يعد التدخين ظاهرة تثير القلق وأحد أكثر العوامل التي تؤثر سلبًا على صحة الإنسان، فمنذ عقود عديدة، تفتك السجائر بأرواح البشر، وتنتشر بين الناس كالوباء الذي يهدد حياة الأفراد. لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن تأثير التدخين الكارثي يتجاوز تدمير الرئتين اللتين تعرضتا للكثير من مكونات السجائر.

إذ أن تأثير التدخين على القلب والأوعية الدموية يعد أكثر سوءًا وفتكًا بالجسم، ويؤدي إلى الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية، وقد يؤدي في نهاية الأمر إلى الوفاة.

يسلط هذا المقال الضوء على تأثير التدخين على القلب والأوعية الدموية، ويستعرض التداعيات الصحية المحتملة التي تنجم عن أثر التدخين على القلب والأوعية الدموية، وكيفية تجنب هذا التأثير والعيش بصحة أفضل.

هل يؤثر التدخين على القلب والأوعية الدموية؟

يمكن لتدخين السجائر أن يؤذي معظم أجزاء الجسم خاصةً القلب والأوعية الدموية، إذ يمكن أن يتداخل دخان السجائر المستنشق مع العمليات الهامة في الجسم والتي تحافظ على وظائفه، وذلك يعود لاحتوائه على مزيج من أكثر من 7000 مادة كيميائية سامة. [1]

يعتبر إيصال الدم الغني بالأوكسجين إلى القلب والرئتين وباقي أجزاء الجسم أحد هذه العمليات التي تتعطل، إذ تقوم الرئتان بامتصاص الأكسجين وإيصاله إلى القلب الذي يضخ هذا الدم الغني بالأوكسجين إلى بقية أجزاء الجسم من خلال الأوعية الدموية. [1]

يتلوث الدم الذي يصل إلى بقية الجسم بالمواد الكيميائية الموجودة في الدخان عند تنفس دخان السجائر، يمكن أن تلحق هذه المواد الكيميائية أضرارًا بالقلب والأوعية الدموية، مما يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض الجهاز القلبي الوعائي (بالإنجليزية: Cardiovascular diseases CVD) والتي تعد من أكبر مسببات الوفاة. [1].

لماذا يسبب التدخين أمراض القلب والشرايين؟

تحتوي السجائر على العديد من المواد السامة التي تضر بالجسم حتى بعد الإقلاع عن التدخين، وتعتبر كل هذه المواد سامة ذات تأثير مدمر على القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى ضررها على أجزاء أخرى من الجسم، وتشمل بعض المواد الضارة المستخدمة في السجائر ما يلي: [2]

  • أول أكسيد الكربون

يمنع غاز أول أكسيد الكربون الدم من نقل الأكسجين بفعالية في جميع أنحاء الجسم، وهذا يدفع القلب للعمل بجهد أكبر مما يجب عليه، لضخ أكبر كمية ممكنة من الدم لتعويض النقص في الأكسجين. كما يمنع أول أكسيد الكربون أيضًا عمل الرئتين بشكل جيد؛ مما يضطر الجسم للتنفس بشكل أسرع لإيصال الأكسجين إلى أجزاء الجسم. [2]

  • القطران

يعرف عن القطران أو ما يسمى التار (بالإنجليزية: Tar) بأنه يلوث أسنان المدخنين وأصابعهم بلون أصفر مائل للبني. إلا أن ضرره يتعدى هذه المشكلة التي تعتبر بسيطة إذا ما تم مقارنتها بتسبب القطران بأمراض القلب والأوعية الدموية. [2]

  • النيكوتين

هو المركب الذي يسبب الإدمان والذي يوجد في السجائر التقليدية، ومعظم السجائر الإلكترونية. ويزيد النيكوتين من معدل ضربات القلب كما يزيد من ضغط الدم. ويمكن أن يزيد ارتفاع ضغط الدم إذا لم تتم معالجته بشكل مناسب من مخاطر الإصابة بمشاكل صحية جسيمة في القلب والشرايين، مثل النوبات القلبية وقصور القلب. [2]

الأمراض التي يسببها التدخين للقلب والأوعية الدموية

تؤدي المواد الكيميائية الموجودة في دخان السجائر إلى الكثير من مشاكل القلب والأوعية الدموية، ومن هذه المشاكل: [3]

متى يسبب الضغط جلطة؟ أي هل إذا ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يسبب جلطة قلبية أو دماغية؟

مرض القلب التاجي

يتطور مرض القلب التاجي (بالإنجليزية:Coronary Heart Disease) وهو أحد أمراض القلب التي تحدث عندما تتضيق الشرايين التي تنقل الدم إلى عضلة القلب؛ بسبب تراكم اللويحات أو الانسداد الناتج عن التجلطات. تجعل المواد الكيميائية الموجودة في دخان السجائر الدم يتكثف ويتجلط داخل الأوردة والشرايين، قد يؤدي الانسداد الناتج عن تجلط الدم إلى حدوث نوبة قلبية والوفاة المفاجئة. [3]

اقرأ أيضًا: أمراض يسببها التدخين

تصلب الشرايين

يحدث تصلب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis) عندما تتضيق الشرايين، وتصبح أقل مرونة، بسبب تراكم الدهون والكوليسترول ومواد أخرى في الدم، مما يؤدي لتشكل اللويحات (بالإنجليزية: Plaque) التي تتراكم في جدران الشرايين. وتصبح الفتحة الداخلية للشرايين أضيق مع تراكم هذه اللويحات؛ وبالتالي لا يمكن للدم التدفق بشكل صحيح إلى أجزاء متعددة من الجسم، يزيد التدخين من خطورة تكون اللويحات في الأوعية الدموية. [3]

السكتة الدماغية

يفقد الدماغ وظائفه نتيجة انقطاع تدفق الدم الداخل إليه؛ مما يسمى بالسكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke)، ويمكن أن تسبب السكتات الدماغية أضرارًا دائمة للدماغ مما يسبب الوفاة. ويزيد التدخين من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وتعد الوفيات الناجمة عن السكتات الدماغية أكثر شيوعًا بين المدخنين مقارنة بالأشخاص الذين تركوا التدخين، أو الذين لم يدخنوا أبدًا. [3]

مرض الشرايين الطرفية

يسبب مرض الشرايين المحيطية أو الطرفية (بالإنجليزية: Peripheral Artery Disease) تضيق الأوعية الدموية في الأطراف كالذراعين والساقين. وينجم عن ذلك تقليل تدفق الدم إليها مما يؤدي إلى نقص في الإمداد بالأكسجين إلى هذه الأعضاء.

وفي المراحل المتقدمة من هذا المرض، قد تصبح إزالة الطرف المصاب ضرورية في حالة وجود عدوى بسبب صعوبة عملية الشفاء مع قلة تدفق الدم. ويعد التدخين من أكثر أسباب مرض الشرايين الطرفية شيوعًا، ولكن يمكن تجنب هذه المشكلة من خلال التوقف عن التدخين. [3]

يؤدي التدخين أيضًا إلى الكثير من المشاكل الصحية المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية، مثل: [4]

  • يسبب ارتفاعًا فوريًا وطويل الأمد في ضغط الدم.
  • يسبب ارتفاعًا فوريًا وزيادة في معدل ضربات القلب.
  • يقلل من تدفق الدم من القلب.
  • يقلل من كمية الأكسجين التي تصل إلى أنسجة الجسم.
  • يزيد من خطر تكون الجلطات الدموية.
  • يلحق أضرارًا بالأوعية الدموية.

اقرأ المزيد : أطعمه تقيك خطر الاصابة بأمراض القلب.

اقرا ايضاً :

الأمراض المزمنة و إيقاف الدواء   (وهل ينفع الحل المؤقت للمشكلة الدائمة ؟)

نصيحة الطبي

يعد تأثير التدخين على القلب والأوعية الدموية مدمرًا للصحة العامة. عندما يتعرض الجسم مع دخان السجائر، يتعرض لمجموعة من المواد الكيميائية الضارة التي تعكر صفو العمليات الحيوية، وتعمل تلك المواد على إضعاف أداء القلب والشرايين، وبالتالي تؤدي إلى زيادة الخطر المحتمل للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ولتقليل تأثير التدخين على القلب والأوعية الدموية، ينصح الطبي بالابتعاد التام عن عادة التدخين، حيث إن ترك هذه العادة الضارة يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب، ويساعد على العيش بصحة.