في كل يوم يولد العديد من الأطفال حول العالم وهم يعانون من مشاكل في القلب، مما يستدعي القيام بعمليات جراحية لتصويب هذه المشاكل وعلاجها، ومن ضمن الإجراءات المتبعة إجراء عملية القلب المفتوح للأطفال الذين لا يمكن علاج مشكلاتهم القلبية عن طريق الأدوية. [2]

نتحدث في هذا المقال عن عملية القلب المفتوح للأطفال، والجوانب التي يجب الانتباه لها بعد إجرائها، كما سنوضح المضاعفات المحتملة، والأضرار المتوقع حدوثها.

ما هي عملية القلب المفتوح للأطفال

تعد عملية القلب المفتوح للأطفال من ضمن العمليات يوضع خلالها المريض على جهاز يسمى المجازة القلبية الرئوية (بالإنجليزية: Cardiopulmonary Bypass)، وهو جهاز يعمل عمل القلب والرئة بشكل مؤقت إلى حين إتمام العملية الجراحية، وخلال هذه العملية يقوم الجهاز بتزويد الدم بالأكسجين اللازم لاستمرار أداء وظائف الجسم. [1][4]

يضع الجراح القلب أثناء العملية في وضع يسمى شلل القلب، وذلك عن طريق إضافة محلول يحتوي على البوتاسيوم بنسبة عالية لشل حركة القلب، والمحافظ على سلامته، وحماية أنسجته من التلف، وبعدها يعالج الخلل الموجود في القلب دون وجود دماء لأنه يتم تفريغ القلب من الدم في هذه العملية. [1][4]

يمكن في بعض الحالات إجراء عملية القلب المفتوح للأطفال مع المحافظة على القلب وهو ينبض، تحديدًا إذا كانت الجراحة في الجانب الأيمن من القلب ولا يوجد ثقوب في جوانب القلب اليمنى واليسرى، ومن المطمئن معرفة أنه يطلق على عمليات القلب المفتوح جراحة القلب التقليدية نظرًا لانتشارها وارتفاع نسب نجاحها. [1][4]

اقرأ أيضًا: اخطر انواع امراض القلب لدى الكبار والاطفال

أسباب إجراء عملية القلب المفتوح للأطفال

هناك الكثير من مشاكل وعيوب القلب عند الأطفال التي تستدعي إجراء عملية القلب المفتوح، وتتفاوت درجة الخطورة تبعًا لنوع الجراحة، حيث يمكن أن يكون سبب العملية حدوث مشاكل داخل القلب، أو في الأوعية الدموية خارج القلب، وقد يحتاج بعض الأطفال لهذه العملية بعد الولادة مباشرة، ويمكن أن تنتظر حالة الطفل لفترة قد تصل إلى سنوات. [2]

كذلك يمكن أن تكون عملية واحدة كافية لعلاج مشكلة الطفل، وربما يكون هناك حاجة إلى مجموعة من العمليات، ومن الحالات التي تستدعي إجراء عملية القلب المفتوح عند الأطفال نذكر مايلي: [1][3]

  • علاج انسداد وتضيق صمامات القلب.
  • وجود عيوب في الحاجز البطيني.
  • وجود خلل في القنوات الأذينية البطينية.
  • المعاناة من عيب الحاجز الاذيني.
  • زراعة أجهزة أو استبدال القلب في حالة العجز الجزئي أو الكلي.
  • تحويل الشرايين الكبيرة، أو ترقيع القلب.
  • رباعية فالو (بالانجليزية: Tetralogy Of Fallot)، وهي أربع مشاكل قلبية تظهر عند الولادة.
  • وجود تشوهات في القلب أو بعض أمراض القلب.

تتراوح مدة إجراء عملية القلب المفتوح للأطفال من 3 إلى 6 ساعات ويعتمد الوقت اللازم على نوع الإجراء ودرجة صعوبة الحالة، ثم يحتاج المريض إلى البقاء فى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية لفترة تمتد من 7 إلى 10 أيام بعد إجراء الجراحة. [4]

للمزيد: رباعية فالو، الأسباب والعلاج

هل عدم انتظام ضربات القلب أمر طبيعي؟ لأنني ألاحظ تغير في معدل نبض القلب خلال اليوم عند قياسه عدة مرات

مخاطر عملية القلب المفتوح للأطفال

تطور الطب كثيرًا في مجال جراحات القلب مما قلل من حدوث مضاعفات لعملية القلب المفتوح عند الرضع والأطفال، لكن شأنها شأن جميع الجراحات مازال هناك بعض المضاعفات التي من الممكن حدوثها أثناء العملية الجراحية أو بعدها، وهي كالتالي: [3]

  • الإصابة بعدوى في جرح الصدر.
  • فشل إنعاش القلب بعد الجراحة.
  • حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • الإحساس بألم في الصدر.
  • ارتفاع درجة الحرارة أو الحمى.
  • التشوش وتغير سلوك الطفل بعد الجراحة.
  • حدوث جلطة دموية.
  • فقدان الدم أو النزف من مكان الجراحة.
  • صعوبة في التنفس.
  • السعال بعد إجراء عملية القلب المفتوح للأطفال.
  • حدوث التهاب الرئة في بعض الحالات.

تعد  عملية القلب المفتوح للأطفال من الإجراءات ذات الخطورة القليلة رغم وجود العديد من المضاعفات المحتملة، حيث تتراوح نسبة النجاح في الكثير من الحالات ما بين 96 إلى 97%، وتعتبر هذه النسبة مرتفعة في الحالات الجراحية، وظهور بعض الأعراض الجانبية لا يعد من علامات فشل عملية القلب المفتوح للأطفال. [4]

الرعاية بعد عملية القلب المفتوح للأطفال

تحتاج عملية القلب المفتوح للأطفال إلى الكثير من العناية والمتابعة الطبية بعد إجرائها للتأكد من نجاح العملية وتجنب حدوث انتكاسات في حالة الطفل، ومن الطبيعي أن يبقى الأطفال في العناية المركزة لعدة أيام بعدها، لأنهم يحتاجون إلى وضع جهاز الأكسجين ليساعدهم على التنفس، بالإضافة إلى بعض المسكنات التي تعطى عن طريق الوريد. [3][5]

تبدأ فترة النقاهة بعد عملية القلب المفتوح للأطفال بعد مغادرة المستشفى، والتي قد تمتد إلى 6 أسابيع، ويحتاج الأطفال خلال هذه الفترة إلى المتابعة بشكل دقيق للوقاية من حدوث مضاعفات، يمكن تضمين طرق الرعاية السليمة للطفل بعد جراحة القلب المفتوح في النقاط التالية: [3][5]

  • الامتناع عن حمل الطفل من منطقة الصدر أو الضغط عليها لحين التئام الجرح.
  • مراقبة مكان الجراحة للتأكد من عدم وجود احمرار وتهيج، لأن ذلك يعتبر دليلًا على وجود عدوى.
  • عدم ممارسة الرياضة أو اللعب خلال فترة التئام العظام بعد عملية القلب المفتوح للأطفال.
  • عدم تعريض منطقة الجراحة للماء دون استشارة الطبيب.
  • الالتزام بعمل الفحوصات الدورية مثل تخطيط القلب (بالإنجليزية: Cardiography)، التي يوصي بها الطبيب، للتأكد من صحة القلب.
  • مكافحة أسباب السعال بعد عملية القلب المفتوح للأطفال لأنها من الأمور الخطيرة على صحتهم.
  • التقيد بالأدوية والمسكنات التي وصفها الطبيب للطفل بعد الجراحة.
  • حصول الطفل على قدر كافي من النوم.
  • تقديم الدعم النفسي للطفل للحفاظ على صحته النفسية.

اقرأ أيضًا: النظام الغذائي لمرضى القلب

نصيحة الطبي

ترفع المتابعة الجيدة بعد عملية القلب المفتوح للأطفال من فرص التعافي بسرعة، كما يساعد فهم هذا النوع من الإجراءات وطرق التعامل مع الطفل بعناية على تجاوز هذه المرحلة دون وقوع أضرار سواء على المستوى الجسدي أو النفسي، لذلك ينصح باللجوء إلى الأطباء للوقوف على جميع التفاصيل اللازمة لضمان تحقيق أفضل النتائج، والحفاظ على سلامة أطفالنا.

اقرا ايضاً :

الطبٍّ و الخيّال