يعد اضطراب التحدي المعارض أو العناد الشارد (بالإنجليزية: Oppositional Defiant Disorder) من اضطرابات السلوك التي تصيب الأطفال وربما يمتد الأمر إلى مرحلة المراهقة، ويشمل علاج اضطراب التحدي المعارض تعديل سلوكيات العناد والتحدي لدى الطفل لتجنب المضاعفات، وكذلك تدريب الوالدين على كيفية تهذيب سلوك الطفل بطريقة إيجابية. [1]

تظهر سمات اضطراب التحدي المعارض عند الأطفال والمراهقين في صورة العناد الشديد وسلوك التحدي مع الوالدين، وتصرفات عدائية وانتقامية تجاه الآباء أو زملاء المدرسة، علاوة على الجدال، وعدم الطاعة، والتسلط، وحدوث نوبات متكررة من الغضب الشديد. [1]

تعرف في هذا المقال على طرق علاج اضطراب العناد الشارد عند الأطفال والمراهقين والأساليب الحديثة المتبعة في العلاج.

علاج اضطراب التحدي المعارض

يعتمد علاج اضطراب التحدي المعارض على عدة عوامل منها عمر الطفل، وشدة الأعراض، وكذلك قدرة الطفل على المشاركة في العلاج ومدى الاستجابة. ويتضمن علاج هذا الاضطراب العلاج الفردي للطفل ومشاركة أفراد الأسرة لمساعدة الطفل على التعافي ومتابعة مدى فعالية العلاج. [1]

نذكر فيما يلي أساليب علاج اضطراب التحدي الاعتراضي عند الأطفال والمراهقين: 

العلاج السلوكي المعرفي الفردي 

يفيد العلاج السلوكي المعرفي الفردي، وهو نوع من العلاج النفسي، في علاج اضطراب التحدي المعارض عند الأطفال من خلال: [2]

  • تعليم الطفل أساليب التصرف الصحيحة عند الغضب وكيفية التحكم في الانفعالات وحل المشاكل.
  • إقناع الطفل بسلوكيات إيجابية بديلة لتحل محل السلوكيات السلبية.
  • تعلم كيفية التواصل الإيجابي مع الآخرين.
  • تعلم طرق فعالة للتعامل مع الإحباط والتوتر.

كذلك يساهم العلاج السلوكي المعرفي الفردي عن طريق التدريب الإدراكي في بيئة آمنة تسمح بعرض المشاكل والعوامل المسببة المحتملة ومحاولة علاجها؛ مما يساعد على مواجهة التحديات، مثل: [2]

تجدر الإشارة إلى أن البدء بهذا العلاج في وقت مبكر بمجرد ظهور الأعراض يكون أكثر فاعلية قبل تأصل العلاقات الأسرية السلبية. [2]

تدريب الوالدين وأفراد الأسرة

تساهم برامج تدريب الوالدين والعائلة مع معالج مختص في علاج اضطراب التحدي المعارض عن طريق توجيه الوالدين إلى طريقة التصرف الصحيحة في اللحظات الصعبة، على سبيل المثال كيفية التعامل مع الطفل عند حدوث نوبات الغضب رغبة في الحصول على شيء ما، دون الاستسلام وتلبية رغبة الطفل، إذ أن ذلك يشجعه على التمادي في اتباع هذا السلوك السيء. [3]

بالإضافة إلى ذلك، يتعلم الآباء في برامج التدريب الأساليب الصحيحة للتعامل مع سلوكيات الطفل الجيدة أو السيئة، وذلك بتحديد السلوكيات المطلوبة من الطفل ومتابعة تنفيذها. [3]

يعد أسلوب المكافأة أو العقاب من الطرق الفعالة في علاج اضطراب التحدي المعارض، حيث يُمنح الطفل مكافأة عند القيام بما طُلب منه، أو يعاقب بعقاب مناسب ثابت عند مخالفته للمطلوب أو اتباع سلوك سيء. [3]

صممت برامج التدريب الفعالة لتدريب الوالدين على المبادئ الأساسية الآتية: [3]

  1. تعزيز السلوك الإيجابي عن طريق مدح السلوك الجيد واتباع نظام المكافآت، مثل منح نجمة عند القيام بسلوك جيد، وتوضع النجوم على لوحة مخصصة يراها الطفل.
  2. الحد من السلوك السلبي من خلال تجاهله للقضاء على فكرة الطفل في استخدام هذا السلوك السيء كوسيلة للفت الانتباه أو إجبار الوالدين على تحقيق رغباته.
  3. منح امتياز معين أو مكافأة للتشجيع على الإقلاع عن السلوك السلبي إذا كان هذا السلوك خطيراً جداً ولا يمكن تجاهله.
  4.  تجنب الأسباب التي عادة ما تستثير السلوك السيئ عند الطفل.

اقرأ أيضاً: العنف اللفظي الموجه للطفل سلوك يجهل الأبوين خطره

العلاج بالتفاعل بين الأبوين والطفل

يعد تعزيز التفاعل بين الأبوين والطفل محور أساسي في علاج اضطراب التحدي المعارض، حيث يعمل هذا العلاج على تحسين التواصل بين الوالدين والطفل باتباع عدة طرق فعالة، منها جلوس المعالج خلف مرآة أحادية الاتجاه بحيث لا يراه الطفل والتواصل مع الوالدين من خلال سماعة أذن يضعها الأب والأم، ويقوم المعالج بتدريب الوالدين على كيفية إعطاء تعليمات واضحة للطفل للتعامل مع سلوك معين له، ومن ثم إعطاء مهلة للتنفيذ، والثناء على الأطفال عند الاستجابة. [3]

يهدف هذا العلاج إلى كسر دائرة التحدي والعناد بين الطفل والوالدين وتعليم الطفل طرقاً جديدة للتصرف والتعبير عن رغباته. [3]

اقرأ أيضاً: نصائح لأهالي المصابين باضطراب التحدي الاعتراضي

علاج اضطراب التحدي المعارض في المنزل

يعمل علاج اضطراب التحدي المعارض في المنزل على توطيد العلاقة بين الطفل وأبويه وتهذيب سلوكياته، ويشمل ما يلي: [4]

تكوين علاقة إيجابية بين الطفل والوالدين

تعد الخطوة الأساسية والمهمة في علاج اضطراب التحدي المعارض هي بناء علاقة إيجابية بين الطفل والوالدين، فعلى سبيل المثال تساعد مشاركة الوالدين في اللعب مع الطفل، وقضاء أوقات ممتعة، والقيام بالأنشطة التفاعلية، في تحسين العلاقة بينهم وتقليل عناد الطفل. [4]

تحديد السلوكيات المطلوبة من الطفل

ينبغي على الوالدين عند البدء في علاج العناد الشارد تحديد السلوكيات الإيجابية التي ينبغي على الطفل اتباعها في مواقف معينة في نطاق المعقول والممكن حتى يتسنى الاستمرار في تطبيقها، ويجب توضيح هذه السلوكيات للطفل بطريقة واضحة ومفهومة في أوقات الهدوء وليس أثناء نوبات الغضب أو المواجهة. [3]

الانضباط والمكافآت

يفيد اتباع أسلوب المكافأة والمدح والثناء اللفظي في علاج اضطراب التحدي المعارض، حيث تقدم المكافآت للطفل عند القيام بالسلوكيات الإيجابية كما طلب منه، ويمكن السماح للطفل بالمشاركة في اختيار المكافآت التي يرغب بها، وكذلك وتقديم الأطعمة المحببة له كمكافأة. [4]

وضع روتين يومي 

يساهم وضع روتين للأنشطة اليومية في علاج اضطراب العناد الشارد عند الأطفال، حيث يقلل ذلك من احتمالية حدوث مواجهة. [4]

التفاعل الاجتماعي

يجب تشجيع الطفل على الاختلاط بالآخرين والتعامل معهم كجزء من علاج اضطراب التحدي المعارض، ولكن في البداية يجب أن يكون ذلك تحت إشراف لمتابعة تطبيقه للقواعد التي يجب الالتزام بها، ولمساعدته على التفاعل بشكل مناسب. [4]

اقرأ أيضاً: كيفية التعامل مع سلوك الطفل العنيد والمخرب

نصائح علاج اضطراب التحدي المعارض للكبار

قد يفيد في علاج اضطراب العناد الشارد عند الكبار والمراهقين اتباع الاستراتيجيات الآتية: [2]

  • تقبل المراهق تحمل مسؤولية أخطائه وأفعاله المتهورة.
  • العمل مع معالج نفسي لتعلم مهارات التحكم في العواطف وإدراتها بطريقة سليمة، وتجنب سلوكيات التحدي والصراع، بالإضافة إلى تلقي العلاج المناسب لأي مشاكل أخرى متزامنة مع اضطراب التحدي المعارض.
  • ممارسة تمارين التأمل الواعي والتنفس العميق؛ للمساعدة في تهدئة نوبات الغضب.
  • القيام بأنشطة تساهم في تخفيف التوتر، مثل ممارسة الرياضة أو قضاء وقت مع الأصدقاء، أو الاستمتاع بممارسة الهوايات المفضلة.
  • وضع روتين شخصي يساهم في الحفاظ على معنويات عالية وحالة عامة جيدة.

اقرا ايضاً :

فورتايؤكسيتين: أحدث دواء مضاد للاكتئاب

علاج اضطراب التحدي المعارض بالأدوية

لا توجد أدوية معتمدة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج اضطراب التحدي المعارض، ولكن أحياناً قد تستخدم بعض الأدوية للمساعدة في التحكم في سلوكيات التحدي والعناد. [3]

فقد وجد أن معظم الأطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطراب العناد الشارد تظهر عليهم علامات التحسن عند تناولهم جرعة منخفضة من مضادات الذهان غير النمطية، مثل الأريبيبرازول (بالإنجليزية: Aripiprazole) والريسبريدون (بالإنجليزية: Risperidone)، ولكن تجدر الإشارة إلى أن هذه الأدوية لا تستخدم إلا تحت إشراف طبيب مختص. [3]

اقرأ أيضاً: اضطرابات الشخصية

انا أخذ دواء ريسبيريدون و سيرالين وانفرانيل لعلاج الوسواس القهري واحيانا أصاب بأرق شديد لأيام هل هناك اي دواء اضافي استخدمه للمساعده علي النوم في أيام الارق