تنتج السمنة في معظم الأحيان بسبب اتباع نظام غذائي غير صحي عالي السعرات الحرارية، ولكن في حالات معينة، قد تنتج عن أمراض مزمنة، مثل اضطرابات الغدة الكظرية المسؤولة عن إفراز مجموعة من الهرمونات المهمة لعمليات الأيض في الجسم.

سنتعرف في هذا المقال على العلاقة ما بين الغدة الكظرية والسمنة، وطرق علاج السمنة الناتجة عنها.

علاقة الغدة الكظرية والسمنة

تقوم الغدة الكظرية بتصنيع هرمونات معينة تدخل في عمليات الأيض التي تقوم بحرق السعرات الحرارية واستخدامها كطاقة، وعند وجود خلل في إفراز هذه الهرمونات قد تكون ردة فعل الجسم عكسية مما يسبب السمنة. ومن هرمونات الغدة الكظرية ما يلي: [1,2]

  1. هرمون الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol).
  2. هرمون الألدوستيرون.
  3. هرمون الأدرينالين (بالإنجليزية: Adrenaline).
  4. الهرمونات الجنسية.

إضافة إلى تنظيم عمليات الأيض، تؤثر الهرمونات على: [1]

  • تعزيز جهاز المناعة.
  • السيطرة على ضغط الدم.
  • السيطرة على التوتر.

الكورتيزول وزيادة الوزن

الكورتيزول أو ما يسمى أيضًا بهرمون التوتر، سمي بذلك نظرًا إلى أنه الهرمون الأساسي للتحكم في التوتر في الجسم، بالإضافة إلى وظائفه الأخرى، وهي: [1]

  1. التحكم بكيفية استخدام الجسم للكربوهيدرات، والدهون، والبروتينات.
  2. السيطرة على الالتهاب في الجسم.
  3. تنظيم ضغط الدم.
  4. زيادة نسبة السكر في الدم.
  5. التحكم في دورة النوم والاستيقاظ.
  6. تعزيز الطاقة.

في حالات التوتر، يتم إفراز الكثير من هرمون الكورتيزون من الغدة الكظرية، مسببًا عددًا من الأعراض، منها زيادة الوزن، من خلال عدة استراتيجيات، وتشمل: [2,3]

  1. يبطئ هرمون الكورتيزول عملية التمثيل الغذائي.
  2. يزيد هرمون الكورتيزول من الشهية، خصوصًا لتناول الأطعمة السكرية، والغنية بالدهون، والأملاح.
  3. يساهم هرمون الكورتيزول في إعادة توزيع الدهون داخل الجسم، مما يزيد من ملاحظة السمنة في أجزاء معينة من الجسم.
  4. يقلل هرمون الكورتيزول من إفراز هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone)، مسببًا انخفاض الكتلة العضلية، وبالتالي إبطاء عملية حرق السعرات الحرارية في الجسم.

للمزيد: هرمون الكورتيزول وتجمع دهون البطن

من أسباب زيادة نسبة هرمون الكورتيزول في الجسم بشكل مزمن الإصابة باضطراب في الغدة الكظرية يعرف بمتلازمة كوشنيغ، ومن أهم أعراض متلازمة كوشينغ زيادة الوزن في الوجه والرقبة والبطن. وبالإضافة إلى زيادة الوزن والسمنة، فإن من مضاعفات ارتفاع هرمون الكورتيزول، ما يلي: [1,2,3,4]

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • التعب والإرهاق.
  • تغيرات في المزاج.
  • صعوبة التركيز.
  • ترقق الجلد.
  • الإصابة بمقاومة الأنسولين.
  • الاكتئاب.

الألدوستيرون والسمنة

يؤثر كل من هرمون الألدوستيرون (بالإنجليزية: Aldosterone) والسمنة على بعضهما البعض، كالتالي: [2,5]

  • وجود الكثير من الخلايا الدهنية في الجسم بسبب السمنة يحفز إفراز هرمون الألدوستيرون من الغدة الكظرية.
  • يعمل هرمون الألدوستيرون الزائد على منع طرح الأملاح من الكلى، وبالتالي يحبس السوائل في الجسم، مسببًا زيادة الوزن الوهمية وارتفاع ضغط الدم.

الحالة التي تسبب زيادة هرمون الألدوستيرون في الدم تسمى متلازمة كونز (بالإنجليزية: Conn's Syndrome)، ومن أعراضها انخفاض البوتاسيوم في الدم، وألم في العضلات، وتسارع ضربات القلب.

ورم الغدة الكظرية والسمنة

حوالي 60% من سرطانات الغدة الكظرية تنتج الكثير من هرمون الكورتيزول، وبالتالي يسبب زيادة سريعة في الوزن. وعادة ما تكون الزيادة في الوزن كبيرة، أي أكثر من 10-30 رطل خلال فترات قصيرة، قد تكون عدة أسابيع إلى شهور. [2]

لكن هناك أنواع من الأورام الكظرية التي لا تنتج الكثير من الكورتيزول، ولكنها مرتبطة بالإصابة بعدد من الأمراض المزمنة، مثل السكري وأمراض القلب، والتي تعد من الأمراض المرتبطة بالسمنة. [2]

تم تشخيص والدي بمرض الزهايمر، وقال الطبيب أنه يعاني من الزهايمر الخفيف، شو الأعراض التي يمكن أن تظهر في حالات الزهايمر الخفيف؟

تشخيص السمنة الناتجة عن الغدة الكظرية

دهون البطن الناتجة عن الغدة الكظرية شائعة عند النساء أكثر من الرجال، وتتراكم هذه الدهون أسفل الخصر مباشرة. تتميز هذه الدهون عن غيرها بأنها لا تزول، على الرغم من ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن. [1]

وتظهر على المريض أعراض أخرى، مثل:

  • التعب المزمن.
  • آلام في الجسم.
  • الدوار.
  • الرغبة في تناول الأطعمة السكرية أو المالحة.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي.
  • انخفاض ضغط الدم.

طرق علاج السمنة الناتجة عن الغدة الكظرية

لعلاج السمنة الناتجة عن الغدة الكظرية واضطراباتها، من المهم معرفة السبب لعلاجه. وفي حال كان السبب زيادة إفراز هرمون الكورتيزول، ينصح بما يلي: [1,2,3]

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، ما يساعد على السيطرة على التوتر، حيث إن الرياضة تحفز إفراز الإندورفينات، وهي مواد كيميائية تزيد من الشعور بالسعادة، ويمكن أن تساعد في السيطرة على التوتر.
  • اتباع نظام غذائي صحي، وتناول الوجبات عند الشعور بالجوع فقط.
  • الحصول على قسط كاف من النوم، بما لا يقل عن 7-9 ساعات من النوم ليلًا، حيث إن اضطرابات النوم تزيد من إفراز هرمون الكورتيزول.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء، مثل تمارين اليوجا، وتمارين الاسترخاء.

اقرأ أيضًا: أطعمة وممارسات غذائية لتقليل الكورتيزول في الجسم

في حال كان مستوى هرمون الكورتيزول مرتفعًا جدًا، فإن فقدان الوزن سيكون سريعًا عند علاجه. [2]

في بعض الحالات، مثل حالة ارتفاع هرمون الألدوستيرون، قد يحتاج المريض لإجراء عمليات جراحية أو علاجات دوائية لعلاج اضطرابات الغدة الكظرية، بالتالي التخلص من السمنة الناتجة عنها.

اقرا ايضاً :

علامات الإصابة بخلل الهرمونات في الجسم