلاة اعيدها اكثر من مرة والوضوء، هل هذه أعراض وسواس قهري؟ وكيف أتغلب عليها؟

استراتيجيات للسيطرة على التوتر وتخفيف انتفاخ البطن

يعد تحديد مصادر التوتر والضغوطات في الحياة اليومية والعثور على طرق لتقليلها والسيطرة عليها الخطوة الأولى في التعامل مع التوتر وانتفاخ البطن، ويشمل ذلك مجموعة من الممارسات الصحية التي من شأنها تقليل الاضطرابات الهضمية، مثل الإمساك، وانتفاخ البطن، وحرقة المعدة، وتحسين عملية الهضم، حيث تتضمن الآتي: [4]

ممارسة الرياضة بانتظام

تخفف النشاطات البدنية من التوتر، وتسهم في تحفيز إفراز مواد كيميائية في الدماغ تسمى الإندورفينات (بالإنجليزية: Endorphins)، حيث تعمل هذه المواد على تحسين أنماط النوم كما تعمل كمسكنات طبيعية للألم؛ مما يساعد في تخفيف التوتر والقلق خاصةً للأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي.

وثبت أن الرياضة وممارسة المشي بعد تناول الطعام يقلل من تشنجات عضلات الجهاز الهضمي وتسهل حركة الطعام عبر الأمعاء، مما يقلل الشعور بانتفاخ البطن والإمساك والغازات. [4][5]

تمارين اليوغا

تعد تمارين اليوغا وسيلة فعّالة في تقليل التوتر والغازات في البطن، وتشمل اليوغا ممارسة تقنيات التنفس العميق والتأمل التي تهدئ الجهاز العصبي، وبالتالي تقليل إفراز الهرمونات المرتبطة بالتوتر المسببة لانتفاخ البطن.

كما تستهدف بعض وضعيات اليوغا منطقة البطن والأمعاء؛ مما يعزز التدفق الدموي وتحسين عملية الهضم خاصةً عند ممارسة وضعية الطفل و تمارين السكوات (بالإنجليزية: Squats).[4][5]

العلاج المعرفي السلوكي

يُعد العلاج المعرفي السلوكي (بالإنجليزية: Cognitive Behavioral Therapy) من التقنيات الفعّالة في تقليل القلق والتوتر من خلال تعلم استبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية، خاصةً الأشخاص المصابين بداء الأمعاء الالتهابي ومتلازمة القولون العصبي، حيث يعمل العلاج المعرفي السلوكي على التقليل من مستويات القلق والتوتر المرتبطة بالعديد من الأعراض والمشكلات الهضمية، مثل آلام البطن، والانتفاخ، والإمساك، وعسر الهضم، مما يؤدي إلى تحسين جودة حياتهم وتحقيق تحسن مستدام في الأعراض على المدى الطويل. [4]

دور التغذية في تحسين الصحة النفسية والهضمية

يُعد تناول البكتيريا النافعة المعروفة باسم البروبيوتيك (بالإنجليزية: Probiotics) من أفضل الطرق لدعم البكتيريا الجيدة في الجهاز الهضمي، كما إنها تساعد في تعزيز الجهاز المناعي، وحماية الجسم من البكتيريا الضارة، وتحسين عملية الهضم، وتحسين عملية امتصاص العناصر الغذائية، وتخفيف أعراض التوتر والقلق.

ونظرًا للعلاقة الوثيقة بين تركيبة البكتيريا في الجهاز الهضمي والمزاج فإن البروبيوتك تحسن وتدعم بكتيريا الجهاز الهضمي، وهذا ينعكس بتحسن كل من التوتر وانتفاخ البطن، وليس هذا فحسب إذ إن البروبيوتيك تعمل على تقليل الرقم الهيدروجيني في القولون الذي يساعد في تسهيل حركة البراز والتخلص من انتفاخ البطن والغازات. [6]

تتواجد البروبيوتيك بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة، مثل:

  • الخضروات المخللة.
  • الكيفر المعروف أيضًا باسم الفطر الهندي وهو مشروب مخمر يشبه اللبن الزبادي، ويعمل على تقليل غازات المعدة وتحليل السكر الموجود في الحليب، والذي يمكن أن يؤدي إلى الانتفاخ وآلام البطن.
  • شراب الكومبوتشا، وهو مشروب مخمر يصنع عادة من الشاي الأسود أو الشاي الأخضر، ويساعد في الحفاظ على ترطيب الجسم والتخلص من انتفاخ البطن. [6]

اقرأ أيضًا: الأطعمة المناسبة لمحاربة التوتر والقلق

اقرا ايضاً :

أساليب التربية وعدوانية المراهقين

نصيحة الطبي

يرتبط التوتر وانتفاخ البطن ارتباطًا وثيقًا نظرًا للعلاقة القوية بين الدماغ والجهاز الهضمي، حيث يؤدي التوتر إلى إفراز هرمونات تسبب تفاوتًا في الكائنات الدقيقة في الجهاز الهضمي، مما يسبب الشعور بالغثيان وانتفاخ البطن وحرقة المعدة وغيرها، ينصح الطبي بتضمين الأطعمة المخللة، مثل الكيفر والكومبوتشا الغنية بالبروبيوتيك والتي تقلل من الانتفاخ وتراكم الغازات، كما ينصح أيضًا بممارسة الرياضة واليوغا وتجربة العلاج المعرفي السلوكي.