يختلف كل من الفصام وثنائي القطب، على الرغم من أن كلاهما حالتين من الأمراض المزمنة النفسية، التي تتشابه في بعض الأعراض.

الفصام (بالإنجليزية: Schizophrenia) هي حالة نفسية تجعل المريض يفقد الاتصال بالواقع، حيث يصعب على المرضى معرفة ما هو حقيقي وما هو عكس ذلك، ويصعب عليهم أيضًا التفكير. [1,2]

بينما في حالة ثنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar)، تتمركز الأعراض بشكل رئيسي حول المزاج، مسببة تغيرات في المزاج فيصبح المريض ما بين نوبات الاكتئاب، ونوبات الهوس (بالإنجليزية: Mania)، كما تؤثر على مستوى الطاقة وطريقة التفكير. [1,2]

سنتعرف في هذا المقال على الفرق بين الفصام وثنائي القطب من حيث الأعراض، والأسباب، وطرق العلاج.

الفرق بين الفصام وثنائي القطب

نذكر فيما يلي الفرق بين الفصام وثنائي القطب.

الفرق من حيث الأعراض

تتشابه أعراض كل من الفصام وثنائي القطب بشكل كبير، ونظرًا لهذا التشابه قد يكون من الصعب الحصول على تشخيص دقيق للحالة، ومن الممكن أن يعاني المريض من الحالتين معًا، ما يصعب الأمر بشكل أكبر. [1]

من الأعراض المشتركة بين الفصام وثنائي القطب هي الأعراض المتعلقة بالمزاج، والتفكير غير المنظم، والذهان، ولكن تكون الأعراض المتعلقة بالذهان هي الأعراض الشائعة لدى مرضى الفصام، بينما في حالة ثنائي القطب، تظهر تغيرات المزاج بشكل أكبر. [1,3]

  • نوبات الذهان، حيث يصاب المرضى عادةً من الهلوسة والتوهم، فمثلًا يعتقد المرضى بأنهم مميزون بطريقة معينة، أو أن أحدًا ما يطاردهم، أو أن أمرًا سيئًا على وشك الحدوث.
  • التفكير غير المنتظم، وهو أمر شائع لدى مرضى الفصام، ولكن يعاني أيضًا مرضى ثنائي القطب من الأفكار غير المنظمة وصعوبة التركيز أثناء أداء بعض المهام، خصوصًا أثناء نوبات الهوس.
  • أعراض الاكتئاب، ويعاني المرضى الذين يعانون من الحالتين من فقدان الاهتمام بأمور كانوا يستمتعون بفعلها.

تشمل أعراض الفصام ما يلي: [1,2]

  1. الهلوسة، بحيث يبدأ المرضى برؤية، أو سماع، أو الشعور، أو تذوق، أو شم أشياء غير موجودة. النوع الأكثر شيوعًا من الهلوسة هو سماع الأصوات.
  2. الكلام غير المنظم، فيقدم المرضى إجابات غير ذات صلة على الأسئلة، أو قد تبدو جملهم بلا معنى لمن حولهم.
  3. السلوكيات المفاجئة وغير المتوقعة، فقد يتصرف المرضى بشكل طفولي، أو يتحركون باستمرار وبطريقة غريبة، أو يبدؤون بالصراخ بشكل مفاجئ دون سبب.
  4. عدم القدرة على العمل كالمعتاد، حيث أنه من الممكن أن يؤثر الفصام على قدرة الشخص على العناية بنظافته الشخصية، أو التعامل مع الآخرين بطرق مقبولة اجتماعيًا، أو أداء الأنشطة اليومية.

وتشمل أعراض اضطراب ثنائي القطب المميزة في نوبات الاكتئاب على ما يلي: [1,2]

  1. الحزن واليأس.
  2. تغيرات في الشهية.
  3. التغييرات في عادات النوم.
  4. التعب وانخفاض الطاقة.
  5. تدني احترام الذات.
  6. الأوجاع والآلام الجسدية غير المبررة.
  7. أفكار أو سلوكيات انتحارية.
  8. القلق.

أما عن أعراض ثنائي القطب في نوبات الهوس، فإنها تشمل ما يلي: [1,2]

  • صعوبة في النوم.
  • تقدير الذات العالي.
  • عدم القدرة على التركيز أو اتخاذ القرارات.
  • زيادة الرغبة في المشاركة في بعض الأنشطة الخطرة، مثل النشاط الجنسي غير المحمي أو تعاطي المخدرات.
  • السلوك المتهور، مثل الإفراط في الإنفاق.

للمزيد: أعراض اضطراب ثنائي القطب

الفرق من حيث الأسباب

لا زال السبب الرئيسي لكل من الفصام وثنائي القطب غير معروف، ولكن يوجد بعض العوامل المشتركة التي تزيد من خطر الإصابة بالحالتين، وتشمل: [1,3,4]

  • العوامل الوراثية، ولكن لا يشترط إصابة الأبناء بالاضطرابات في حال إصابة أحد أفراد العائلة به.
  • تغيرات في بنية الدماغ، أو في مستويات النواقل العصبية.
  • العوامل البيئية، مثل التعرض لمواد كيميائية معينة، أو التوتر المستمر، أو صدمة الطفولة.

ولكن من الفروقات ما بين الفصام وثنائي القطب في الأسباب أن العوامل البيولوجية تساهم أيضًا في تطور الفصام فقط، ففي حال إصابة الأم الحامل باضطرابات معينة خلال فترة الحمل، فإن ذلك يزيد من خطر الإصابة بالأمراض، ومن الأمثلة على هذه الاضطرابات ما يلي: [2,4]

  • سوء التغذية
  • الضغط النفسي والتوتر.
  • الالتهابات.
  • انخفاض مستوى الأكسجين أثناء الولادة.

كما يؤثر جهاز المناعة النشط جدًا على احتمالية الإصابة بالفصام.

اقرأ أيضًا: ما أسباب اضطراب ثنائي القطب؟

هل يتعارض دواء تريبتزول 25 مجم حبة واحدة ليلا فقط مع دواء ريفوتريل 2 مجم حبة واحده صباحا فقط

الفرق من حيث طرق العلاج

تتشابه طرق علاج الفصام وثنائي القطب بشكل كبير، وكلتا الحاتين تتطلب علاج طويل الأمد وإن تحسنت الأعراض. [1]

من طرق العلاج المشتركة بين الفصام وثنائي القطب ما يلي: [1,3,4]

  1. مضادات الذهان (بالإنجليزية: Antipsychotic) وهي علاجات تستخدم بشكل يومي للوقاية من انتكاس الأعراض المصاحبة للحالتين. تجدر الإشارة إلى أن المادة الفعالة المستخدمة تختلف اعتمادًا على الحالة.
  2. العلاج النفسي والاجتماعي.
  3. العلاج بالصدمة الكهربائية (بالإنجليزية: Electroconvulsive Therapy)، الذي يهدف إلى تغيير كيمياء الدماغ، من خلال إرسال تيارات كهربائية إليه.
  4. تجنب الكحول والأدوية المخدرة التي تؤثر على عمل الدماغ.
  5. اتباع نظام حياة صحي، مثل اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وممارسة التمارين الرياضية، والحصول على قسط كاف من النوم.
  6. السيطرة على التوتر، من خلال ممارسة تمارين التأمل، والتمارين الرياضية، واليوغا.
  7. طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء.

أما عن طرق علاج ثنائي القطب بشكل خاص، فإنها تشمل ما يلي: [1,3,4]

وتشتمل طرق علاج الفصام، إضافة لما ذكرناه سابقًا، على ما يلي: [3]

  • الأدوية المضادة للاكتئاب، والأدوية المضادة للقلق.
  • التدريب على المهارات الاجتماعية والسلوكية لتحسين التفاعل مع الآخرين.

للمزيد: ما هي طرق علاج الفصام؟

اقرا ايضاً :

ما هو اضطراب الآنية

نصيحة الطبي

قد يكون الفرق بين الفصام وثنائي القطب غير ملحوظ بشكل كبير، ولكن من المهم الحصول على التشخيص الصحيح للحالة، لتجنب استخدام طرق علاج قد لا تكون فعالة لإحدى الحالات، ولاستخدام العلاجات اللازمة للأعراض التي يعاني منها المريض.